وفاة معاذ بن جبل
يقص عليكم maqall.net وفاة معاذ بن جبل التي وافقت نبوءة سيدنا محمد حول انتشار وباء بعد الفتح، حيث لقى معاذ حتفه متأثرًا بطاعون عمواس الذي انتشر في أرجاء الشام بالتحديد في الأردن خلال عام 18 هجريًا.
الموافق للعام 639 ميلاديًا، وذلك حينما بلغ 33 عامًا تبعًا لأقوال البعض أو 38 عامًا، وقد شاهد وفاة ولده وزوجتيه بهذا الطاعون قبل وفاته.
محتويات المقال
وفاة معاذ بن جبل
- كانت وفاة معاذ بن جبل في عام 18 هجريًا بعد إصابته بمرض الطاعون القاتل في الشام بمكان مجاور للأردن، وذلك بعد عمر دام 38 عام وقال البعض أنه عاش 33 عام أو 34 عام.
- وبالجدير ذكر أن معاذ بن جبل اهتز له عرش الرحمن لموته.
معاذ بن جبل وطاعون عمواس
نقتبس من مسند الإمام أحمد رواية إسماعيل عبيد الله حول موت معاذ، وحول نبوءة النبي وعلاقتها بوفاة معاذ:
- كتب إسماعيل أن معاذ سمع النبي يقول أن المسلمين سوف يهاجرون إلى الشام من أجل الفتح، ثم سينتشر بها داء مثل الدمل يتسبب في استشهاد الكثير ورفعة أعمالهم.
- وبالفعل بعد فتح الشام، أصيب المسلمين بهذا الداء أو كما يقال الطاعون، وتم تسميته بـ “عمواس”، وقد توفي على أثره الكثيرون.
- ومن بين الذين استشهدوا كان عبد الرحمن بن معاذ وزوجتيه، فتمنى معاذ أن يصيبه الداء هو أيضًا لعلمه أن هذا الداء رجز أي رحمة من الله.
- حيث كان يقول الرسول أن الطاعون رحمة من الله للمسلمين والصالحين، ودعا أن يكون لآل معاذ نصيب منها.
- ثم أصيب معاذ أيضًا كما تمنى وتوفي، ومن جميل ما قال حين وفاته:
- “انظروا أصبحنا؟ قال: فأتى، فقيل: لم نصبح حتى أتى في بعض ذلك، فقيل له: قد أصبحت، فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها النار، مرحباً بالموت مرحباً، زائر مغب، حبيب جاء على فاقة.
- اللهم إني قد كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، إنك لتعلم أني لم أكن أحب الدنيا وصول البقاء فيها لكري إلا نهار.
- ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر”.
شاهد أيضا: قصه عمرو بن العاص كاملة
التعريف بمعاذ بن جبل
أحد أصحاب النبي، أحد المسلمين الصالحين من الأنصار، أسلم في الثامنة عشر من عمره، اكتسب مكانة عالية عند النبي، وإليكم أبرز ما كتب عنه في التاريخ الإسلامي:
- أنصاري خزرجي، ولد في الفترة بين 602 إلى607 ميلاديًا، وهناك اختلاف على تحديد توقيت ميلاده بدقة، لكنه ولد بالتأكيد في يثرب “المدينة المنورة”.
- تزوج من امرأتين، وأنجب منهما ولدان وبنت، وكانت كنيته “أبو عبد الرحمن”.
- شهد غزوات مع النبي منها بدر، ومنها تبوك، وقد أرسله النبي إلى اليمن من أجل دعوة وتعليم الناس الدين الإسلامي “القرآن، الشرائع”.
- وقد مدحه النبي في الحديث، قائلًا أنه من أكثر الأشخاص في الأمة الإسلامية علمًا بما هو حلال، وبما هو حرام.
اقرأ أيضا: أبناء نوح عليه السلام
صفات معاذ بن جبل
رصدت سيرة معاذ الكثير من المواقف الشاهدة على حسن صفاته وأخلاقه، ومنها ما يلي:
- الزهد: خلق جميل عرف عنه من قصته مع غلام، هذا الغلام أهدى له صرة بها 400 دينار أرسلها له عمر بن الخطاب، لكي يقضي بهذا المال حاجته.
- وقد طلب عمر من الغلام أن ينظر لما يفعله معاذ بهذا المال، فوجده يوزع من الصرة على المساكين من الجيران.
- حتى قالت له زوجته ونحن مساكين أبق لنا البعض.
- فلم يتبقى معه سوى 2 دينار، فأعطاهم لها، وسر عمر حينما علم بموقفه.
- الورع: اتصف به كونه كان منصفًا وعادلًا للغاية بين زوجتيه.
- إن لم يشرب كوب ماء عند واحدة، لا يشرب عند الثانية.
- وقد شهد الناس قبل وفاة معاذ بن جبل موقفه حين قام بالقرعة، حينما توفيت الزوجتين بالطاعون في آن واحد، لكي يتحرى الصائب والحلال في اختيار من يدفن منهم أولًا.
- الكرم: لم يسأل أحد معاذ عن شيء إلا وأعطاه له.
مواقف من حياة معاذ
آمن وأسلم معاذ بسبب دعوة مصعب بن عمير للناس في المدينة بعد العقبة الأولى، وقد توجه في العام التالي من إسلامه إلى مكة ليلتقي بالنبي:
- بايع النبي في هذا اللقاء على حمايته والوقوف بجانبه ضد المشركين، وكانت هذه البيعة هي الباب الأساسي الذي سمح للمسلمين بإنشاء دولة الإسلام داخل المدينة.
- واعتمد عليه النبي في نشر الدعوة وتعليم الشرائع الدينية وجمع الصدقات في اليمن، حيث أرسله هناك ليكون معلمًا وأيضًا قاضيًا بين الناس.
- وقد كان أحد الأنصار الثلاثة المسؤولين عن الفتوى في عهد النبي، ومن أهل الاستشارة والشورى خلال خلافة عمر بن الخطاب.
- وقام هو وصديقه معاذ بن عمر بتكسير الأصنام التي اعتاد الناس في المدينة عبادتها، كما سخروا من صنم بن الجموح، حيث كانوا يلقونه في القمامة ليلًا.
- وذات مرة قام بن الجموح بتعليق السيف على الصنم لكي يخوفهم من إعادة إلقاء الصنم بالقمامة، لكنهم أخذوا السيف وعلقوا بدلًا منه جيفة كلب ثم ألقوه داخل البئر.
محادثة بين الشيطان ومعاذ
من الأحاديث الصحيحة التي نقلت إلينا، أن معاذ كان يحادث الشيطان، وكان يعاركه لكي لا يأكل من الصدقات المخصصة للمسلمين، وإليكم تفاصيل المحادثة:
- جعل النبي معاذ هو الأمين على صدقات المسلمين، وقد وجد معاذ نقصانًا في التمر، فأخبر النبي، فأعلمه النبي أن الشيطان هو الذي أكل وأخذ هذا التمر.
- فعاد معاذ إلى الغرفة، وأغلق الباب جيدًا، فرأى ظلمة متشكلة على صورة فيل ثم تأخذ شكلًا آخر وتمر من شق الباب، ثم رأى الشيطان يأكل التمر ثانيًة.
- فوثب إليه ولف يديه حوله، فقال له الشيطان أنا من الجن الفقير، وكانت هذه القرية لنا قبل أن يبعث النبي لكم، فاتركني ولن أعود.
- فأخبر جبريل النبي بما حدث، وبعدما علم النبي استدعى معاذ، وسأله عما حدث وأخبره أن الجن سيعود، فدخل للغرفة ثانيًة وانتظر، فوجد الجن عاد ليأكل.
- فصنع به مثل المرة الأولى، فقال له اتركني ولن أعود، قال هكذا قلت سابقًا، قال لن أعود إن قرأت خاتمة سورة البقرة.
شاهد أيضا: قصة أبو عبيدة بن الجراح
علم معاذ بن جبل
- العلم والفقه: اشتهر معاذ بن جبل بعلمه الواسع وفقهه العميق في الشريعة الإسلامية. قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل” (رواه الترمذي).
- القرآن الكريم: كان معاذ من حفظة القرآن الكريم، وقد أُثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أفضل من يتلو القرآن. قال صلى الله عليه وسلم: “خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل” (رواه البخاري).
- الدعوة والتعليم: كان معاذ بن جبل ناشطًا في الدعوة إلى الإسلام وتعليم الناس أمور دينهم. أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليكون معلمًا وقاضيًا للمسلمين هناك.