ما هي الآية التي ذكرت فيها أليس الله بكاف عبده ؟
ما هي الآية التي ذكرت فيها أليس الله بكاف عبده؟، في هذا المقال سوف نتعرف على ما هي الآية التي ذكرت فيها أليس الله بكاف عبده، بالإضافة الي معرفة تفسير هذه الآية وما هي الأقوال التي وردت من العلماء والفقهاء عنها، تابعوا المقال وسوف تجدوا افادة عظيمة إن شاء الله.
محتويات المقال
تأويل أليس الله بكاف عبده
- اختلف القول في تأويل قول الله سبحانه وتعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ.
- حيث اختلف الكثير من القرّاء في قراءة: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)، فقرأ بعض الفقهاء والقرّاء في المدينة وقرّاء أهل الكوفة: ” أليس الله بكاف عباده”.
- حيث أن التأويل جاء أن أليس الله بكاف محمدًا وأنبيائه من قبله، وقرأ قرّاء المدينة والبصرة الآية بنفس الطريقة، وبعض القرّاء في الكوفة قاموا بتأويل: (بِكَافٍ عَبْدَهُ) انها دليل على التوحيد.
- والصواب أنهما قراءتان مشهورتان، والاثنان ليس لهم اي اختلاف في قراءة الأمصار كلاهما مميز، وفي ذلك قال أهل التأويل.
- وذكر من قال ذلك: حدثني محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ).
- وفي حديث، حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قول الله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) قال: بلى، والله يكفيه ويعزه وينصره.
- وفي قوله: (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) يقول تعالى لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: يخوّفك هؤلاء المشركون بالذين من دون الله ويعبدون الأوثان ويدعون ان الآلهة تصيبك بسوء، الله يا محمد يكفيك عن كل هذا.
شاهد أيضًا: قصة البقرة المذكورة في سورة البقرة
ما هي الآية التي ذكرت فيها اليس الله بكاف عبده؟
﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾اية ذكرت في ايات سورة الزمر، تحديدًا وردت هذه الجملة وهذا الاستفهام في الآية رقم 36.
قال تعالى في آيات سورة الزمر في الآيات 36 وفي آيات 37:﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ﴾.
تفسير آيات أليس الله بكاف عبده
- (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)، تعني أن الله سبحانه وتعالى هو من يكفي عَبَدَهُ، على العبد أن يتوكل على الله، وورد عن فضالة بن عبيد الأنصاري أنه سمع الرسول صل الله عليه وسلم وهو يقول: «أفلح من هدى إلى الإسلام وكان عيشه كفافًا وقنع به».
- كما أن في قوله (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)، يعني أن المشركين يريدون أن يخوفون رسول الله ويتوعدون بدون حق ويهددون بـ أصنامهم وآلهتهم التي يدعونها من دون الله، كل هذا يدل على جهل وضلال المشركين.
- حيث قال الله تعالى: (وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ)، يعني منيع الجناب لا يضام من استند إلى جنابه، ولا ينهزم من لجأ إلى بابه فإن الله هو العزيز ولا أعز منه وفي نفس الوقت أن الله شديد الانتقام.
- وفي قول: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)، يعني أن المشركين كانوا يعترفون بأن الله هو الخالق وأن من دون الله لا يملكون لأنفسهم ولا للمشركين ضرًا ولا نفعًا.
ورد في تفسير الآية التي ذكرت فيها أليس الله بكاف عبده
- ويتضح في قول الله تعالى: (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ)، مما يعني ان هؤلاء الذين تعبدونهم لا تستطيع شيئًا، الله وحده هو من يملك الأمر كله.
- وفي قول: (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ)، أي ان الله كافي عبده، وعَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ، وفي هذا يمكن ان نذكر أن هود عليه السلام عندما قال له قومه: (أِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، [سورة هود: 54-56].
- وعن الرسول صل الله عليه وسلم أنه قال: (من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله).
- (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ)، هذا تهديد ووعيد للكافرين، وفي قول (إِنِّي عَامِلٌ) اشارة على ان هذا هو الطريق والمنهج، وفي قول: (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)، اشارة الى ان الناس يعلمون نتيجة أعمالهم.
- (مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ) يكون الخزي في الدنيا والآخرة، (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ) العذاب يكون دائم في يوم القيامة.
شاهد أيضًا: ما اسم السورة التى تنتهي كل آياتها بحرف الدال ؟
أقوال الأئمة والفقهاء عن قول أليس الله بكاف عبده
- قال الإمام الرازي -رحمه الله – في تفسير وتأويل قوله تعالى:﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾، [سورة الزمر: 36]، أننا نعلم انه جرَتِ العادة أن المبطِلين يخوِّفون المحقِّين، وان التهديدات لا أصل لها.
- حيث أن هناك آيات كثيرة تشابه آيات﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾[الزمر: 36]، لشدة اهمية هذه الآية لأن الله يريد أن يثبت المؤمنين يحبط من عزيمة الكفار، حيث أن اللفظ في آيات الزمر ذكَره بلفظ الاستفهام.
- حيث ان الاستفهام يريد التأكيد، والمراد في الآيات ان يتم تقرير ذلك في النفوس، وكذلك نفس الحال في حالة استخدام اسلوب الأمر، الامر يثبت جميع المعلومات، ويوضح ان الله هو القادر وان الله هو الذي في يده كل الممكنات، هو الواحد الاحد الغنيٌّ عن كل الحاجات.
- الله سبحانه وتعالى عالم الحاجات وقادر على دفعها، لهذا قال الله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ).
قيل عن الآية التي ذكرت فيها أليس الله بكاف عبده
- قال الإمام الشوكاني -رحمه الله عليه -في قوله تعالى:﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾، وقرأ حمزة والكسائي في هذه الآيات ان﴿ عِبَادَهُ ﴾وردت في السورة بالجمع.
- وفي القراءة الأولى: المراد النبي صلى الله عليه وسلم، أو الجنس، ويدخل فيه الرسولُ صلى الله عليه وسلم دخولًا أوليًّا، وعلى القراءة الثانية الأخرى: المراد بها أن الله يتحدث مع الأنبياء، ومع المؤمنون، أو يوجه الكلام الي الجميع.
- وقال الأستاذ سيد -رحمه الله -في قوله تعالى:﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾، بلى! اذا كان الله مع العبد، فمَن ذا يُخيفه، وماذا يخيفه الإنسان إذا كان الله معه وينصره ويحميه، وإذا كان هناك احد يستطيع ان يكفي العبد لكان هو اتخذ مقام العبودية.
- وفي الآية استفهام، توضح أن هناك إنكار لأي شخص كافر يشكك في قدرة الله، ومَن ذا الذي يشك في كفاية الله لعبده، من الذي لا يحتمي بالله وهو القوي القاهر فوق عباده؟ .
- كما قال الشيخ السعدي -رحمه الله -في تفسير قوله تعالى:﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾[الزمر: 36]: أي أن أليس مِن كرم الله وجوده، وعنايته بعباده، أن تخضع الله له ويمتثل أمره.
- كما جاء تفسير هذه الآيات في كتاب “إتحاف السادة المتقين” للزبيدي -رحمه الله، حيث ان هناك تأويل للشيخ في قوله تعالى:﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾، قال ان قبيح بذوي الإيمان أن يُنزلوا حاجتهم لغير الله تعالى، الله هو القادر وهو الواحد، وعلى المؤمنين ان يفهموا وحدانيَّتِه وانفراد ربوبيته.
شاهد أيضًا: ما هي أكثر سورة تكرر فيها اسم الرحمن ؟
هنا نكون قد وصلنا الى نهاية مقالنا عن ما هي الآية التي ذكرت فيها أليس الله بكاف عبده ؟، حيث وضحنا اهم اقوال الائمة والفقهاء عن قول أليس الله بكاف عبده مع تفسير كامل للآيات، شاركوا المقال مع الجميع ولا تنسوا ان تقوموا بعمل تعليقات لتوضيح آرائكم على الموضوع.