قصة الأميرة المتكبرة
إن قصص الأطفال على الرغم من أنها قصص خيالية، ألا أنها مسلية، ويبحث عنها الكبار والصغار، وتساعد الآباء في إمتاع وتقديم النصائح لأبنائهم بشكل مباشر أو غير مباشر.
وهناك العديد من هذه القصص وفي هذا المقال سنتناول قصة منهم اسمها الأميرة المتكبرة، وهي من القصص الممتعة الجميلة وبها العديد من الدروس المستفادة.
محتويات المقال
قصة الأميرة المتكبرة
- كان هناك ملك يُقيم في قصر كبير، وكانت له ابنة شديدة الجمال وذات ملامح جذابة ولها طلعة تجعل كل من حولها يلتفت لها، ولها ابتسامة جميلة هادئة.
- وبرغم كل هذه الصفات الجميلة، إلا أنها كانت مصابة بالغرور والتكبر.
- وظهر ذلك الغرور وبشدة خاصة مع الرجال، حتى الخدم الذين كانوا يخدمونها في القصر لم ينجو من تكبرها، حيث كانت تعاملهم بمنتهى القسوة.
- ولأن هذه الأميرة رقيقة الملامح وشديدة الجمال تقدّم رجال كثر وذات مناصب للزواج منها.
- ولأنها مغرورة كانت لا ترى فيهم ما يميزهم، وكان ردها دائماً هو الرفض.
- وصل بها الأمر أن تخترع عيوباً في كل من يتقدم للزواج منها.
- كأن تقول هذا شعره مجعد جداً، وهذا بطنه كبيرة للغاية، وهذا قصير وشكله مضحك، وهذا أنفه لا تتناسق مع وجهه.
- وهذا طويل القامة جِدًّا ولا أستطيع النظر إليه، وهذا صوته غليظ ومخيف.
- فقد كانت تلك الأميرة المتكبرة لا تحكم أو تعلق على هؤلاء الرجال إلا على الشكل فقط.
- فلا تنظر إلى مكانتهم أو إلى شخصيتهم، أو طريقتهم في التعامل مع الآخرين، بل كل ما يهمها هو الشكل وكانت أيضا لا تقتنع به وتخترع العيوب.
- مما أدى إلى نفور كل الرجال الذين تقدموا للزواج منها.
- ذلك بسبب أنها متكبرة ومغرورة، ولأنها لا تنظر أو تهتم بالأخلاق أو المعاملة الطيبة، أو السمعة الحسنة.
- واستمرت الأميرة في كبرها وغرورها، وكلما زاد عمرها زاد جمالها وزاد عدد الرجال الذين يتقدمون للزواج منها.
- كان هؤلاء الرجال يتمنون إرضاءها، متلهفون على موافقتها، لكنها كلما زاد جمالها زاد رفضها.
- وذلك الرفض الذي اعتادت عليه دون إبداء أي أسباب مقنعة، أدى إلى العديد من المشاكل بين والدها الملك وأمراء المملكة.
- حتى جاء اليوم الذي تقدم فيه لخطبتها أمير يسمى بهلول.
للتعرف على المزيد: قصة الأميرة والوحش مكتوبة
الأمير بهلول يتقدم لخطبة الأميرة المتكبرة
- وفي يوم من الأيام تقدم لهذه أميرة رجل كل ما به جميل، كان يمتلك المال والنسب والجمال والسلطة، وليس به عيب واحد.
- كان شديد الثراء ويملك الكثير من الأراضي ويدعى الأمير بهلول.
- وبرغم كل صفاته التي تؤهله للارتباط بها، إلا أن غرورها قد طغى على كل ذلك وقامت برفضه أمام الجميع.
- مما أدى إلى تعرض هذا الأمير للحرج الشديد من كل من حوله.
- فغضب والد الأميرة غضباً شديداً بسبب رفضها لرجل مثل الأمير بهلول لا يعيبه شيء.
- ولأنه يعلم أن ابنته قد أصابها الغرور ولم تعد ترى أحداً، فأقسم بأنه سيزوجها لأول من يطرق بابه، حتى وإن كان لا يملك شيئاً.
- وذات يوم جاء إلى القصر عازف وظل يعزف بآلته الموسيقية.
- وبعد أن انتهى من عزفه طلب من الحضور أن يكرّموه ويعطوه بعض المال.
- لكن الملك وعده أن يزوجه ابنته الأميرة وتكون ملكه ويأخذها حيث يشاء.
زواج الأميرة المتكبرة من الرجل الفقير
- أجبرت الأميرة المغرورة على الزواج من الرجل الفقير صاحب الآلة، ثم أخذها إلى بلاده وقطعوا مسافات بعيدة.
- حتى أمتلك الحزن والحسرة قلب الأميرة المغرورة، وكانت تسقط من شدة التعب ثم تنهض.
- ورمت قدماها واتسخت ثيابها، وإن أبطأت في سيرها أخبرها زوجها بأن تسرع حتى يمكنهم الوصول سريعاً.
- وكان دائماً يذكرها بأنه رجل فقير ولديه العديد من المشاغل التي عليه قضائها، لذلك لابد وأن يسرعا.
- وأثناء سيرهما رأت هذه الأميرة المتكبرة الحدائق الممتلئة بالثمار وبمساحات كبيرة جدًا.
- فسألت زوجها من الذي يمتلك كل هذه المساحات الخضراء.
- أجابها بأنها ملك للأمير بهلول وأن كل ما تراه هو نقطة في بحر لما يملك هذا الأمير.
- وقالت إنها لم تكن تعلم بأنه يمتلك حديقة جميلة كهذه.
- حينها ندمت الأميرة أشد الندم لأنها رفضت الزواج منه.
- وتذكرت معاملتها السيئة له، وكيف تكبرت عليه أمام العديد من الرجال، وزاد حزنها على حالها الذي فرضه والدها عليها.
- واستمرت الأميرة في السير مع زوجها الفقير حتى وقف بها عند كوخ صغير في مكان بعيد، فسألته لماذا وقفت؟ فأخبرها الفقير وقال هنا سنعيش.
- أصبح سكنها كوخ صغير فقير، ليس به خدم كما اعتادت في قصر أبيها.
- فظلت تنظر حولها بشيء من الاندهاش والحزن معاً على ما فعله والدها فيها.
- أخبرها زوجها الفقير أن هناك العديد من الشؤون التي يجب القيام بها ولابد وأن تؤديها معه، كتحضير الطعام له، وغسل ثيابه، وتنظيف بيته.
- وبمجرد أن دخلت الأميرة المتكبرة الكوخ، ألقت بنفسها على سريرها من شدة التعب.
حياة الأميرة مع زوجها الفقير
- بعد أن استيقظت الأميرة من نومها العميق بسبب التعب الشديد أثناء سيرها مع زوجها، قام بأمرها أن تذهب وتحضر الحطب لإعداد الطعام.
- وبالفعل ذهبت الأميرة لجمع الحطب وبعد أن انتهت أمرها زوجها بتحضير الطعام.
- وحين بدأت بتحضيره أحرقته، مما أثار غضب زوجها عليها وأخبرها بأنها مهملة جدًا وكان عليها الانتباه أثناء تحضير الطعام.
- ولم يقف الزوج عن تحميل الأميرة ما لا تستطيع فعله، فأمرها بأن عليها أن تنزل إلى السوق لتبيع السلاسل واللوحات والأباريق وتجلب النقود.
- لكن الأميرة كعادتها ذهبت ورجعت ولم تفعل شيئاً، كعادتها فشلت.
- وشعر الزوج بأنها لا أمل فيها وعليها أن تضاعف جهدها وأن تهتم أكثر ويزيد حرصها.
شاهد أيضا: قصة قصيرة خيالية للاطفال
ظهور الأمير بهلول مرة أخرى في حياة الأميرة
- وذات يوم أمر الرجل الفقير زوجته بأن تذهب إلى قصر أحد الأمراء، لكي تقوم بتنظيفه وترتيبه جيداً لأن الأمير صاحب هذا القصر سيتزوج.
- رفضت الأميرة وبشدة، فقال لها زوجها إن لم تذهبي سنموت جوعاً ولن يكون لدينا طعام نأكله.
- ولابد وأن تذهب وتعمل بهذا القصر لتحصيل النقود وشراء الطعام.
- وذهبت الأميرة المتكبرة لتفعل ما أمرها به زوجها، وقامت بتنظيف المكان وغسل الأواني وترتيب الغرف، كل هذا والندم لا يفارقها على كل النعيم والترف الذي حُرمت منه.
- وإذ بالأمير بهلول يظهر أمامها فجأة.
- تعجبت الأميرة من وجود الأمير بهلول في هذا المكان وأخذها الفضول وسألته ما الذي جاء بك إلى هنا؟
- فقال لها بأنه تنكّر في شكل رجل فقير عازف للمزمار، ولأنه يحبها ويريدها زوجة له أراد وأن يعلمها درساً لكي تتعلم منه وهو ألا تتكبر على الناس.
- وأن الذي دفعه لذلك هو طريقتها ومعاملتها مع من حولها، وشعرت الأميرة بالندم على كل ما فعلت واعتذرت للأمير بهلول عن كل ما صدر منها وعاشوا في سلام.
الدروس المستفادة من قصة الأميرة المتكبرة
هناك العديد من الدروس والعبر المستفادة من هذه القصة، وهي:
- معرفة أن التكبّر من الصفات المذمومة، والتي تؤدي إلى هروب الناس من حول ذلك المتكبّر.
- يجب أن تكون النظرة للأشخاص داخلية وليست خارجية فقط.
- عدم الحكم على الأشخاص إلا بعد التعامل معهم.
- على الشخص أن يعرف ويقدّر النعم التي حوله والتي تأتيه، لأنه غالباً لا يدرك حجم النعمة إلا إن زالت عنه.
- تعلمنا أيضا من هذه القصة بأننا جميعاً بشر، ويجب ألا يسخر أحد من أحد مهما كانت مرتبته أو وظيفته أو شكله.
- تعلمنا أن الفرصة قد تأتي للفرد مرة واحدة، وعليه ألا يضيعها.
نرشح لك أيضا: قصة البطة المغرورة
وفي نهاية مقالنا عن قصة الأميرة المتكبرة، نرجو من الله -عز وجل- أن يكون هذا المقال قد نال إعجابكم ونكون استطعنا إفادتكم.