الفرق بين الخبر والإنشاء
الفرق بين الخبر والإنشاء، يوجد بعض الفوارق التي تظهر بين الخبر والإنشاء، وهي التي تظهر بشكل واضح ما بين الأسلوب الخبري في اللغة العربية والأسلوب الإنشائي.
حتى نتمكن من تكوين الجمل بالشكل الصحيح يجب أن نتعرف على الفرق بين الأسلوبين.
لذلك سوف نتطرق من خلال هذا المقال لعرض الفرق بين الخبر والإنشاء.
محتويات المقال
تعريف الخبر
الخبر هو عبارة عن مدلول مفيد يتحمل الصحة والتكذيب، فإنه يرتبط بشكل عام بالواقع الخارجي.
ففي حالة توافق الخبر مع الواقع الخارجي يعتبر الخبر صادقً، أما في حالة عدم توافقه مع الواقع الخارجي يعتبر الخبر كاذبًا.
تعريف الإنشاء
هو عبارة عن مدلول لا يتحمل الصدق أو الكذب أو التشكيك فيه، حيث أنه لا يرتبط أساسًا بالواقع الخارجي، فهو عبارة عن جملة إنشائية تهدف إلى شيء معين، فلا نتمكن من مقارنتها بالواقع الخارجي.
الفرق بين الخبر والإنشاء
بكل وضوح إن الخبر يمكننا من خلاله الحكم على صحة أو تكذيبه، فهو يتعرض للصدق والتضليل ومن خلاله يمكننا الحكم على قائله.
أما الإنشاء هو حدث معين أو قول معين لا يمكننا التشكيك فيه ولا نتمكن من الحكم على إذا كان صادقًا أو كاذبًا، ولا ينتظر منا إجابة أو طرح سؤال عليه.
قد يهمك: بحث عن الأساليب النحوية في اللغة العربية
الأسلوب الخبري في اللغة العربية
هو يأتي في صورة أسلوب بلاغي يتيح للكلام احتمالية الموافقة عليه من خلال تصديقه أو عدم الموافقة عليه من خلال التشكيك فيه وتكذيبه.
ويشير في بعض الحالات إلى رسالة معينة دون التصريح بها بشكل واضح، مثل جملة: (الرياضة مفيدة) فهنا يمكن لمتلقي الجملة أن يصدق على هذا الخبر أو يكذبه.
ولكن في هذه الحالة لا مجال للتشكيك في الأمر لأنه أمر واقعي وحقيقي، ويكون الخبر عبارة عن خبر صادق بشكل واضح جدًا.
أما إذا قلنا أن (الكسل مفيد) فنجد أن الجملة غير مقنعة لمتلقي الكلام ويمكنه الاعتراض عليها أو تصديقها، ولكنها واضحة جدًا لأنها غير متوافقة مع الواقع الفعلي.
الأسلوب الإنشائي في اللغة العربية
هو عبارة عن أسلوب متبع واضح وصريح ولا يدخل تحت دائرة التكذيب أو التصديق، فبمجرد ذكر الجملة بهذا الأسلوب تكون جملة كاملة لا يوجد أي احتمالية بعدها.
فعلى سبيل المثال جملة (حافظوا على نظافة المدرسة) هنا لا تتوقف هذه الجملة على الصدق أو الكذب، ولا يوجد فيها مجال للحديث فهي جملة واضحة جدًا.
الأسلوب في اللغة العربية
- الأسلوب هو الوسيلة التي من خلالها نتمكن من وصف التعبير أو الأفكار التي تدور في ذهننا، وهي عبارة عن كلمة مفرد وجمعها كلمة أساليب.
- فهو فن يختلف من شخص لشخص أخر حسب قدرة كل شخص على وصف ما هي الأفكار التي يريد أن يعبر عنها، فبشكل تفصيلي هو عبارة عن أنظمة التحدث.
اقرأ أيضًا: السمات الخاصة باللغة العربية
أنواع الأساليب
يوجد مجموعة من الأساليب المختلفة التي تتوقف عليها طريقة التحدث وطريقة تكوين الجملة، ومن أهم هذه الأنواع هي كما يلي:
الأسلوب الأدبي
هو الذي يكون في المجال الأدبي الذي يستخدمه الشعراء والأدباء في طريقة كتابتهم للشعر وللمقالات العامة التي يقدمونها للجميع، ويوجد مجموعة من الأركان التي تتدخل في السلوب الأدبي.
وهي التي تكمن في الألفاظ المعاني والأفكار التي يستخدمونها في كتابتهم، والأسلوب الأدبي يتسم بمجموعة من الخصائص العامة، وأهمها:
- جمال وروعة الأسلوب واختيار الألفاظ بكل دقة وحرص شديد جدًا.
- هي عبارة عن كتابات أدبية ليس لها علاقة بالمجال العلمي إطلاقًا كما يظن الكثير من الناس.
- استخدام اللغة العربية بشكل مفصل من خلال استخدام المحسنات البلاغية والخوض في معاني الكلمات العربية الأصيلة.
- يتم استخدام التخيلات العقلية من علم البيان في اللغة العربية.
- لا يوجد في هذه الكتابات بعض المصطلحات أو الأرقام والإحصائيات التي تشير على حقائق واقعية.
- يستمتع من خلاله القراء بالتنوع الرهيب في استخدام المصطلحات والمعاني بالشكل المفصل لها والواضح جدًا.
- يظهر من خلاله كافة سمات شخصية الكاتب من حيث حياته أو درجة العلمية والدرجة الثقافية له.
- ويجب أن يتم كتابته باللغة العربية الفصحى فقط.
- لكي يكون مثالي يجب أن تؤثر كتابات الشاعر أو الأديب في عدد كبير من الناس.
الأسلوب العلمي
هو أسلوب يستخدم في التوضيح عن بعض العلوم المجردة، مثل علم الهندسة وعلم الفيزياء وعلم الطب وعلم الرياضيات.
ويتكون هذا الأسلوب من المعاني والأفكار وهما الأركان الرئيسية له، ويتسم هذا الأسلوب بعدد من الخصائص التي تميزه عن غيره، وأهمها:
- أفكاره واضحة جدًا للجميع وغير مبهمة.
- يتناول هذا الأسلوب المواضيع العلمية فقط دون التطرف إلى أي شيء أخر.
- استخدام الألفاظ العلمية والدالة عن المادة التي يتحدث عنها بكل وضوح.
- يعتمد على إعداد الأبحاث التي تشمل مجموعة من الحقائق والإحصائيات والأرقام الصحيحة والدقيقة جدًا.
- لا يوجد في هذا الأسلوب أي مجال عام لتدخل العاطفة والمشاعر في الكتابات ويخلو تمامًا من البلاغيات في اللغة العربية.
- توجه هذه الكتابات إلى العقل وليست المشاعر والأحاسيس، شخصية الكاتب لا تظهر نهائيًا في هذه الأبحاث.
- يعتمد على التنظيم والترتيب والدقة والحصر.
- مع الاستناد على الأدلة والبراهين التي تدل على تلك الأبحاث والتقارير التي تم إعدادها.
- هو أسلوب حقيقي لا يوجد فيه أي مجال للمجاملات أو المصالح العامة أو الخاصة.
أقسام الأسلوب العلمي
ينقسم الأسلوب العلمي إلى قسمين رئيسيين، وهما كما يلي:
- أسلوب علمي بحت: هو أسلوب يعتمد على عرض الحقائق والأبحاث العلمية بشكل واضح ودقيق.
- دون التطرق إلى شكل الأسلوب في العرض أو التجميل في اختيار المصطلحات والألفاظ.
- أسلوب علمي أدبي: هو الذي يشمل عرض التقارير والأبحاث العلمية.
- ولكن مع مراعاة الصياغة العامة للبحث من خلال الجمال في اختيار الألفاظ والمصطلحات العامة.
الأسلوب الخطابي
هو الأسلوب الذي يعتمد على القوة الكبيرة في اختيار الألفاظ والمعاني عند التحدث، لكي يتمكن الخطيب من جذب انتباه جميع المخاطبين له أثناء إلقاء الخطبة عليهم.
في نفس الوقت يجب أن يكون الخطيب واثق من نفسه تمامًا وأن يكون قوي وجريء بالإضافة إلى الثقافات العامة وكمية المعلومات التي يجب أن يتحلى بها.
وفي نفس الوقت ليس ذلك فقط بل تكون نبرة صوته عالية بالقدر الكافي التي تصل الصوت إلى جميع الحاضرين، ومناقشة الجميع في الأمر لكي يثير اهتمامهم للحديث، ومن أهم خصائص هذا الأسلوب، هي:
- اختيار كلمات لها صدى قوي ورنين أمام الجميع لكي يثير جذب جميع المتواجدين للحديث.
- يجب أن تؤثر الخطبة على جميع المخاطبين لكي يتمكن من نجاح إيصال المعلومات إليهم.
- يستخدم خلال إلقاء الخطبة بعض المعايير العامة مثل تكرار الجمل.
- وطرح المرادفات والاستشهاد بالأمثلة العامة.
- التنوع في أسلوب الحديث حتى لا يكون سياق الحديث كله على رتم واحد دون تغيير مما لا يثير انتباه الحضور في بعض الأوقات.
الأسلوب العام
هو الذي يعبر عن الأسلوب الذي يستخدمه الجميع في التحاور والتحدث في الحياة اليومية ما بين المواقف المختلفة التي يمر بها الجميع على مدار اليوم كله.
ومن أهم خصائص هذا الأسلوب، هي:
- أسلوب سهل وغير مكلف.
- لا يتطلب اختيار ألفاظ قوية أو أدوات نحوية سليمة لكي تبني جملة صحيحة.
- لا يحتاج إلى أساليب البلاغة في الحديث.
اخترنا لك: أسماء الجمل في اللغة العربية
في نهاية المقال قد تمكنا من عرض الفرق بين الخبر والإنشاء، فبرجاء إعادة نشر المقال على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة لكي يستفيد منه الجميع.