قصة الثلاثة الذين خلفوا

قصة الثلاثة الذين خلفوا، من القصص التي بها العديد من الدروس المستفادة التي يجب على كل مؤمن الأخذ بها مع الاتعاظ، ولنتعرف على من هم الثلاثة الصحابة الذين تخلفوا.

كما ورد بشأنهم العديد من الآيات القرآنية التي تسرد ما حدث بأمرهم، وسوف نوضح ذلك لاحقًا.

تحفيز النبي المسلمين للجهاد في غزوة تبوك

بالبداية لابد من التعرف على الأحداث التي مرت لتحرك جيش المسلمين نحو جيش الروم للغزوة، ونوضحها في السطور التالية:

  • خلال حلول السّنة ٩ من الهجرة، وصلت أنباء عن سعي الروم نحو غزو المدينة المنورة والقضاء على الإسلام والمسلمين.
    • وحين ذلك أنزلَ الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِين}.
    • الآية 123 سورة التوبة.
  • فامتثل رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم لأوامر المولى عز وجل.
  • ثم بدأ يحث المسلمين على الجهاد ويعلمهم أن الطريق إلى الروم حتى يأخذون العدة ويستعدون للمواجهة، وأبلغهم بأنّ طريقَهم إلى الرّوم ليتجهّزوا.
  • حيث الطريق الطويل وشدة الحرارة وكذلك جيش الروم أعداده الغفيرة.

كما أدعوك للتعرف على: قصة الثعلب المكار

استجابة الصحابة لنداء النبي

عرض الصّحابة – رضوان الله عليهم أبرز معاني التضحية والطاعة لأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خلال تلك الغزوة، ويمكن التوضيح فيما يلي:

  • عزم أبو بكر الصديق رضي الله عنه على تقديم ماله بالكامل في سبيل الله لتجهيز الجيش.
  • نثر عثمان بن عفّانٍ رضي الله عليه ألف دينار بين يدي رسولنا الكريم لإعداد عدة الجيش للجهاد.
  • جاء عمر بن الخطاب الصحابي الجليل رضوان الله عليه بنص ما يملك من مال للجهاد.
  • أقدم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بما يقدر 40 أوقية من الذهب في سبيل الله.
  • فيما شجع صحابة رسولنا الكريم كافة القوم من غني أو فقير على تقديم ما يستطيعون في سبيل الجهاد والحفاظ على المسلمين.

تخلّف أصحاب الأعذار الشرعية

خلال اطلاعنا على ما بدر من الصحابة والمسلمين من روح التضحية والفداء، إلا أن لك لا يحيل دون وجود بعض العوائق والأعذار لبعضهم للمشاركة في الغزوة، ونوضح لك فيما يلي:

هنا نجيب على سؤال لماذا ردّ النّبيّ بعض المسلمين عن القتال معه؟ فقد تخلف مجموعة من المؤمنين عن الجهاد بغزوة تبوك فما هو السبب؟ نوضحه فيما يلي:

  • فعندما قام المؤمنين والصحابة بإنفاق ما لديهم من مال بغرض تجهيز الجيش للجهاد.
  • هنا لم يكن لديهم ما يكفيهم لتجهيز العدة الخاصة بهم للسفر والجهاد.
  • فما كان منهم إلا أن توجهوا إلى النبي الله عليه أفضل الصلاة والسلام يسألونه الغزو معه، فاعتذر لهم نبينا الكريم عن خروجهم معه، وقاموا بالانصراف وهم يبكون من أمرهم.
  • بعد ذلك أنزلَ الله سبحانه وتعالى فيهم وفي المرضى والضّعفاءِ عذرًا من مرافقة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الغزو.

تخلّف المنافقين وثلاثة من الصحابة

نتعرف على أسماء الثّلاثة الذين خلّفوا من الصحابة؟ حينما نوضح قصة الثلاثة الذين خلفوا، خلال السطور التالية:

  • حينما أمرَ الرسول صلّى الله عليه وسلّم الصّحابة بتجهيز العدة للرحيل والخروج إلى الغزوة.
  • هنا ظهر بعضٌ من المنافقين الذين تخلفوا عن الغزو، وقاموا بالعديد من المحاولات لهدم عزيمة المؤمنين بسبب طول السفر والجو شديد الحرارة.
    • ولسبب رئيسي وهو أن الروم جيش قوي مجهز بالكامل.
  • لكنّ وجد بعضا من المتخلفين عن الغزو ولكنهم من غير المنافقين أو الذين لا يملكون التجهيز للغزو.
  • لكنهم ممن تباطئوا عن تجهيزِ العدة والقيام باللحاق بنبي الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى انقضى الوقت وفات وهم:
    • “كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ، مُرَارَةَ بْنِ الرَّبِيعِ”، رضي الله عنهم.

كما يمكنكم الاطلاع على: قصة الأمير والفقير

انتصار النبي وصحابته في تبوك

النصر لا يأتي بالعدة والتجهيزات وإنما بالتوفيق من عند الخالق جل وعلا، والذي بدا جليًا خلال قصة الثلاثة الذين خلفوا، ونبين ذلك في السطور القادمة:

  • عندما وصلَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى أرض تبوكَ.
  • ما كان من جيش الرّوم إلا أن تفرق وخافوا على أنفسِهِم من جيش المسلمين من أن يفتِك بهم.
  • ولم يستطيعون التقدم لملاقاة جيش عند تبوك.
  • فما كان من رسولنا الكريم إلا أن عسكر عدة أيام بالمكان وأدار قبلته وعاد دون أن يتعرض أحد للمعركة.

قصة الثلاثة الذين خلفوا

هنا تبدأ القصة من حيث توضيح الأحداث التي مر بها الثلاثة أشخاص الذين تخلفوا عن الغزوة، ونتعرف على ذلك بشكل مفصل خلال السطور اللاحقة:

  • من المعتاد على رسولنا الكريم الرجوع من الغزوات ومن ثم الذهاب للمسجد، فهنا أتى إليه المنافقين ليختلقوا الأسباب ويعتذرون.
    • لكنه قَبِل ما أعلنوه واستغفر لهم، ووكل ما يسرونه إلى الخالق.
  • من ضمن من أتى هم الثلاثة صحابة الذين تخلفوا المذكورين سابقًا، ولكنهم لم يريدون الكذب ابتغاء مرضاة الله ورسوله.
    • فما كان منهم إلا قول الصدق وهنا أذن لهم نبي الله بالانصراف وانتظار أمر الله سبحانه وتعالى.
  • كما أنهم أصبحوا من المنبوذين بين المسلمين، وخلال ذلك التزم كُلًّا من هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ، مُرَارَةَ بْنِ الرَّبِيعِ بيوتهما يبكيان، بينما كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فقد كان يجول بين المسلمين دون أن يتحدث إليه أحد.
  • بعدما مر 40 ليلة من الليالي التي مرت ثقيلة على الثلاثة، أمر المولى جل وعلا بأن يعتزلوا نسائهم.
  • حيث ذهبَ كعبٌ لإرسال امرأتِه إلى بيتِ أهلِها، وبينما توجهت امرأة هلال بن أميّة إلى رسول الله تستأذنه في البقاء بجوار زوجها لكبر سنّه.
    • فما من نبي الله إلا أن أذن لها بشرط ألا يمسّها.
  • عقب مرور 10 ليال أخرى وهم يتكبدون المشقة والحزن الشديد ويستمرون في البكاء والتضرع لقبول توبتهم والغفران لهم.
  • حتى أتت البشرى والفرج من الله سبحانه وتعالى بقبول توبتهم، لما ورد في قوله تعالى:
    • “لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ” الآية 117 سورة التوبة.
  • واستكمالًا لما ورد عنهم بالآيات القرآنية في قوله تعالى:
    • “وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرّحِيمُ”.
    • الآية 118 سورة التوبة.
  • وبذلك تاب المولى جل وعلا عن الثلاثة الذين تخلفوا، بينما واجه المنافقين بالذم لقوله تعالى:
    • “سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” الآية 95 من سورة التوبة.

عبر من قصة الثلاثة الذين خلفوا

بعدما تعرفنا على قصة الثلاثة الذين خلفوا، علينا أن نلقي الضوء على الدروس المستفادة من القصة والتي لابد الاعتبار بها خلال مسيرة حياتنا، ونقدمها خلال السطور القادمة:

  • على المؤمن أن يدرك أنّ الصّدقَ هو مفتاح الفرج حتى لو لم يترتب عليه ما يأمله الشخص ويتمناه، وإن الكذب عواقبه وخيمة وتستمر وتزيد مع مرور الوقت.
  • ضرورة التّصالح مع النفس وما لها من أثرها على المجتمع ككل وسيره نحو الأفضل.
  • كما الحرص على الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى دون تفكير.
    • فما يكتبه الخالق للعباد ما هو فيه خيرًا لهم، ولو علم كل شخص بما هو مكتوب له لاختار واقعه.
  • التحلي بالصبر فمهما طال البلاء في سبيله للزوال برحمة الله وفضله ومغفرته.
  • الابتعاد عن التّسويف، حيث أنه من الخصال التي تتسبب في تفاقم العديد من المشاكل.
    • ولابد من تجنب ذلك الفعل لتفادي ما لا يحمد عقباه.

اقرأ أيضا: قصة الأسد والثيران الثلاثة

وفي النهاية نكون قد انتهينا من عرض قصة الثلاثة الذين خلفوا، وتعرفنا على توبة الله سبحانه وتعالى عليهم مما فعلوا.

بالإضافة إلى توضيح الدروس المستفادة من هذه القصة المميزة التي توضح مدى أهمية الصدق بحياتنا حيث ننال الفلاح في الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة