قصة زليخة امرأة العزيز للأطفال
قصة زليخة امرأة العزيز للأطفال، هي قصة من القصص الجميلة، التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، ليستفيد منها كل مسلم، ويأخذ منها من العظات ما يساعده على مواصلة حياته دون الالتفات لأي مغريات قد تؤدى به إلى الهلاك.
محتويات المقال
زليخة امرأة العزيز
- هي كانت زوجة الوزير الذي كان موكل إليه خزائن مصر، وكان اسمه، اطفير بن روحيب، بينما كان اسم زوجته، راعيل بنت رعاييل، وقيل إن اسمها أو لقبها زليخة.
وصول سيدنا يوسف إلى قصر العزيز
- عندما اتفق إخوة يوسف عليه السلام أن يتخلصوا منه بإلقائه في غياهب الجب، مر بجانبه قافلة كانت متجهة إلى مصر، فذهبوا للتزود بالمياه من البئر، وعثروا عليه وفرحوا لذلك فرحا شديداً.
- وذهبوا به إلى مصر حيث صادف وجودهم العزيز وزوجته، فاشترى العزيز منهم سيدنا يوسف ثم طلب من زوجته أن تكرم وجوده.
- وتحسن إليه لعله يساعدهم في أعمالهم، ويحافظ على أموالهم، أو يكون لهم ولداً بالتبني، فتقر أعينهم به لأن العزيز كان عقيماً لا ذرية له.
- كبر سيدنا يوسف، وبلغ أشده، وكان شديد الوسامة حسن المظهر فقد منحه الله تعالى أكثر من نصف وسامة رجال الدنيا.
- فكان كل من يشاهده يتعجب من كمال جماله وكأنه ليس من بنى البشر.
- فأعجبت امرأة العزيز به لدرجة الفتنة فراودته عن نفسه، وكان سيدنا يوسف يعلم أن ما تدعو إليه امرأة العزيز، على الرغم من جمالها الآخاذ.
- لا يجوز، فهو يخاف الله تعالى ويتقه، قامت امرأة العزيز بإغلاق الأبواب على كلاهما، وتعطرت له وتجملت بأغلى الملابس، والمجوهرات.
- جاهد يوسف نفسه وامتنع، واستعاذ بالله ولجأ إليه راجياً أن يحفظه من هذه الفتنة، خاصة وأنه يتذكر إحسان زوجها إليه، وكاد يوسف أن يميل لتك الفتنة لولا أن حفظه الله، وعصمه من الوقوع في الفاحشة.
- حاول يوسف بكل ما أوتي من قوة الامتناع عن زوجة العزيز بالفرار منها.
- فجرى نحو الباب ويحاول الخروج فلحقت به زوجة العزيز لتمنعه وأمسكت بقميصه من الخلف، وإذا بهما فجأة يجدان العزيز عند الباب.
- استخدمت زوجة العزيز المكر، والدهاء لتبعد شكوك زوجها عنها، وألصقت التهمة بيوسف، وقالت لزوجها.
- ما جزاء من أراد أن يستحل عرضك، وشرف أهل بيتك؟ وأوصت زوجها أن يعاقب يوسف بالحبس لتبرئ نفسها.
اقرأ أيضا: قبر زليخة زوجة النبي يوسف
انتشار خبر براءة يوسف في المدينة
- في ديوان الملك كان هناك رجل يعتبر من أقارب زوجة العزيز، لما رأى حيرة العزيز أخبره أن حقيقة الموضوع في قميص يوسف، وشهد شاهد من أهلها.
- إن كان قميصه ممزقا من الأمام فصدقت هي، وكان يوسف من الكاذبين، وإن كان القميص تمزق من الخلف فكذبت هي، وكان يوسف من الصادقين.
- وعندما تم تبرئة يوسف من التهم الموجهة إليه، وعلم العزيز حقيقة الأمر طلب من زوجته استغفار ربها عما حدث منها، كما طلب من يوسف ألا يخبر أحداً بهذا الأمر.
- لكن الخبر انتشر في المدينة كالنار في الهشيم، وبدأت نساء المدينة التلاسن على زوجة العزيز، والخوض في سمعتها.
- واستنكارا فعلته بمراودة يوسف عن نفسه، وكيف أنها أحبته هذا الحب، وما هو إلا خادم في قصرها.
موقف زليخة من انتشار الخبر
- لما علمت زوجة العزيز بكل الكلام المدار حولها من النسوة، وكيف أنهن يلعبن عليها فتنتها بيوسف لم تسكت.
- وأرادت تبرئة نفسها أمامهن، وأن تبرهن لهن أن ما فعلته كان من الممكن أن يفعلن، لأن يوسف ليس أحد من الرجال.
- تفتق ذهن زوجة العزيز إلى حيلة بدعوة نسوة المدينة إلى الاجتماع بمنزلها، واهتمت بنفسها بمجلس الضيافة.
- وحرصت أن يكون أمام كل واحدة منهن طبق من الفاكهة اللذيذة به سكين.
- وطلبت من يوسف عليه السلام أن يخرج إليهن ليشاهدن جماله، ووسامته.
- عندما خرج يوسف أصيبت النسوة بالذهول عندما رأينه، وأجمعن أنه من المستحيل أن يكون بشراً إنما هو ملك من الملائكة.
- ومن شدة فتنتهن به قطعن أيديهن بسكين الفاكهة من دون أن يشعرن بالألم.
- والتمسن لزوجة العزيز العذر فيما قدمت إليه سابقاً.
- عندما رأت زوجة العزيز دهشتهن الشديدة، وانبهارهن به أخبرتهن أنه رفض طلبها منه بمراودته عن نفسه.
- وإن لم يستجيب لها سوف تضعه في السجن، فطلبت النساء منه أن يلبي لها طلبها.
- ولا يعصيها إلا أنه رفض ذلك، ونادى ربه أن السجن أحب إليه من الوقوع في الفاحشة.
حياة يوسف في السجن
- فضل يوسف عليه السلام السجن عن الوقوع في المعصية، وهرباً من الفتنة، ودخل معه السجن فتيان استأنسا بحديثه.
- ورأوا فيه من الحكمة ما يمكنهم من أخذ رأيه في جميع أمور حياتهم.
- فرأى الفتيان كلاً منهما رؤية مختلفة، فقد رأى أحدهما أنه يسقى ربه خمراً.
- أما الآخر فرأى أن فوق رأسه خبز تأكل منه الطيور، فانزعجا لهاتان الرؤيتان.
- وطلبا من يوسف أن يطمئنهما، ويخبرهما بتفسير حلمهما.
- فأخبرهما يوسف أن أحدهما سيخرج ويسقى الملك وطلب منه أن يذكره ويذكر اسمه للملك، لكنه نسى.
- أما الآخر فأخبره يوسف أنه سوف يصلب وتأكل الطيور من رأسه وهكذا بفضل الله قضى الأمر الذي فيه تستفتيان.
- وبالفعل خرج أحدهما لكنه لم يتذكر يوسف فلبث في السجن بضع سنين أخرى حتى جاء يوم رأى فيه الملك رؤية غريبة بأن هناك سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف.
- وسبع سنبلات قمح خضرٍ، وأخر يابسات، واحتار في تفسير هذه الرؤيا كل مستشاري الملك.
- وأخبروه بأنها أضغاث أحلام، وهنا تذكر ساقي الملك يوسف فطلب من الملك أن يرسله.
- وبالفعل خرج يوسف وفسر الرؤيا للملك بأنه ستأتي سبع سنين مملوءة بالخير يأتي بعدهم سبع سنين عجاف.
- وعليهم أن يحزنوا ما سيأتيهم من الخير الوفير للسنوات العجاف.
- وأن يتركوا سنابل القمح على حالها لهذه السنوات، وهكذا نجت مصر من مجاعة شديدة طالت الشعوب.
- وجاءت الدول تستجدى المؤونة من مصر.
كما أدعوك للتعرف على: سبب وفاة النبي يوسف
اجتماع يوسف وإخوته
- بلغ الخير الوفير في مصر مسامع العديد من الدول منها الدولة التي بها إخوة يوسف فأرسل لهم أبوهم لطلب المؤونة وخرجوا جميعهم ومعهم أخو يوسف الصغير.
- بنيامين، على الرغم من قلق والده وخوفه من فقدانه كما فقد يوسف.
- فذهبوا وقابلوا يوسف فعرفهم ولم يستطيعوا هم التعرف عليه.
- لجأ يوسف إلى الحيلة لكي يبقى أخيه بنيامين بجواره، فوضع صواع الملك داخل رحل أخيه.
- فأذن مؤذن أيتها العير إنكم سارقون، أقبل إخوة يوسف عليه يستفسرون وهم يقولون ما جئنا إلى هنا لنسرق.
- فبدأ يوسف بتفتيش بأوعيتهم قبل وعاء أخيه حتى استخرج صواع الملك من وعاء أخيه.
- توسل إخوة يوسف أن يترك أخاهم الصغير ويأخذ أي منهم بدلاً منهم لكنه رفض رفضاً قاطعاً.
- ورجع إخوة يوسف ليقصوا على أبيهم كل ما حدث، فحزن الأب لذلك وابيضت عيناه وفقد بصره.
- فرجع الإخوة إلى يوسف متوسلين أن يفرج عن بنيامين إلا أنه رفض.
- وأعطاهم قميصاً له ليضعوه على وجه أبيهم، وبالفعل ارتدت بصره بقدرة الله.
- وعرف الأب أن يوسف مازال على قيد الحياة وذهب لرؤيته فرحاً.
الدروس المستفادة من قصة سيدنا يوسف
- الإنسان الفاضل لا يقابل الإحسان بالإساءة، وإنما يظل محتفظاً بالجميل طوال حياته.
- الأخبار السيئة تنتشر بين الناس كانتشار النار في الهشيم.
- أن الإنسان الذي يتقى ربه يفضل أن يعاقب بأي شيء في الدنيا على أن يعصى الله.
- أن الصبر على الإيذاء ومنع النفس عن الوقوع في الشهوات جزاؤه عظيم عند الله.
كما يمكنكم الاطلاع على: أين يقع قبر سيدنا يوسف
في نهاية رحلتنا عبر موقع مقال maqall.net فعلى كل أم، وكل أب أن يقص على أبنائه قصة سيدنا يوسف عليه السلام.
وما حدث معه طوال حياته من مواقف منذ الصغر حتى كبر وأصبح يملك مفاتيح خزائن مصر، وكيف أن الله رد إليه كرامته وعوضه خيراً في كل أمور حياته ثوابا على إيمانه، واعتصامه بالله.