فضل الصلاة في المسجد الحرام
من فضل الله سبحانه وتعالى أنه جعل التَّفاضُلَ في كُلِّ شَيءٍ، ففضَّلَ بعضَ الأنبياءِ على بعضٍ، والشُّهورِ على بعضٍ، والأيام علي بعض، والبلاد على بعضٍ.
ومِن هذه البلاد مكة المكرمة التي فضَّلها اللهُ عزَّ وجلَّ بالمسجِدُ الحَرام، وفي هذا المقال سنتحدث عن فضل الصلاة في المسجد الحرام.
محتويات المقال
فضل الصلاة في المسجد الحرام
شرع الله عز وجل بالإكثار من الصلاة والعبادة والأعمال الصالحات لمن كان في مكة والمدينة؛ لأنها تضاعف فهذا خير عظيم، ومن الأحاديث الشريفة من ذلك كما سنرى:
- عن أبي الدرداء وجابر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة» أخرجه البيهقي في السنن الصغرى رقم (1821) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4211).
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عبدالْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
- صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ.
- يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن فَضْلِ الصَّلاةِ في هَذينِ المسجدَينِ، فيقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “صَلاةٌ في مَسجِدي”، أي:
- في المَسجِدِ النبوي الذي بناه النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المدينَةِ، “أفضَلُ من أَلْفِ صَلاةٍ فيما سِواه”، أي في أي مسجد آخر من غَيرِه من المساجِدِ.
- إلا المسجِدَ الحَرامَ لأنَّ الصَّلاةَ فيه “أفضَلُ مِن مِئَةِ أَلْفِ صَلاةٍ”، والمراد بالمسجد الحرام جميع الحرم ولا يختص بالمكان المخصص للصلاة فيه فقط.
- وظاهِرُ الحَديثِ على أنَّه لا خِلافَ بين الفَريضَةِ والنَّافِلَةِ.
اقرأ أيضا: من الذي بنى المسجد الأقصى؟
آراء الفقهاء عن الصلاة في المسجد الحرام
اختلف الفقهاء في كون الصلاة 100 ألف صلاة في مكة كلها، أما في المسجد الحرام فقط وذلك كما سنرى:
- القول الأول لأهل العلم هو أن هذا الفضل على المسجد الحرام فقط واستدل بأنه لو نذر الإنسان الاعتكاف في المسجد الحرام، فإنه لا يجزئه أن يعتكف في مسجد آخر من مساجد مكة.
- لقول النبي صلى الله عليه وسلم “الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة” رواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء.
- القول الثاني لأهل العلم أن التضعيف يكون في الحرم كله أي مكة كلها، واستدل بقوله تعالى:
- (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)
- دل ذلك على عموم الحكم حيث قد تم الإسراء، وكان في بيت أم هانئ، ولم يكن في المسجد ذاته.
- قال عطاء الله هذا الفضل الذي يذكر للمسجد الحرام، فهو في الحرم لأن الحرم كله مسجد، هذا والله أعلم.
فضل مكة المكرمة عند الله عز وجل
- يجب لمن كان في مكة المكرمة الإكثار من الصلاة والعبادة، والاجتهاد في الدعاء، وأداء العمرة والإكثار من الطواف حول الكعبة.
- والأعمال الصالحات؛ لأن الله عز وجل فضلها بزيادة الحسنات ومضاعفة الأجر والثواب، فهذا خير عظيم.
- وأيضاً يضاعف الله عز وجل الثواب في التسبيح، والتهليل، والتكبير، الصدقة وغيرها من الطاعات مائة ألف حسنة.
- يجب أن يبتعد عن المعاصي فإن شرها عظيم، حتى الهم بالمعصية في مكة يعاقب به.
- الهم الذي يعفى عنه في غيرها يعاقب في مكة.
- قال الله تعالى: “وَمَنْ يرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم”، نسأل الله العفو والعافية.
هل مضاعفة ثواب الصلاة خاصة بالفرائض؟
- وأيضا اختلف الفقهاء في طبيعة الأجر، إن كان يشمل كلّ الصلوات، أم أنّه مقتصرٌ على الفرائض فقط.
- القول الأول للجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة هو أنّه خاصٌ بالفرائض، ولا يشمل النوافل.
- والقول الثاني إنّه يشمل الفرائض والنوافل على حدٍّ سواءٍ.
- والقول الأرجح هو أنّ الأجر مختصٌ بالفرائض دون النوافل.
- والأجر المقصود مقتصرٌ على المسجد الحرام الذي تقام فيه الصلاة، والذي لا يصحّ الطواف والاعتكاف إلّا فيه، وأمّا مضاعفة الأعمال فتكون في جميع أرجاء الحرم.
كما يمكنكم التعرف على: كم عدد أبواب المسجد الأقصى
نبذة تاريخية عن المسجد الحرام بمكة
شرف الله عز وجل مكة المكرمة بأن جعلها كلها حرم، ومعنى كونها حرماً وذلك كما سنرى.
- سمي المسجد الحرام بهذا الاسم لحرمة القتال فيه منذ دخول رسول الله إلى مكة المكرمة منتصرا.
- ما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله حرم مكة فلم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار.
- لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف، فقال العباس يا رسول الله إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا فقال: إلا الإذخر “.
- صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
- المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن على الأرض كلها.
- كذلك المسجد الحرام وهو قبلة المسلمين في صلاتهم.
- المسجد الحرام في مكّة المكرّمة هو أقدم مسجد في التاريخ.
- المسجد الحرام هو أول المساجد الثلاثة التي تُشدّ إليها الرجال.
نبذة تاريخية عن بناء المسجد الحرام
- يعود بناء المسجد الحرام إلى تاريخ بناء الكعبة المشرّفة التي بنتها الملائكة في المرّة الأولى.
- يعتقد أن سيدنا آدم عليه السلام أول من صلّى فيه.
- الكعبة المشرّفة كانت ياقوتة حمراء، رفعت إلى السماء أيام الطوفان.
- أوحى الله إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام بمكان البيت بعد الطوفان.
- فأعاد سيدنا إبراهيم-خليل الله مع ابنه إسماعيل عليهما السلام بناء الكعبة بعد الطوفان.
- المسجد الحرام هو أكبر مسجد في العالم، توسطه الكعبة المشرّفة ويقع في مدينة مكة المكرمة.
- في المملكة العربية السعودية.
- تقدر مساحة الهيكل الحالي 400800 متر مربع، وفي فترة الحج يستطيع أن يستوعب ما يصل إلى 4 ملايين حاج.
الأماكن المقدسة التي يحتوي عليها المسجد الحرام
- الكعبة المشرّفة.
- حجر إسماعيل.
- بئر زمزم.
- مقام إبراهيم.
- الصفا والمروة.
- المطاف والمسعى.
- باب السلام وهو الذي كان يدخل منه النبي صل الله عليه وسلم وكان بجوار بيته.
- ولأنه مواجه للكعبة أمام مقام إبراهيم، وهو باب بني شيبة، ينسب إلى شيبة بن عثمان الحجبي سادن الكعبة المشرفة.
كما يمكنكم الاطلاع على: حكم صلاة تحية المسجد
هل الصلاة في المسجد الحرام تقضي الصلوات الفوائت؟
- الصلاة في المسجد الحرام لا تقضي الصلوات الفوائت. بمعنى أن الصلاة التي تؤدى في المسجد الحرام لا تعوض أو تكفي عن الصلوات الفائتة التي لم يؤدها المسلم في وقتها.
- يجب على المسلم الذي فاتته صلوات أن يقضيها إذا كان ذلك ممكنًا. الفواتي لا تعوَّض بمضاعفة الأجر، بل تقضى كما هي بغض النظر عن المكان الذي تؤدى فيه.