عدد أبواب القدس

تعتبر مدينة القدس من أهم المدن على مر العصور التاريخية وذلك بسبب موقعها الجغرافي ومكانتها والدينية، فهي مدينة مقدسة عند الأديان السماوية الثلاثة، ونتيجةً لهذه المكانة العالمية التي تمتلكها هذه المدينة.

فلقد تعرضت لهجمات الغزاة منذ فجر التاريخ، لذلك تم بناء سور لحمايتها في العهد العثماني، حيث سنتحدث في هذا المقال عن عدد أبواب القدس التي يتضمنها سور المدينة.

عمرْ وجغرافية مدينة القدس

سنقوم بتلخيص الحديث عن عمر مدينة القدس وموقعها الجغرافي بالنقاط التالية:

  • تشير بعض الأبحاث التاريخية أن عمر مدينة القدس يمكن أن يصل إلى خمسٍ وثلاثين ألف سنة، ولكن القول الراجح الذي قال به الكثير من المؤرخين هو أن مدينة القدس بنيت في عهد (ملكي صادق) الذي عاش في زمان نبي الله إبراهيم عليه السلام أي حوالي 1850 ق.م، وعليه فإن عمر المدينة هو حوالي ثمانية وثلاثين قرن.
  • تتميز مدينة القدس بالموقع الجغرافي والاستراتيجي المميز، فهي تقع في وسط فلسطين التاريخية على ملتقى الطرق التجارية والسياحية.
  • ولقد تم بناء هذه المدينة على أربع تلال صخرية محاطةً بمجموعةٍ من السهول والوديان.
  • أما التلال الصخرية فهي (جبل صهيون وجبل موريّا الذي بني عليه الحرم القدسي الشريف، وجبل بزيتا وجبل أكرا الذي بنيت عليه كنيسة القيامة).

كما تقسم مدينة القدس إلى قسمين رئيسيين:

  • القدس الشرقية: وهي تسمى المدينة القديمة، وتحتوي على معظم المعالم التاريخية والدينية للمدينة كالمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وكنيسة القيامة.
  • القدس الغربية: وتسمى بالمدينة الحديثة، حيث يوجد داخلها جميع المعالم والأبنية الجديدة.

تاريخ مدينة القدس

في معرض حديثنا عن تاريخ مدينة القدس سنقوم بإجمال الحديث ضمن النقاط التالية:

  • مدينة القدس قبل الميلاد: لقد تأثرت مدينة القدس في فترة ما قبل الميلاد بالعديد من المراحل التاريخية التي بلورت معالم المدينة الحضارية:
  • سكن مدينة القدس قبائل عربية كنعانية كان يطلق عليهم أسم اليبوسيين، حيث اطلقوا على المدينة اسم (يبوس).
  • قام الفراعنة باحتلال مدينة القدس في الفترة ما بين القرن السادس عشر والقرن الرابع عشر قبل الميلاد، وبقيت المدينة تحت الحكم الفرعوني حتى عهد أخناتون.
    • حيث قامت قبائل بدوية تدعى الخابيرو بالهجوم على مدينة القدس والسيطرة عليها، ولم ترجع إلى الحكم الفرعوني إلا في عهد الفرعون سيتي الأول.
  • وقعت المدينة تحت حكم نبي الله داوود عليه السلام في عام 977 ق.م على أرجح الأقوال وبقيت المدينة المقدسة أربعين سنة إلى أن توفي النبي داوود.
  • بعد وفاة داوود عليه السلام أصبح ابنه النبي سليمان عليه السلام ملكًا على بني إسرائيل حيث بقيت مدينة القدس تحت حكمه ثلاث وثلاثين سنه إلى أن توفاه الله.
  • ضعفت المملكة بعد وفاة نبي الله سليمان، تعرضت للغزو الآشوري ثم الغزو البابلي، حيث احتلها الملك البابلي نبوخذ نصر عام 585 ق.م وقام بسبي اليهود إلى بابل.
  • عاد اليهود إلى أرض فلسطين وإلى مدينة القدس بعد خمسٍ وأربعين سنة من تهجيرهم إلى بابل وذلك بعد أن غزا الفرس البابليون وانتصروا عليهم.

شاهد أيضا: تخصصات جامعة القدس المفتوحة

تاريخ مدينة القدس في مرحلة ما بعد الميلاد

قبل الحديث عن عدد أبواب القدس سنتطرق لتاريخ مدينة القدس بعد الميلاد والذي يتمثل بما يلي:

  • خضعت مدينة القدس للحكم الروماني عام 63 ق.م حيث دخلها القائد بومبيجي قائد الجيش الروماني.
    • حيث بقيت المدينة تحت سيطرة الرومان حتى الفتح الإسلامي عام 636 ميلادي.
  • دخل المسلمين مدينة القدس صلحًا لا حربّا بقيادة الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح، وذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    • حيث قام بنفسه باستلام مفاتيح المدينة المقدسة، وكتب لأهلها من المسيحيين العهدة العمرية.
    • وهي وثيقة أمان لأهل القدس من المسيحيين على أموالهم وأنفسهم ودينهم وكنائسهم.
  • قام الصليبيون باحتلال مدينة القدس وذلك في عام 1099 م، أي بعد مروم حوالي خمس مئة عام على الفتح الإسلامي.
  • دخلت جيوش صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس بعد انتصاره في معركة حطين عام 1187 م.
  • عاد الصليبيون لاحتلال مدينة القدس مرةً أخرى بعد وفاة السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
  • استعاد السلطان نجم الدين الأيوبي مدينة القدس من أيدي الصليبيين مرة أخرى في عام 1244 م.
    • ثم تعاقب على المدينة الحكم المملوكي ثم الحكم العثماني، وهي الآن تحت الاحتلال الإسرائيلي.

سور مدينة القدس

تم بناء سور مدينة القدس في العهد الكنعاني ولكن هذا السور تعرض للكثير من الأضرار بسبب الحملات والحروب المتلاحقة إلى المدينة، وكان آخر تدمير تعرض له سور المدينة على يد السلطان عيسى ابن أيوب عام 1226 م.

ثم في فترة الحكم العثماني أمر السلطان سليمان القانوني ببناء سور المدينة المقدسة، ورصد لذلك جميع عائدات الضرائب من أرض فلسطين لمدة خمس سنوات.

حيث أعيد بناء السور، وكان يحتوي على ستة وثلاثين برجًا أشهرها برجي (كبريت واللقلق)، كما كان للسور سبعة أبواب مفتوحة وأربعة أبواب مغلقة.

اقرأ أيضا: شعر عن القدس محمود درويش

عدد أبواب القدس المفتوحة

لمدينة القدس سبعة أبواب مفتوحة وهي:

  • باب العمود: ويقع هذا الباب في الجهة الشمالية من سور مدينة القدس، ويعود باب العمود إلى العهد العثماني.
    • وقد أقيم الباب بين برجين ويعلوه قوسًا مستديرة أقيمت على أنقاض القوس القديمة التي ترجع لعهد الاحتلال الصليبي.
    • وكان يطلق عليه باب دمشق لأن القوافل التي تذهب إلى دمشق كانت تخرج من هذا الباب.
  • باب الساهرة: ويقع إلى الشرق من باب العمود على بعد حوالي خمس مئة متر منه.
    • وهو ذو بناء بسيط يعود إلى زمن السلطان سليمان القانوني، وكان يسمى باب هيرودس وباب الزهر وباب الغنم.
  • باب الأسباط: ويقع هذا الباب في الجهة الشرقية من سور المدينة.
    • ويتميز باب الأسباط بأنه شاهق الارتفاع، وهو يعود إلى عهد سليمان القانوني، وكان يطلق عليه باب استيفانوس.
  • باب المغاربة: وهو يقع في الجهة الجنوبية من سور المدينة، ويعود باب المغاربة إلى العهد العثماني.
    • وكان يطلق عليه باب الدباغة وباب سلوان، أما تسميته بباب المغاربة لأن أهل المغرب كانوا يسكون قرب هذا الباب.
  • باب الحديد: وهو أحدث أبواب مدينة القدس حيث يعود بناؤه إلى عام 1898 م عندما زار الإمبراطور الألماني غليوم مدينة القدس.
  • باب الخليل: يقع هذا الباب في الجهة الغربية من المدينة، ويعود بناؤه إلى العهد العثماني.
    • وكان يسمى بوابة داوود، ولباب الخليل باب خشب مصفح بالنحاس المصهور، وقد بني من أجل إعاقة تقدم القوات الغازية.
  • باب داوود: ويقع في الجهة الجنوبية من سور المدينة، ويعود للعهد العثماني وقد أطلق عليه باب داوود.
    • لأنه يعتقد أن النبي داوود مدفون بالقرب من هذا الباب، كما كان يسمى بوابة صهيون لأنه يقع بالجهة المقابلة لجبل صهيون.

عدد أبواب القدس المغلقة

لسور مدينة القدس أربع أبواب مغلقة وهي:

  • باب الرحمة: وهو يعود إلى العصر الأموي ويتألف من بابين يعلو كل باب قوس صغير.
    • وقد أغلقة العثمانيون بسبب الخرافة التي شاعت بأن الروم سوف يعودون لاحتلال القدس من هذا الباب.
  • الباب الواحد: وهو يعود إلى العهد الأموي، وهو يؤدي إلى الحرم القدسي بشكل مباشر، وهو يقع في السور الجنوبي للمدينة.
  • الباب المثلث: ويتألف من ثلاث أبواب صغيرة، وهو يؤدي إلى الحرم القدسي مباشرةً.
    • ويعود هذا الباب إلى العهد الأموي.
  • الباب المزدوج: وهو يعود إلى العهد الأموي، ويتألف من بابين صغيرين يؤديان إلى الحرم القدسي الشريف.

شاهد من هنا: ما اسم أشهر جبال القدس

وبالتالي نكون قد تحدثنا في هذا المقال عن تاريخ مدينة القدس بشكلٍ مفصل، كما بينا المكانة الدينية والجغرافية لهذه المدينة، بالإضافة للحديث عن عدد أبواب القدس وتاريخ كل منها.

مقالات ذات صلة