ويمكرون والله خير الماكرين
ويمكرون والله خير الماكرين؛ تعد تلك الآية من الآيات الكريمة المتواجدة في سورة الأنفال وهي الآية الثلاثون بها، ويرغب العديد من الأفراد في معرفة التفسير الصحيح لها، تعرف معنا في هذا مقال عن العديد من النقاط المتعلقة بتلك الآية العظيمة.
محتويات المقال
ويمكرون والله خير الماكرين
- جاءت تلك الآية في قول الله عز وجل “وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
- تعني هذه الآية العظيمة أن المشركين والكفار حاولوا أن يقوموا بسجن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
- أو أنهم يقومون بجرحه أو ضربه، وكانوا يمكرون في عمل المكائد له في السر والخفاء.
- وفي نفس الوقت يعد الله تعالى لهم العديد من المكائد والتي تتمثل في ما حضره الله لهم من عذاب عظيم.
- يتصف مكر الله عز وجل بأنه ذو أثر أكبر بكثير من مكرهم حيث إنه نافذ.
- لهذا فإن الله هو خير الماكرين.
- وفي هذه الآية أيضا يذكرنا رب العزة بنعمه وفضله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- حيث إنه رد مكر القوم الكافرين لهم بدلًا من النبي وهو خير الماكرين، وفي مكره نصرة للمؤمنين ولرسوله.
- بالإضافة إلى هذا لا يجوز أن يتم وصف الله تعالى بصفة المكر نهائيًا.
- لأن هذه الصفة من الممكن أن تكون ذمًا ومن الممكن أن تكون مدحًا.
- فهو يتصف بالكيد والمكر على سبيل التقييد والمقابلة.
- لذلك تطلق تلك الصفة على الله تعالى بشكل مقيد أي أنه يمكر للكافرين، وبذلك أصبحت تلك الصفة صفة كمال ومدح لعظمة الله تعالى وهي تعني القوة.
- أما بالنسبة لمكر القوم الكافرين فهو يعني النقص والخداع، وذكرت كلمة المكر لله تعالى ردًا على الكافرين.
- ولكنها لا تعد من صفات رب العزة، بل إنها تعتبر من الأفعال التي يطبقها الله على من يشاء وفي أي وقت يشاء.
محاولة المشركين قتل النبي
- تبين لنا هذه الآية العظيمة الأفعال الدائمة والمستمرة التي كان يقومون بها الكافرين لنبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
- حيث حاولوا لأكثر من مرة أن يقتلوهم أو يعذبوهم أو يخرجوهم من مكة.
- ولكن الله تعالى نصر عباده المخلصين، وأخذل المشركين والكافرين، ويعد ذلك هو المقصود بمكر الله سبحانه وتعالى.
- ونستخلص من قول الله تعالى “ويمكرون والله خير الماكرين” أن المكر الذي يفعله الله تعالى محمودًا.
- لأنه من أجل الدفاع عن عباده المؤمنين.
- ولكن المكر الذي يقوم به الكافرين والمشركين مذمومًا، لأنهم يقومون به بغرض عمل شيء سيئ وقبيح.
شاهد أيضا: تفسير: فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم
سبب نزول آية والله خير الماكرين
- يقول علماء الدين الإسلامي أن السبب في نزول تلك الآية الفضيلة هو أن الكافرين قاموا بالاجتماع في دار الندوة في ليلة هجرة الرسول.
- واقترح البعض منهم على قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والبعض الآخر اقترح عليهم أن يسجنوه، وبعضهم كان من رأيه أن يبقوه في مكة.
- وفي النهاية اتفقوا على التخلص منه بشكل نهائي وأن يقومون بقتله.
- وكان أول من اقترح تلك الفكرة الملعونة هو أبو جهل.
- فجعل النبي سيدنا على بن أبي طالب ينام في فراشه وطمس الله عز وجل على أعين الكفار، وكان جزاء لفعلتهم العذاب الذي أعده الله لهم.
جزاء الماكرين
- وضح الله لنا في هذه الآية الكريمة أن المكر السيئ يرجع على صاحبه بأكبر وأسوأ أنواع العذاب والعقاب.
- حيث يقول رب العزة في كتابه العظيم “ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله”، ويكون ذلك جزاء من أراد فعل السوء لأنبياء الله تعالى وأوليائه.
- ذكر الله تعالى لنا أيضا أن القوم الكافرين هم من يمكرون بأنفسهم حيث إنه يقول.
- “وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون”.
- وما كان جزاء هؤلاء المشركين إلا في إنزال عاقبة السوء عليهم، ويكون مصيرهم في الآخرة عذاب جهنم.
قد يهمك: تفسير: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
دفاع الله تعالى في تلك الآية عن نبيه
ذكر في تلك الآية العظيمة العديد من الصور التي توضح دفاع الله عز وجل عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الصور ما يلي:
- رد الله مكر المشركين بدلًا من الرسول صلى الله عليه وسلم حينما اجتمعوا واتفقوا على قتله.
- الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بالفعل عندما كان مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه في يوم الهجرة.
- حينما قارب المشركين من الوصول إليهم، ودخلوا عليهم الغار ولكنهم لم يروهم.
- حيث يقول سيدنا أبي بكر “نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت.
- يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه”.
- فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم “يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا”.
- فأنزل الله تعالى على نبيه الوحي في قوله “فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها”.
- وهي توضح لنا كيف أحاط وحفظ الله رسوله صلى الله عليه وسلم.
- زاد الله عز وجل في إذلال الكافرين والمتآمرين على قتل الرسول.
- حيث إن الله تعالى طمس على أعين الكافرين فخرج عليهم النبي من الغار.
- وألقى على رؤوسهم التراب ولم يروه، وسار في طريقه وهاجر من مكة إلى المدينة.
اخترنا لك: تفسير فبما رحمة من الله لنت لهم
تفسير ويمكرون والله خير الماكرين
تفسير ابن القيم
- يقول أبن القيم يعد المكر محمودًا إذا كان من أجل مواجهة مكر المشركين والأعداء.
- ويكون مذمومًا ومكروهًا إذا كان ابتداءً.
- وفي هذه الآية جاء مكر الله لمواجهة مكر القوم الكافرين، وقال رب العزة عن نفسه “والله خير الماكرين”.
- ولم يصف نفسه بقول أمكر الماكرين لأنه في الأولى تعد تلك الصفة أبلغ في الكمال والقوة والخفاء.
تفسير الإمام الشعراوي
- يقول الإمام محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه في تفسير تلك الآية الكريمة أن المكر يعد نوع من الأشجار.
- الذي تكون فروعه ملتفة على بعضها البعض بحيث لا يستطيع أي فرد أن يأخذ منها ورقة.
- ومن هنا جاء معنى كلمة المكر، وهو الشخص الذي يلف ويدور في الحديث لكي يحتال على فرد ما.
- ويعتبر المكر بمثابة حيلة يطبقها فرد على الآخر مثل القاضي وهو يحقق مع متهم في قضية ما، وإن كان ذلك بغرض إلحاق الضرر فهو مكر.
- ويقول فضيلة الإمام إنه يوجد نوع من المكر غير سيئ، وذلك استنادًا على قول الله تعالى “ولا يحيق المكر السيئ”.
- ويشير المكر إلى الشخص الضعيف لأنه إذا كان قويًا لا يمكر ولا يخدع، ولأن القوي يواجه فلا يعتد بمكر المشركين مواجهة لمكر الله تعالى.
- ونستخلص من تفسير الأمام الشعراوي أن الكافرين لا يملكون القدرة على مواجهة النبي.
- لذلك كانوا يعدون له المكائد والحيل، حيث توضح لنا تلك الآية أن الكافرين وهم يمكرون للنبي كانوا متناسين عظمة وقدرة الله تعالى.
أسئلة شائعة حول آية: ويمكرون والله خير الماكرين
ما معنى كلمة (يمكرون) في الآية؟
يمكرون تعني أنهم يخططون بطرق خبيثة أو يحاولون تدبير مكائد ضد المؤمنين. المكر هو التدبير الخفي والماكر لتحقيق أهداف ضارة.
ما المقصود بعبارة (والله خير الماكرين)؟
المقصود هو أن الله سبحانه وتعالى هو الأفضل والأعلى في التخطيط والتدبير. مهما كانت مكائد الأعداء وخططهم، فإن تدبير الله يفوق جميع التدابير البشرية ويكون خيراً وأحكم.
هل تعني الآية أن المكر أمر محبذ في الإسلام؟
لا، الآية تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يتفوق في المكر والتدبير ضد المكائد الشريرة التي يحيكها الأعداء. في الإسلام، يُعتبر المكر بالخير أو المكر في الدفاع عن النفس جائزاً، لكن المكر السيئ أو الخبيث ضد الآخرين محرم.
ما هو السياق الذي وردت فيه الآية؟
الآية جاءت في سياق سورة الأنفال، التي تتحدث عن غزوة بدر والأحداث التي تلتها، وتؤكد أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحفظ المؤمنين ويرد كيد الأعداء.
كيف يمكن أن يطبق المؤمنون معنى هذه الآية في حياتهم اليومية؟
يمكن للمؤمنين أن يستفيدوا من معنى الآية في التوكل على الله والاطمئنان إلى أن الله سبحانه وتعالى سيتصرف بحكمته في مواجهة المكائد والشرور التي قد تحيط بهم.