فضل سورة محمد
فضل سورة محمد، لسورة محمد العديد من الفضائل، وفي هذا المقال سوف نذكر فضل سورة محمد وكل ما تتضمنه هذه السورة، والمقاصد منها، والوقت الذي نزلت فيه، وسبب نزولها، ولماذا سمّيت بهذا الاسم.
محتويات المقال
سورة محمد
سورة محمد هي من سور القرآن الكريم المدنية، والتي نزلت بعد الهجرة.
على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنوّرة، ويكون ترتيب هذه السورة ما بين سورة الحديد وسورة الرعد من حيث تنزيلها.
أما من حيث ترتيبها في القرآن الكريم فهي تقع بين سورة الأحقاف وسورة الفتح.
وسورة محمد من السور المثاني، وسمّيت هذه السورة بسورة محمد بسبب قوله تعالى: (والَّذينَ آمنُوا وعمِلُوا الصَّالحاتِ وآمنُوا بمَا نزِّلَ علَى محمَّدٍ وهوَ الحقُّ من ربِّهِمْ كفَّرَ عنهُمْ سيِّئاتِهِمْ وأصلح بالهم).
وتسمى سورة محمد أيضًا بسورة القتال.
والسبب في ذلك احتواء هذه السورة على الكثير من الأحكام التي تخص الجهاد في سبيل الله.
شاهد أيضًا: سورة لإزالة الهم والحزن
سورة محمد وما تضمنته عن الجهاد
تحدثت سورة محمد عن الجهاد كما يلي:
- إن من أهم مضامين سورة محمد، هو أنها احتوت على أساسيات الجهاد وأحكامه.
- وتحدثت عن السبب وراء أهمية جهاد المؤمنين للمشركين.
- فهم من ساروا بطريق الباطل والضلال فحق علينا أن نجاهدهم.
- قال الله تعالى: ( ذلِكَ بأَنَّ الَّذينَ كفَرُوا اتَّبعُوا الباطِلَ وأَنَّ الَّذينَ آمنُوا اتَّبعُوا الحَقَّ منْ ربِّهِم كذَلِكَ يضرِبُ اللَّهُ للنَّاسِ أَمثالَهُمْ).
- ذكرت سورة محمد أحكام الجهاد، حيث أن هذه السورة بدأت بإعلان الحرب على الكافرين الذين لا يؤمنون بدين الله عز وجل.
- وضحت سورة محمد تفاصيل الجهاد، وشرحته وبينته، والأهم أنه فريضة على المؤمن.
- ورد حديث عن ضرورة عدم الاستعانة بالكفار.
- ويساند معانٍ وردت في هذه السورة، أنه خرجَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- إلى بدرٍ فتبعهُ رجلٌ من المشركين.
- فقال له: “تؤمنُ بالله ورسوله؟”، قال: لا، قال: “فارجع فلن أستعينَ بمشركٍ”.
- وتم التأكيد بسورة محمد أن الجهاد فرض على الإنسان العاقل والبالغ فقط.
- وهذا يعني أن المجنون لم يفرض عليه الجهاد.
- وأيضًا الجهاد لم يفرض على النساء قط بل على الرجال.
- وجاء في رواية السيدة عائشة رضي الله عنها.
- قالت: (قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هل على النِّساءِ من جهادٍ؟، قال: عليهنَّ جِهادٌ لَا قِتالَ فِيه، الحَجُّ والعُمرةُ).
- والجهاد لم يفرض على أي شخص يعاني من إعاقة.
- قال الله تعالى: ( ليسَ علَى الأعمَى حَرجٌ ولَا عَلى الأعرجِ حَرجٌ ولَا علَى المَريضِ حَرجٌ)، وأمور أخرى تخص الجهاد تبين فضل سورة محمد
فضل سورة محمد
وهناك فضائل أخرى لسورة محمد غير الجهاد، منها:
- من الأساسيات في هذه السورة أنها بينت فضل من يستشهد في سبيل الله تعالى، وأن من المراتب العليا للإيمان جدّ المسلم لنيل شرف الشهادة.
- وتحدثت سورة محمد أيضًا عن أحوال الأمم السابقة، وكيف عوقب الكفار والمشركون وكل من ارتدّ عن دين الله بعد أن آمن به وعرف الطريق الحق، قال الله عز وجل: (إنَّ الَّذينَ ارتَدُّوا علَى أدبَارِهِمْ منْ بعدِ ما تبيَّنَ لهُمُ الهُدَى الشَّيطَانُ سوَّلَ لهُمْ وأَمْلَى لهُمْ * ذلِكَ بأَنَّهُمْ قالُوا للَّذِينَ كرِهُوا ما نزَّلَ اللَّه سَنطِيعُكُمْ في بعضِ الأَمْرِ واللَّهُ يعلَمُ إسرَارَهُمْ).
شذرات من سورة محمد
سورة محمد هي من السور المدنية، والتي تضمنت الكثير من العبر والفوائد، ومنها:
- أهم فائدة لهذه السورة هي أنها بينت أن المؤمنين إن أخطأوا وتابوا فإن الله تعالى يغفر لهم ويمحو عنهم خطاياهم وذنوبهم.
- وأوضحت هذه السورة أيضًا طريقة معاملة أسرى الحرب.
- ومن حكم سورة محمد هو أنها تعيدنا الى الأمم التي سبقتنا وتشير إلى ما حل بهم من عذاب لأنهم رفضوا الإيمان بدين الله تعالى وصدّوا عنه.
اقرأ أيضًا: تفسير سورة قل أعوذ برب الفلق
العبر من سورة محمد
فضل سورة محمد على المؤمن كبير، وسورة محمد فيها الكثير من العبر، ومن العبر المأخوذة منها:
- تحدثت سورة محمد عن الكفار والمؤمنين، وعن حالهم في دنياهم وآخرتهم.
- وأن المؤمنين قد يغفر لهم إن عملوا الصالحات.
- أما الكفار وإن عملوا أعمالًا صالحة بدنياهم، فلن يدخلهم ذلك الجنة.
- وتتحدث هذه السورة أيضا عن حال المنافق الذي أظهر إيمانه وأخفى في داخله كفره وشركه.
- وأنّ عاقبته وخيمة، وأن علامات النفاق ظاهرة عليه في جبنه وخوفه من الجهاد.
- ومن استخفافه بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعاملته لليهود.
- قال الله تعالى(إنَّ الَّذينَ ارتَدُّوا علَى أدبَارِهِمْ منْ بعدِ ما تبيَّنَ لهُمُ الهُدَى الشَّيطَانُ سوَّلَ لهُمْ وأَمْلَى لهُمْ * ذلِكَ بأَنَّهُمْ قالُوا للَّذِينَ كرِهُوا ما نزَّلَ اللَّه سَنطِيعُكُمْ في بعضِ الأَمْرِ واللَّهُ يعلَمُ إسرَارَهُم).
- وتتحدث السورة بعد ذلك عن المشركين اللذين وقفوا ضد الدين الإسلامي.
- وضرورة التصدي لهم.
- تدعو هذه السورة المؤمنين إلى القتال بكل ما يملكون، وتنذر اللذين يبخلون على الجهاد بمالهم من الهلاك والعذاب.
- قال الله تعالى: (ها أنتمْ هؤُلَاءِ تدْعَوْنَ لتُنفِقُوا في سبِيلِ اللَّهِ فمِنْكُمْ منْ يَبخَلُ ومَنْ يبْخَلْ فإِنَّمَا يبخَلُ عنْ نفْسِهِ واللَّهُ الغَنِيُّ وأَنْتُمُ الفُقَرَاءُ وإِنْ تتَوَلَّوْا يستَبْدِلْ قوْمًا غيْرَكُمْ ثمَّ لا يكُونُوا أمثَالَك).
شاهد من هنا: فضل سورة الفتح
تأملات لغوية في سورة محمد
من فضل سورة محمد أنها مليئة بقوة التعابير اللغوية، ومنها:
- عند قراءة السورة تدبرها والتمعن في آياتها نجد قوة اللغة العربية فيها، مما يمنح الباحث باللغة المزيد من الفضول للبحث فيها بدقة.
- من الفوائد اللغوية التي تذكر بقوتها في سورة محمد.
- في الآية ¹⁵ ذكر سبحانه وتعالى النعم قبل قوله: (ومغفرة من ربهم).
- مع أن المغفرة تسبق كل النعم، فما هو شرح ذلك؟
- شرح ذلك هو أن الواو لا تفرض وجوب الترتيب في الحديث.
- وأن إفاضة النعم لا توجب الستر معها، وبرغم ذلك غفر وستر ذنوبهم ولم يفضحهم.
- وفي قول الله عز وجل: (لولا نزِّلت سورة)، (فإذا أنزلت سورة).
- فإن الفعلين نزّل وأنزلت أفعال متعدّية.
- وكما قيل فإن الفعل نزّل يستخدم لغرضين وهما التعدي والمبالغة.
- أما الفعل أنزل فهو يستخدم من أجل التعدي فقط، وقيل أيضًا أن فعل ( نزّل) يستخدم عند القصد في النزول مجزأ ومفرق.
- على عكس أنزل فهو يستخدم عند القصد في النزول دفعة واحدة.
- الأولى خصّها الله عز وجل ب: ( نزّلت)، والسبب في أنه كانت تقرّ أعين المؤمنين ويسعدون بنزول الوحي.
- ويشعرون بالوحشة إذا أبطأ، لذا ذكر عز وجل ببداية السورة: (الذين آمنوا بما نزّل على محمد)، أي يأتيهم متفرقًا لكي يفرحوا بنزوله في كل فترة.
- وقال تعالى: (من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم).
- وهذه الآية عن اليهود، وقال تعالى: (من بعد ما تبيّن لهم الهدى لن يضروا الله شيئا).
- فهذه الآية ليست تكرار فهي لم تنزل في اليهود.
- وإنما نزلت عن قومٍ ارتدوا عن عبادة الله تعالى بعد إيمانهم، وبعدما عرفوا طريق الحق.
- وتتفق سورة محمد مع سورة الأحقاف في أن سورة الأحقاف انتهت في الحديث عن الكفار وعاقبتهم وقد بدأت سورة محمد بالحديث عن الكفار أيضا.
وفي النهاية فإن سورة محمد من سور القرآن الكريم، التي احتوت على الكثير من الفضائل والحكم.
فهي تحدثت عن أعظم العبادات وهو الجهاد، وقد ذكرت عاقبة المشركين والمنافقين، لذا يعد فضل سورة محمد كبير لكل مؤمن.