الحكم الشرعي للجماع بعد الولادة القيصرية
الحكم الشرعي للجماع بعد الولادة القيصرية من أهم التساؤلات التي تخطر على بال الكثير من النساء اللاتي خضعن للولادة القيصرية، وذلك بسبب خوفهم من إذا كان الأمر به حرمانية.
أو به أي أضرار صحية من الممكن أن تؤثر على الجرح الناتج عن الولادة، لذا سنتعرف في هذا المقال على كل ما يتعلق بهذه المسألة من مدى تحريمها وأثرها على الصحة بشكل عام.
محتويات المقال
متى يبدا بالجماع بعد الولادة القيصرية شرعا وصحيًا
الحكم الشرعي للجماع بعد الولادة القيصرية
يتبادر إلى ذهن الكثير من النساء السؤال المتعلق بمسألة الجماع بعد الولادة القيصرية، ويرغبن في معرفة ما قاله الشرع في هذه المسألة بالتفصيل، وهذا ما سنتعرف عليه في النقاط التالية:
- تم الاتفاق على أن الجماع بعد الولادة مباشرة من الأمور المحرمة في الدين.
- وذلك بسبب أن المرأة في هذه الفترة تكون في فترة النفاس التي تشبه إلى حد كبير فترة الحيض التي حرم فيها الجماع أيضًا.
- أكد العلماء أقوالهم باستدلالهم بقول الله تعالى في سورة البقرة “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”.
- عند تدبرنا لهذه الآية نجد أنها ترشدنا إلى الحكم في هذه المسألة.
- وهو عدم جواز الجماع بين الزوجين في فترة الحيض التي تتشابه مع فترة النفاس بعد الولادة القيصرية أو الطبيعية.
- نستدل من الآية أيضًا أن الله تعالى يقول في حالة أن المرأة لم تلاحظ آثار للدماء بعد انتهاء فترة النفاس فيجب عليها أن تتطهر.
- وأن تقيم شعائر الله، وعلى ذلك فيجوز لها الجماع مع زوجها.
شاهد أيضًا: ما هو النفاس وكم مدته
رأى الطب في الجماع بعد الولادة القيصرية
بعد أن تعرفنا على الحكم الشرعي للجماع بعد الولادة القيصرية؛ ننتقل للتعرف معًا على مدى خطورة الجماع في تلك الفترة، حتى يكون قولنا هذا بمثابة تحذير للجميع من هذا الأمر:
- ينصح جميع الأطباء بانتظار المرأة فترة لا تقل عن الـ 6 أسابيع بعد العملية حتى تتمكن من ممارسة الجماع بصورة طبيعية.
- قد نصح الأطباء بهذا الأمر لأن المرأة بعد الولادة يحدث لها الكثير من التغيرات النفسية والجسدية.
- ولتستعيد قوتها مرة أخرى فهي تحتاج إلى فترة من الزمن.
- من الأسباب أيضًا التي تجعل الجماع في فترة النفاس من الأمور المحرمة.
- ارتفاع نسبة إصابة الزوج بالالتهابات، وتعرض الزوجة لاحتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- كما أن المرأة في هذه الفترة تكون في حالة إرهاق شديد.
- وعدم القدرة على أداء الأنشطة الحركية بصورة طبيعية.
- بالإضافة إلى الفتور في العلاقة الجنسية.
- لذا حرم الله تعالى الجماع في تلك الفترة تخفيفًا عليها.
اقرأ أيضًا: هل يمكن أن يحدث حمل في فترة النفاس؟
العوامل التي تشير إلى قابلية الجماع بعد الولادة القيصرية
يوجد مجموعة من العوامل التي تخبر الزوجة أنها يمكنها جماع زوجها بعد الولادة القيصرية ومن أهم هذه العوامل:
- تلاحظ المرأة أن فترة التوتر والتقلبات المزاجية التي كانت تصاحبها من بعد الولادة قد تلاشت تمامًا.
- وذلك دليل على عودة جميع الهرمونات في الجسم إلى مستواها الطبيعي.
- كما أنها تلاحظ أن جميع آلامها الناتجة عن جرح الولادة القيصرية قد بدأت في الاختفاء.
- كما أنها تلاحظ أن جرح الولادة بدأ يلتئم وتعود البطن إلى شكلها الطبيعي.
- تلاحظ أنها لا تشعر بالتعب والإرهاق بصورة كبيرة؛ مقارنة بالوقت الذي يلي الولادة مباشرة.
- تعود رغبة المرأة في العلاقة الجنسية مرة أخرى بعد أن كانت تعاني من الفتور والنفور من العلاقة مع زوجها طوال فترة النفاس.
- من أبرز العلامات التي تدل على انتهاء فترة النفاس وقابلية الجماع بين الزوجين.
- جفاف النزيف المهبلي، فتلاحظ المرأة أنها لم تعد تنزف كما في الأيام السابقة.
- أو قد ينقطع النزيف تمامًا.
- جفاف النزيف المهبلي، فتلاحظ المرأة أنها لم تعد تنزف كما في الأيام السابقة.
احتياطات عند الجماع بعد الولادة القيصرية
يوجد مجموعة من الأمور الواجب على الزوجين اتخاذها بعد الولادة القيصرية ومن أهمها:
- يجب التأكد من أن الإفرازات المهبلية قد تلاشت بالكامل، وذلك حتى لا يقع الزوجين في معصية نتيجة الجماع في فترة النفاس.
- التأكد من تطهر الزوجة بشكل كامل بعد انتهاء فترة النفاس.
- تجنب الإيلاج العميق وذلك لأنه ليس مناسبًا بعد الولادة، فمن الممكن أن يتسبب في الإضرار بالجرح.
- يجب معالجة جفاف المهبل بسبب الولادة لتجنب الألم، وذلك باستخدام الوسائل المخصصة لذلك.
أحكام النفاس بعد الولادة القيصرية
بعد أن تعرفنا على الحكم الشرعي في مسألة جماع الزوج لزوجته بعد ولادتها القيصرية، ننتقل إلى آراء العلماء والفقهاء في الأحكام الشرعية المتعلقة بباقي الشعائر الدينية بعد الولادة:
- لا يمكن للمرأة في هذه الفترة أن تصلي الفروض الخمسة، وذلك لأن فترة النفاس من الفترات التي حرم الله تعالى فيها الصلاة إلا بعد التطهر من دم النفاس تمامًا.
- كما أنه يحرم على المرأة الصوم، وذلك لأن التغييرات الجسدية التي تتعرض لها لا تؤهلها للصيام، حتى وإن كانت في شهر رمضان الكريم فيجب عليها أن تفطر وتقضي الأيام بعد تعافيها.
- يحرم على المرأة الطواف حول الكعبة طالما لا زالت نفساء، وذلك لأن الطواف تطلب الطهارة.
- بالإضافة لكونه يتطلب القدرة على بذل المجهود البدني الذي تفتقر إليه المرأة بعد الولادة.
شاهد من هنا: حكم نوم النفاس مع زوجها
محاذير ونصائح حول الجماع بعد العملية القيصرية
الجماع بعد العملية القيصرية يتطلب بعض المحاذير والنصائح لضمان صحة الأم وسلامتها. إليك أهم المحاذير والنصائح:
محاذير بعد العملية القيصرية
- الانتظار حتى مرور الوقت المناسب:
- يُفضل عادةً الانتظار لمدة 6-8 أسابيع بعد العملية القيصرية قبل العودة للجماع. هذا الوقت يسمح للرحم والجسم بالشفاء التام من العملية.
- استشارة الطبيب:
- من المهم استشارة الطبيب قبل استئناف النشاط الجنسي. الطبيب يمكنه تقديم المشورة بناءً على حالتك الصحية ومدة الشفاء.
- التحقق من عدم وجود مضاعفات:
- تأكدي من عدم وجود مضاعفات مثل التهابات أو فتح الجرح قبل استئناف الجماع.
- تجنب الضغط على منطقة العملية:
- يجب تجنب أي نشاط قد يضغط على منطقة العملية القيصرية أو يسبب ألمًا في الجرح.
- مراقبة الألم أو النزيف:
- إذا شعرتِ بأي ألم غير طبيعي أو لاحظتِ نزيفًا بعد الجماع، يجب التوقف فورًا واستشارة الطبيب.
- الاستماع لجسمك:
- إذا شعرتِ بعدم الراحة أو الألم أثناء أو بعد الجماع، يجب التوقف وعدم الاستمرار حتى تتعافين تمامًا.
- مراقبة صحة الجرح:
- تأكدي من أن جرح العملية القيصرية يلتئم بشكل جيد ولا يوجد فيه أي علامات للعدوى.
نصائح لاستئناف الجماع بعد العملية القيصرية
- اختيار الوضعيات المريحة:
- اختيار وضعيات تساعد في تجنب الضغط على الجرح، مثل وضعية الاستلقاء على الجنب أو الجماع في وضعية مريحة لك.
- استخدام مواد ترطيب:
- يمكن أن تكون هناك جفاف مهبلي بعد الولادة، لذا يمكن استخدام مواد ترطيب تساعد في جعل الجماع أكثر راحة.
- التحدث مع الشريك:
- التواصل مع الشريك حول أي مخاوف أو discomfort يمكن أن يساعد في تحقيق تجربة أكثر راحة وآمان.
- الاسترخاء والهدوء:
- تأكدي من أنك في حالة من الاسترخاء والهدوء لتجنب أي توتر قد يؤثر على تجربتك.
- الاهتمام بالصحة العامة:
- الحفاظ على صحة جيدة وتناول غذاء متوازن يساعد في عملية الشفاء العامة ويعزز الراحة عند العودة للجماع.
- الاستفادة من التمارين:
- القيام بتمارين البطن الخاصة بالولادة بعد الحصول على الموافقة من الطبيب قد يساعد في تقوية العضلات حول منطقة الجرح.
- الاهتمام بالنظافة:
- الحفاظ على النظافة الشخصية جيدة لمنع حدوث أي عدوى حول منطقة الجرح.
- الصبر وعدم الاستعجال:
- التحلي بالصبر وعدم الاستعجال في العودة للجماع. الشفاء الكامل يتطلب وقتًا، ومراعاة صحتك وسلامتك هو الأولوية.