قصة سيل العرم
قصة سيل العرم، تعد هذه قصة من القصص الشهيرة جدًا التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي أخذ منها المسلمين العبرة والعظة في حياتهم، وسنتعرف في هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net على قصة سيل العرم وماذا حدث لقوم سبأ.
محتويات المقال
قصة سيل العرم
- إن سبأ يعتبر أول ملك يتوج ويحكم قحطان، واسمه عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
- وهو من ذرية سام بن سيدنا نوح عليه السلام، وقد لقب باسم سبأ لأنه أول من قام بإدخال السبي لبلاد اليمن.
- وقد امتدت فترة حكم سبأ لوقت طويل جدًا من الزمن، حيث وصلت المدة إلى 484 سنة.
كما أدعوك للتعرف على: قصة جلد الحمار
سيل العرم في القرآن والسنة
- قصة سيل العرم في القرآن الكريم قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كلوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكمْ وَاشْكروا لَه بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفورٌ (15).
- فَأَعْرَضوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أكلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهمْ بِمَا كَفَروا وَهَلْ نجَازِي إِلَّا الْكَفورَ (17).
- وَجَعَلْنَا بَيْنَهمْ وَبَيْنَ الْقرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيروا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18).
- فَقَالوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَموا أَنْفسَهمْ فَجَعَلْنَاهمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهمْ كلَّ ممَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكلِّ صَبَّارٍ شَكورٍ}.
- أما في السنة النبوية فورد عن فروة بن مسيك – رضي الله عنه – قال: “أتيت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فذكَرَ الحَديثَ، فقال رجلٌ مِنَ القَومِ: يا رَسولَ اللهِ، أخبِرْنا عن سَبَأٍ ما هو: أرضٌ أم امرأةٌ؟
- فقال: ليس بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولكِنَّه رجلٌ وَلَد عَشرةً [مِنَ العَرَبِ] فتيامَنَ سِتَّةٌ وتشاءَمَ أربعةٌ”.
- الذين تشاءموا بالشام: فلخم، وعاملة، وغسان، وجذام، وأما من تيامنوا باليمن: فالأزد، وحمير، وأنمار، وكندة، والأشعريين، ومذحج”.
بناء سد مأرب
- وتبدأ قصة سيل العرم حينما قام سبأ بأمر القوم ببناء السد، وبرغم أن سبأ عاش مدة طويلة من الزمن إلا أن السد لم يكتمل بناؤه في عهده.
- لذلك فقد قام أبنه حمير باستكمال عملية البناء، ومن بعده قام أبنه الحميري ببناء السد أيضًا حتى اكتملت عملية البناء.
- ويعتبر سد مأرب من أعظم المباني على مر العصور، حيث وقع السد بين جبلين الأول جبل الأبلق والثاني جبل مأرب الذي سمى السد على اسمه.
- وكان هناك 70 واديًا يصبون في هذا السد وذلك بخلاف الأنهار الصغيرة، وكانت الماء تبقى داخل السد مدة سنة كاملة.
انحراف قوم سبأ عن شريعة الحق
- كان سد مأرب بمثابة الحياة لقوم سبأ حيث كان يؤمن لهم المياه، لسقي أراضيهم وبساتينهم حتى أصبحت مثل الجنان وعم الكثير من الخيرات على هؤلاء القوم.
- ولم يكن في بساتينهم بعوض ولا عقارب ولا براغيث، وكان ذلك من نعم وفضل الله الكبير عليهم.
- كما أرسل الله لهؤلاء القوم 13 نبيًا يدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له.
- لكي يشكر القوم الله تبارك وتعالى على جميع النعم الوافرة التي يعيشون فيها وينعمون بها.
- ولكن قوم سبأ قد أعرضوا وانحرفوا عن الحق ولم يستجيبوا لدعوة الأنبياء، ولم يكتفوا بذلك فقد كذبوا الأنبياء وأنكروا نعم الله التي أنعم بها عليهم.
كما يمكنكم الاطلاع على: قصة أصحاب الجنة للأطفال
هلاك قوم سبأ
- بعد كفر القوم بوجود الله ونعمه أصبحت قصة سيل العرم عبرة لكل البشر، حيث سلط الله عز وجل الجرذان على قوم سبأ،
- وذلك بعد أن أعرضوا عن أتباع الأنبياء وكذبهم، وأنكروا نعم الله ولم يشكروها.
- فسكن الجرز أي الفأر الأعمى في السد وأخذ يتوالد داخل جدار السد، ويأكل بالجدار حتى أحدث ثقوبًا داخله.
- وهنا أرسل الله عز وجل سيلًا في الوادي وكان جدار السد متأكل، فلم يستطع الصمود أمام السيل الجارف فانهار السد.
- وذلك كان عقاب الله لهؤلاء القوم الذين كفروا بأنعمه ولم يشكروا الله عليها.
- كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {فَأَعْرَضوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ}، والعرم هو جمع كلمة عرمة.
- ومعنى عرم في الآية الكريمة هو جميع ما تم صنعه لأمساك الماء، ويقصد بها السد والله أعلى وأعلم.
الحياة بعد سيل العرم
- أنهار سد مأرب وأهلكت الماشية وأتلفت جميع الزروع، واختتمت قصة سيل العرم بهلاك قوم سبأ حيث لم يستطع معظم السكان النجاة من هذا السيل العظيم.
- وقد أبدل الله النعيم والجنات التي عاش وتمتع قوم سبأ بها، إلى خراب ودمار وذلك نتيجة إعراضهم وكفرهم وعدم إيمانهم بالله عز وجل.
- كان القوم يعيشون حياة رغد مليئة بالخيرات والأرزاق، ولكنهم لم يشكروا الله.
- ولم ينسبوا الفضل له ولم يؤمنوا به عز وجل فأذاقهم الله العذاب وأهلكهم بكفرهم.
تشتت قوم سبأ وماذا قال العرب فيهم
- تشتت الناجين من سيل العرم في البلاد وهاموا في مختلف البلدان.
- كما ضرب العرب الأمثال في تشتتهم ومن هذه الأمثال قولهم “تفرقوا أيدي سبأ”.
- كما أن هناك معتقد يقول بأن الأوس والخزرج ممن قد نجا من سيل العرم، ولكن لم يأت قول يجزم بأنهم هم بالفعل.
- وقد أصبحت قصة سيل العرم تردد بكثرة وأخذ الكثير من الناس عبرة من تلك القصة.
- حيث عرفوا بأنه كي تدوم النعم يجب شكر الله عليها.
- وأن استقرار أوضاع البلاد والناس عامة نعمة عظيمة يمن الله بها على عبادة.
- ومن أكثر الناس تقديرًا لتلك النعمة هم من نزحوا وتشردوا بعيدًا عن أوطانهم.
- كما أنهم أدركوا قدرة الله تبارك وتعالى البالغة والعظيم، وأن الله لا يعجزه شيء أبدًا وأنه يمهل ولا يهمل ولا يعذب قوم إلا بكفرهم وظلمهم لأنفسهم.
اقرأ أيضا: قصة الحمار الذي وقع في البئر
وبذلك نكون قد وصلنا لنهاية مقال اليوم حيث تعرفنا على قصة سيل العرم، ومعنى سيل العرم وماذا فعل الله بالقوم الذين كفروا بنعمه وصدوا عن سبيل الحق، ونتمنى أن يكون المقال نال إعجابكم جميعًا.