معنى الإيثار

يتساءل العديد من الأشخاص عن معنى الإيثار، وما إن كان له صفات تحض على اكتسابها إن كانت جيدة أو الحذر منها إن كانت سيئة.

لذلك سنذكر لكم في مقالنا اليوم عبر موقع مقال maqall.net معنى الإيثار وفوائده.

الإيثار لغةً واصطلاحًا

تدل كلمة إيثار على معنيان، معنى في معجم اللغة العربية ومعنى آخر في الاصطلاح، والتي سنذكر كلاهما كالتالي:

الإيثار في اللغة

  • معناها في معجم العربية: تشير الكلمة إلى الاختصاص أو التقديم، فحينما يقال آثر شخص بأمر ما فمعناه إنه اختار الشيء لذاته، فتأتي الكلمة للتفضيل.

الإيثار في الاصطلاح

  • أما معناها في الاصطلاح فتُعني التضحية لأجل الآخرين، أو تفضيل شخص ما عليك لنيل الحظوظ الدينية بعيدا عن الأمور الدنيوية.
  • ولكن إن كان هناك مقابل أمام الإيثار سواء كانت منفعة أو مصلحة، فذلك ليس إيثار أبدا، فالإيثار هو تقديم منفعة الغير على النفس دون مقابل أو منفعة ما أمامها وما إلى ذلك.
  • أما في الديانة الإسلامية فالإيثار يعد من الأخلاق الكريمة التي دعا لها الدين، بالإضافة إلى أنه تم ذكره في كثير من الآيات القرآنية مثل قوله العزيز:
    • “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
  • بالإضافة إلى أن الإيثار هو واحد من أخلاق النبي صل الله عليه وسلم ووصاياه للمؤمنين، فقال في حديث نبوي:
    • (يا معشرَ المُهاجرينَ والأنصارِ، إنَّ مِن إخوانِكُم قومًا ليسَ لَهُم مالٌ ولا عشيرةٌ، فليَضمَّ أحدُكُم إليهِ الرَّجُلَيْنِ أوِ الثَّلاثةِ، فما لأحدِنا من ظَهْرٍ يحملُهُ إلَّا عقبةٌ كعقبةِ، يعني أحدِهِم).

اقرأ أيضا: ما مفهوم العقيدة لغة واصطلاحاً

فوائد الإيثار

إن للإيثار عدة فوائد وتوابع كثيرة يعود تأثيرها على الفرد والمجتمع، سنذكر منها ما يلي:

  • تعتبر طريقة الإيثار من أعظم الطرق التي يتبعها المرء للتعبير عن صدق محبته لربه، وللوصول لمحبة الله ناحيته ونيل مغفرته.
  • حسنات الإيثار ستصحب المؤثر في دنياه وآخرته، فيحصل في حياته على محبة الناس له، والجزاء الطيب في آخرته.
  • ثبات إيمان المسلم واكتماله، وحسن إسلام المرء.
  • كما يعد اتباعا لسنة الرسول صل الله عليه وسلم، واتباعا لما يتلوه الإسلام.
  • يعتبر الإيثار دلالة ثابتة على إحسان الظن بالله عز وجل.
  • كما يعد سببًا من أسباب حلول البركة وجلب الخير للمسلم.
  • يجعله في منزلة متواضعة بعيدًا عن الغرور والتكبر والأفعال المكروهة، لأن نفس المؤمن الذي يؤثر غيره على نفسه، تكون شخصيته تكره سفاسف الأمور وتبتعد عنها.
  • ينتشر الشعور بالألفة والمحبة ويزيد بين الأشخاص، ويتم ذلك عبر التعاون وإيثار بعضهم على أنفسهم.
  • قد يكون الإيثار هي تذكرة وصول العبد إلى دار النجاة، فهو يحميه من ارتكاب الفواحش أو إيقاعه في شحٍ مكروه.
  • المؤمن الذي يؤثر البعض على نفسه، سوف ينعم الله -عز وجل- عليه بحسن الخاتمة.
  • يعتبر الإيثار هو طريق موصول بالله عز وجل.

كما يمكنكم التعرف على: خطبة عن الصداقة حقوق وواجبات

شروط الإيثار

لا يتحقق الإيثار إلا بشروط معينة يجب أن تتواجد في الفرد حتى يُقبل عِند الله، وسنذكر أهم تلك الشروط فيما يلي:

  • يجب ألا يكون الإيثار في الواجبات، فذلك محرم لدى جميع العلماء، فلا يمكن للمؤمن أن يؤثر بأمر قد فرضه الله علينا وأمرنا به كي نطيعه، فإن حصل ذلك فهذا عدم اتباع لأوامر الله.
  • لا يجب أن يكون الإيثار على القربات التي تزيد من قربه عند المولى عز وجل، فلا يجوز للمسلم مثلا أن يؤثر في الصف الأول في الصلاة لمسلم آخر غيره ويعود هو إلى الصف التالي، فتلك الصورة لا يُسمح بها ومكروهة، لقول الله تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ).
  • يلزم أن يكون الإيثار لمن يستحقه بالفعل، فمثلا لا يجب الإيثار بالمال لشخص غني، بل يجب عليه أن يؤثر بهذا المال لفقير أو يتيم، فتلك الصورة تحمل ضعف الأجر وأعظمها عند الله عز وجل.

أسباب الإيثار ودوافعه

هناك العديد من الأسباب والدوافع للإيثار، سنذكر منها ما يلي:

  • الإيمان بالله: والوفاء بما يأمر به، والإخلاص بالعمل به، فمن يؤمن بالله واليوم الآخر فلن يقوم بتفويت أي فعل أو حسنة سُدي كما سيحرص على التحلي بالأخلاق المهذبة.
  • اللين والرحمة: فأصل فعل الإيثار هو التحلي بالرحمة واللين، فهما موجودان داخل قلب المؤمن والمتعلق بربه.
  • الرغبة في التحلي بمكارم الأخلاق: حيث يعد الإيثار خلق من الأخلاق الكريمة والتي لا يتحلى بها سوي عفيف النفس، كما أن من يتشبث به كان من أصحاب الأخلاق الحسنة وأهلها.
  • تكريم الأخلاق الحسنة وتعظيمها والتحلي بها، هو سببا من أسباب محبة الناس للمرء وجعله محمودًا بينهم، فقد خلق الله عز وجل قلوب عباده وفطرهم على حب الأخلاق الحسنة والحرص على التمسك بها.

كما يمكنكم الاطلاع على: موضوع عن الأنانية

أقسام الإيثار في الإسلام

إيثارٌ يتعلّق بالخالق

يشير هذا النوع من الإيثار إلى تفضيل احتياجات الله ورضاه على احتياجات الفرد. يتضمن ذلك العمل الصالح والطاعة وتقديم الشكر والحمد لله، والاجتهاد في العبادة والامتنان لنعم الله.

إيثارٌ يتعلّق بالخلق

يُعبر هذا النوع من الإيثار عن التفضيل لحاجات الآخرين على حاجات الفرد الذاتية. يشمل ذلك مساعدة الفقراء والمحتاجين، وتقديم المساعدة والدعم للمحتاجين، والعمل على تخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم.

وسائل اكتساب صفة الإيثار

هناك عدة وسائل يمكن للمسلمين اتباعها لاكتساب صفة الإيثار في الإسلام. من بين هذه الوسائل:

  • تعزيز الوعي الديني: يجب على المسلمين أن يكونوا على دراية بتعاليم الإسلام حول الإيثار وأهميتها في الحياة اليومية. يمكن للمطالعة والاستماع إلى الدروس والمحاضرات الدينية أن تساعد في زيادة الوعي الديني بهذه القيمة.
  • العمل على تطوير الأخلاق: يجب أن يكون المسلمون حسني الأخلاق والسلوك في حياتهم اليومية. يمكن أن يكون العمل على تطوير الصفات مثل الكرم والعطاء والتضحية والرحمة وسيلة لاكتساب صفة الإيثار.
  • ممارسة العمل الخيري: يُشجع في الإسلام على ممارسة الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء والمحتاجين. يمكن للمسلمين تخصيص جزء من ثروتهم ووقتهم لخدمة الآخرين وتحسين ظروفهم.
  • الصدق والإخلاص في العمل: يجب أن يكون المسلمون صادقين ومخلصين في أعمالهم ومساعيهم لخدمة الآخرين. يُحث على التفاني والاجتهاد في تقديم المساعدة وتحقيق الخير للآخرين.
  • الاستعانة بالدعاء: يُشجع في الإسلام على الاستعانة بالدعاء وطلب الهداية والتوفيق من الله في اكتساب صفة الإيثار. يمكن للمسلمين الدعاء لله أن يمنحهم القوة والعزيمة لتقديم المساعدة وتحقيق الخير في الحياة.

درجات الإيثار

في الإسلام، يُعتبر الإيثار صفة مهمة تحظى بتقدير عالٍ، وتختلف درجاتها حسب مدى التضحية والتفاني في خدمة الآخرين. يمكن تقسيم درجات الإيثار في الإسلام إلى عدة مستويات:

  • التضحية الكبيرة: هي أعلى درجات الإيثار، تشمل التضحية بأموالك ووقتك وجهدك من أجل الآخرين دون النظر إلى المكافأة أو الشكر. هذه الدرجة من الإيثار تتضمن التضحية بما هو أغلى على الفرد، سواء كان ذلك المال أو الوقت أو الصحة أو الجهد.
  • التفاني في الخدمة: يشمل هذا المستوى من الإيثار التفاني في خدمة الآخرين بشكل متواصل ودائم، حيث يُعرض الفرد للتضحية بجهده ووقته وماله في سبيل خدمة المجتمع وتحقيق الخير للناس.
  • العمل الخيري المستمر: يتضمن هذا المستوى الاستمرار في ممارسة الأعمال الخيرية والإحسان وتقديم المساعدة للمحتاجين دون انقطاع. يعكس هذا المستوى من الإيثار استعداد الفرد للتضحية بجزء من وقته وماله بشكل منتظم لخدمة الآخرين.
  • اللطف والتسامح: يشمل هذا المستوى التعامل مع الآخرين بلطف وتسامح، وتقديم المساعدة والدعم العاطفي لمن يحتاجون إليه، والتفهم لظروفهم وتقديم المساعدة في تجاوز الصعوبات.
  • التضحية بالمصالح الشخصية: يتضمن هذا المستوى من الإيثار التضحية بالمصالح الشخصية من أجل مصلحة الآخرين، وعدم التفكير فقط في ما يخدم مصالح الفرد بل النظر إلى المصلحة العامة والتضحية من أجلها.

أسئلة شائعة حول الإيثار في الإسلام

ما معنى الإيثار في الإسلام؟

الإيثار في الإسلام يعني التضحية بمصالح النفس من أجل مصلحة الآخرين، والتفاني في خدمتهم دون النظر إلى المكافأة أو الشكر.

ما هي أهمية الإيثار في الإسلام؟

الإيثار يعتبر قيمة مهمة في الإسلام تعكس التضحية والتفاني في خدمة الآخرين، وتحقيق الخير والعدالة في المجتمع.

كيف يمكن للمسلمين تحقيق الإيثار في حياتهم اليومية؟

يمكن للمسلمين تحقيق الإيثار من خلال ممارسة الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وتقديم المساعدة لمن يحتاجونها دون انتظار العوائد.

هل الإيثار يشمل فقط المساعدة المادية؟

لا، الإيثار يشمل أيضًا المساعدة العاطفية والمعنوية، والتضحية بالوقت والجهد والطاقة من أجل مساعدة الآخرين.

ماذا يقول الإسلام عن قيمة الإيثار؟

يقدّر الإسلام قيمة الإيثار ويحث على ممارسته كجزء من الخير والعطاء، ويعتبره وسيلة لتحقيق السعادة والرضا النفسي.

مقالات ذات صلة