مفهوم الزواج في شريعة الإسلام
مفهوم الزواج في شريعة الإسلام والشروط الخاصة بصحة الزواج، تلك العلاقة الإنسانية التي أحلها الله سبحانه وتعالى بين الرجل والمرأة.
حيث قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) أهتم موقع maqall.net بتوضيحها بشكل بسيط.
محتويات المقال
مفهوم الزواج في شريعة الإسلام
خلق الله سبحانه وتعالى كل شيء في الكون من ذكر وأنثى، وقد خلق الله سبحانه وتعالى حواء لتكون أنيسة لسيدنا آدم، وللزواج تعريف لغوي وشرعي نوضحه فيما يلي:
الزواج في اللغة
- المعنى اللغوي للزواج: هو جمع شيئ مع آخر فيطلق عليه لفظ (زوجًا).
الزواج في الاصطلاح الشرعي
- معنى الزواج شرعًا: هو عقد بين الرجل والمرأة يقر حل الاستمتاع بينهما.
- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
شاهد أيضا: بوستات تهنئة بعيد الزواج
حكم الزواج في الإسلام
هناك بعض الأحكام التي أوضحها لنا علماء الدين بخصوص الزواج هي:
- واجبًا: إذا كان الشخص لديه القدرة على توفير متطلبات الزواج من حيث المادة فيكون واجبًا عليه الزواج ليعف نفسه.
- فرضًا: إذا كان الشخص سواء رجل أو امرأة يخشى على نفسه من الوقوع في خطيئة الزنا، وقادر على الإنفاق يكون فرضًا عليه الزواج.
- حرام: وذلك في حالة كان الشخص غير قادر على تحمل مسئولية زوجة وتكوين أسرة، لأن ذلك يعد ظلمًا للزوجة.
- مكروهًا: إذا كان المسلم غير مستعد للإنفاق المادي على زوجته؛ وهناك احتمالية لوقوع ظلم على من يتزوجها، حيث أنه يجب عليه توفير الحاجات الأساسية لها.
- مندوبًا: إذا كان الشاب قادر على الإنفاق، ولا يوجد احتمال لوقوع زوجته في ظلم منه، ولا يخشى على نفسه من الزنا، فله الحرية في تقديم الزواج أو تأخيره.
شروط الزواج الصحيح
حتى يكون الزواج شرعيًا صحيحًا يجب توافر عدة شروط هي:
- أن تكون الفتاة التي يرغب الشاب الزواج منها تحل له ولا يوجد أي سبب من أسباب التحريم التي أقرها الشرع سواء تحريم مؤقت أو دائم.
- موافقة كلا الطرفين على الزواج، ففي حالة عدم رضا أحد الأطراف يكون الزواج باطلًا.
- موافقة الولي على زواج موكلته حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أيما امرأة نُكحت بغير إذن وليِّها فنكاحها باطل”.
- شاهدين يشهدان على الزواج.
- تحديد كل طرف باسمه، فلا يجوز أن يقول الولي: زوجتك ابنتي فقط، بل يجب أن يلفظ باسمها كاملًا.
الآثار الناتجة عن الزواج في الإسلام
استرسالًا في عرضنا مفهوم الزواج في شريعة الإسلام علينا توضيح الآثار الناتجة عن الزواج:
- أن يستمتع الزوج بزوجه بالشروط التي أحلها الله عز وجل، مثل تحريم الجماع أثناء حيض المرأة وما إلى ذلك من شروط الجماع.
- الإنفاق عليها وتلبية احتياجاتها من طعام وملبس ومسكن وكسوة ورعاية الأبناء.
- يثبت على الزوج حرمة المصاهرة من أصول وفروع الزوجة مثل أخواتها وأبناءهم، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة.
- يثبت نسب الأطفال إلى الزوج.
- يحق لكلا الزوجين جزء من الميراث كما أوجبه الشرع في حالة وفاة إحداهما.
اقرأ أيضا: هل الزواج نصيب ام اختيار
حقوق الزوج والزوجة
يوجد بعض الحقوق الواجبة على كلا الطرفين يحث الإسلام على القيام بها، يوجد منها مشتركة بين الطرفين ومنها خاص لكل طرف وهي:
الحقوق المشتركة بين الزوجين
حق الاستمتاع
- حق الاستمتاع وإشباع الغريزة التي فطرنا الله عليها فيقول عز وجل (َالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).
المعاشرة بالعروف
- حسن المعاشرة بين الرجل والمرأة وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بحسن معاملة الزوج لزوجته ومن الأحاديث التي تم ذكرها في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
- “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا”.
- “إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ”.
- “أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا، وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم”.
حقوق الزوجة
أوضح الشرع أن للزوجة بعض الحقوق الخاصة بها وهي :
المهر
- وهو مبلغ من المال ويمكن أن تتغاضى المرأة أو الفتاة عن هذا الحق بالاتفاق مع الزوج.
النفقة
- وهو يعد من الحقوق الشرعية والقضائية.
عدم الإضرار بها
- في حالة زواج الرجل من أكثر من زوجة يجب العدل بينهما في كل شيء سواء المبيت أو الأنفاق وغير ذلك من الأمور؛ ما عدا مكانة الزوجة في قلب زوجها، لأن هذا الأمر لا يكون بيده.
حقوق الزوج
من الحقوق التي أوجبها الإسلام على الزوجة هي:
الطاعة
- فيجب على الزوجة طاعة زوجها فيقول تعالى في القرآن الكريم(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة).
حفظ الزوج أثناء غيابه
بالإضافة إلى رعاية ابنائه وشئونهم والمحافظة على أمواله.
رعاية شئون المنزل
- الاهتمام بشؤون المنزل وتربية الأبناء بأفضل تربية ممكنة.
الحكمة من مشروعية الزواج
أحل الله سبحانه وتعالى الزواج لحكم كثيرة منها:
- استمرار النسل.
- هو الخلية والأساس الأول لبناء الأسرة.
- الرابط الروحي الذي يربط بين الرجل والمرأة ليخفف كل منهما أعباء الحياة على الآخر.
- إعفاف للنفس من الوقوع في خطيئة الزنا ومعصية المولى عز وجل.
- حفظ الأنساب من العلاقات الغير شرعية.
- كرم الله الإنسان فجعله يترفع عن التشبه بالبهائم فجعل العلاقة الزوجية من أرقى العلاقات الإنسانية.
شاهد من هنا: ما هو عقد الزواج
أركان عقد الزواج
اختلف أهل العلم في تحديد أركان عقد الزواج، وهي كالآتي:
المذهب الحنفي
- أركان العقد تتمثل في صيغته فقط إي بالإيجاب والقبول.
المذهب المالكي
- الأركان هي: الزوج – الزوجة – الصيغة – الولي.
المذهب الشافعي
- الأركان هي: الزوج – الزوجة – الصيغة – الولي- فردين شهود.
المذهب الحنبلي
- الأركان هي: الزوج- الزوجة – القبول – الإيجاب.
أسئلة شائعة حول مفهوم الزواج شرعًا
ما هو مفهوم الزواج في الإسلام؟
الزواج في الإسلام هو عقد شرعي يجمع بين رجل وامرأة بموافقة شرعية وبإيجاب العروض وقبولها، وهو يعتبر الطريق الشرعي لتأسيس الأسرة وتحقيق السكينة والراحة.
ما هي شروط الزواج في الإسلام؟
بعض شروط الزواج في الإسلام تشمل: الموافقة الحرة للطرفين، الكفاءة الدينية والأخلاقية، ووجود شهود شرعيين، وتحديد مهر مقبول وقبوله من الزوجة.
هل يُسمح بالزواج بالإكراه في الإسلام؟
لا، الزواج بالإكراه محرم في الإسلام، ويجب أن يكون الزواج بموافقة الطرفين وبإرادة حرة.
ما هو دور الزواج في الإسلام؟
يُعتبر الزواج في الإسلام أساسًا لبناء المجتمع وتحقيق الراحة والاستقرار الأسري، وهو وسيلة لتحقيق السكينة والتوازن النفسي والاجتماعي.
هل يُسمح بالزواج بين المسلم وغير المسلم في الإسلام؟
نعم، يُسمح في الإسلام بالزواج بين المسلم وغير المسلم، ولكن بشروط منها أن يكون الشريك ذو أخلاق حميدة ويُحترم الدين والقيم الإسلامية.