أنواع العلمانية

أنواع العَلمانية، وماهيتها وتطورها والعديد من التساؤلات حول مفهوم انتشارها، فالبعض يرى أن العَلمانية ترمز إلى التفكير بالأمور الحياتية فقط، وهناك من يعتقد أنها تخالف العقيدة الدينية وغير ذلك من المعتقدات المتعلقة بمعنى العَلمانية، ومن خلال موقع مقال maqall.net سنوضح لك عزيزي القارئ كيف نشأت العَلمانية وأهم أنواعها ومعلومات أخرى ذات صلة.

أنواع العَلمانية

تتعدد العَلمانية وتختلف في تنوّعها حسب مبادئها واهتماماتها، وذلك على النحو التالي:

العَلمانية الاجتماعية الثقافية

  • تعد العَلمانية الاجتماعية الثقافية من بين أكثر أنواع العَلمانية انتشارًا، حيث أنها تهدف إلى جعل العامّة من الشعب غير مُبالين بالدين.
  • كما يتم إبعادهم عن كل مظاهر الحياة الدينية وتوجيههم إلى الحياة الدنيا لتحقيق الغرض الرئيسي من هذا النوع وهو الحياة المدنية.

العَلمانية السياسية

  • تهدف العَلمانية السياسية إلى جعل الحياة المدنية لصالح الفرد دون تدخل الدين، أي أن الدولة تقوم الدولة بفصل الدين عن السلطة.
  • ولا يكون هذا النوع مرتبط بالإلحاد أو الخروج عن الملة، بل سيتم التعامل بكل ما ليس له علاقة بالأمور الدينية من أجل تحقيق الحياة المدنية.

العَلمانية الفلسفية

  • تعني العَلمانية الفلسفية مجموعة من الأفكار والمعتقدات والمبادئ التي تميل إلى انتقاد السلطة الدينية في محاولة لإعطاء فرصة للحرية والمشاركة.

اقرأ أيضا: ما هي العلمانية وكيف نشأت

كيف نشأت العَلمانية

يتساءل الكثيرين عن نشأة وتطور العَلمانية، ومن أين انبثقت أنواع العَلمانية، ومن مؤسسها وغيرها من التساؤلات التي سنجيب عنها تباعًا:

  • إن العَلمانية ما هي إلاّ أفكار ابتدعها الكاتب البريطاني “جورج هوليواك” في عام 1851م، وكانت تصف آرائه في أن يتم فصل الدين عن الدولة دون اعتراض السلطة الدينية.
  • وسنجد أن مفهوم العَلمانية متواجد في أكثر من حضارة وفي أعمال الفلاسفة والمفكرين القدامى.
  • من أقدم الفلاسفة في استخدام مفاهيم العَلمانية شارفاكا في الهند، حيث اعتبر أن التفكير المباشر والاستدلال المشروط أكثر طرق المعرفة دون إقحام الدين.
  • ثم ظهرت العَلمانية في اليونان القديمة لأول مرة في الفلسفة والسياسة، حتى عادت من جديد في عصور النهضة والإصلاح
  • من أبرز الفلاسفة الذين ساهموا في نشر العَلمانية جان جاك روسو، باروخ سبينوزا، جميس ماديسون، توماس جيفرسون، توماس باين، وجون لوك وآخرون.
  • جدير بالذكر أن من أهم أسباب العَلمانية ونشأتها هو تدخل الكنيسة في كثير من الأمور الاقتصادية والسياسية كسلطة يجب الأخذ بكافة أحكامها، كما كان هناك تدخل شديد في محاكمة الناس على أفكارهم.
    • لذلك انتشرت العَلمانية ومبادئها وأفكارها في نهاية القرن الـ 20م.

المبادئ الأساسية لمفهوم العَلمانية

تجدر الإشارة إلى أن أنواع العَلمانية تحددت من خلال عدد من المبادئ تسعى إلى حماية الحريات للوصول إلى مجتمع مدني ديموقراطي، نذكر منها ما يلي:

  • المبدأ الأول: وهو المساواة بين الأفراد دون النظر إلى معتقداتهم الدينية حتى لا يكون لأحد سلطة أو أفضلية على غيره.
  • المبدأ الثاني: ممارسة الدين والعقائد بكافة توجهاتها دون إيذاء للآخر أو إقناعه بتغيير عقيدته، وهذا من المبادئ التي تساهم في حماية الدينيين واللادينيين.
  • المبدأ الثالث: أن يتم فصل الدين عن الدولة والحكومة، وإمكانية ممارسة كافة المعتقدات الدينية المختلفة بشرط ألا تطغى ديانة أو تسود على غيرها.
    • وهذا المبدأ هو أساس مفهوم العلمانية الذي يؤكد عدم التعارض بين السلطة والمؤمنين أو الغير مؤمنين.

هل العَلمانية لها أهمية في المجتمع

لن يصدق البعض من رافضي العَلمانية بأن لها فوائد تصب في مصلحة المجتمع، والتي تحددت وفق مبادئها واهتماماتها على النحو الآتي:

رعاية الأقليات وحمايتها

  • إن من فوائد العَلمانية العمل على حماية الأقليات التي يتم اضطهادها دينيًا بسبب عدم وجود جهة سلطية مسيطرة.
  • كما أن العَلمانية تسعى إلى منح هذه الأقليات كل الحريات المطلقة دون سيطرة.

تقوية وتعزيز الروابط المجتمعية والهوية

  • سنجد أن للعلمانية فائدة كبيرة تتعلق بتعزيز التماسك بين أطراف المجتمع ككل من خلال تعليم الصغار وتثقيفهم بأسلوب منطقي وحيادية.
  • حيث أن هذا سيفيد في حماية الأفراد من التعنيف أو توجيههم إلى معتقد بعينهِ، دون أن يتم تحديد لقب ديني لتجنُب إيذاء الطفل أو أن يصبح عدواني من أجل دينه.

الأهداف المنوط بها مفهوم العَلمانية

توجد مجموعة من الأهداف المراد تحقيقها نشأت من خلال أنواع العَلمانية وحددت توجهها، نذكر منها ما يلي:

  • العمل على تحقيق مبدأ التسامح الذي يسعى إلى تقبُّل جميع الاختلافات سواء في العقيدة أو في الشكل والمظهر الخارجي.
  • العمل على تحقيق كافةً الحريات، مثل حرية التعبير والتفكير التي ترتبط بالأمور السياسية.
  • العمل على تطوير الحقوق الفردية والأقلية وتحقيقها بدلًا من التركيز على جهة واحدة فقط وهي الجماعات والمعتقدات الدينية.
  • جعل المساواة بين الأفراد فوق السلطة والقانون.
  • تحقيق الديمقراطية بين الأفراد والمحافظة عليها.

كما أدعوك للتعرف على: تعريف الليبرالية

العَلمانية في الإسلام

  • يعتقد الكثيرين بأن العَلمانية أو أنواع العَلمانية دلالة على عدم الإيمان بالله، على الرغم من أن العَلمانية ليست معتقد ديني وإنما طريقة للتفكير الديموقراطي.
  • إذن فإن العَلمانية ليست كفر أو إلحاد لكنها تطالب بفصل الدين عن الدولة من أجل المساواة بين الجميع أمام القانون، وجعل الحقوق والحريات مكفولة دون أي سيطرة.
  • قد يكون هذا متفقًا مع مبادئ اللادينيين أو الملحدين ويدعمون العَلمانية، إلا أن العَلمانية لا تدعم معتقد أو أقلية أو أشخاص بعينهم بل تسعى إلى تحقيق كامل الحريات المطلقة في السياسة والدين والتعليم بشكل عام.

أمثلة على التفكير العلماني في الدول

  • من خلال توضيحنا لمفهوم العَلمانية واهتمامها بتحقيق المساواة بين الأفراد بغض النظر عن الديانة والعرق.
    • فإن هناك دول سعت إلى تحقيق المبادئ مع اتباعها أحد أنواع العَلمانية وكان منها استراليا.
  • حيث اتبعت الدولة العَلمانية الاجتماعية الثقافية، فكان هناك العديد من الأفكار المختلفة داخل المجتمع الأسترالي مع دعم الدولة للجميع دون اختلاف.
  • أيضا استراليا لا تدعم دين محدد أو عرقيات أو أفراد أو مذاهب، لكنها تقف بجانب جميع الأديان والمذاهب والثقافات.
  • دولة استراليا لا تدعم النوع الأول من العَلمانية وهو فصل الدين تمامًا عن الدولة في المجال العام.
  • كما لا تدعم النوع الثاني من العَلمانية، إذ أن نسبة 68.3% من السكان لديهم دين، والنسبة المتبقية تدين بالمسيحية.

كما يمكنكم الاطلاع على: أهم الفروق الواضحة بين الفكر العلماني والفكر الليبرالي

وختامًا نصل إلى نهاية موضوعنا حول أنواع العلمانية وكيف بدأت في القرون الوسطى حتى انتشرت في العديد من الدول، وتم تطبيق مبادئها وأهدافها كدولة الصين وغيرها.

وجدير بالذكر أن العلمانية لا تعارض الدين أو المعتقد الذي يعتنقه الفرد بل تسعى إلى حماية الحريات الدينية والثقافية من أجل المساواة بين الأفراد.

مقالات ذات صلة