طرق تساعد على حفظ اللسان
يبحث الكثيرون عن طرق تساعد على حفظ اللسان، وذلك لأن حفظ اللسان من التلفظ بالألفاظ البذيئة من أهم الأمور في حياة كل مسلم، حيث إن ديننا الحنيف يحثنا على تجنب البذيء من القول أو الفعل.
والرسول الكريم أوصانا بحفظ لساننا من قول الكلام الذي لا داعي له، وهناك أكثر من طريقة تحافظ على اللسان من قول الكلام السيء ونتعرف عليهم على موقع maqall.net.
محتويات المقال
محاسبة النفس
تعتبر هذه الطريقة واحدة من أفضل الطرق التي تساعد الإنسان على صون لسانه من التحدث بالكلام الذي لا داعي له، حيث:
- يجب على كل إنسان مسلم محاسبة نفسه يوميًا على ما قام به خلال اليوم كله، فيجب عليه أن يحاسب نفسه على الكلمة التي قالها في حضرة الناس سواء كانت طيبة أم سيئة.
- ويجب أن يتعمق في كلامه حتى يعرف إذا كان هذا الكلام يفهم بطريقة واحدة أم أنه من الممكن فهمه بأكثر من طريقة وقد يتأذى الآخرين منه.
- ويتم ذلك من خلال رجوعه إلى كلامه ومعرفة المقصد منه إذا كان خيرًا أن شرًا، والتفكير مرارًا وتكرارًا قبل التلفظ بهذا الكلام مرة أخرى.
- ينبغي على المسلم أيضًا أن يعود نفسه على النطق بالكلام الحسن، وإذا قال كلمة سيئة في مكان ما أن يعرف ما هو الأفضل منها حتى يقوله في المرة القادمة.
شاهد أيضا: دعاء الحفظ من المصائب مكتوب
الصحبة الصالحة
الأصحاب دائمًا هما السبب الأول الذي يحث الإنسان إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي أو اكتساب الحسنات:
- لذلك يجب على كل شخص مسلم أن يصاحب ذوي الخلق الحسن ومكارم الأخلاق، وذلك لأن مصاحبة مثل هؤلاء الأشخاص يعين الشخص على أن يصبح مثلهم.
- فيجب أن يأخذ المرء صديقًا له يعينه على النظر مرة أخرى إلى أخطائه في الكلام، ويصحح له الأقوال التي قد تضر الآخرين إذا قالها، ويمنعه من قول الكلام الذي لا يفيد بشيء بالعكس قد يضر الناس.
- كما أنه يجب عليه مصاحبة من يعينه على عدم التسرع في الحديث أو ارتكاب الأفعال المختلفة، والذي يعينه على البعد عن فعل الأمور غير المقبولة في المجتمع وفي الدين الإسلامي.
اقرأ أيضا: دعاء الحفظ من كل مكروه
التمهل قبل التلفظ
تعتبر هذه الطريقة من أنجح الطرق في صون اللسان عن قول الكلام الذي لا داعي له، حيث إنها:
- تساعد المسلم بدرجة كبيرة في اختيار كلماته بعناية قبل التلفظ به وإخراجه للآخرين ليسمعوه.
- فيجب على المسلم أن يتمهل ويفكر في كلامه وإذا كان ينفعه أو ينفع الآخرين فيتفوه به، أما إذا كان سيضره أو سيضر الآخرين ولن يحقق أي منفعة فحرى به كتمانه وعدم التلفظ به.
- أما إذا كان العبد المسلم لا يفقه شيء في أحوال الكلام، ولا يعرف إذا كان الكلام الذي سيتحدث به خير أم شر، فمن الأفضل له ألا يتحدث إلا بعد التأكد من أن كلامه لا عيب فيه.
- ذلك حتى يصبح المسلم من أهل الصراط المستقيم الذين يتركون البذيء من القول أو الفعل والكلام والباطل، وينشغلون بالكلام الطيب الذي يقربهم من الله تعالى ويجعلهم يكتسبون الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
الدعاء والاستعانة بالله
يجب على كل من يبحث عن طرق تساعد على حفظ اللسان أن يتعرف على هذه الطريقة لما لها من فائدة كبيرة في صون اللسان عن التلفظ بالأقوال الباطلة:
- حيث تعد هذه الطريقة من أفضل وأهم العبادات التي يقوم بها العبد المسلم.
- يمكن للمسلمين الاستعانة بالله تعالى حتى يحفظ لهم ألسنتهم ويمنعهم من التلفظ بالكلام البذيء الذي لا يرضيه.
- كما أن الدعاء يساهم بشكل كبير في عون العباد في حفظ ألسنتهم عن كل ما هو باطل وسيء، ذلك لاستشعارهم لقرب الله تعالى منهم طوال الوقت؛ بالتالي يخافون من ارتكاب أي معصية بسبب كلامهم فيعيدون التفكير فيه أكثر من مرة.
تذكر القعوبة المترتبة على عدم حفظ اللسان
يمكن للعبد الذي يذكر نفسه دائمًا بخطورة قول الكلام الباطل وأهمية قول الكلام الجيد؛ أن يحفظ لسانه من كل سوء، وذلك بسبب:
- عندما يذكر الإنسان نفسه دائمًا بضرورة قول الكلام الجيد يترسخ ذلك المفهوم في مخه، فيجد أنه تلقائيًا أصبح يختار كلماته بعناية حتى لا يجرح الآخرين.
- يمكن تشجيع النفس على تجنب قول الكلام البذيء من خلال كتابة العبارات التشجيعية على قصاصات من الورق ولصقها في أماكن مختلفة.
- وهذه القصاصات أثرها عظيم على الإنسان، فهي تذكره دائمًا بأهمية صون لسانه، ويمكن قراءة سير الصحابة والصالحين لمعرفة كيف حفظوا ألسنتهم وصانوها من كل عيب.
- كما أن تذكير النفس بالعقوبة التي تقع على المسلم إذا كذب أو إذا أغتاب أحد أو تلفظ بالكلام السيء قد يساعد بدرجة كبيرة في صون اللسان.
- ذلك لأن الخوف يكون المحرك الأساسي في هذه المرحلة، وعندما يخاف الإنسان من فعل ما أو النتائج المترتبة عنه يتمكن من تجنب هذا الفعل نهائيًا.
شاهد من هنا: دعاء حفظ اللسان من الغيبة والنميمة
تقوى الله
تتعدد النصوص الدينية التي تحث المسلمين على التقى، حيث يقول الله تعالى: “يا أيها الناس اتقوا ربكم” والمقصود بالتقوى هو أن يتبع المسلم ما يأمر به الله عز وجل ويتجنب ما ينهي عنه، والعمل على تنفيذ الطاعات وتجنب الذنوب والمعاصي خوفًا من عذاب الله تعالى ورجاءًا للمغفرة والجنة.
خطورة آفات اللسان
بالطبع، دعني ألقي الضوء على خطورة كل من آفات اللسان: الغيبة، النميمة، والكذب:
آفة الغيبة
- تعتبر الغيبة من أخطر الآفات التي يمكن أن يقع فيها الإنسان، حيث تتضمن الحديث عن الآخرين بالسوء والتشهير بهم في غيابهم.
- تسبب الغيبة في تدمير العلاقات الاجتماعية، وتقليل من مستوى الثقة بين الأفراد، وزعزعة الاستقرار في المجتمع.
- يعتبر الإسلام الغيبة من الذنوب الكبيرة التي تُعاقب عليها في الدنيا والآخرة، وهو ما يجعلها خطيرة بما فيه الكفاية.
آفة النميمة
- النميمة تعني نقل الأقاويل السيئة والشائعات عن الآخرين بغرض إيذائهم أو إثارة الفتنة بينهم.
- تسبب النميمة في تشويه سمعة الأشخاص وتحطيم الثقة بينهم، وقد تؤدي إلى تفاقم الصراعات والخلافات في المجتمع.
- يحظر الإسلام النميمة ويُعتبرها من الأعمال المحرمة التي تُعاقب عليها في الآخرة.
آفة الكذب
- الكذب يعني نطق الشخص بالأقوال غير الصحيحة بقصد التضليل أو إخفاء الحقيقة.
- يسبب الكذب فقدان الثقة بين الأشخاص والتشكيك في صدقهم، وقد يؤدي إلى تدمير العلاقات الشخصية والاجتماعية.
- في الإسلام، يُعتبر الكذب من الذنوب الكبيرة التي تُعاقب عليها، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم حذر من خطورته وأكد على أن الصدق من أسمى الخصال.
دعاء حفظ اللسان
- اللهم تب علينا واقبض ألسنتنا عن الغيبة قبل الموت يوم لا ينفعنا الندم ولا المعذر.
- يارب اغفر خطيئاتنا، وتُب علينا، واغفر لنا، وارحمنا، وأَعْمِنا عن الضلال، وأَرِنا الحق، وأَبعِد عنا الوشاية، والغيبة، والنميمة، وسوء الاعمال.
- اللهمّ أَدِم علينا الصِّحّةَ والعافية، والأمنِ والإيمان، وارزقنا التوبةَ الصّادقةَ قبل الممات، اللهمّ اكفِنا شرّ الغيبة والنميمة، وشرَّ الفِتَن ما ظهر منها وما بطن.
- اللهمّ انزع من قلوبنا الرياء، والسمعة، والغيبة، والنميمة، والكُره والبُغض، والحسد، واحفظ ألسِنتنا عن الأذى والكلام الذميم.