فضل سورة العلق
سورة العلق من قصار سور القرآن الكريم، والتي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة داخل مكة المكرمة، بالأخص في غار حراء، فنحن نعمل جميعًا مناسبة هذه السورة، لذا سوف نتناول فضل سورة العلق من خلال مقالنا اليوم.
محتويات المقال
فضل سورة العلق
قيل في فضل سورة العلق الكثير من الأمور.
ولكن أفضلها أنها أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة ونزول الوحي.
حيث نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء معتكفًا وذلك قبل استهلال شهر رمضان.
وكانت بداية السورة تحث على التعلم فقد بدأت بقوله تعالى” اقرأ”.
كما تضمنت سورة العلق العديد من المعاني السامية، وأوضحت كيفية خلق الإنسان وبداية تكوينه.
كما أوضحت قدرة الخالق وعظمته جل جلاله.
شاهد من هنا: فضل سورة المعارج
سبب نزول سورة العلق
وردت الكثير من الأقاويل واختلف المفسرون في إيضاح سبب نزول سورة العلق.
حيث ذهب بعض العلماء إلى أن هذه السورة نزلت خصيصًا في أبي جهل.
حيث كان يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم من نشر الدعوة والقيام بتعاليم الإسلام وكافة العبادة.
وذلك حتى لا يتبعه أحد، أو حتى لا تفنى تعاليم الشرك والجاهلية التي عاصرها قريش لسنوات عديدة.
لذا فقد جاءت هذه السورة ناهية لأبي جهل، وتحث المسلمين على اتباع رسالة ودين محمد.
وينهاهم عن الشرك واتخاذ الأصنام إخلاء فإنها لا تنفعهم يوم القيامة.
بل يكون مصيرهم جهنم والشرك والعياذ بالله.
أما بشأن تسمية السورة بهذا الاسم، فقد قال أهل الرأي والتفسير انها سميت بسورة العلق نسبة إلى ورد هذا الاسم داخل السورة وذلك في قوله” خلق الإنسان من علق”.
تفسير سورة العلق
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19).
يتضمن تفسير الآية الأولى؛ حث الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة ما بعث إليه.
والمقصود بالقراءة هي نشر الدعوة فهي كناية عن تبليغ الرسالة، وقد جاء قوله “باسم ربك الذي خلق”.
حيث أفاده عموم الدعوة وحث المسلمين جميعا على التعلم والبحث في الرسالة.
أما عن الآية الثانية فأوضح طبيعة خلق الإنسان ومراحل تطوره، وذلك بداية من النطفة.
وهي قطعه الدم وصولاً إلى قطعة لحم، وذلك حتى يكتمل نموه ويخرج من بطن أمه مقبلاً على الحياة.
تحث الآية الثالثة، على مواصلة القراءة والبحث، والمقصود بقول “وربك الأكرم”.
أي الكريم وقد ورد “اقرأ” للمرة التالية، وذلك حتى يبين أهمية نشر الدعوة للرسول صلى الله عليه وسلم.
تفسير الآيات الأخيرة من سورة العلق
تتضمن الآية الرابعة طريقة تعليم الكتابة، أي هو الذي علمك طريقة الكتابة.
كما نعرف جميعًا أن أول نبي كتب بالقلم هو سيدنا إسماعيل عليه السلام.
وبالنسبة للآية الخامسة، وتعني أن الله خلق الإنسان منذ أن كان نطفة صغيرة.
ثم عظم خلقة إلى أن خرج للحياة، ثم واصل تطوير وعمله أشياءه جديدة عليه لم يكن يعلمها أو يتقنها بمفرده.
المقصود بالطغيان في الآية السادسة هو الفسق والفجور والخروج عن طاعة الله عز وجل وامتثال أوامره وتجنب المعاصي.
كذلك الأمر بالنسبة لرسالة محمد، فقد قصد اتباعه والإيمان بها.
وقد خالف أبا جهل كافة هذه الأوامر، وقد حاد عن أمر الله عز وجل.
معنى الاستغناء الذي جاء في الآية السابعة، هو العزوف في العموم، والمقصود بها في هذه الآية.
هو العزوف والبعد عن اتباع رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبب ما يملكه من مال وجاه.
تبين الآية الثامنة، أن المنتهى والرجوع لله في النهاية.
مهما طال عمر الإنسان، وطالت مدة مكوثه بالحياة الدنيا، فسوف يكون مصيره بالنهاية لله عز وجل.
لذا عليه اتباع الأوامر تحسبا للقاء الله عز وجل في الآخرة.
اقرأ أيضًا: فضل سورة القيامة
تفسيرات بعض الآيات من سورة العلق
في الآية التاسعة تعجب من أفعال أبي جهل التي يقوم بها.
حيث يحث المشركين وعامة الناس عن العزوف عن رسالة محمد.
كما أطلق بعض الشائعات على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه مجنون وقد جاء بالرسالة من وحي تأليفه.
تبين الآية العاشرة، جزء من معاناة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما مر به على يد قريش.
فلم يكتفي أي جهل بمعارضة الرسول فقط، بل كان ينهاه عن الصلاة وامتثال الأوامر.
كما تضمن الآيات الأخرى من السورة تعجبت أيضًا، وذلك داخل الآية أحد عشر واثنى عشر.
حيث تضمنت تعجبًا من أفعال أبي جهل.
وهل إذا كان أبي جهل على عقيدة محمد وعلى شريعة الدين الإسلامي.
فعل ينهى الرسول أيضًا عن القيام بالعبادة التي أمر بها.
تشمل الآية الرابعة عشر، تحذير واضح وصريح لأبي جهل، حيث تعلمه بأن الله مطلع عليه دائمًا.
لعله يعود إلى رشده ويكف عن أذى الرسول ويقوم بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
تتضمن الآية الخامسة عشر، جزء من الوعيد الذي أعده الله لأبي جهل في الآخر، فإن لم يكف عما قام به.
فسوف يكون مصيره الهلاك جهنم وبئس المصير.
والمقصود الناصية في الآية الكريمة هي مقدمة الرأس.
إذا سوف يشد إلى جهنم من مقدمة رأسه.
تفسيرات أخرى لبعض آيات سورة العلق
ذكرت بعض الخصال السيئة التي كانت في أبي جهل، وذلك ما ورد في الآية السادسة عشر.
من ضمن هذه الخصال هي الكذب والافتراء، وهذا ما فعله مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
الآية السابعة عشر، تحذر أبي جهل من الوعيد الذي يتلقاه في الآخر إن لم يكف عن أذى الرسول صلى الله عليه وسلم والسخرية من الرسالة.
وتدعوه الاستعانة بأهل مجلسه لكي ينقذوه من الوعيد الذي يتلقاه.
المقصود بـ الزبانية هم خزنة جهنم والملائكة، حيث يدعوهم الله عز وجل لتسعير النار.
وذلك تحسبًا للقاء أبي جهل فيها، وذلك لما لقاه منه الرسول صلى الله عليه وسلم من عذاب خلال فترة الدعوة.
جاء في ختام السورة هدية للرسول صلى الله عليه وسلم، ودعائه الله عز وجل تجاهل كل هذا الأذى.
وقد بين له مصير هؤلاء الضالين وأن مصيرهم إلى جهنم وبئس المصير.
كما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للاقتراب منه والمداومة على عبادته.
شاهد أيضًا: فضل سورة القلم
سورة العلق مكتوبة
- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6)
- أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)
- أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19).
التعريف بسورة العلق
- سورة العلق هي أولى السور التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. نزلت عليه وهو في غار حراء، وتعتبر بداية الوحي والرسالة النبوية.
- عدد آياتها: 19 آية.
- ترتيبها في المصحف: السورة رقم 96.
- تصنيفها: سورة مكية.
- أسماؤها: تعرف باسم “العلق” نسبة إلى العلق الذي ورد في الآية الثانية: “خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ”. كما تُسمى أحيانًا “اقرأ” نظرًا لبداية السورة بكلمة “اقرأ”.
موضوعات سورة العلق
- الوحي والرسالة: افتتاح السورة بالأمر “اقرأ” يشير إلى بداية الوحي الذي تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم.
- خلق الإنسان: تتحدث السورة عن أصل الإنسان وأن الله خلقه من علقة (قطعة دم متجلطة).
- فضل العلم والتعليم: تؤكد السورة على أهمية العلم، فالآيات تبدأ بتعليم الله للإنسان ما لم يكن يعرفه.
- تحذير من الكبر والتمرد: السورة تحذر من الكبر والاستغناء عن الله، وتصف الإنسان الذي يظن نفسه مستقلاً.
- الطغيان والظلم: تعرض السورة نموذجًا للإنسان الذي يتجاوز حدوده ويطغى بسبب الغنى، وتدعو إلى عدم الاستكبار على الحق.
- جزاء الأفعال: تُشير السورة إلى أن الله مطلع على كل شيء، وأن كل إنسان سيلقى جزاءه على أفعاله.
- السجود والاقتراب من الله: تُختتم السورة بدعوة إلى السجود لله والقرب منه، وهو قمة العبادة والتواضع.
أغراض سورة العلق
- بيان بداية الرسالة: إعلان بدء الوحي وتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مهمة نشر الإسلام.
- ترسيخ قيمة العلم: التأكيد على أهمية العلم والتعليم بوصف الله أول من علم الإنسان ما لم يكن يعرفه.
- التذكير بأصل الإنسان: الإشارة إلى خلق الإنسان من شيء بسيط للتأكيد على تواضع أصله وعدم جواز الكبر أو الطغيان.
- التحذير من الطغيان: السورة تعالج حالة الإنسان الذي يغتر بنفسه وماله، وتحذره من الطغيان والاستغناء عن الله.
- الدعوة إلى العبادة والتواضع: السورة تختم بالدعوة إلى السجود والتقرب من الله، مشيرة إلى أهمية العبادة في مواجهة الطغيان والتمرد.
- تنبيه على الرقابة الإلهية: تذكير بأن الله سبحانه وتعالى يراقب كل ما يقوم به الإنسان، ويجزي كل فرد بحسب عمله.