قصة حذيفة بن اليمان
كان حذيفة بن اليمان من أحد المبشرون بالجنة، وكان الحافظ لسر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحكي قصة حذيفة بن اليمان أن والده هرب إلى المدينة المنورة، وتحالف مع بني الأشهل، ومن هنا جاءت تسمية اليمان بهذا الاسم، لأنه تحالف مع اليمانية، وقد أسلم اليمان وكانوا قد شهدوا معركة أحد.
محتويات المقال
قصة حذيفة بن اليمان
تكشف النقاط التالية عن قصة حذيفة رضي الله عنه، منذ نشأته وحتى وفاته، والقصة كاملة تكون كالآتي:
أولًا: قصة نشأة ومولد حذيفة بن اليمان
كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الأصل من مكة المكرمة، ولم يعلم العلماء السنة التي ولد بها، وقد اضطر والده إلى الآتي:
- الانتقال للمدينة المنورة، بعد تعرضه للكثير من المضايقات التجارية، ولذا انتقل بابنه إلى المدينة المنورة، وولد حذيفة هناك، وكان حذيفة يعتبر مهاجر، وأنصاري، حيث له أصول من مكة، وعاش في المدينة.
شاهد أيضًا: قصص الانبياء مبسطة للاطفال
ثانيًا: قصة حياة حذيفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان حذيفة قد شهد مع رسولنا الكريم معظم الغزوات، وكان من القلائل الملتفين حول الرسول في غزوة الأحزاب، وفعل الآتي:
- بعد أن تولى الجيش وأصبح بمفرده، وكان يعلم أسماء المنافقين كما ذكرهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألح عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليقول تلك الأسماء، ولكنه لم يفشي سر الرسول لعمر.
- وقال لعمر رضي الله عنه أنه لن يفشي سرًا استودعه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: قصة موقف مشرفة مع حذيفة بن اليمان
قام حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بعمل بعض المواقف المشرفة، والمتميزة، والتي منها التالي:
- في غزوة أحد، وحيث كان القتال يشتد بين المسلمين والمشركين، رأى أحد المشركين وهو سيقتل أبيه بالخطأ.
- فأسرع إليه وقال له احترس هذا والدك، إلا أنه لم يدرك الأمر إلا بعد أن قتله، فقال له حذيفة يغفر الله لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
- وكان حذيفة شديد التقوى والورع، وكان يبكي على كل من يقترف ذنبًا لم يقصده.
- وكان شديد التواضع، وينفق الكثير من الأموال على المساكين والأرامل.
- كان قد شهد العديد من الفتوحات الإسلامية، مثل فتح العراق، وفتوحات فارس.
- ومعركة اليرموك، وموقعة نهاوند.
رابعًا: تولي حذيفة ولاية المدائن
كان اليمان قد تولى إدارة المدائن، والتي كلفه بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما تولى الإمارة حدث الآتي:
- اجتمع أهل المدائن ليستقبلوه، وقد رأوه يأتي راكبًا على ظهر حمارًا، وفي يده رغيف عيش، وبعض الملح، وتعجبوا من أنه هو الولي الجديد، وهو بهذا التواضع، فقد اعتادوا على أن الوالي يكون مظهره باذخ.
- وعندما رآهم حذيفة بن اليمان متعجبين منه، نظر إليهم وقال لهم: إياكم والفتن، فسألوه وما هي الفتن؟.
- فقال لهم: ألا يدخل أحدكم على الوالي فيصدقه كذبًا، أو يمتدحه نفاقًا.
- وهذه البداية التي بدأ بها مع قومه، هي المنهج الذي سينتهجه في ولايته.
- وكان حذيفة شديد العدل، ويخاف من ظلم أحد.
- كان ينزل يوم الجمعة من طلوع الشمس، ليسأل عن من يكون محتاجًا أو مظلومًا، ولا يعرف كيف يصل إليه.
- وكان يطلب من الناس أن يأتوا إلى بيته أي وقت ليخبروه إذا كان هناك أحدًا من الحاشية قد طغى عليهم، وكان بيته دائمًا متاحًا لشكوى الناس.
خامسًا: قصة وفاة حذيفة بن اليمان
توفى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بعد 40 يومًا من مقتل عثمان بن عفان، وحينما شعر باقتراب موته فعل التالي:
- استمر في البكاء، وعندما سألوه عن سبب البكاء قال أنه يبكي أسفًا على الدنيا، وأن الموت أحب إليه منها، ولكنه لا يدري على ما أقدم عليه إذا كان رضًا أو سخطًا.
- وفي يوم الوفاة دخل عليه بعض أصحابه، فقال لهم: هل جئتم بالكفن؟.
- فقالوا له: نعم، وطلب منهم أن يراه، وحينما رآه كفنًا جديدًا ابتسم.
- وقال لهم يكفيني لفافتين بيضتان وليس معهم قميص.
- وقد قال لهم أنه لن يترك في القبر إلا قليلًا، ومن ثم يتبدل كفنه بخير منه، أو شرًا منه.
- وقد توفى حذيفة بن اليمان في العام 36 هجريًا.
- وفي عام 1933 وصلت مياه نهر دجلة إلى قبره.
- فقام الملك غازي بنقل جثمانه، وفتحت مقبرته، ونقلت إلى المنطقة التي دفن بها سلمان الفارسي.
- وقد تم نقل الجسمان في موكب وسط حشد جماهيري، وعملوا له جنازة عسكرية مهيبة، وقد حضرها الملك في ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا: قصص الأنبياء والرُّسل ومعجزاتهم
الصفات التي يتحلى بها حذيفة بن اليمان
كان بن اليمان يتحلى بالعديد من الصفات الجميلة، والتي من أبرزها ما يلي:
- سرعة البديهة: فكان يعالج المواقف، والأزمات بمنتهى السهولة.
- وكان يرى أن الخير واضحًا دائمًا بينما الشر هو ما يتغير ويتخفى، ولذا كان دائمًا ما يسأل عن الشر مخافة أن يدركه.
- الشجاعة: فقد كان قادرًا على التصرف السريع، ومعالجة الأمور.
- وكتمانه الشديد للأسرار، كما أنه قوي الشخصية، ومنضبط للغاية، وكان يطبق الأوامر العسكرية بدقة.
ما هي الدروس المستفادة من قصة حذيفة رضي الله عنه؟
تعد قصة حذيفة بن اليمان من القصص التي تعلم الأجيال الكثير من العظة، والصفات الحميدة، والتي منها ما يلي:
- الصدق، والشجاعة، والأمانة، وحفظ الأسرار، التي يجب على كل مسلم أن يتحلى بتلك الصفات.
- الوفاء بالعهد، وحفظ الأسرار من الأمور الهامة في حياة البشر، وهي التي تجعل السلام يسود.
- أخذ مسيرته نهجًا في حياتنا، وسلوكه الحسن قدوة لنا.
أبرز أقوال حذيفة بن اليمان
كان حذيفة بن اليمان له أقوال بليغة كثيرًا، فقد كان يتحلى بالذكاء، والخبرة، وكان من أبرز أقواله للمسلمين ما يلي: (ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا، وإنما من يأخذون من هذه وهذه).
مواقف حذيفة بن اليمان في الغزوات
كان له الكثير من المواقف في الغزوات، ومن أبرزها الآتي:
- موقف اليمان في غزوة بدر: لم يشهدها، فقد لقوه كفار قريش، واعترضوا طريقه.
- ومنعوه من الذهاب لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- وقال لهم أنه سيذهب للمدينة لا إلى محمد، وأخذ عهدًا على ذلك، وحينما أخبر النبي، أكد عليه أن يلتزم بهذا العهد.
- موقفه في غزوة الخندق: كان قد تحمل أعباء الغزوة، وشارك في حفر الخندق، واختاره النبي ليدخل في صفوف المشركين ليتحسس أخبارهم.
- ولشدة ذكائه استطاع أن يعلم أخبار الأعداء بدقة.
- موقفه في غزوة أحد: شارك فيها، وأصيب والده في المعركة على يد أحد الصحابة بالخطأ، فلما رأى والده وهو يقتل بالخطأ.
- قال: غفر الله لمن قتله، وتصدق بالدية للمسلمين، وهو ما يدل على صبره على الابتلاء، وتحمل الآلام.
شاهد من هنا: معلومات عن الصحابي حذيفة بن اليمان
يعد حذيفة بن اليمان من كبار الصحابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعلمه بأسماء المنافقين، والفتن التي ستقوم في الأمة، ولم يعلم بذلك غيره.
فكان سر النبي الكريم، وكان يدعى اليمان حسيل أو حسل، ووالدته هي رباب الأشهلية، وتعد قصة حذيفة بن اليمان من أكثر القصص التي تقدم لنا الوصف الحقيقي للشجاعة والإخلاص