سبب نزول سورة الضحى
سبب نزول سورة الضحى، جميعنا يعلم أن الله يحب رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لكن حقيقةً لا أحد منا يعلم مقدار حب الله لرسوله.
وقد أنزل الله في هذا الحب من الآيات والسور الكريمة ما يمكننا من الوصول إلى بعض من مقدار هذا الحب، ومنها سورة الضحى، لذلك في هذا المقال سنتكلم عن أسباب نزول سورة الضحى.
محتويات المقال
تفسير سورة الضحى
يقول المولى سبحانه وتعالى:
(والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ولا الأخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلاً فأغنى فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث.
قد يهمك: فضل سورة الانفطار
الضحى
أسم لوقت ارتفاع الشمس.
والليل إذا سجى
قال الأصمعي سجو الليل أي تغطيته للنهار مثل ما يُسجى الرجل بالثوب.
ما ودعك ربك
أي ما قطعك قطع المودع ولم يقطع عنك الوحي.
وما قلى
أي وما أبغضك.
وللآخرة خير لك من الأولى
أي الجنة خير لك من الدنيا هذا مع ما قد أوتي في الدنيا من شرف النبوة. .
ولسوف يعطيك ربك فترضى
ويقصد هنا أن الله أعطى سيدنا محمد الفتح في الدين، والثواب، والحوض، والشفاعة لأمته في الأخرة، حتى يرضي العبد.
ألم يجدك يتيماً فآوى
أي وجدك يتيماً لا أب لك فجعل لك مأوي تأوى إليه.
ووجدك ضالاً فهدى
أي لم تكن تدري القرآن، ولا الشرائع فهداك الله لذلك.
ووجدك عائلاً فأغنى
أي وجدك فقير ذا عيال لا مال لك، فأغناك بما أعطاك من الرزق.
فأما اليتيم فلا تقهر
أي لا تتسلط عليه بالظلم لضعفه، بل أدفع إليه حقه وأذكر يتيمك.
وأما السائل فلا تنهر
لا تنهره إذا سألك فقد كنت فقيراً فإما أن تطعمه وإما أن ترده رداً ليناً.
وأما بنعمة ربك فحدث
أمره الله سبحانه بالتحدث بنعم الله عليه، وإظهارها بينهم، والتحدث بنعمة الله وشكره.
كذلك يقصد هنا بالنعمة القرآن فأمره أن يقرأه ويحدث به.
سبب نزول سورة الضحى
سورة الضحى مكية، نزلت في بدايات بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان الوحي قد تواتر نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسور التي فيها تأسيس لمعنى التوحيد وترسيخ الإيمان.
وكذلك الصبر في قلوب المؤمنين، بالإضافة إلى الوعيد للكافرين، وتذكير بما حدث في الأمم السابقة.
وأن الله أهلكهم بكفرهم، وعنادهم وتكفيرهم الأنبياء المرسلين من ربهم.
وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انقطع عنه وحي السماء؛ جبريل عليه السلام ليلتين أو ثلاث.
أخبرنا أبو حذيفة أخبرنا سفيان الثوري عن الأسود عن قيس عن جندب قال:
(قالت امرأة من قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما أرى شيطانك إلا قد ودعك).
كما نزل قوله تعالى: (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلي). رواه البخاري.
وعن أحمد بن يونس زهير، عن الأسود، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم.
عن أبو سعيد الأشج، عن معاوية، عن هشام بن عروة، عن ابيه قال:
(أبطأ جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فجزع جزعاً شديداً، فقالت له خديجة رضي الله عنها وأرضاها:
(قد قلاك ربك لما يرى من جزعك، فنزل قول الله تعالى: والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى)
وأخبرنا حفص بن سعيد القرشي، قال حدثتني أمي عن أمها خولة وكانت خادمة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أن جرواً دخل البيت، والجرو (هو الكلب الصغير)، فدخل تحت السرير فمات.
فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً لا ينزل عليه الوحي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا خوله ما حدث في بيتي إن جبريل عليه السلام لا يأتيني؟ قالت خولة: له:
هيأت البيت، وكنسته، فهويت بالمكنسة تحت السرير، فإذا بشيء ثقيل، فلما أزحته.
واخرجته، فإذا به جرو ميت، فأخذته فألقيته خلف الجدار.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعد لحياه، وكان إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة.
فقال يا خولة دسريني فأنزل الله تعالى: (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلي).
شاهد أيضا: فضل سورة الأنبياء