أبيات من شعر الرثاء في العصر الجاهلي
أبيات من شعر الرثاء في العصر الجاهلي نوضحها إليك عبر maqall.net؛ ويعد أبرز الأعراض التي اعتمد عليها الشعراء في العصر الجاهلي لرثاء الأشخاص، أو لرثاء الأطلال، وكان الشعر في العصر الجاهلي يتصف ببعض الخصائص وسنوضحها إليك.
محتويات المقال
خصائص شعر الرثاء في العصر الجاهلي
قبل توضيح أبيات من شعر الرثاء في العصر الجاهلي سنوضح إليك خصائص شعر الرثاء، وتتمثل فيما يلي:
- يميل الشاعر الجاهلي إلى توضيح المشاعر والتعبير عنها بشكل مباشر دون أن يتكلف في الوصف، أو التزيين، ويقوم بالوصف الدقيق للأحداث.
- شعراء العصر الجاهلي كانوا يقومون بوصف الحقائق وعدم التكلف، ومن هنا تكاد تكون أشعارهم واحدة؛ لأنهم كانوا أبناء بيئة واحدة.
- وضوح المعاني للشعر الذي يكتبه الشعراء، وكانوا لا يهتمون بالصور كثيرًا، إلا إذا كانت تساعد في توضيح المعنى، وكان يغلب على الشعراء سمة الوضوح.
- تغلب الحركة على الشعر في العصر الجاهلي لأن حياتهم كانوا مليئة بالخيل، والحيوانات الأهلية، والطيور المختلفة، ولهذا كانت أشعارهم تكاد خالية من المعاني الحسية.
- الشعراء في العصر الجاهلي كانوا يهتمون باختيار الألفاظ ذات المعنى الدقيق لوصف الحالة التي يودون التعبير عنها بصورة واضحة، وكانوا يبتعدون عن اختيار المعاني الضعيفة.
اقرأ أيضا: لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم؟
أبيات من شعر الرثاء في العصر الجاهلي
قصيدة المهلهل تعد من أبرز القصائد لعدي بن ربيعه وكانت يرثي أخاه كليب بن ربيعه، وأبيات الرثاء كالآتي:
دَعَوتُكَ يا كُلَيبُ فَلَم تُجِبني …وَكَيفَ يُجيبُني البَلَدُ القِفارُ
أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ…ضَنيناتُ النُفوسِ لَها مَزارُ
أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ…لَقَد فُجِعَت بِفارِسِها نِزارُ
سَقاكَ الغَيثُ إِنَّكَ كُنتَ غَيثاً…وَيُسراً حينَ يُلتَمَسُ اليَسارُ
أَبَت عَينايَ بَعدَكَ أَن تَكُفّا…كَأَنَّ غَضا القَتادِ لَها شِفارُ
لَمّا نَعى الناعي كُلَيبًا أَظلَمَت…شَمسُ النَهارِ فَما تُريدُ طُلوعا
قَتَلوا كُلَيبًا ثُمَّ قالوا أَرتِعوا…كَذَبوا لَقَد مَنَعوا الجِيادَ رُتوعا
كَلّا وَأَنصابٍ لَنا عادِيَّةٍ…مَعبودَةٍ قَد قُطِّعَت تَقطيعا
حَتّى أُبيدَ قَبيلَةً وَقَبيلَةً…وَقَبيلَةً وَقَبيلَتَينِ جَميعا
وَتَذوقَ حَتفاً آلُ بَكرٍ كُلُّها…وَنَهُدَّ مِنها سَمكَها المَرفوعا
شعر الخنفساء عن الرثاء
الخنفساء وهي تماضر بنت عمر بن الرشيد السلمي تعتبر أفضل الشعراء في العصر الجاهلي ويغلب على أشعارها البكاء والعاطفة الجياشة، وإليك أهم أبيات رثاء الخنفساء وهي:
أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ…وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ
وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ…فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري
لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها…بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ
عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ…لعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ
وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى…لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ
وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً…وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ
إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ…أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ
هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى…نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ
وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ…وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ
هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما…عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ
ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ…عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ
تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما…سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ
دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت…عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري
لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً…لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو
أبيات الرثاء لهند بنت عتبة
قالت هند في رثاء أبيها الذي تم مقتله قبل إسلامها ما يلي:
أَعَيْنَيَّ جُودَا بِدَمْعٍ سَرِبْ…عَلَى خَيْرِ خِنْدِفَ لَمْ يَنْقَلِبْ
تَدَاعَى لَهُ رَهْطُهُ غُدْوَةً…بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبْ
يُذِيقُونَهُ حَدَّ أَسْيَافِهِمْ…يَعُلُّونَهُ بَعْدَ مَا قَدْ عَطِبْ
يَجُرُّونَهُ وَعَفِيرُ التُّرَابِ…عَلَى وَجْهِهِ عَارِيًا قَدْ سُلِبْ
وَكَانَ لَنَا جَبَلًا رَاسِيًا…جَمِيلَ الْمَرَاةِ كثير العشب
اقرأ أيضا: أحد أشكال الشعر وأنواعه في اللغة العربية
أبيات الرثاء لدريد بن الصمة
دريد بن الصمة يعتبر أفضل الشعراء في العصر الجاهلي، وقصيدته في الرثاء بالفصحى تعد من أفضل القصائد، ومطلعها يتمثل كما يلي:
أَعاذِلَتي كُلُّ اِمرِئٍ وَاِبنُ أُمِّهِ…مَتاعٌ كَزادِ الراكِبِ المُتَزَوِّدِ
أَعاذِلَ إِنَّ الرُزءَ في مِثلِ خالِدٍ…وَلا رُزءَ فيما أَهلَكَ المَرءُ عَن يَدِ
وَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحابِ عارِضٍ…وَرَهطِ بَني السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّدي
عَلانِيَةً ظُنّوا بِأَلفَي مُدَجَّجٍ…سَراتُهُمُ في الفارِسيِّ المُسَرَّدِ
وَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَت…مُطَنِّبَةً بَينَ السِتارِ فَثَهمَدِ
فَما فَتِئوا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً…كَرِجلِ الدِبى في كُلِّ رَبعٍ وَفَدفَدِ
أبيات رثاء الحارث بن عباد
يقول الحارث بن عباد في قصيدة كل شيء مصيره للزوال:
كُلُّ شَيءٍ مَصيرُهُ لِلزَوالِ…غَيرَ رَبّي وَصالِحِ الأَعمالِ
وَتَرى الناسَ يَنظُرونَ جَميعاً…لَيسَ فيهِم لِذاكَ بَعضُ اِحتِيالِ
قُل لِأُمِّ الأَغَرِّ تَبكي بُجَيرًا…حيلَ بَينَ الرِجالِ وَالأَموالِ
وَلَعَمري لَأَبكِيَنَّ بُجَيرًا…ما أَتى الماءُ مِن رُؤوسِ الجِبالِ
لَهفَ نَفسي عَلى بُجَيرٍ إِذا ما…جالَتِ الخَيلُ يَومَ حَربٍ عُضالِ
وَتَساقى الكُماةُ سُمّاً نَفيعًا…وَبَدا البيضُ مِن قِبابِ الحِجالِ
وَسَعَت كُلُّ حُرَّةِ الوَجهِ تَدعو…يا لِبَكرٍ غَرّاءَ كَالتِمثالِ
يا بُجَيرَ الخَيراتِ لا صلح حَتّى…نَملَأَ البيدَ مِن رُؤوسِ الرِجالِ
وَتَقَرَّ العُيونُ بَعدَ بُكاها…حينَ تَسقي الدِما صُدورَ العَوالي
أَصبَحَت وائِلٌ تَعِجُّ مِنَ الحَر…بِ عَجيجَ الجِمالِ بِالأَثقالِ
أبيات الرثاء أوس بن حجر
قال أوس بن حجر وهو يرثي عمرو بن مسعود وهو يذكر محاسنه كالآتي:
يا عَينُ جودي عَلى عَمروُ بنِ مَسعودِ…أَهلِ العَفافِ وَأَهلِ الحَزمِ وَالجودِ
أَودى رَبيعُ الصَعاليكِ الأُلى اِنتَجَعوا…وَكُلَّ ما فَوقَها مِن صالِحٍ مودي
المُطعِمُ الحيَّ وَالأَمواتَ إِن نَزَلوا…شَحمَ السَنامِ مِنَ الكومِ المَقاحيدِ
وَالواهِبُ المِئَةَ المِعكاءَ يَشفَعُه…يَومَ النِضالِ بِأُخرى غَيرَ مَجهودِ
رثاء سعدي بنت الشمردل
ترثي سعدي بنت الشمردل أخيها فتقول:
فلْتَبْكِ أَسْعَدَ فتية بسباسب…أقوَوا وأصبح زادهم يتمزع
جادَ ابنُ مجْدعةَ الكميُّ بنفسِهِ…ولقدْ يرَى أَن الْمَكْر لأشنع
يردُ المياهَ حضيرَةً ونفيضَةً…ورْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُبَّعُ
شاهد من هنا: ابيات شعر مدح وفخر قصيره
وفي ختام حديثنا نكون أوضحنا إليك أبيات من شعر الرثاء في العصر الجاهلي وخصائص الشعر في العصر الجاهلي ومن أهمها استخدام الشعراء للألفاظ الدقيقة التي توضح عن المعنى المقصود دون تكلف.