قصة قارون وكنوزه والعبرة منها
مما لا شك فيه إن القصص المذكورة في القرآن الكريم لها أهداف حيث إنها تقوم بتعليمنا كم كبير من المعلومات الخاصة بالحياة، والتي نغفل عن التعرف عليها بشكل كبير وواضح.
كما إننا نخرج منها في نهاية المطاف بعبرة عظيمة تجعلنا نتأمل بها، ونحاول عدم تكرار أخطائها وواحدة من تلك القصص هي قصة قارون.
فمن هو وما هي قصته هذا ما سوف نتعرف عليه في موضوعنا التالي، فتابعوا معنا موقعنا المتميز دوماً مقال maqall.net.
محتويات المقال
من هو قارون
- قارون كان أغنى رجل في عصر سيدنا موسى عليه السلام، حيث كان من أغنى أغنياء الرجال الموجودين في هذا العصر.
- حيث كانت ثروته كبيرة لدرجة لا تعد ولا تحصى، كما كانت أمواله والذهب والمجوهرات الخاصة به تتخطى حدود العقل.
- فقد كان قصره ممتلئ بالغرف وفي كل غرفة نجدها ممتلئة بالذهب والمجوهرات.
- كما كان يحتاج إلى رجال أقوياء، من أجل حمل الصناديق التي تحتوي على مفاتيح الغرف التي تحتوي على الذهب.
- وأيضاً كان لديه صندوقان كل صندوق ممتلئ بالمفاتيح التي تخص الغرفة، حيث كان في حاجة إلى حوالي ثمانية رجال.
- من أجل حمل الصناديق تلك مع العلم إن جنوده كانوا يرتدوا الخوذ من الذهب مع المجوهرات الذهبية.
حياة قارون
- على الرغم من غناه الشديد وثرائه الفاحش هذا، إلا أنه كان لا يقوم بإعطاء أي أموال للفقراء أو المساكين حتى ولا كان يهتم بالمحتاجين.
- ومن في حاجة إلى أموال، فقد كان كل يوم يقوم بعد أمواله.
- ومشاهدة ذهبه بنهم شديد ورغبة دائمة في عدم التخلي عنهم أبداً مع شرب الخمر والسكر.
- كما كان ظالم بشكل كبير، حيث كان لا يهتم بأحد سوى بماله وثرائه واحتياجاته.
- وقام بنصحه كثير من الأشخاص بأن يتصدق من أمواله لله سبحانه وتعالى.
- والذي رزقه بتلك الأموال والمجوهرات ولكنه مع الأسف كان غليظ القلب وقاسي، ولا يهتم بأي شخص سواه.
- حيث كان يرفض وبشدة التصدق على الفقراء والمساكين، معللاً السبب وراء ذلك بأنه ماله وحده.
- وهو من تعب بالحصول عليه طوال تلك السنوات وليس لأي أحد الفضل عليه به.
هل قارون من أهل موسى
- الإجابة بالطبع لا ليس من أهل موسى، ولكنه كان في عصر موسى عليه السلام.
- وكان من ضمن الجماعة التي تم إرسال موسى إليهم.
- حيث إن درجة الأهل تلك، يتم إعطائها لمن يؤمن برسالة موسى عليه السلام ودعوته.
- حيث ألا يشترط أن يكون أهل موسى أي من درجة قرابته له.
- من الممكن أن يكون قارون، ممن قد قام بتصديق دعوة موسى عليه السلام.
- ولكنه مع الوقت وحينما فتح الله عليه من وسع ورزقه برزق واسع.
- فأصبح ساخطاً على نعمة الله عليه سبحانه وتعالى ورزقه له، حيث أعطاه ما لم يخطر على عقل بشر من الأموال والكنوز والمجوهرات.
- مما جعله ينشغل بها عن الله وعن إعطاء المحتاجين والمساكين، فأصبح متمرداً على الخير.
- ولا يحب القيام به بل يهتم بثروته وكنوزه فقط.
اقرأ أيضاً: قصة سيدنا موسى مع الخضر مختصرة
فضل الله سبحانه وتعالى على قارون
- جعله لديه القدرة على جمع الأموال بطرق مختلفة، والقدرة على العلم والمعرفة بوسائل جمع تلك الأموال.
- فتح الله سبحانه وتعالى عليه باب الغناء، والثراء الفاحش من جميع أبوابه حيث من عليه بالذهب والفضة والمعادن المختلفة.
- كذلك القدرة على امتلاكه لطرق التمويل المختلفة، مع القدرة على استثمار المال مع القدرة على حفظة وحمايته وتمويله بشكل سليم.
- كانت لديه جماعات من الخدم والحشم، والذين يقوموا بحفظ الأموال الخاصة به وأيضًا حماية أمواله.
- كان قارون القطب الاقتصادي الأعظم، مقابل القطب السياسي الأعظم فرعون حيث كان كلًا منهما ظالم ويستغل الأشخاص الجاهلين.
- من أجل ساب عقولهم، فقد كانوا ظلمة كلاً منهما في مجاله، حيث كانوا يسلبوا عقل الفقراء ويستبدونهم.
علامات سخط قارون على نعم الله
- قد ظن قارون بأنه بذكائه وقوته تمكن من جمع ثروته تلك وأن لا دخل لأي أحد في الحصول على تلك الأموال.
- دخل في دائرة جحود لله سبحانه وتعالى حيث أصبح كافرًا لنعمة الله ولا يراها ولا يقدرها.
- كفره برسالة موسى نبي الله عليه السلام وعدم رغبته في الإيمان بالله الواحد الصمد.
- حبه الشديد للتفاخر والتباهي بأمواله أمام الجميع.
- عدم حبه للفقراء والمساكين واليتامى وعدم رغبته في مساعدتهم.
- رأى بأن أمواله تلك تخصه فقط وحده وأنها ممتلكاته الخاصة ولا أحد له دخل بها يصرفها كما يشاء على ما يشاء.
- لم يتمكن من التفكير بشكل سليم وحتى لم يتمكن من التصرف بشكل صحيح نظرًا لحبه الجم لأمواله وممتلكاته.
- عدم اعترافه بأن الله وحده لا شريك له حيث لم يعترف بوجود الله نهائيًا وظن أنه إله نفسه.
- لم يتمكن من العظة من القصص السابقة ومن سبقوه من كان لديهم جاه ومال ولكن عظمة الله وقوته كانت أعلى من أي شيء ومن أي شخص.
قد يهمك: قصة الأميرة والوحش مكتوبة
نهاية ظلم وطغيان قارون
- في يوم من الأيام خرج قارون على قومه مرتدياً المجوهرات الذهبية الخاصة به، كما جعل جنوده كلها ترتدي الخوذ الذهبية والمجوهرات.
- وظهر للقوم أجمعي ن تحت أشعة الشمس، مما جعله متوهجاً ولامعاً وجعل الناس ذاهلون يتمنوا أن يصبحوا مثله وفي ثروته وغناه.
- ولكن الصالحين نصحوا قومه بأن الأموال تلك تجعله فاسداً مع الأسف وليس شخصاً صالحاً.
- على الرغم من المنظر ذلك الذي يدل على الغرور والتصنع، وعدم الشعور بالغير وهو معتقداً بأنه لديه عظمة خاصة.
- إلا إن فجأة ظهرت المياه من أسفل موكب قارون وجنوده، والتي قامت بابتلاع قارون بجنوده وسارت حتى امتدت إلى أمواله وكنوزه وقصره.
- ولم يتبق منها أي شيء فقد أغرق الله كل شيء كان يتباهى بها.
- كان قارون يستغيث بالناس، حيث كانت لا تظهر منه سوى يده بسبب الماء التي قد اغرقت كل شيء تخصه حتى جنوده وأمواله.
- والتي كان يتباهى بها، حتى الناس الذين كانوا يتمنوا أن يصبحوا مثله حمدوا الله على ما عافاهم ممن ابتلى به قارون.
- فقد غواه الشيطان وأثر عليه بشكل سلبي وجعله خادم عنده، لم يسمع كلمة الحق ولم يتصدق على المحتاجين والفقراء ولم يشعر بغيره وضعفهم.
أهم الدروس المستفادة من قصة قارون
- صاحب المال والسلطة والجاه في حين لم يؤمن بالله، فهو ظالم ومتسلط ولا مفر من عذاب الله له في الدنيا والآخرة.
- عدم أكل حق وأموال اليتامى والضعفاء والفقراء والمساكين، لأي سبب من الأسباب.
- إنهاء كل ما هو يدعو إلى الفساد والظلم للأخرين.
- الأموال لا تصنع الأشخاص بل العمل الصالح، والقدرة على فعل الخيرات هي من تصنع الإنسان وتجعله مميزًا في الدنيا والأخرة.
- السعادة الهامة هي تلك السعادة التي لها علاقة بالحسنات والأعمال الصالحة، والعمل على إسعاد الآخرين.
- وليس السعادة التي تقوم على نسيان فضل الله تعالى، وأيضاً تلك التي تؤدي إلى الكبر والغرور.
شاهد أيضاً: قصة البقرة المذكورة في سورة البقرة
في النهاية لقد قدمنا لكم قصة قارون تلك التي تعد عبرة عظيمة للجميع والتي لابد وأن نتعلم منها دوماً، إن من معه مال يجب أن يعلم مدى أهمية التصدق.
والشعور بالفقراء والمحتاجين وأن تلك الأموال حينما نعطي من يحتاج منها لا ينقصها، بل بالعكس يجعل الله سبحانه وتعالى بركة لمن يمتلكها.