أنواع البيوع المحرمة في الشريعة الإسلامية
أنواع البيوع المحرمة في الشريعة الإسلامية، حرص الإسلام على أن تكون المعاملات بين الناس واضحة ومرضية للطرفين، واهتم بوضوح المعاملات المالية، وأن تتسم بعدم مساس الآخرين بضرر والشفافية والمصداقية، لذا نستعرض في هذا المقال أشهر أنواع البيوع المحرمة في الإسلام.
محتويات المقال
ما هو البيع؟
- في لغة العرب البيع هو كل ما يبادل بشيء، بمعنى مبادلة أو مقابلة الشيء بشيء آخر، مثل مقابلة سلعة بسلعة، والبيع المبرور هو البيع الذي يخلو من الغش والغبن والخداع والخيانة.
- اصطلاحًا يعني البيع مبادلة الشيء بالمال، أو التمليك من الشيء مقابل المال.
- البيع يقابله الشراء، والشراء هو تملك شيئًا أو سلعة ما مقابل إخراج المال.
شاهد أيضًا: أسهم البورصة حلال ام حرام
حكم البيع في الشريعة الإسلامية
- الغاية من عملية البيع هي تبادل المنفعة بين الناس وتحقيق التكامل بينهم، وتأمين حاجة الناس من المسكن والملبس والدواء مما يسهل عليهم السير في طرق الحياة.
- قد أحل الله البيع لعباده وذلك في قوله تعالى في سورة البقرة (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا).
- إباحة البيع دلالة على حكمة الله الظاهرة في أن يتكسب المسلم من الحلال ويعيش حياة كريمة بدلًا من الذل والمهانة، وأن يستعن بالله على الرزق الحلال والبعد عن البطالة والكسل.
- هو أيضًا باب للطاعة، وذلك لأن العمل عبادة، ومن خلال العمل يمكن للمرء أن يتصدق وينفق في سبيل الله.
أنواع البيوع المحرمة في الشريعة الإسلامية
- بالرغم من أن الله قد أحل البيع، فهناك بعض البيوع ومعاملات في البيع قد حرمت حفاظًا على العلاقات الإنسانية، وذلك لما فيه من أكل الأموال بالباطل وغش وخداع وغيرهم.
- لوقاية المستهلك وحماية يقوم أهل العلم وعلماء الشريعة والفقهاء وخبراء الاقتصاد أيضًا بنشر الوعي بين البائعين والمشترين.
- تعدد أسباب تحريم البيوع على حسب نوع البيع وضرره على البشر.
بيع النجش
- النجش من البيوع المحرمة في الشريعة الإسلامية، وهو المزايدة في ثمن السلعة من شخص ما، ولكن ليس بقصد الشراء بل بقصد الغرار بالآخرين، ويوهمهم بأن السلعة تستحق هذا الثمن فيقومون بشرائها.
- قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه في حديثه “ولا تناجشوا”.
- يعد ذلك بيعًا محرمًا لما فيه من خداع وغش المشترين.
البيع على البيع
- البيع على البيع هو أن يساوم المشتري في مدة الخيار بفسخ العقد، ليبيع له شيء أعلى ثمنًا وأعلى جودة.
- أو هو إغراء البائع بفسخ الاتفاق مع مشتري آخر ليشتري منه الشيء بثمن أعلى، أو يعرض على المشتري سعرًا أقل.
- هذا النوع من البيع محرم، وذلك لما يسببه من إضرار بالآخرين، ولأنه يزرع الحقد والضغينة بين الناس.
- قد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه في الحديث “ولا يبيع أحدكم على بيعة أخيه”.
بيع الغش
- وهذا النوع من البيع يكون فيه صورة من صور الغش الخفي أو الظاهر، مثل أن تشتمل البيعة على عيب في المبيع، أو زيف في المال، أو غبن في سعر الشيء المباع.
- وذلك بيع لا يبارك الله فيه لما فيه من غش وانغماس في المحرمات وكتمان حقيقة البيع، ويتنافى أيضًا مع أمانة المسلم وصدقه.
- وحرم في أحاديث كثيرة، مثل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “من غشنا فليس منا”، وحديث “المسلم أخو المسلم، لا يحل لمسلم باع من أخيه بيعًا، وفيه عيب إلا بينه له”.
البيع عند وقت أذان الجمعة
- لوقت النداء للصلاة مكانة عالية، لذا لا يجوز للمسلم الإلهاء عن قضاء فروضه في وقتها بشيء آخر وخاصة صلاة الجمعة.
- لذلك حرم الله البيع عند أذان الجمعة وعند النداء الأخير لصلاة الجمعة أثناء وجود الخطيب على المنبر.
- قال تعالى في سورة الجمعة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)، وذلك مما يحرم الانشغال بالبيع عن أداء صلاة الجمعة.
اخترنا لك: بحث عن نظام المعاملات في الشريعة مختصر
بيع المحتكر
- انتشرت سياسة الاحتكار منذ اتساع الأسواق المحلية والعالمية وكثرة السلع، ولكن انتشارها لا يبرر الانتهاج بها واتباعها كسياسة.
- الاحتكار هو سحب سلعة ما من السوق المعروضة فيه والامتناع عن عرضها أو بيعها حتى تنفد أو يفتقدها السوق.
- ذلك حتى يزداد الطلب عليها ومن ثم يرتفع السعر المقابل لها، ثم يتم بيعها بأسعار أعلى مما تستحق.
- هذا بيع حرام لما فيه من إضرار بالآخرين، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يحتكر إلا خاطئ”.
بيع الحاضر للبادي
- تلك هي عملية البيع التي يقوم بها من يقيم في البلد أو الحضر لمن يقيم في البادية، أي يقوم بعمل السمسار له ويبيع له أملاكًا أو سلعًا بالنيابة عنه.
- في هذا البيع يقوم الحاضر ببيع السلعة شيئًا فشيئًا حتى يحصل على سعر أعلى، ويكون قد غر البائع وهو البادي بأن يبيع له بسعر أفضل.
- نتيجة لذلك يرتفع السعر ويتضرر الناس، وهذا محرم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ولا يبع حاضر لباد”.
لا تنسى قراءة: طرق بيع الأموال الربوية
تلقي الجلب أو الركبان
- ذلك النوع من البيوع يتم بعد أن يلتقي المشتري بمن يبيع سلعة ما أو عندما يستقبل التجار، ويخبرهم بكساد الأسواق.
- حتى يبيعوا له بثمن فيه غبن بعد أن بخّس لهم أسعار السلع التي يبيعونها، ثم يقوم ببيع تلك السلعة بالسعر الذي يريده.
- هذا البيع حرام، وذلك لما فيه من إضرار بالناس وبالتجار، وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تلقوا الركبان”، أو “لا تلقوا الجلب”.
بيع المصراة
- المصراة هي أن يصري البائع الشاه أو الناقة أو البقرة، أي أن يترك اللبن أيامًا في ضرعها دون أن يقوم بحبلها، وذلك لكي يوهم من سيشتري أنها تستحق ثمنها العالي لأن ضرعها ممتلئ أو لأنها حلوب.
- وفي هذه البيعة غش وخداع للناس وإضرار بهم.
- وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المصراة في قوله ” لا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بعد أن يحلبها إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاع تمر”.
بيع ما فيه غرر
- هذا النوع من البيع يقوم على بيع ما كل يغر المشتري من ظاهره ويجهل بباطنه.
- لذلك فإن البيع مجهول وهذا محرم لما فيه من خداع وظلم للناس، ولقوله صلى الله عليه وسلم ” لا تشتروا السمك في الماء فإنه غرر”.
- أمثلته كبيع السمك في الماء، وبيع الطير في الجو، وحبل الحبلة، والثمرة قبل بيان صلاحها ونضوجها.
بيع المجهول
- المجهول هنا أن تتم عملية بيع سلعة ما فيها جهالة كبيرة أو أن يكون الثمن كذلك.
- ذلك النوع من البيع يسبب منازعات بين الناس.
- هو بيع فاسد عن الحنفاء، وهو باطل عند الجمهور.
بيع المعلق
- المقصود ببيع المعلق هو رهن إتمام عملية بيع ما على حدوث شيء خارج عن البيعة ولا علاقة له بها.
- مثال عليه هو أن يقوم البائع بتعليق البيعة للمشتري شرط عودة أبيه من سفره.
- ويعتبر هذا الشرط غرر، لأنه لا علاقة له بعقد البيع، وهو أيضًا بيع فاسد عند الحنفية وباطل عند جمهور الأئمة.
شاهد أيضًا: ما هو تعريف أنواع الربا
في نهاية رحلتنا مع أنواع البيوع المحرمة في الشريعة الإسلامية، بذلك تكون الحكمة دائمًا من تحريم بيوع كتلك التي تناولناها في هذا المقال هي حرص الشريعة الإسلامية على تجنب الناس لأكل الأموال بالباطل، والغش الذي يؤدي إلى الضرر، والخداع وإثارة الضغينة في المجتمع الإسلامي.