قصة زيد بن حارثة وزواجه من زينب
إنه من الصحابة الذين لهم مكانة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مولاه، وزينب بنت جحش من أشراف قريش، وقد تزوجا بأمر من رسول الله لمدة عام، وبعد ذلك طلقها بعد أوامر من الرسول الكريم بعد أن قال له أصبر عليها ثم أتاه وحي من الله بجعله أن يطلقها.
محتويات المقال
قصة زيد بن حارثة وزواجه من زينب
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، زينب بنت جحش إلى مولاه.
ولكنها رفضت وأبت لكونه لا يساويها في النسب والشرف.
حيث إنها من قبيلة قريش، أما هو مولى لرسول لله صلى الله عليه وسلم.
وساند الرفض أخو زينب وهو عبد الله بن جحش، وضرب هذا الزواج العديد من التقاليد والأعراف الموجودة في ذلك الوقت.
وأصر الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الزواج، وذلك لضرب المعتقدات الخاطئة والعادات التي لا يجيزها الإسلام.
حيث إن في الإسلام لا يوجد فضل لأحد على أحد ولا يوجد تمييز بين جميع أطياف البشر.
وأنزل الله بالآية الكريمة التي تحث على المساواة وهي، قال تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) في سورة الحجرات الآية (13).
وعندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم لخطبتها لمولاه، فقالت لست ناكحته، فقال بلى فناكحيه.
وامتثلت زينب بنت جحش لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إنه لا رد لكلامه.
وتزوجا وبعد سنة آتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأراد تطليقها، فطلب منه التأني والصبر.
فجاء وحي من الله في آياته في كتابه الحكيم بأن يطلقها، فطلقها.
شاهد أيضًا: بحث عن اسامة بن زيد في الإسلام
من هو زيد بن حارثة
كان صحابي جليل وقائد عسكري مهيب في الإسلام، وكان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان قد قام الرسول بتبنيه قبل بعثته، وهو أول الموالي إسلامًا والإيمان برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم، وشهد العديد من الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان قائدًا لعددًا من السرايا، وولد قبل الهجرة النبوية بثلاثة وأربعين سنة، وتم أسره عندما قامت بعض القبائل بالإغارة على بلدته.
اشتراه حكيم بن حزام إلى السيدة خديجة بنت خويلد، وعندما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان يتصف بأنه شديد القوة وشديد البياض، وكان مقربًا جدًا بالرسول صلى الله عليه وسلم.
حتى إنه حين علم بشهادتهم في غزوة مؤتة، استغفر النبي له، فقال (اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، وروحه)
من هي زينب بنت جحش
هي أميمة بنت عبد المطلب، ولزينب من الإخوة وعم عبد الله الذي كان من أوائل المسلمين وقتل في غزوة أحد.
وعبيد الله الذي هاجر مع زوجته أم حبيبة إلى الحبشة في هجرة المسلمين الأولى.
ثم ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية وبقي في الحبشة، وأبي أحمد أحد الأوائل في الإسلام.
هي إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وابنة عمته أميمة، وهي أخت الصحابي عبد لله بن جحش.
وأسلمت وهاجرت إلى المدينة، وبعد ذلك تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد تطليقها.
حيث إنها كانت متزوجة منه، وتوفت وهي في سن ال54 من عمرها.
وقد زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم إليه.
وكانت رافضة الزواج منه حيث إنه يوجد اختلاف في النسب وكان الزواج هذا مخالفًا للعادات والتقاليد.
ودام زواجهما عامًا واحد، وكانت من المسلمين الأوائل والتي هاجرت إلى يثرب بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا: بحث قصير عن اسامة بن زيد
سبب تحريم التبني
كان بصحبة أمه وهو صغير، وكانت في زيارة لأهلها فتم خطفه وبيعه في سوق عكاظ.
وكان غلامًا صغيرًا، واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
فلما تزوجها رسول الله وهبته له، وفي موسم الحج رآه بعض أقاربه فتعرفوا عليه وعادوا به إلى ديارهم.
فأخبروا أباه الذي أسرع ليفتدي ابنه ويحرره، وكان يحظى عند رسول الله بمكانة عظيمة، وجاء أبوه وعمه إلى رسول الله وطلباه منه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اخترني أو اخترهما)، فقال : ما أنا بالذي أختار عليك أحدًا.
أنت مني مكان الأب والعم، فحينها فرح الرسول ووقف على صخرة أمام الكعبة.
وقال: يا أهل قريش اشهدوا، هذا ابني يرثني وأرثه، فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا.
وحينما تزوج زينب وطلقها بعد عام، وأراد النبي الزواج منها وفقًا لوحي من الله عز وجل.
فأمر الله نبيه بالزواج من زوجة ابنه بالتبني لنفي هذا المفهوم الخاطئ من معتقدهم، وأنزل الله تعالى قرآنا بتحريم التبني.
وقال الله تعالى في محكم آياته: (ادْعوهمْ لِآبَائِهِمْ هوَ أَقْسَط عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَموا آبَاءَهمْ فَإِخْوَانكمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكمْ وَلَيْسَ عَلَيْكمْ جنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قلوبكمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفورًا رَّحِيمًا)، سورة الأحزاب الآية (5).
فدعي منذ ذلك الحين بزيد بن حارثة، وبعد نزول هذه الآية، وبعد تحريم التبني نسب كل من تبنى رجلاً من قريش إلى أبيه.
ذكر اسمه في القرآن
إنه من الصحابة واختصه الله تعالى بذكر اسمه في القرآن الكريم، وذلك دونًا عن باقي الصحابة، وتم ذكره في سورة الأحزاب الآية (37).
(وَإِذْ تَقول لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّه مبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّه أَحَقّ أَن تَخْشَاه فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكونَ عَلَى الْمؤْمِنِينَ حَرَج فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْر اللَّهِ مَفْعولًا).
وجاء سبب ذكره في القرآن الكريم وفق تفسير العلماء بأن الله أراد أن يشرع أمرًا على عامة المسلمين.
واستشهد بزيد بن حارثة في هذا الأمر، وهو مفاده أن الأدعياء ليسوا في حكم الأبناء الحقيقيون.
فضل الصحابة رضي الله عنهم
الصحابة رضوان الله عليهم هم الذين صاحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته ورسالته ومجالسته.
ولهم فضل كبير على الإسلام في الاشتراك في الغزوات والحروب على أعداء الدين.
وأكد جميع العلماء على فضلهم وعلو مكانتهم في نهضة الإسلام وعلو رايته.
وأشار الله تعالى في القرآن عن فضل الصحابة بقوله تعالى أنهم من السابقون الأولون، ووعدهم بجنات النعيم.
شاهد أيضًا: طريقة كتابة بطاقة بريدية عن الصحابي زيد بن حارثة
تناولنا في مقالنا هذا قصة زواجة، وتعرفنا على أصل ونشأة كل منهم.
وتعرفنا على سبب اختصاص الله الصحابي الجليل وورود اسمه في القرآن الكريم دونًا عن باقي الصحابة.
وفي نهاية مقالنا تعرفنا على فضل الصحابة رضوان الله عليهم.