مفهوم حقوق الإنسان لغويًا واصطلاحيًا وقانونيًا
مفهوم حقوق الإنسان لغويًا واصطلاحيًا وقانونيًا، من المبادئ التي تبنى عليها الأمم والبشرية بصورة عامة، هي حقوق الإنسان وتختلف وفق المعنى والاصطلاح التي وجدت فيه.
حيث إن لحقوق الإنسان معايير يجب اتباعها والعمل بها لتكون في أكمل صورة، ويختلف المعنى من اللغة والمصطلح والقانون، وهذا ما سنشرحه في هذا الموضوع.
محتويات المقال
مفهوم حقوق الإنسان لغويًا
تعتبر حقوق الإنسان من المبادئ الأخلاقية التي تمثل النموذج البشري الذي يجب أن يكون عليه الإنسان، دون الإنقاص منه شيئًا، لأنه حق منحه الله للإنسان بصورة عامة، وهي ملزمة لهم بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو أخلاقهم.
ويكفل حمايتها القانون الموضوع في كل مكان ليسير عليه الخلق أجمعين، ولضمان عدم جور إنسان على أخر، ولا يجوز أن ينتزع حق من شخص لإعطائه لشخص أخر دون إجراء قانوني أو أمر قضائي من الحاكم أو قاضي المكان.
وتعتبر حقوق الإنسان أيضا من حيث المعنى اللغوي هي الاعتراف الكامل بالكرامة الممنوحة للبشرية وللإنسان داخل المجتمع وداخل الأسرة وعدم التغافل عنها أو التغاضي حيث إن التغاضي عنها يورث الهمجية والفوضى في حق الإنسان.
شاهد أيضًا: حقوق الملكية الفكرية وطرق حمايتها
مفهوم حقوق الإنسان اصطلاحيًا
يختلف تعريف حقوق الإنسان اصطلاحيًا من مجتمع لآخر، وفق ثقافته وظروف المجتمع، ونذكر بعض التعريفات الاصطلاحية التي تم طرحها من قبل بعض الباحثين، وهي كالآتي:
- تعرف على إنها فرع من الفروع الاجتماعية يختص بدراسة العلاقات بين البشر على أساس الكرامة والأخلاق والصلاحيات الممنوحة للإنسان لحماية شخصيته كإنسان.
- ويعرفها البعض على إنها كل علم يخص الإنسان الذي يعيش في إطار مجتمع أو دولة، ويتيح ضمان حقوقه عن طريق القانون العام للدولة أو القانوني الدولي في حالات الحرب.
- ويعرفها البعض الآخر على إنها دراسة الحقوق الشخصية والتي يوجد لها تعريف صريح دوليًا ووطنيًا، وذلك في ظل مجتمع يحترم وجهات النظر ويحافظ على النظام.
- وتعرف اصطلاحيًا أيضًا على إنها مزيج من الحق الدستوري والدولي للإنسان والذي مهمته الدفاع عن الإنسان بصورة مباشرة وفق القوانين الموضوعة لضمان الحياة الكريمة له.
وجميع التعريفات تدور في محور واحد وهو ضمان الحق الإنساني سواء قانوني أو إنساني وتختلف التعريفات إلا إنها تعطي نفس النتيجة، وهي كفالة الحق الشخصي للإنسان وحرية العيش بصورة مرضية وضامنة له كافة الحقوق الإنسانية.
وجاء تعريف الأمم المتحدة في إنها ضمان قانوني عالمي لحماية الفرد والجماعة من الإجراءات التي قد تمس بحرية الإنسان وكرامته، وإلزام القانون تطبيق قانون حقوق الإنسان بصورة كاملة).
مفهوم حقوق الإنسان في القانون
جاء مفهوم حقوق الإنسان وفق النظرة القانونية والذي تضمنه الأنظمة التشريعية والقوانين المنظمة في أغلب بلدان العالم، وهي حماية حقوقه وفق تنظيم القانون لها وعدم الجور عليها أو إنقاص حق منها، وإذا حدث عكس ذلك فهناك العديد من المنظمات العامة التي يستطيع اللجوء إليها لاسترجاع حقه.
وتعتبر هيئة الأمم المتحدة هي الجهة المنوطة دوليًا لحماية حقوق البشر من حكومتهم أو الجور عليهم في بلادهم، وهي الملجأ لهم في حالة الصراع أو حدوث أي شيء مما سبق.
أنواع حقوق الإنسان
تتنوع حقوق الإنسان وفق العديد من التصنيفات والأشكال.
وتنقسم إلى ثلاث فروع وهي حق السلامة الشخصية، وحق الحرية المدنية، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
وجاء الإعلان العالمي للأمم المتحدة والذي نسق بين حقوق الإنسان بأكثر من فئة.
وهما تناول الحقوق الفردية الشخصية وعلاقة الفرد بالدولة والحريات العامة الأساسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
فجاء الإعلان إلزاميًا لجميع الدول والمجتمعات لضمان حرية شعوبها وحرية الأشخاص المتواجدين على أراضيها دون انتقاص أي من هذه الحقوق.
وحرمت التعذيب والقتل والتعسف والممارسات الغير أخلاقية للشعوب.
وحرمت استخدام الأسلحة البيولوجية والميكروبية والنووية.
والتي تستخدم في الحروب الغير نظيفة سواء من دول معتدية أو من دولة على شعبها.
أو استعباد أي من الأفراد أو حرمانه من أي حق مدني له، فضمنت الدول توفير المأكل والمسكن والملبس.
والعناية الطبية والتعليم والنقابات الإنسانية والمهنية التي تحافظ على هذا الحق.
وجاءت جميع الأديان السماوية بهدف أساسي وهو المساواة بين البشر، وضمان حقوق الإنسان.
احترام المخلوق الذي كرمه الله سبحانه وتعالى على جميع الخلق.
ولم تختلف أي من الديانات السماوية في هذا الأمر وجميعهم أجمعوا على هذا الهدف وهذه الرسالة السماوية الجليلة.
شاهد أيضًا: ما هي مظاهر انتهاك حقوق الإنسان في العالم
تصنيف حقوق الإنسان
تصنف الحقوق الإنسانية وفق العديد من الاعتبارات فمنها سياسي ومنها مدني ومنها مصنف وفق العلاقات الاجتماعية.
وتتطور التصنيفات والتعريفات من مجتمع لأخر ووفق أراء الباحثين في المجال المجتمعي وحقوق الإنسان، وتختلف التقسيمات التي صنفت هذه الحقوق.
وتطورت حقوق الإنسان بصورة كبيرة بين كل العصور.
وتميزت الغنى والثراء في المعايير المتنوعة لها، وتنقسم إلى ثلاث مجموعات وهي كالآتي:
- تقسيم من حيث الأهمية إلى حقوق أساسية وغير أساسية.
- من حيث المستفيد من الحق، إلى حقوق فردية وجماعية.
- من حيث موضوع التصنيف، مدنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
تطورات حقوق الإنسان عبر العصور
تطورت الحقوق الإنسانية منذ قديم الأزل وعلى مر العصور العديد من التطورات والتحديثات للمفاهيم والحقوق الخاص بالأفراد.
وكانت أول وثيقة تم عملها في العصور الحديثة هي وثيقة كارتا عام 1215 م.
وهي صاغت الحقوق الإنسانية للأفراد واخضعت ملك إنجلترا لحكم القانون، وأنه يتم محاسبته إذا تم جور الحاكم على حقوق شعبه.
وجاءت وثيقة أخرى عام 1791م في المجتمع الأمريكي واقترحت فكرة الحقوق العالمية الإنسانية.
وهي نظمت عمل الرقيق الأفارقة الذين كانت تستدعيهم الولايات المتحدة الأمريكية لتسخيرهم في العمل في المناجم والأعمال الشاقة وغيرها.
منظمة الأمم المتحدة
في بدايات القرن العشرين بدأ إنشاء منظمات الحقوق الإنسانية الدولية في عام 1919م.
والتي ظلت تقر حقوق الإنسان وتعالج المشاكل الواقعة في الدول الخاصة بانتهاكات العديد من الحقوق للشعوب.
وتغيرت جميع المفاهيم في ظل الحرب العالمية الثانية.
حيث أن العالم أجمع بعدها على إنشاء قانون الحقوق الإنسانية.
وكونت منظمة الأمم المتحدة وتم إصدار الميثاق العام للأمم المتحدة.
والذي شمل العديد من البنود والعديد من الأنظمة التي تنظم حياة الشعوب.
والتي تقوم بهدف أساسي وهو حماية العنصر البشري من الظلم وإهدار الحقوق.
وشملت الأنظمة جميع الحقوق سواء سياسية أو اجتماعية او ثقافية او فردية، بما لها وما عليها.
وأجبرت الدول على العمل بهذه اللوائح والقوانين.
وفي حالة عدم الالتزام بها فإن المنظمة تنفذ عقوبات على هذه الدول بمساعدة مجلس الأمن الدولي.
وخصت بالحقوق العديد من الأطراف ومنها الحروب الأهلية وما يتضرر الشعب منها.
حقوق النساء في المجتمعات والدول المتشددة والمهدرة لحقوقها.
وحقوق الطفل للحياة بصورة كريمة، والبلاد التي بها أوبئة وأمراض لحماية شعبها من إهمال الحاكم لها، وغيرها من الأمور التي تضمن حقوق الإنسان.
شاهد أيضًا: بحث عن حقوق الإنسان ودعم الدول لتطبيق حقوق الإنسان
تناولنا في مقالنا مفاهيم عديدة عن حقوق الإنسان، منها المفهوم اللغوي والاصطلاحي والقانوني، وتم عرض العديد من التطورات التي عملت على مفهوم حقوق الإنسان منذ قديم الأزل وحتى العصور الحديثة.
وأهمية منظمة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، وتم التطرق لتصنيفات حقوق الإنسان وأنواع حقوق الإنسان باختلاف الدول والعصور والحضارات.