الفرق بين الذنب والمعصية
الفرق بين الذنب والمعصية نشير إليه على موقع maqall.net، حيث يبحث الكثير من دارسي علوم الفقه والشريعة عن الفرق بين هذين المصطلحين، ويجب علينا نحن كعامة الشعب أن نعرف أيضًا الفرق بين المصطلحين وما الفرق في العقاب جراء ارتكاب أي منهما حتى نتمكن من اجتناب فعلهما على قدر الإمكان.
محتويات المقال
تعريف الذنب
هناك تعريف واضح للذنب ورد ذكره في جميع كتب الفقه الإسلامي، وتعريفه هو:
- عبارة عن السيئات التي يكررها الإنسان عن عمد، فهو يعلم أنها حرام لكنه لا يكف عن ارتكابها باستمرار.
- ففي البداية تكون مجرد سيئات أو معاصي؛ لكن مع تكرار العبد لها تصبح ذنوبًا، وقال علماء الفقه الإسلامي أن الكفر هو أكبر وأعظم الذنوب التي قد يرتكبها العبد في حياته.
- قال بعض العلماء في تعريفهم للذنب أنه هو المعصية التي يشعر الإنسان بالذنب بعد ارتكابه لها، وقال البعض أنه ما يتبع عليه العبد من قبيح أفعاله.
- الذنب هو أقبح فعل يمكن أن يفعله الإنسان في حق نفسه، وقال بعض العلماء إن الذنب ما يستحق بعد ارتكابه العقاب من الله تعالى.
- قال الله تعالى لنا أنه لنتمكن من محو الذنوب فإننا نحتاج إلى المداومة على الذكر، بالإضافة إلى المداومة على الاستغفار؛ وتكون كل هذه الأفعال بنية التوبة الصادقة من الذنب.
- استدل العلماء على أن الاستغفار وذكر الله هو الذي يمحي الذنوب من خلال اتباع ما ورد في الآية الكريمة:” وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ”
- للذنب الكثير من الأشكال، فالعبد المسلم معرض للوقوع في الذنوب بسبب استجابته لنفسه الأمارة بالسوء واستجابته إلى وساوس الشيطان.
- لكن على الرغم من ذلك فإن رحمة الله تعالى واسعة، وحتى ولو وقع العبد في الذنب أكثر من مرة؛ مازالت له فرص ليتوب ويمحو الله تعالى كل ذنوبه.
- ذلك لأن الإنسان ليس معصومًا من الخطأ والله تعالى على علم بذلك؛ لذلك فهو يتوب علينا ما دمنا نلجأ إليه بالتوبة.
شاهد أيضا: أدعية تكفر الذنوب
تعريف المعصية
للمعصية تعريف آخر مختلف عن تعريف الذنب وقد أشار إليه العلماء في كتب الفقه والشريعة أيضًا، وهذا التعريف يتمثل في:
- تعريفها أنها الفعل الذي يكون عكس الطاعة، وهي بالحرف تعني مخالفة أوامر الله وذلك بسبب عدم قدرة العبد على الصبر وتحميل نفسه تجنب ارتكاب ما يخالف ما أمر الله به.
- كما أنها تنتج بسبب ضعف إيمان العبد وعدم قدرته على الثبات على الطاعة لفترة طويلة، أو قد تنتج بسبب إغواء الشيطان لنفس بني آدم كما أغوى آدم نفسه من قبل بالأكل من الشجرة المحرمة.
قسم علماء الفقه والشريعة المعصية إلى نوعين اثنين وكل واحد منهم لهم تعريف مختلف عن الآخر، ويتمثلان في الآتي:
الكبائر
- وهي النوع الأول من أنواع المعاصي التي ذكرها علماء الدين الإسلامي، وهي كل فعل يقوم به العبد وقد نزل فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب.
- كما أنها كل فعل لعنه الله ورسوله مثل الكبر والرياء، ومن أمثلتها أيضًا الفخر والقنوط من رحمة الله، بالإضافة إلى الزنا وشرب الخمر وغيرها من الكبائر التي قال لنا الرسول عنها أنها تفسد القلب والبدن على حد سواء.
الصغائر
- هي النوع الثاني من أنواع المعاصي، وهي كل شيء سوى الكبيرة وتتمثل في صغائر الذنوب.
- فنجد أن الصغائر تتمثل في الشهوة وتمني ما حرمه الله تعالى علينا، أو شهوة الكفر، أو شهوة وشهوة فعل الكبائر وغيرها من الشهوات المحرمة.
- الجدير بالذكر أنه على الرغم من اختلاف المعاصي وأنواعها والعقاب المخصص لكل معصية منهما، ألا أن الله تعالى يغفر كل هذه المعاصي مادام العبد يقبل عليه بنفس صادقة ورغبة في التوبة النصوح.
- كما أن الله وعدنا أن كل من تاب وأناب؛ فإن جزاؤه في الآخرة الغفران ودخول الجنة.
اقرأ أيضا: دعاء للتخلص من الذنوب
إعجاز ألفاظ القرآن الكريم
- يجب على كل مسلم أن يميز بين هذين المصطلحين وبين ألفاظ القرآن الكريم المختلفة، وذلك من أجل تحديد الهدف من تشريع الله تعالى لبعض الأمور والنهي عن فعل بعض الأمور الأخرى.
- بالتعرف على إجابة هذا السؤال يتمكن المسلم من معرفة المعنى الحقيقي للألفاظ التي ورد ذكرها أكثر من مرة في القرآن الكريم فيفهم ما يجب عليه فعله بالتحديد كما أمره الله تعالى.
- الجدير بالذكر أنه يجب الاعتماد على المتخصصين في الفقه والشريعة لتحديد المعنى الحقيقي للألفاظ المختلفة المستخدمة في الدين الإسلامي.
- كما أنه بالاعتماد على المتخصصين يمكن للمسلم معرفة ما هي الأمور المحظورة عليه ليتجنب فعلها، وكيفية التوبة من فعل ما إذا وقع فيه عن طريق الخطأ.
شاهد من هنا: الذنوب التي لا تغفر بالتوبة
حكم تكرار الذنب
يقول بعض أهل العلم أن تكرار الذنب يعد كقطع العهد مع الله تعالى، فيجب تجنب ذلك بالبعد عن الذنب والتقرب إلى الله تعالى ومراقبته، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ».
لكن يجب أن لا يؤثر تكرار الذنب على المسلم ويجعله يمل أو يقنط من رحمة الله تعالى، لأن الله هو الغفور الرحيم، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: إن الله لا يميل حتى تملو.
دعاء التوبة من الذنب
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وانا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ماستطعت اعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
كفارة الذنوب والمعاصي
كفاة الذنوب والمعاصي تتمثل في التوبة إلى الله تعالى والإصرار على عدم الرجوع إلى الذنب مع الشعور بالندم ثم العمل الصالح، وفي حالة إذا كان الذنب عبارة عن ظلم للعبد من عباد الله فعلى المذنب الذي يرغب في التوبة أن يرد هذه المظلمة حتى تُقبل توبته.