اللهم صلى على سيدنا محمد
اللهم صلى على سيدنا محمد، هي أحد العبادات المتبعة من المسلمين والتي أمرنا الله عز وجل بها في كتابه العزيز “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”.
كما أن الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم تفتح لنا من الرزق وأبواب الفرج كثيراً، لذلك سنتحدث معكم عن الصلاة على نبينا محمد وطرق ذلك وحكمها وفضل الصلاة على النبي لذا تابعونا.
محتويات المقال
ما هو معنى الصلاة على سيدنا محمد؟
اللهم صلى على سيدنا محمد، جملة كثيراً ما نرددها، فهي أحد الطاعات التي أمرنا بها من الله عز وجل وتعود علينا بالخير الوافر.
- يختلف المعنى الخاص بكلمة الصلاة حسب من يقوم بالصلاة وعلى من.
- يقصد بها الدعاء كما ذكر بالمعجم.
- صلاة الله على خلقه: هي رحمة موصولة بالتعظيم.
- كما أنه يرفع بها درجاتهم.
- وجاء ذلك كما أثنى الله على المؤمنين وقال بكتابه” هوَ الَّذِي يصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا”.
- صلاة الملائكة على خلق الله من المؤمنين: عبارة عن استغفار ودعاء للمؤمنين.
- صلاة المؤمنين على غيرهن من المؤمنين: هي دعاء أيضًا.
- كما ذكر بالقرآن الكريم ” خذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تطَهِّرُهُمْ وَتزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.
- صلاة البشر لله عز وجل: هي فروض الصلوات التي كتبها الله علينا.
- وحددت بخمس فروض لها مواقيت محددة، قال عز وجل “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”.
- أما عن الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- جاء عن أبو العالية: “صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته، وصلاة الملائكة عليه الدعاء”.
- وجاء عن العز بن عبد السلام قال: “ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه صلى الله عليه وسلم، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام”.
شاهد من هنا: تفسير حلم الصلاة على النبي للعزباء والمتزوجة والرجل
حكم الصلاة على النبي محمد
يرى أغلب جمهور العلماء أن الصلاة على النبي مستحبة وتوازي في منزلتها السنن المؤكدة.
- يرى أنها واجبة ذكرها مرة واحدة بالعمر.
- حيث قال القرطبي: “لا خلاف في وجوبها في العمر مرة، وأَنها واجبة في كل حين وجوب السنن المؤكدة”.
- كما وجبت على المسلمين أثناء أداء فريضة الصلاة خلال قول التشهد الأخير.
- وهذا ما اجتمع عليه الشافعية وأيضاً المالكية.
- معروف أنه من الواجب أن نكثر من الصلاة على النبي محمد اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
- كما يرى أنها واجبة عند سماع اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فضل الصلاة على النبي
للصلاة على النبي محمد فضل كبير فهي تعود بالنفع عليك كمصلي على النبي:
- تثاب كمسلم على طاعة الله عز وجل واتباع أوامره.
- وذلك لقوله تعالى: “إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَتَهُ يصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما”. فتفوز بأجرك كمسلم على طاعة الله، بالإضافة إلى أنه بالصلاة على النبي تقديس وتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تقوم بتكميل الإيمان، وتساعدك في الإكثار من حسناتك، وتكفر عنك سيئاتك لذلك أكثر من قول اللهم صلى على سيدنا محمد.
- تذكر من الله عز وجل عند ذكر الله وتنفيذ أوامره.
- فقال تعالى:” اذْكرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ”، كما أن ذكر الله عبارة عن تطبيق كافة أنواع الطاعات، كما أن الصلاة على النبي واحدة من أفضل الذكر.
- تدل على كرمك حيث أن الصلاة على النبي هي مرآة للجود.
- وهذا كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم” رغِمَ أنْفُ رجلٍ ذكِرْتَ عندهُ فلم يصِلّ عليّ”، يقصد بهذا بخل من يذكر أمامه اسم الرسول ولا يتبعه بالصلاة حقاً اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
- يدل هذا على توقيرك للنبي وتعظيمه.
- كما قال الله تعالى: ” لّتُؤْمِنُوا بالله وَرَسُولِهِ وَتعَزِّرُوهُ وَتوَقِّرُوهُ وَتسَبِّحُوهُ بكْرَةً وأصيلا”.
- الصلاة على النبي تجيب الدعوة فهي من أسباب استجابة الدعاء.
- وللأخذ بأسباب الاستجابة، يجب أن نبدأ بحمد الله، ومن ثم تقوم بالصلاة على النبي والدعاء بما تريد.
- الصلاة على النبي من علامات الإيمان.
- كما قيل عن النبي:” لَا يؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ”.
- وذلك عن طريق اتّباع جميع ما أمر، وأن تبتعد عن كافة ما نهى عنه الرسول.
- والصلاة على الرسول مما ينمي هذا الحب.
- كما قيل عن النبي:” لَا يؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ”.
فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
- الجمعة هي من أفضل الأوقات للصلاة على النبي وذلك بيومها وليلتها وهذا لقول النبي حينما حدثنا قائلاً : “من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خلِقَ آدمُ وفيه قبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ علي”.
- كما أن صلاتك على النبي تعرض عليه، مما جعل رسولنا الكريم للحث على الصلاة على النبي خاصةً بيوم الجمعة، وهذا للفضل العظيم ليوم الجمعة.
- فقد ذكر عن رسولنا الكريم قوله:” خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجمُعَةِ، فيه خلِقَ آدَمُ، وفيهِ أدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجمُعَةِ”، كما يحدثنا الإمام السندي رحمه الله: “إن العمل الصالح يزيد فضلًا بواسطة فضل الوقت”.
- يتسبب ذلك في صلاة الله عليك إذا قمت بالصلاة على النبي ويقوم برفع درجاتك بالجنة في يوم البعث.
- وذلك كما حدثنا النبي عليه الصلاة والسلام قائلاً: “من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورفِعَت لَهُ عشرُ”.
- يقربك من النبي حيث قال صلى الله عليه وسلم: “أولى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ أَكثرُهم علي صلاة”.
- تقربك من شفاعة النبي، فيشفع له الرسول يوم القيامة خاصة إذا ما كان يدعي بالوسيلة للنبي.
اقرأ أيضًا: فضل الصلاة على النبي في استجابة الدعاء
صيغ الصلاة على النبي
هناك عدد من الأحاديث التي توضح الصيغ المستحبة والمستخدمة في صلاتك على النبي، ومنها هذه الصيغ:
- ذكرت هذه الصيغة بحديث بشير بن سعد -رضي الله عنه- أنه حين سأل النبي عن كيفية الصلاة عليه.
- فقال: (قولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى محَمَّدٍ وعلَى آلِ محَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى محَمَّدٍ وعلَى آلِ محَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، والسَّلَامُ”، فهذه الصلاة التي نستخدمها بالتشهد.
- ٌ “اللهم صلى علَى سيدنا محمد وأَزْوَاجِهِ وذرِّيَّتِهِ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى محَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذرِّيَّتِهِ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مجيد”.
- “اللهم صلى علَى سيدنا محمد عَبْدِكَ ورَسولِكَ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى محَمَّدٍ، وعلَى آلِ محَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ”.
مواطن الصلاة على النبي
يوجد عدد من الأوقات التي يستحب بها الصلاة على النبي، ومنها:
- نهاية التشهد عند ختم الصلاة.
- صلاة الجنازة، وذلك عند التكبيرة الثانية.
- في الخطب سواء كانت نبدأ بها خطبة الجُمعة، أو خطبة الأعياد.
- عند سماع الآذان.
- وقت الدعاء.
- وقت ذهابك أو رجوعك من المسجد.
- فوق جبل الصفا والمروة.
- وقت اجتماع الناس وقبل أن يتفرقوا وذلك طبقاً، لحديث النبي: ” ما جلَسَ قومٌ مجلِسًا لَمْ يذكُروا اللهَ فيهِ، ولَمْ يصلُّوا فيهِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إلَّا كانَ عليهِمْ تِرَةً * يومَ القيامةِ، إنْ شاءَ عَفَا عنهُمْ، وإنْ شاءَ أخذَهُمْ بِها”.
- وقت سماع ذكر واسم النبي، قل دائماً اللهم صلى على سيدنا محمد.
- صلي على النبي في كافة خطواتك التي تبدأ بها حياتك.
شاهد أيضًا: كيفية الصلاة على النبي وفوائدها
وبهذا نكون تناولنا معكم جزء من الحديث حول اللهم صلى على سيدنا محمد وعن فضل الصلاة على النبي وفضل ذلك خاصةً يوم الجمعة، وبنهاية حديثنا نتمنى الجنة والشفاعة لنا جميعاً.