قصة لوط عليه السلام

قصة لوط عليه السلام، وما تؤول إليه من أحداث بدأت منذ هجرة سيدنا لوط من بابل إلى الأردن، حيث استقر بها ودعا القوم إلى توحيد الواحد الأحد، والبعد عن المحرمات وما نهانا عنه الخالق.

حيث نبذ شركهم وفعلهم للواط وكافة الفسق والفجور الذي انتشر بينهم، لكنهم قابلوا ذلك بالرفض والتعنت تجاه ما اعتادوه ويسيرون على نهجه، ونتعرف على القصة كاملة خلال سطورنا.

قصة لوط عليه السلام

سردت قصة لوط عليه السلام بالآيات الكريمة لقوله تعالى: “وَلوطًا إِذ قالَ لِقَومِهِ أَتَأتونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمينَ* إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ* وَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالوا أَخرِجوهُم مِن قَريَتِكُم إِنَّهُم أُناسٌ يَتَطَهَّرونَ” الآية من 80 إلى 84 بسورة الأعراف.

ويمكن عرض القصة بشكل مستفيض من خلال التعرف على النقاط التالية:

اقرأ أيضا: قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل

من هو نبيّ الله لوط -عليه السّلام؟

  • كان سيدنا لوط عليه السّلام، مِمَّنْ آمن بدعوة التوحيد التي نشرها عَمّهِ إبراهيم -عليه السّلام.
  • وقرر الهجرة معهُ إلى مدينة الشام، ثم توجه إلى سدوم، وتزوّج هناك، فأرسله المولى جل وعلا إليهم، فآمن به ابنتاه، ولكن زوجته لم تؤمن وكفرت.
  • كما تعنتت زوجته في نقل كافة أخباره إلى القوم والتعرف على من يتردد عليه أيضًا.
  • لكن الله سبحانه وتعالى قد كتب لبيت لوط إيمانه الكامل من خلال هلاك زوجته مع قومها، وسلامته هو وابنتاه ومن آمن به.

من هم قوم لوط عليه السّلام؟

  • هُم من كانوا يقطنون بمدينة سدوم؛ والتي تقع بجوار البحر الميت ومقرها شرق النّهر بغور الأردن.
  • كما اعتادوا فعل اللواط وتعبدوا بالآلهة ولم يعترفوا بما آتاهم الله من نعم وعطايا استغلوها جميعًا في المعصية وارتكاب الفجور.
  • فتم وصفهم بكتاب الله تعالى بقوله: “وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ” الآية 74 سورة الأنبياء.
  • كما عرفوا بالجهر بالمعصية والفخر بها، وكانوا يقفون عبر الطرق يترصدونها ليعثروا على أَيًّامن الرجال الوافدين.
  • حيث بعث المولى عز وجل إليهم سيدنا لوط عليه السّلام، ليرشدهم للهداية والدعوة إلى التوحيد، وقوبلت دعوته بالرفض والاستمرار على ممارسة المحرمات.

بداية دعوة لوط عليه السّلام

  • بدأت دعوة سيدنا لوط عندما بلغ سنّ 40 عام إلى قوم سدوم.
  • لحثهم على التوحيد والإخلاص بالعبادة، وأوضح لهم أنه يري ما فيه صلاحهم لِقولهِ تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ*
    • إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ* وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) الآية من 160 إلى 164 سورة الشعراء.
  • لكنهم قابلوا الدعوة بالتكذيب، بل ولم يتوقفوا عن ذلك الحد حيث هددوه بالطرد من القرية وإبعاده عن ما يملك.
  • كما استكملوا بطشهم وظلمهم حينما طالبوا أهالي القرية جميعهم بالابتعاد عنه وعدم توجيه أي أحاديث له.
  • بالرغم مما عاناه سيدنا لوط عليه السلام، إلا أن ذلك لا يحول دون استمراره في الدعوة وعظة القوم، وما كان منهم إلا أن استهزءوا بكلامه وطلبوا أن يأتيهم بالعذاب الذي يحدثهم عنه.
  • وهنا دعا لخالقه بقوله: (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ).

ابتلاء الله تعالى لقوم لوط عليه السّلام

للاطلاع على قصة لوط عليه السلام بشكل كامل نوضح الآتي:

  • كما أعد الله سبحانه وتعالى هلاك قوم لوط بداية من نزول الملائكة إلى لوط عليه السّلام متخذين هيئة رِجالٍ.
    • وفور ما رأتهم زوجته قامت تهرول لقومها تصف حسن الرجال.
  • فأسرع القوم لبيت سيدنا لوط، فخرج إليهم سيدنا لوط خوفًا على الرجال من القوم، واستطرد قوله بعرض الزواج من ابنتيه مقابل ترك الرجال.
  • وذلك بِنَاءَا على ما ورد في الآيات الكريمة لقوله تعالى:
    • “وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ” الآية 78 سورة هود.
  • كما لكنهم اعرضوا عن ذلك وأوضحوا إليه أنهم يريدون الرجال.
    • وهنا لم يوجد سبيل لسيدنا لوط إلا أن توجه لخالقه، لكن الملائكة أبلغوه بشأنهم وأنهم مبعوثون لهلاك القوم.
  • حيث قال تعالى:
    • “قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ”
    • الآية 81 سورة هود.
  • فهنا سار لوط ومن آمن معه أثناء الليل، وعند بلوغ الصّباح أرسل المولى سبحانه وتعالى على القوم الكافرين العذاب ولاقوا حتفهم وهلاكهم جميعاً.

كما يمكنكم الاطلاع على: قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

صفات قوم لوط

ذكرت صفات قوم لوط بالعديد من الكتب المأثورة، ونوضحها إيجازًا خلال السطور التالية:

  • دائمي حل الأزرار.
  • الحذف بالحصى.
  • شعرهم مصفف.
  • رمي البندق.
  • اعتياد الصفير بالأصابع.
  • فرقعة الكعب المستمرة.
  • اعتياد شرب الخمر.
  • إتيان الذكور.

سبب هلاك قوم لوط

استكمالا لعرض كل ما يخص قصة لوط عليه السلام، نوضح سبب هلاك قومه في السطور التالية:

  • سيدنا لوط قام بوعظ قومه كثيرًا فقد هددهم بتعرضهم للرجم أو الإخراج، لممارستهم الشذوذ الجنسي.
  • كما كانوا يقطعون الطريق على المسافرين والتجار حاملي البضائع.
    • ويسلبون أموالهم ويعتدون عليهم بفعل الفواحش، ويحرضون على طرد سيدنا لوط من المدينة.
  • بالإضافة إلا أنهم كانوا من المجاهرين بذنوبهم ومعاصيهم.

كيفية هلاك قوم لوط

اختص الله تعالى قوم لوط بعذاب أليم لفجورهم واتباعهم أهوائهم، واستخدامهم لما أوتوا من مزايا بالعصيان والتجبر على رسالة التوحيد والاستهزاء بسيدنا لوط.

كما يمكن التعرف على كيفية هلاكهم خلال تقديمنا لـ قصة لوط عليه السلام فيما يلي:

  • هلك قوم لوط عليه السلام بالحصباء، وهي الحجارة الصغيرة أو ما يعرف بالحصى، وكانت أشبه بالسحاب المتناثر.
    • فأدت لدمارهم وهلاكهم.
  • وورد بذلك الشأن قوله تعالى: “إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ”.
  • كما قد أنجى الله سبحانه وتعالى سيدنا لوط عليه السّلام ومن أتبعه.
  • جدير بالذكر أن عذاب قوم لوط مستقرّ عليهم إلى أبد الآبدين، لقوله تعالى: (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ).
    • الآية 38 سورة القمر، وقيل إنّ جبريل عليه السّلام هو من قام بخسف الأرض على قوم لوط.

كما يمكنكم التعرف على: قصة سيدنا ابراهيم في القران الكريم

وإلى هنا نكون قد انتهينا من عرض قصة لوط عليه السلام، ولكم منا أطيب الأمنيات بالاستفادة من موضوع المقال وأن نكون أضفنا إلى معلوماتكم ولو جزء قليل، ونود منكم مشاركة المقال عبر الصفحات المختلفة حتى يستفيد أكبر عدد ممكن، دمتم بخير.

مقالات ذات صلة