هل الحجاب فرض ولا عادة اجتماعية
هل الحجاب فرض ولا عادة اجتماعية، الحجاب معروف منذ قديم الزمان بأنه شيء ما يتم ارتدائه من أجل ستر وتغطية شعر المرأة وكان منتشر في الحضارات القديمة للرومان واليونان والهنود.
كما تم ذكره في الكتب السماوية المقدسة اليهودية والمسيحية، وعندما جاء الإسلام جاء معه النظم والتشريعات التي تحافظ على كرامة المرأة ومكانتها وسط المجتمع.
ويعرف الحجاب في اللغة العربية بالستر وحجب الشيء هو ستره كما أن كل شيء منع شيئًا فقد حجبه وبالنظر إلى الشرع الإسلامي فللحجاب عدة تعريفات.
ولعل أشملها هو تعريف الحجاب أنه كل ما يستر جميع جسد المرأة المسلمة عن أنظار الرجال الأجانب من لباس واسع وفضفاض سابغ يغطي بدنها ووجهها أو أنه حائل يحول بينها وبينهم حيث يمنع الرجل من رؤية جسد المرأة.
محتويات المقال
الحجاب فرض
وعند السؤال عن أن الحجاب فرض أم لا فيجب الإقرار والاعتراف بأن الحجاب هو فرض على المسلمات من حفظ مكانة وكرامة المرأة المسلمة.
فعند بلوغ الفتاة سن البلوغ يجب عليها الالتزام بلبس الحجاب الذي فرض عليها فهو يعد شعار للمرأة المسلمة وطهارتها وعفتها وشعار للالتزام بطاعة الله والالتزام بأوامره.
وقد تم فرضه في البداية على نساء بيت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وبناته.
ومن ثم فرض على الصحابيات وبناتهن والذين هن المهاجرات اللواتي بايعن الرسول على السمع والطاعة وعدم المعصية.
وقد جاء السؤال عن فرضية الحجاب من عدمها نتيجة للهجمات الغربية على الإسلام وأنظمته وتشريعاته.
فقد حاول الغربيون المستشرقون النيل من الإسلام عن طريق عرض العديد من المسائل.
التي من وجهة نظرهم تتعارض مع الحجاب كحرية المرأة واعتبار أن الحجاب يقيدها.
وكذلك مسألة مساواة الرجل بالمرأة في جوانب الحياة كلها.
شاهد أيضًا: ندوة عن الحجاب قصيره جداً ومميزة
الحجاب في القرآن الكريم والسنة النبوية
وقد جاء القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بالعديد من المواضيع التي تحدثت عن الحجاب وفرضيته على المسلمات.
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ.
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ.
أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
وفي السنة النبوية الشريفة فـعن أم سلمة -رضي الله عنها-أنها روت: (كنت عند رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة.
فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بًالحجاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتجبا منه.
فقلنا يا رسول اللهِ: أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فعمياوان أنتما ألستما تبصرانه)
وعن ميمونة مولاة النبي -عليه الصلاة والسلام-أنه قال: (المرأةَ الرافلةَ في الزينةِ في غيرِ أهلها كمثلِ ظلمةِ يومِ القيامةِ لا نورَ لها).
شروط الحجاب الشرعي
إن للحجاب الشرعي عدة شروط لابد أن تتوفر فيه وهي أن يكون واسع فضفاض.
لأن اللباس الضيق يتعارض مع هدف الحجاب الذي يعمل على ستر بدن المرأة عن الرجال من غير المحارم كما أنه يجب عليه ستر جميع البدن.
ومن ذلك ستر الوجه ولكن بعض العلمان أجازوا كشف الوجه وقالوا أنه مباح وشددوا بأن اللباس لا يجب أن يكون لباس زينة.
لأن هدف الحجاب الستر والعفة وعدم لفت الأنظار كما أن الحجاب يجب ألا يصف ولا يشف.
لأن اللباس الشفاف يجسد مفاتن المرأة ويجب عدم تبرج المرأة من تبخير أو تعطير.
فيحرم على المرأة الخروج من بيتها معطرة لأن رائحة العطور تحرك شهوات الرجال وتفتح أبواب الفتن والشرور .
ولعل أن العبرة من تلك التحريات هي الحفاظ على طهارة المجتمع وإغلاق أبواب الشيطان.
وعدم التشابه مع لباس الكافرات من أجل رفع مكانة المرأة المسلمة وتحذيرها من التشبه بسيئات الخلق والكافرات.
كما يراعي التفريق بين لباس الرجال والمرأة بسبب لعن الله للمتشبهات من النساء بالرجال.
كما أن لباس الحجاب يبتعد عن لباس الشهرة.
لأن لباس الشهرة يكون القصد منه لفت أنظار الناس كما نبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا: بحث عن أهمية الحجاب للمرأة بالمقدمة والخاتمة
فوائد الحجاب
الحجاب هو نعمة وهبة من الله عز وجل ويتمتع بالعديد من الفوائد والثمرات العظيمة نقوم بتلخيص بعضها في أنه طاعة لله ولرسوله الكريم.
وكونه دلالة على إيمان المرأة لأن المرأة الملتزمة بالحجاب هي المؤمنة الحقيقية التي أطاعت ربها فيما أمرها به.
وكذلك الحجاب يعين على الرجال والنساء طهارة قلوبهم احترامًا لعفاف المرأة التي تلبس الحجاب.
وحفاظًا على شرفها ويعد الحجاب من الوسائل الفعالة في الحفاظ على الحياء.
ويتناسب الحجاب مع غيرة الرجل المسلم السليمة ويعد الحجاب أسلوب في الدعوة لمكارم الأخلاق.
كما أنه يقطع الطريق أمام الخواطر الشيطانية ويقي من أمراض القلوب .
حكم خلع الحجاب بعد ارتدائه
لا يجوز للمرأة المسلمة خلع حجابها إلا لضرورة ولا يحل حتى لزوجها أن يأمرها بخلعه.
ولو أمرها بذلك لوجب عليها عدم طاعته وإذا كان خلع المرأة لحجابها رغبة في شيء من متاع الدنيا الزائل فيكون حينها شكلًا من أشكال بيع الإنسان دينه بدنياه.
وفعل ذلك أمام الرجال الأجانب أو عند الخروج من البيت يعد معصية.
ومخالفة شرعية تستوجب غضب الله تعالى وعقابه لمن لم تتب عنه ولا يظهر ما إذا كان عقاب من خلعت الحجاب بعد ارتدائه أعظم ممن لم ترتده في الأساس فعلم ذلك عند الله.
إلا أن معصية من علمت حكم الحجاب وعملت به وعرفت أهميته وقيمته.
ثم تعمدت تركه أعظم بلا شك ممن تجهل حكم وقيمة الحجاب.
حكم قراءة القرآن بدون حجاب
يرى الفقهاء أنه لا يشترط لقراءة القرآن ارتداء الحجاب الشرعي إذ إن شروط قراءة القرآن الكريم محصورة.
فقط بالطهارة لمن كان يريد مس المصحف ويشترط لذلك الطهارة من الحدث الأكبر فلا يجوز للجنب قراءة القرآن.
أما الحدث الأصغر فيجوز فيه قراءة القرآن عن ظهر قلب كما يجب على من يريد مس المصحف أن يكون متوضئًا مستعدًا.
لذلك ويشترط أيضًا لقارئ القرآن أن تكون ملابسه طاهرة وأن يقرأ القرآن في موضع طاهر وغير ذلك من متعلقات الطهارة ومستلزماتها.
أما اشتراط لبس الحجاب لمن تريد قراءة القرآن من النساء فليس داخلًا في تلك الشروط.
فيكون جائزًا قراءة القرآن دون ارتداء الحجاب للمرأة إلا أنه من الأفضل والأولى للمرأة من باب الأدب مع الله.
وأثناء وخلال قراءة كلامه الذي هو القرآن الكريم أن تستر جسدها ورأسها إذا أرادت قراءة القرآن لا على سبيل الوجوب.
إنما من باب التأدب مع القرآن كما أن المرأة إن عرض عليها سجود التلاوة فينبغي أن تتستر له.
كما تتستر للصلاة فمن المستحب للمرأة لبس الحجاب إذا أرادت قراءة القرآن كما يقول بذلك معظم أهل العلم.
شاهد أيضًا: تفسير حلم نسيان لبس الحجاب