منهج أبو حنيفة النعمان
منهج أبو حنيفة النعمان أول الأئمة الأربعة لدى أهل السنة والجماعة، نوضح الأصول والأسس التي استند إليها في مذهبه عبر موقعنا maqall.net.
فالإمام أبو حنيفة لُقب باسم الإمام الأعظم في التراث العربي الإسلامي؛ نظرًا لعلمه الغزير، وورعه، ووقاره، وقوة شخصيته التي عرف بها.
محتويات المقال
منهج أبو حنيفة النعمان
أهتم أبو حنيفة بدراسة علم الكلام والجدل، كما درس الفقه وأسس منهجه بناء على عدة أصول، وكانت مصادره التي يعتمد عليها هي:
- القرآن الكريم: يعد هو المصدر الأول الذي يعتمد عليه جميع الفقهاء في القطع ببعض المسائل الفقهية، لأنه الكتاب الذي لا شك فيه، ويقال عنه على لسان أهل الفقه أنه “الكتاب القطعي الثبوت”.
- السنة النبوية الشريفة: للسنة النبوية عند أبو حنيفة ترتيب معين، حيث:
- يقدم السنة القولية عن الفعلية، وذلك لأنه من الممكن أن يكون الفعل الذي قام به الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام خاص به هو فقط، ولكن القول يتبعه كافة المسلمين.
- كما يقدم السنة المتواترة على خبر الآحاد، وذلك في حالة حدوث تعارض بينهما، خاصة إذا كان خبر الآحاد يتعارض مع قاعدة شرعية تم ذكرها في أحد النصوص القرآنية أو في السنة.
- الإجماع: والمقصود به هو إجماع معظم الأئمة على رأي أو حكم ما في عصر كان بعد وفاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم، وجديرًا بالذكر الإشارة إلى أن الإجماع عند أبو حنيفة معمول به.
- القياس: هو أن يتم الحكم في مسألة ما لم تذكر في القرآن الكريم أو السنة النبوية بنفس الدقة، ولكن يوجد مسألة مشابه لها؛ فيتم القياس عليها، وأبو حنيفة يقدم السنة أو الحديث وإن كان ضعيفًا عن الأخذ بالقياس.
- الاستحسان: يعتمد الإمام أبو حنيفة على الأخذ بأقوال الدليلين في مسألة ما.
- العرف والعادة: يأخذ به في حالة عدم وجود دليل شرعي تم ذكره في الكتاب والسنة، ويكون مقبول إسلاميًا أي ليس فيه ضرر، أما إذا خالف ما جاء الكتاب والسنة فيعد عرف مردود ومخالف للشريعة.
شاهد أيضا: معلومات عن أبي حنيفة النعمان
أهم مؤلفات الإمام أبو حنيفة
لم يكن الوقت الذي كان فيه أبو حنيفة عصر تأليف وتدوين بالشكل الدقيق، لذلك تعد مؤلفاته ليست بالكثيرة، كما أنه كان كثير الانشغال بقيام الليل، والتدريس لطلابه، وتجارته، ومن مؤلفاته:
- الفقه الأكبر.
- العالم والمتعلم.
- رسالة أبو حنيفة إلى عثمان البتي.
- الوصية.
اقرأ أيضا: لماذا سمي أبو حنيفة بهذا الاسم
نبذة عن الإمام أبو حنيفة النعمان
جديرًا بالذكر عند عرض منهج أبو حنيفة النعمان أن نعرف بعض المعلومات عن مولد ونشأة هذا العالم والفقيه الجليل الذي كان له مكانة كبيرة فهو:
- ولد سنة 80 هجريًا، 699م في مدينة الكوفة.
- كثرت الروايات حول الأصول التي جاء منها، فيقال أنه من أصل فارسي، كما ذكر الخطيب البغدادي أنه من بغداد، وذلك ما رجحته أغلب الدراسات حوله.
- كان يحرص على حضور حلقات العلم التي كانت تشرح أصول العقائد، والأحاديث النبوية الشريفة، والفقه، والفتيا في المسائل المختلفة.
- حفظ القرآن الكريم، ودرس قدرًا كبيرًا من الأحاديث النبوية، كما درس النحو، والشعر، والأدب.
- درس الفتيا على يد كبار المشايخ ومن ضمنهم الشيخ حماد بن أبي سليمان الذي لازمه ما يقرب من ال 18 عام.
- تعلم الحديث من الشيخ عطاء بن أبي رباح في مكة المكرمة.
- كذلك تتلمذ على يد كلًا من عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعطية العوفي، وعكرمة.
- كان يهتم بمناظرة الملحدين وأهل الضلال ويناقشهم في كل المسائل والمغالطات التي يذكرونها بخصوص الشريعة الإسلامية حتى يسكتهم.
أقوال علماء الفقه عن الإمام أبو حنيفة النعمان
كان أبو حنيفة عالمًا ورعًا له مكانته الكبيرة والعظيمة بين أهل الفقه والسنة، وقد أثنى عليه العديد من الفقهاء والأئمة، ونذكر فيما يلي بعض الأحاديث التي وردت عنه:
- قال الإمام الشافعي: سئل مالك بن أنس: هل رأيت أبا حنيفة وناظرته؟، فقال: “نعم، رأيت رجلاً لو نظر إلى هذه السارية وهي من حجارة، فقال إنها من ذهب لقام بحجته”.
- قال الإمام أحمد بن حنبل: “إن أبا حنيفة من العلم والورع والزهد وإيثارالآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقد ضُرب بالسياط لِيَليَ للمنصور فلم يفعل، فرحمة الله عليه ورضوانه”.
- قال وكيع بن الجراح وهو شيخ الإمام الشافعي: “كان أبو حنيفة عظيم الأمانة، وكان يؤثر رضا الله تعالى على كل شيء، ولو أخذته السيوف في الله تعالى لاحتملها”.
- قال عبد الله بن المبارك: “رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس، فأما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي روّاد، وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض، وأما أعلم الناس فسفيان الثوري، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة”.
- قال الإمام أبو يوسف: “كانوا يقولون: أبو حنيفة زينة الله بالفقه والعلم، والسخاء والبذل، وأخلاق القرآن التي كانت فيه”.
شاهد من هنا: أبو حنيفة النعمان