قصة النبي نوح للأطفال

إن سيدنا نوح من ذرية النبي آدم عليه السلام، حيث ولد سيدنا نوح عندما كان يبلغ عمر أبيه 182 سنة، وعاش سيدنا نوح عليه السلام لمدة 950 سنة.

وتعتبر قصة سيدنا نوح من أكثر القصص المفيدة للأطفال لأنها مليئة بالعديد من الحكم والمواعظ، وللتعرف على قصة النبي نوح للأطفال تابع هذا المقال.

قصة النبي نوح للأطفال

تبدأ قصة النبي نوح للأطفال في السطور التالية:

بعثة سيدنا نوح عليه السلام

للتعرف على بعثة سيدنا نوح عليه السلام وأسبابها عن طريق ما يلي:

• قام الله سبحانه وتعالى بإرسال سيدنا نوح عليه السلام إلى قومه لكي يدعوهم إلى عبادة الله والتوحيد، وذلك بسبب انتشار الكفر بشكل شديد في زمنهم.
• حيث جاء في الخبر الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما:” كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين”.
• وكان هناك بعض الذكر عن أنه يوجد أناس في زمن النبي نوح عليه السلام صالحين، وهؤلاء الناس: ود، سواع، يغوث، يعوق، نسر.
• وقد تم ثبوت هذا في صحيح البخاري عنهم: “أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن أنصبوا إلىٰ مجلسهم التي كانوا يجلسون أنصابًا وسموها بأسمائِهم فَفعلوا فلم تعبد حتىٰ إذا هَلكَ أولئك وتنسخ العلم عبدت”.
• حينما مات هؤلاء الناس الصالحين بشكل متقارب، قام قومهم بتجسيد شخصياتهم، حيث ظنوا أن هذا سيجعل منهم أشخاصًا يريدون العبادة.
• وأوحى لهم الشيطان أن هذه الصور هي صورة آباءهم، لكي يطلبوا منهم المطر والسقيا، ويقومون بالدعاء لهم.
• فقاموا بعبادتهم من دون الله، وكذلك أشرك قوم سيدنا نوح عليه السلام.

شاهد أيضًا: قصة النبي إسحاق للأطفال

الدعوة

كانت دعوة سيدنا نوح عليه السلام إلى قومه كما يلي:

• حرص سيدنا نوح عليه السلام حرصًا شديدة على دعوة قومه لعبادة الله سبحانه وتعالى وأن لا يشركوا به.
• استخدم النبي نوح العديد من الأساليب ليقنع قومه، حيث كان يدعوهم في الليل والنهار، وأيضًا في السر والإجهار.
• وجمع النبي نوح عليه السلام في طريقته في الدعوة بين أسلوب الجد والترغيب، وفي تبليغهم الرسالة وتحذيرهم.
• وقام القرآن الكريم بتخليد هذا الحدث في سورة قد سميت بإسم سيدنا نوح عليه السلام.
  • قال الله تعالى في سورة نوح: “قال رب إني دعوت قومي ليلًا ونهارًا، فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا، وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارًا”.
• واستمر سيدنا نوح عليه السلام في العمل على الدعوة ولم يتكاسل في فعل هذا أبدًا.
• ظل سيدنا نوح يدعو قومه لمدة ألف عام إلا خمسين سنة، وقام فيهم بالدعوة الفردية والدعوة الجماعية، ولم يقصر أبدًا.

تكذيب القوم للدعوة

نستكمل قصة سيدنا نوح مع قومه فيما يلي:

• استهزأ قوم سيدنا نوح عليه السلام به وبدعوته، وقاموا بتكذيبه وصده، حتى شعر سيدنا نوح باليأس وأنهم لن يأمنوا ولن يستجيبوا له.
• حينها أوحى الله سبحانه وتعالى له أن العذاب سيقع عليهم بشكل مؤكد، وأن لا يشعر بالحزن أو البؤس، لأن وقت الدعوة قد انتهى، وحان وقت حسابهم.
• أمر الله نوح عليه السلام ببناء سفينة، لكي يستعد لحدث الإغراق الذي سيحدث.
• وكان سبب بناء هذه السفينة أن ينجو فيها المؤمنين فقط، لأن الآخرين لا يستحقوا الدفاع عنهم مجددًا، وحكم الله عليهم بالغرق.

بناء سيدنا نوح للسفينة

تم صُنع سفينة نوح كالتالي:

• استجاب سيدنا نوح لأمر الله سبحانه وتعالى، وبدأ في بناء السفينة، فألهمه الله طريقة صنعها.
• وأثناء البناء، كلما مر سيدنا نوح على قومه سخروا منه، فما كان منه إلا أن يقول لهم أن السخرية الحقيقية سيعرفونها عندما يروا العذاب الشديد والهلاك.
• عندما بنى سيدنا نوح السفينة كانت ضخمة للغاية، وتضم بداخلها العديد من الأقسام.
• كانت الأقسام داخل السفينة عبارة عن قسم خاص بالوحوش والسباع، وقسم خاص بالأنعام وكافة الحيوانات المختلفة الأخرى، وقسم خاص بالمؤمنين من النساء والرجال وهو أعلى الأقسام، وقسم خاص بالغذاء والزاد.

اقرأ أيضًا: أين رست سفينة نوح عليه السلام

الطوفان ونجاة المؤمنين

ستنتهي قصة سيدنا نوح عليه السلام مع قومه كما يلي:

• أخبر الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح أنه سيكون هناك علامة ستخبره بموعد اقتراب وقوع العذاب، وهي عبارة عن نزول المطر من السماء بشكل متواصل، وستقوم الأرض بتفجير عيون من المياه.
• وبالفعل حدث ذلك وخرج من التنور وهو مكان النيران مياه تدفق بشدة وبقوة.
• حينها خرج سيدنا نوح عليه السلام إلى السفينة بصحبة قوم من المؤمنين، وقام بترك كل كافر كاذب.
• ركب القوم وسيدنا نوح السفينة، وبدأوا بقول بسم الله في جريانها وفي سيرها.
• سارت السفينة على الأمواج الكبيرة جدًا وكأنها جبال، وأحاطتهم المياه من جميع الجوانب.
• وقد جاء في القرآن الكريم أن واحد من أبناء سيدنا نوح غرق خلال الطوفان، حيث دعاه والده سيدنا نوح إلى ركوب السفينة، ولكنه رفض بشدة وقال أنه سينجو عندما يلجأ إلى جبل شاهق.
• اشتدت الأمواج بقوة وحالت بينهما، فغرق ابن سيدنا نوح.
• حينها شعر سيدنا نوح عليه السلام بالحزن، ولكن الله أخبره أن هذا الابن ليس من أهله، إنما مجرد واحد من الكافرين.

الدروس المستفادة من القصة

من أهم الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح عليه السلام ما يلي:

• أن الدعوة إلى الإيمان بالله وتوحيده شاقة جدًا، لذلك لا تحتاج إلا الصبر والجهاد والثبات.
• يجب أن يتم التنويع في أسلوب الدعوة، وذلك لكي يكون مناسب للقوم المدعوين.
• أن الهداية تأتي من الله تعالى في المقام الأول، ثم تنبع بعد ذلك من إرادة الإنسان لحدوث ذلك.
• المسلم وحده لا يملك رفاهية إجبار من يحب على الهداية والإيمان بالله.
• يجب أن نعلم دائمًا أن وعد الله حق ولا يخلف فيه.
• أن نهاية المنافقين وكل من يكذب ويعصى الله هي الهلاك.
• أن أكثر ما يميز الأنبياء ويجعلهم من الفضائل هو إخلاصهم التام لله سبحانه وتعالى.
  • ويظهر ذلك الإخلاص في مظاهر عبوديتهم وهدايتهم لمن غيرهم للتوحيد والإيمان بالله.
• أن كل الادعاءات التي قالها الكافرون ما هي إلا ضلال وشرك بالله سبحانه وتعالى.
  • وأن من يفعل ذلك تكون النتيجة هي عذابه الشديد.

أهمية قراءة قصص الأنبياء للأطفال

من أهم الفوائد الخاصة بقراءة القصص الدينية وقصص الأنبياء للأطفال ما يلي:

• تساعد قصص الأنبياء في تليين القلوب سواء كان للأطفال أو البالغين.
• تعمل على تنوير وتفتح عقل الأطفال.
• تجعلهم متشوقين للبحث عن التفاصيل، وللإبحار في جميع المعلومات التي تخص الأنبياء، ليكونوا قادرين على فهم ما يسمعونه.
• الأطفال هم أكثر الفئات العمرية التي تتأثر بالقدوة وبالأشخاص الذين يكبروهم سنًا خاصةً في الأفعال الحسنة.
• سماع قصص الأنبياء بطريقة بسيطة ومحببة تجعل الأطفال يقتدون بالأنبياء.
• يأخذون الأطفال جميع العبر التي تكون موجودة في قصص الأنبياء.
• تحتوي قصص الأنبياء على كافة السلوكيات الصحيحة والمنضبطة التي يجب أن يتحلى بها جميع الأشخاص، وذلك يجعل الأطفال يريدون التحلي بتلك الصفات والسلوكيات.
• يتعرف الأطفال منها على جميع الأمور التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى، والتي تكون ضد تعاليم الدين الإسلامي.

شاهد من هنا: من هو النبي الذي دفنه إبليس حيا

وفي نهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على قصة النبي نوح للأطفال، وكان من أهم الدروس المستفادة منها أنه يجب علينا الإيمان بالله ودعوة الآخرين إلى عدم الشرك به، ومنعهم عن القيام بجميع الأمور التي تعتبر ضد الإسلام.