الحث على الصدقة
الحث على الصدقة من الأفعال التي تهتم بالحث عليها جميع الأديان السماوية، وخاصة ديننا الحنيف، فإن الصدقة التي يخرجها العبد إلى شخص آخر ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى.
لا تفيد من أخذها بقدر ما تفيد من أخرجها؛ لأنها تقربه إلى الله سبحانه وتعالى درجة ونحن عبر موقعنا maqall.net نوضح فضل الصدقة على العبد وأنواعها.
محتويات المقال
الحث على الصدقة وبيان فضلها
الحث على الصدقة
حثنا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام على إخراج الصدقات، وذكر ذلك في الكثير من الأحاديث ومنها:
- “على كلِ مسلمٍ صدقَة، فقالوا: يا نبي اللَهِ، فمن لم يجِد؟ قال: يعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدَق قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فلْيعمل بالمعروف، ولْيمسك عن الشر، فإنها له صدقَة”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا”.
- كما يوجد الكثير من الآيات القرآنية التي تحث عن الصدقة ومنها:
- (فاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
- (مثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
شاهد أيضا: موضوع تعبير عن الصدقة وفضلها
فضل الصدقة
استرسال لعرض موضوعنا الحث على الصدقة يجب أن نوضح فضل الصدقة على العبد المسلم وهي:
- تمحو الذنوب والخطايا فيقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام “الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار”.
- عند العرض يوم القيامة في هذا اليوم العصيب يقف المتصدق وفوقه سحابة تظلل عليه وهي أفعال الصدقة التي كان يخرجها في الدنيا.
- هي دواء لكل ما يصيب النفس من شر أو حقد فهي تطهير للقلب فيقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام “إذا أردت تليين قلبه فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم”.
- تدفع البلاء عن صاحبها.
- يبارك الله سبحانه وتعالى في مال المتصدق ويزيه ويرزقه خيرًا كثيرا فعن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ما نقصت صدقة من مال”.
- للمتصدقين باب خاص بهم يدخلون منه الجنة إن شاء الله.
- كما أنه ذكر عن رسول الله إنه إذا اجتمعت الصدقة مع زيارة المريض، واتباع جنازة وكان العبد صائمًا فقد دخل الجنة.
- هر راحة للنفس وشعور برضا الله سبحانه وتعالى الذي يذهب الهم ويأتي بالسعادة.
- تبعد حقد الناس وحسدهم عن المتصدق فيقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام” لا حسد إلاّ في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل والنهار”.
أنواع الصدقة
الصدقة هو ما يخرجه العبد من مال أو خير يفعله لأخيه المسلم ويوجد أكثر من نوع للصدقة منها:
- الصدقة المفروضة: والمقصود بها (الزكاة)، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام وقد ورد الحديث عنها في آيات القرآن الكريم فيقول المولى عز وجل (إِنما الصدقَات للْفقراء والمساكين والعاملين علَيها والمؤَلفَة قلُوبهم وفي الرقَاب والغَارمينَ وفي سبيل الله وابن السبيل فريضةً من الله وللَّه عليم حكيم).
- الصدقة النافلة: وهي التي تكون تطوع من العبد بعد إخراج الزكاة أو الصدقة الواجبة عليه وهي نوعان:
- الصدقة الخفية: ويفضلها الله سبحانه وتعالى ويضاعف أجرها وهي أفضل من الصدقة المعلنة.
- الصدقة الجارية: وهي التي تستمر حتى بعد وفاة صاحبها ويقول عنها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إذا مات الإنسان انقَطع عنه عمله إِلَّا من ثلاثة: إِلَّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
أمثلة للصدقة النافلة
الصدقة هي إخراج بعض المال برضا العبد للفقراء والمحتاجين، ولكن يوجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن بها إخراج الصدقة منها:
إطعام الطعام
فهي من الصدقات التي يحبها الله تعالى وقد ذكرت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة منها:
- قال تعالى: َ(ويُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).
- كما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: ” أن رجلًا سأَل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: أي الإسلام خير؟ قال: تطْعم الطَّعام، وتقرأُ السلام على من عرفت ومن لم تعرف”.
اقرأ أيضا: هل الصدقة تدفع شر الحلم
كفالة الأيتام
من أعظم الصدقات التي حثنا عليها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فقد قال عنها: “أنا وكافِل اليتِيم في الجنَّة هكذا وقال بإصبعيه السبابة والوسطَى”.
طباعة المصاحف وتوزيعها
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “سبع تجري للعبدِ بعد موته، وهو في قبره: من علم علما، أو كرى نهرًا، أو بيت ابن السبيل، أو الصدقة، أو بنى مسجدًّا، أو ورث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته”.
حفر آبار المياه
تعد من أنواع الصدقة الجارية وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة”.
كافة أفعال الخير
كل ما هو فعل يبتغي فيه العبد رضى الله سبحانه وتعالى هو صدقة مثل سقاية الماء، بناء المدارس والمساجد والمستشفيات وزراعة الأشجار وما إلى ذلك من أفعال الخير.
شاهد من هنا: الفرق بين زكاة الفطر والصدقة
آداب الصدقة
الصدقة من الأعمال الصالحة التي تحظى بمكانة عظيمة في الإسلام، ولها آداب ينبغي للمسلم الالتزام بها ليحصل على الأجر الكامل من الله تعالى. وفيما يلي بعض آداب الصدقة:
- الإخلاص لله تعالى
- ينبغي أن تكون النية في الصدقة خالصة لله تعالى، بعيداً عن الرياء أو السمعة.
- يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ} (البقرة: 264).
- الصدقة من الطيب
- يجب أن تكون الصدقة من المال الطيب والحلال، وأفضلها ما كان من أحب الأموال إلى المتصدق.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً” (صحيح مسلم).
- التصدق سرا
- الأفضل أن تكون الصدقة في السر لتجنب الرياء ولتحقيق الإخلاص.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه” (صحيح البخاري).
- عدم المنّ والأذى
- يجب على المتصدق ألا يمنّ على الفقير ولا يؤذيه بالقول أو الفعل.
- قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} (البقرة: 264).
- الابتسامة والاحترام عند التصدق
- ينبغي أن يكون المتصدق مبتسماً ومظهراً للرحمة والاحترام لمن يتصدق عليه.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تبسمك في وجه أخيك صدقة” (سنن الترمذي).
- البدء بالأقرباء
- الأفضل أن يبدأ المتصدق بأقربائه، فالصدقة على القريب صدقة وصلة.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة” (سنن الترمذي).
- عدم التباهي بالصدقة
- يجب على المتصدق ألا يتفاخر أو يتباهى بصدقته أمام الناس.
- قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} (النساء: 38).
- الاستمرار في التصدق
- الاستمرار في العطاء وعدم انقطاع الصدقة حتى ولو كانت قليلة.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل” (صحيح البخاري).
- تحري الوقت المناسب
- اختيار الوقت المناسب للتصدق، مثل الأوقات التي يكثر فيها المحتاجون أو في شهر رمضان.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان” (سنن الترمذي).
- الدعاء للمتصدق عليه
- يفضل أن يدعو المتصدق له ولأهله بالخير والبركة.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة” (صحيح مسلم).
- التصدق من مالك الخاص
- يجب أن تكون الصدقة من مال المتصدق الخاص وليس من مال الغير.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الكسب بيع مبرور وعمل الرجل بيده” (مسند أحمد).
- اختيار الصدقة النافعة
- ينبغي اختيار ما هو نافع ومفيد للمتصدق عليه، سواء كان طعامًا أو شرابًا أو لباسًا.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له” (صحيح مسلم).
- التصدق بأفضل ما لديك
- من الأفضل أن يتصدق المسلم بأحب وأفضل ما لديه.
- قال الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران: 92).
أهمية الصدقة في الإسلام
الصدقة في الإسلام لها أهمية كبيرة وتعتبر من الأعمال الصالحة التي تحظى بمكانة عالية. يمكن تلخيص أهمية الصدقة في النقاط التالية:
- تقرب إلى الله: تُعتبر الصدقة وسيلة للتقرب إلى الله تعالى ونيل رضاه، حيث قال الله في القرآن الكريم: “مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (البقرة: 245).
- كفارة للذنوب: تعتبر الصدقة كفارة للذنوب والمعاصي، وتعمل على تطهير النفس والمال، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” (رواه الترمذي).
- تحقيق التكافل الاجتماعي: تساعد الصدقة في تحقيق التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع، مما يسهم في تقليل الفقر والحاجة وتحسين حياة الفقراء والمحتاجين.
- بركة في المال: يعتقد المسلمون أن الصدقة تجلب البركة والزيادة في المال، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال” (رواه مسلم).
- إحساس بالسعادة والراحة النفسية: تُساهم الصدقة في جلب السعادة والراحة النفسية للشخص الذي يتصدق، فهي تعزز شعور العطاء والإحسان والاهتمام بالآخرين.
- دليل على الإيمان: الصدقة تُعتبر دليلاً على صدق الإيمان وقوة العلاقة مع الله، كما جاء في الحديث: “والصدقة برهان” (رواه مسلم)، أي أنها برهان على صدق الإيمان والتقوى.
- الجزاء في الآخرة: يؤمن المسلمون بأن الله يُضاعف أجر الصدقة في الآخرة، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة” (رواه البخاري ومسلم).
أسئلة شائعة حول الحث على الصدقة
ما هي الصدقة؟
الصدقة هي ما يُعطى من المال أو الطعام أو غيرها من النعم للمحتاجين أو الفقراء بقصد التقرب إلى الله تعالى وتحقيق التكافل الاجتماعي.
لماذا حث الإسلام على الصدقة؟
حث الإسلام على الصدقة لأنها تساعد في تحقيق التكافل الاجتماعي، وتطهير النفس والمال، وجلب البركة، وتقرب العبد من الله، وتكون سببًا في مغفرة الذنوب وكسب الأجر العظيم.
ما الفرق بين الصدقة والزكاة؟
الزكاة هي فريضة واجبة على كل مسلم يملك نصابًا معينًا من المال لمدة سنة كاملة، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة. أما الصدقة فهي تطوعية وغير محددة بوقت أو مقدار معين، ويمكن أن تُعطى في أي وقت ومن أي نوع من المال أو النعم.
هل تُقبَل الصدقة إذا كانت بقصد الرياء؟
لا تُقبل الصدقة إذا كان القصد منها الرياء أو السمعة، لأن النية الخالصة لله تعالى هي شرط أساسي لقبول الأعمال الصالحة، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) (رواه البخاري ومسلم).
ما هي أفضل أنواع الصدقات؟
من أفضل أنواع الصدقات، صدقة السر، وصدقة الجارية (مثل بناء المساجد، وحفر الآبار)، ومساعدة الأقارب المحتاجين، والتعليم، وتوفير الطعام للمحتاجين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة أن تُشبع جائعًا) (رواه الطبراني).