قصة الفيل والكعبة
لم تقتصر القصص الواردة في القرآن الكريم فقط على القصص القديمة التي حدثت مع الأنبياء عليهم السلام مع أقوامهم كقصة موسى وفرعون.
بل قام القرآن بالتطرق إلى بعض القصص التي لم يمضِ عليها وقتٌ طويل مثل قصة الفيل والكعبة، فكثير ممن عاصر هذه القصة كان على قيد الحياة عندما نزلت سورة الفيل كي تذكر مشركي قريش كيف حمى الله كعبته.
محتويات المقال
قصة الفيل والكعبة
- إن أصحاب الفيل هم قوم أبرهة الأشرم الذي كان ملكًا على اليمن، حيث وصل إلى مسامعه أن في مكة بيتٌ يسمى الكعبة يحج إليه العرب من كل أصقاع الجزيرة العربية.
- فقام أبرهة الذي كان نصرانيًا ببناء كنيسةٍ عظيمة، ودعا الناس إلى الحج إليها لكنهم لم يفعلوا.
- فأقسم أن يهدم الكعبة وخرج بجيش عظيم يتقدمه فيل ضخم يسمى محمود، لكن الله حمى بيته وأهلك جيش أبرهة، وقد أنزل الله في ذلك سورةً تتلى إلى يوم القيامة، حيث سنقوم بالحديث عن هذه القصة بشيء من التفصيل
شاهد أيضا: قصة عام الفيل للأطفال
سبب عزم أبرهة الأشرم على هدم الكعبة
يتلخص سبب عزم أبرهة على هدم الكعبة بما يلي:
- كان أبرهة الأشرم من الحبشة وكان يدين بالنصرانية، وقد غزى اليمن وانتصر على جيشها وغنم الكثير من كنوز بلقيس، وأصبح ملكًا لليمن.
- سمع أبرهة بأن في مكة بيت يسمى الكعبة، تقدسه العرب ويحجون إليه في كل عام ويقدسونه ويذبحون عنده القرابين.
- أقسم أبرهة الأشرم أن يبني كنيسةً عظيمة، تكون قبلةً للناس بدلًا من الكعبة.
- وبالفعل تم بناء الكنيسة وكان بناؤها مهيبًا فلقد كانت مكسيةً بالذهب والفضة، وفيها من كنوز بلقيس الشيء الكثير، كما صُنعت المنابر في الكنيسة من العاج.
- أما الخشب الذي كسيت به جدران الكنيسة فهو من الأبنوس، وقد كانت مساحتها كبيرة، بحيث بقيت أكبر كنائس العالم حتى العصر العباسي.
- بعد أن انتهى أبرهة من بناء الكنيسة أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة يخبره أنه بنى كنيسة عظيمةً ليس هناك مثلها على وجه الأرض.
- وأرسل أبرهة رسائل إلى قبائل العرب يدعوهم بها إلى أن يحجوا إلى كنيسته ويتركون الحج إلى الكعبة.
- غضب العرب من خطاب أبرهة وأقسموا ألا يفعلوا ذلك، بل إنه من شدة غضبهم من رسالة أبرهة قام رجل من العرب بالتبول والتغوط في الكنيسة
- عندما علم أبرهة بهذا الأمر وأن من قام بذلك هو رجلٌ من العرب، أقسم على أن يهدم الكعبة.
القتال بين العرب وجيش أبرهة
- جهز أبرهة جيشًا عظيمًا من الحبشة وخرج هو على رأس الجيش، وكان يسير أمام الجيش فيلًا عظيمًا.
- وعندما علم العرب بذلك تجهزوا لقتال جيش الأحباش، وقد استنفرهم لذلك رجلٌ من اليمن، ودارت معركةٌ بين العرب وجيش أبرهة انتهت بخسارة العرب.
- لأن جيش الحبشة كان ضخمًا لا قبل للعرب به، وأُسر الرجل اليمني الذي استنفر العرب لقتال جيس أبرهة.
لقاء أبرهة بنفيل بن حبيب ووصوله للطائف
- بعد أن انتصر أبرهة على من قاتله من العرب، كان في من أسرهم رجل أسمه نفيل بن حبيب حيث عرض نفيل على أبرهة أن يرشده على أقصر وأيسر طريق إلى الكعبة فرضي أبرهة منه ذلك.
- وعندما وصل أبرهة إلى الطائف بايعه أهلها على السمع والطاعة وأرسلوا معه أبو رغال كي يرشدهم إلى طريق الكعبة.
لقاء أبرهة مع عبد المطلب جد النبي عليه السلام
سنقوم بعرض قصة أبرهة مع جد النبي عبد المطلب من خلال النقاط التالية:
- عندما وصل جيش أبرهة إلى تخوم وشعاب مكة المكرمة أمر جيشه أن يعسكر في المكان، كما وجد جنود أبرهة إبل لعبد المطلب فأخذوها.
- قام أبرهة بتجهيز جيشة للهجوم على مكة وهدم الكعبة المشرفة ولكنه أراد أن يعرف إن كانت قريش ستقاتله أم لا فطلب سيدهم كي يحاوره.
- جاء عبد المطلب مع أحد أولاده لمقابلة أبرهة، وقد كان عبد المطلب ذو طلةٍ بهية، فعندما رآه أبرهة أجلّه وقدره وأجلسه إلى جواره.
- طلب أبرهة من عبد المطلب أن يتحدث، فقال له عبد المطلب أن جنوده قد أخذوا مئتين من الإبل هي له.
- عندها سقط عبد المطلب من عين أبرهة وقال له، أنا قادم لأهدم بيتًا هو دينك ودين آبائك وأنت تكلمني عن الإبل.
- فقال عبد المطلب لأبرهه أنا رب الإبل وللبيت ربٌ سيمنعه، فقال أبرهة دع ربك يمنعني من هدم الكعبة، وأمر بإعادة الإبل لعبد المطلب.
اقرأ أيضا: قصة الفيل والنملة
هجوم أبرهة لهدم الكعبة وهلاك جيشة
سنتحدث عن نهاية قصة أصحاب الفيل من خلال ما يلي:
- عندما عاد عبد المطلب من لقاء أبرهة أخبر قريش أنه لا قبل لهم بقتال جيش أبرهة لذلك أشار عليهم أن يخرجوا من مكة إلى الجبال.
- أعطى أبرهة الأمر لجيشه بالدخول إلى مكة وهدم الكعبة المشرفة، وهنا كانت المفاجأة، حيث أن الفيل رفض أن يسير بجهة الكعبة وجلس في مكانه.
- حاول الجنود بكل جهدهم أن يسيروا بالفيل نحو الكعبة ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، فلقد كان يسير في أي اتجاه إلا اتجاه الكعبة.
- وفي أثناء محاولتهم مع الفيل أرسل الله تعالى طيور من جهة البحر تحمل في مناقيرها وأرجلها حجارةً من نار، كل حجرة بحجم حبة العدس.
- قامت الطيور بإلقاء الحجارة على أبرهة وجنوده، مما أدى لهلاك جيش أبرهة عن آخره، فكلما سقطت حجرة على رأس أحد الجنود أدت إلى تساقط جلده ولحمه.
الدروس المستفادة من قصة الفيل والكعبة
يمكن أن نأخذ من قصة أصحاب الفيل الدروس التالية:
- يجب على الإنسان عندما يشعر بضعفه أن يلجأ إلى الله، فهو الوحيد القادر على إحداث المعجزات.
- على الإنسان أن يرضى بقضاء الله وقدره حتى ولو كانت بالظاهر في غير صالحه.
- إن قدرة الله عظيمة فهو قادر على إهلاك الظالمين بطرفة عين.
شاهد من هنا: قصة الفيل في القرآن
وبالتالي نكون قد تحدثنا عن قصة الفيل والكعبة بصورة مفصلة، كما بينا كيف أهلك الله تبارك وتعالى جيش أبرهة العظيم بواسطة طيورٍ صغيرة وحجارةٍ بحجم حبة العدس، ويمكنك عزيزي القارئ اعتماد موقع maqall.net في التعرف على هذا الموضوع بشكل أكبر.