فضل صلاة قيام الليل بعد الوتر
فضل صلاة قيام الليل بعد الوتر، مما لا شك فيه أن صلاة قيام الله تعتبر واحدة من أعظم الأمور عند الله عز وجل، فهي من الكنوز التي لها فضل كبير على الانسان، فعندما يؤديها الإنسان يتولد لديه شعور بالراحة والرضا، كما يحصل أيضًا من خلالها على قدر وفير من الثواب والأجر، حيث أن الملائكة تكون شاهدة عليها وتقوم السفرة الكرام البررة بكتابتها.
محتويات المقال
أسرار قيام الليل
- إن صلاة قيام الليل لها العديد والعديد من الفضائل العظيمة، والتي من أهمها رسم نور علي وجه من يقوم بتأديتها، وهدوء وراحة قلبه وشعوره بالطمأنينة.
- حيث أن الله سبحانه وتعالى يتجلى بالنزول كل ليلة إلى السماء الدنيا في وقت الثلث الأخير من الليل فيقول عز وجل ” هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له “، وذلك حتى وقت طلوع الفجر.
- ومن هنا تأتي أهمية اغتنام القيام بصلاة الليل، فقد كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على أداء صلاة قيام الليل، وكان يدعو خلالها بخير الدعوات التي تحتوي على خيري الدنيا والآخرة.
- وكان العارفون قد علموا أن صلاة قيام الليل تعد بمثابة مضمار للعباد والمخلصين، وأن المولى عز وجل يوزع عطاياه ويؤتي فضله في جوف الليل.
- فيرزق بها من قام بأداء صلاة الليل، ويمنع الغافلون والنيام منها، حيث لا يبلغ عبد الدرجات العالية ولا يرزقه الله تعالى نور في قلبه بحكمة إلا بحظ من قيام الليل، وهذا يبين مدى فضل صلاة قيام الليل.
- والسر في أن العبد يقوم بمنع نفسه من ملهيات الدنيا وملذاتها، وتركه راحة بدنه، ويقوم في جوف الليل عبادة لله عز وجل بالصلاة والدعاء فرزقه الله عز وجل خيرًا مما فقد.
شاهد أيضًا: حكم صلاة الجماعة وفضلها
صلاة قيام الليل بعد الوتر
- وعن الإمام ابن القيم ” أربعة تجلب الرزق، قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره “.
- ولهذا فإننا نجد أن من يقوم بأداء صلاة قيام الليل لديهم أجسام صحيحة، ونفوس سعيدة وقلوب مطمئنة وجوه نيرة، وهم أكثر الناس الذين يحافظون على حقوق الله عز وجل ويحرصون على العمل الصالح.
- ومن أسرار صلاة قيام الليل أيضًا أن نبينا المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان في غاية الحفاظ على أداء هذه السنة العظيمة ولم يتركها في حياته قط، ولا حتى في مرض أو كسل.
- عن عائشة رضي الله عنها ” لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا “.
- وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يقوم بنصح الصحابة بالمحافظة على أداء صلاة قيام الليل وعدم التذبذب في أدائها.
- وتتم هذه السنة العظيمة من خلال القيام بصلاة ما توفر من الركعات سواء ركعتين أو أربع ركعات أو أكثر، ويكون ذلك في أي فترة من بعد صلاة العشاء حتى قبل صلاة الفجر.
- وكان نبينا العدنان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أراد من كافة المسلمين أن يقوم بأداء هذه السنة العظيمة وهي صلاة قيام الليل، فقد جعل الأمر يتسم بالسهولة واليسر فلم يشترط طول القيام، وإنما أوصي بالصلاة علي قدر المستطاع.
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين “.
- وفي هذا دعوة عظيمة للحرص على أداء صلاة قيام الليل، لما لها من فضل كبير وعظيم، وأنها من أعظم السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم، فليقم بها كل مسلم على حسب طاقته.
شاهد أيضًا: أحكام تقديم الصلاة
كيفية صلاة قيام الليل
- إن الأفضل والمنصوح به في صلاة قيام الليل أن يتم تأديتها مثنى مثنى أي ركعتين ركعتين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثنى مثنى فإذا خفت الصبح، فأوتر بواحدة “.
- قيام الليل يكون بركعتين ثم التسليم بعدها وأداء ركعتين ايضًا وهكذا قدر الممكن والمستطاع، أما الوتر يكون بعدد من الركعات الفردية، والتي تتمثل في القيام 3 ركعات أو 5 ركعات وهكذا.
- ولا يقوم المصلي في الوتر بالجلوس لقراءة التشهد والتسليم إلا في الركعة الأخيرة، فمثلًا إذا صلى العبد الوتر 5 ركعات فإنه يجلس بعد الركعة الرابعة ولا يسلم، ويقوم فيأتي بالركعة الخامسة ثم يتشهد ويسلم.
- فعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع أو بخمس، لا يفصل بينهن بتسليم ولا كلام “.
- وبعد صلاة الوتر تكون نهاية صلاة قيام الليل، ولكن من الجائز أن يقوم العبد بالصلاة بعد ذلك ما يرغب من عدد الركعات، على أن تكون الصلاة في صورة ركعتين ركعتين ولا يقوم بإعادة الوتر مرة أخرى.
- فعن قيس بن علي ” لا وتران في ليلة “.
- ولابد أن يتم أداء الصلاة في خشوع وطمأنينة، وعدم العجلة فيها، فإن صلاة عدد قليل من الركعات بتضرع وخشوع، أفضل من ركعات أكثر بلا تضرع وخشوع.
- إن عدد الركعات الخاص بصلاة قيام الليل المفضل أن تقام به هو 11 ركعة أو 13 ركعة.
فضل قيام الليل
تعتبر صلاة قيام الليل واحدة من الطاعات التي يتم تأديتها طوال أيام العام، وقد أتت العديد والعديد من الأدلة التي تؤكد الفضل الكبير والعظيم لهذه الطاعة، ومن ثم الحث على أدائها والمحافظة عليها، ومن أهم هذه الفضائل ما يلي:
- أن من يقوم بأداء صلاة قيام الليل فقد نال مديح وثناء من المولى عز وجل، وقد وصفه الرحمن بالإيمان والتقوى، حيث قال في كتابه العزيز ” إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدًا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون، تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون”.
- إن صلاة قيام الليل تكون وقاية لصاحبه من عذاب جهنم، وتكون إشارة بدخول الجنة، حيث أنزل الله في كتابه الكريم ” إن المتقين في جنات وعيون، آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون “.
- إن صلاة قيام الليل من الأمور العظيمة التي تؤدي إلى تقوية وتثبيت الإيمان في النفس والصلاح في الحال، والبركة في المال والوقت والجهد، كما أنها تعين صاحبها على القيام بالأعمال الصالحة.
- إن صلاة قيام الليل تساعد العبد على الوقاية من الفتن، كما تساعده أيضًا في ذهاب الخوف والحزن والاضطراب عنه.
- إن الوقت المفضل لأداء صلاة قيام الليل هو الثلث الأخير من الليل، وذلك لأن الله عز وجل، ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، ويستجيب دعاء من يناجيه.
- حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ” ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول، من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له “.
شاهد أيضًا: كيف نصلي صلاة الجنازة على الميت؟
في نهاية مقالنا عن فضل صلاة قيام الليل بعد الوتر، نكون قد قدمنا معلومات عن هذا الموضوع، نتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم.