صحة قصة مالك بن دينار وابنته
صحة قصة مالك بن دينار وابنته، قصة مالك بن دينار من القصص المشهورة وقد ذكرها بعض من العلماء لأجل الاعتبار والعظة.
فهناك من يطرأ في ذهنه ما مدى صحة هذه القصة؟ فمن خلال هذا المقال سوف نجيب على هذا بشكل مختصر، ونتعرف أيضًا على هذا التابعي الجليل.
محتويات المقال
مالك بن دينار
تجدر الإشارة إلى أن مالك ابن دينار إحدى التابعين العظماء، والمقصود بالتابعين هم من حملوا هم هذا الدين بعد الصحابة.
فهم لم يعيشوا زمن الرسول، بل عاشوا مع الصحابة وتعلموا من علمهم، وحافظوا على الشريعة الإسلامية من أي تحريف.
فدعونا نتعرف أكثر على هذا التابعي الجليل مالك بن دينار في عدة نقاط:
- اسمه أبو يحيى مالك بن دينار البصري، وقد عاش في زمن عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
- كما أنه تميز بأنه كان زاهدًا في الدنيا ويأكل من عمل يده، حتى ضرب به المثل في العفة والزهد.
- كذلك هذا العالم الجليل كان قد وهب حياته في سبيل الحق ومعرفة الله تعالى.
- وكان متعلقًا جدًا بالقرآن فهو من أعيان كتبة المصاحف، بل كان يكتب المصاحف ويأخذ أجر بسيط، وهذا تأسيًا بالأنبياء.
- كذلك اتصف بأنه ذات ورع وخشية من الله، وكان له تأثير كبير في قلوب المسلمين.
- كما أنه توفي وكان يدعو الله تعالى أن يقيه من عذاب النار، فكان يقول: “يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين، فحرم شيبة مالك بن دينار على النار”.
اقرأ أيضا: أجمل ما قال مالك بن دينار من مواعظ وعبر
صحة قصة مالك بن دينار وابنته
- تجدر الإشارة أن هذه القصة ذكرت في عدة كتب منها: في كتاب التوابين، وكتاب الزهر في الفاتح في ذكر ما تنزه عن الذنوب والقبائح.
- كما أن صحة هذه القصة أو بطلانها كانت لا تشغل العلماء كثيرًا؛ لأنهم كانوا لا يرغبون في الاستدلال بها مثلًا على حكم شرعي.
- فالعلماء كان غرضهم من القصص التي كانت ترد عن الصالحين هو الاستفادة منها.
- أيضًا إن صح عدم زواجه فهذا لا ينفي القصة، فالبنت التي ذكرت إذا كانت ليست من زوجته، فمن المحتمل أن تكون من جارية قد اشتراها.
- كذلك ليس من الغريب أن يكون عدم استقامته في أول الأمر دليلًا على نفي القصة، فهناك الكثير من كانوا فاسدين وأصلحهم الله تعالى وتاب عليهم.
- إذًا الحاصل من ذلك أننا يجب أن لا نحكم على صحة هذه القصة أو بطلانها، والذي ذكرها قد يكون ذكرها لأجل الاتعاظ بالذي كان فيها، وهو بالفعل موجود في الشرع.
قصة توبة مالك بن دينار
تتلخص قصة مالك بن دينار في الآتي:
- قد روي أن هذا التابعي كان يعمل شرطيًا وكان يحب شرب الخمر قبل أن يهديه الله، وقد كان يملك جارية قد ولدت له ابنة وكان يحبها.
- فكلما شرب الخمر كانت تسقط من يده الخمر بشكل مستمر، ولكن ذات يوم توفيت هذه الطفلة وكان عمرها سنتين.
- فبعد وفاتها زاد همه وشربه للخمر، وفي منتصف شعبان تقريبًا زاد في الشرب كثيرًا حتى نام بدون صلاة.
- فرأى في نومه تنين ينفخ النار عليه ففزع وحاول الهروب منه.
- فوجد رجل ذات ثوب حسن فاستنجد به، فأجابه الرجل أن التنين قوي وهو ضعيف، ولا يستطيع إنقاذه.
- ثم بعد ذلك رأى ابنته في الحلم فتلت عليه هذه الآية: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ)، فسألها عن تأويل هذا الحلم، فأجابته بأن التنين هو الأفعال السيئة التي قواه بها، والشيخ طاعته القليلة التي لا تستطيع رد السوء عنه.
- بعدها استيقظ وكسر آنية الخمر وتاب ورجع إلى الله تعالى، وكانت هذه الرؤية هي سبب توبته.
قد يهمك: قصة قصيرة عن الصدق
وفاة مالك بن دينار
- هناك بعض الآراء حول السنة التي توفي فيها مالك بن دينار.
- فقيد قيل أنه توفي قبل الطاعون الذي كان سنة 131 هجريًا، وقيل أنه توفي سنة 123 هجريًا أو سنة 127 هجريًا.
اخترنا لك: قصص دينية مؤثرة جدًا لدرجة البكاء مكتوبة
وبذلك يكون حديثنا قد انتهى، ووضحنا صحة قصة مالك بن دينار وابنته، وأيضًا تكلمنا على هذا التابعي الجليل من حيث صفاته، وبينّا قصة توبته بشكل مختصر.
فنأمل أن يكون ما قدمناه لكم مفيد وينال رضاءكم وإعجابكم.