قيمة الاجتهاد في العمل في الإسلام
مما لا شك فيه أن العمل من الأولويات التي اهتم بها الإسلام، ومن هنا رسم ديننا العظيم منهج متكامل يوضح فيه قيمة الاجتهاد في العمل في الإسلام.
ويقوم هذا المنهج على مراعاة التوازن بين حقوق أصحاب العمل وحقوق العمال على حد سواء.
محتويات المقال
قيمة الاجتهاد في العمل في الإسلام
حث الدين الإسلامي على العمل، حيث قال الله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون”، ومن هنا نردك أن للعمل قيمة كبيرة متمثلة فيما يلي:
- العمل أحد الأعمدة الأساسية والرئيسية في الحضارة الإنسانية والإسلامية.
- ميز الله الإنسان عن الحيوان بالعقل وذلك لتوظيفه في العمل وبناء الحضارات والتقدم من أجل راحة البشر.
- بالإضافة إلى توظيفه في العلم للوصول إلى حكمة الله تعالى في خلق الإنسان وتسخير الأرض له.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، وهنا حث رسول الله على قيمة الإتقان والاجتهاد في العمل.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعي دائماً بـ: “اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل”، وذلك لما للاجتهاد في العمل من قيمة كبيرة عند الله.
- ابن عساكر عن أبي هريرة قال: “إن من الذنوب لا يكفرها إلا السعي في طلب المعيشة” وبذلك رفع الإسلام من شأن العمل وجعله بمنزلة العبادة.
- على الرغم من أن الرزق بيد الله، ولكن هذا ليس مبرر لتكاسل الإنسان عن العمل.
- فقد حثنا الله تعالى على العمل وسخر لنا الأرض وما عليها، وقال تعالى: “هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور”.
شاهد أيضا: تعبير عن العمل الجاد يؤدي إلى النجاح
صلاح العمل رهن بإتقانه
إن الإسلام يبغض الكسل ويحارب الإهمال والتكاسل ولا يريد أن يكون المسلم ضعيف أو محتاج حتى لا يطمع، كما يحث الإسلام الإنسان على إتقان العمل وذلك لما يلي:
- لا يكون العمل صالح إن لم يكن صاحبه مجتهدًا في بذله وتحقيقه وذلك لجعله مقبولاً عند الله تعالى.
- قال الله تعالى: “من كان يريد العزة فلله العزة جميعًا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه”.
- على سبيل المثال “من لم يجتهد في إصلاح نيته فلن يخلص ويسلم عمله لله”، “ومن لم يجتهد في تحصيل علمه الذي يدرك به أهمية العمل فلن يكون عمله مناسبًا وموافقًا لما أراده الله عز وجل منه”.
فإذا فرغت فانصب والعمل
وضح الله تعالى قيمة الاجتهاد في العمل في الإسلام كما يلي:
- قال الله عز وجل: “فإذا فرغت فانصب” ويعني بذلك ضرورة الاجتهاد في العمل، وعند انتهاء الإنسان من عمل معين يجب البدء في البحث عن عمل غيره حتى يعمر حياته.
- كما أوصى الرسول بضرورة الاجتهاد في العمل حتى الرمق الأخير.
- حيث قال صلى الله عليه وسلم: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها”.
اقرأ أيضا: دعاء طلب العمل والرزق
حكم الغش مقابل الإتقان والاجتهاد في العمل
أوضح الإسلام رأيه حول الغش، ويرى في هذا الأمر ما يلي:
- تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم من الغش وقال: “من غشنا فليس منا”.
- لا يقتصر الغش على البياعين والتجار فقط، ولكن يشمل كل أعمال الإنسان على سبيل المثال الغش في الصناعات بمختلف مجالاتها، والغش في النصح.
- كذلك يوجد غش في الرعاية والزراعة والبناء حتى في العبادات، فكل عمل لم يجتهد فيه صاحبه ويتقنه يعد غش.
أهمية الإتقان في العمل في القرآن والسنة النبوية
الاجتهاد في العمل من الصفات والقيم التي لابد أن يحملها المسلمين في جميع الأرض، ولقد حث الإسلام من خلال القرآن الكريم وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام على ضرورة إتقان العمل كما يلي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”.
- ويدل هذا الحديث الشريف على أن النية الصداقة هي البداية إلى الاجتهاد في العمل.
- رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله عز وجل كتب الإحسان على كل شيء” ويقصد بالإحسان في اللغة الإتقان في العمل.
- روت السيدة عائشة رضي الله عنها: “من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورًا له”.
- روى ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب المؤمن المحترف”.
- قال الله تعالى: “الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور”.
- قول الله تعالى: “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” وهذه الآية الكريمة تعد توجيه مباشر للإتقان في العمل بمختلف مجالاته وأنواعه.
- قال الله عز وجل: “من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” وهذه الآية الكريمة وعد منا لله تعالى بأن من يتقن عمله ويجتهد فيه فإن له حياة طيبة ونعيم في الدنيا والأخرة.
- الله عز وجل قال: “إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً”.
شاهد من هنا: كلام عن العمل والاجتهاد
حَثّ الإسلام على العمل
الحث على العمل في القرآن الكريم
من الآيات القرآنية التي تحث على العمل ما يلي:
- قول الله تعالى: (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا).
- قوله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
- أيضا قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ).
الحث على العمل في السنة النبوية
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الكسْبِ بيعٌ مبرورٌ، وعملُ الرجلِ بيدِه).
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (والَّذي نفسي بيدِهِ لَأن يأخذَ أحدُكم حبلَهُ فيحتطِبَ على ظَهرِهِ خيرٌ لَهُ من أن يأتيَ رجلًا أعطاهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ من فضلِهِ فيسألَهُ أعطاهُ أو منعَه).
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (التاجرُ الأمينُ الصَّدوقُ المسلمُ : مع النَّبِيِّينَ، والصِّدِّيقينَ، والشُّهَداءِ يومَ القيامةِ).