ما هي آداب الدعاء
ما هي آداب الدعاء، لكي نصل إلى النهج الصحيح للدعاء، لكي يستجيب الله سبحانه وتعالى لنا، ويحقق لنا حاجاتنا في الدنيا والآخرة سبحانه وتعالى وهذا ما سوف نناقشه اليوم عبر موقع مقال maqall.net بتمعن في مقالنا.
محتويات المقال
الوضوء واستقبال القبلة
- من المستحب قبل أن يتم بدء الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى أن نقوم بالوضوء وأن نستقبل القبلة وهذه سنن عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ويجب أن نقوم بالاقتداء به.
- عن عمر بن الخطّاب وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قالا: (لَمَّا كانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ- إلى المُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ.
- وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ- القِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ برَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي.
- اللَّهُمَّ آتِ ما وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إنْ تُهْلِكْ هذِه العِصَابَةَ مِن أَهْلِ الإسْلَامِ لا تُعْبَدْ في الأرْضِ، فَما زَالَ يَهْتِفُ برَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، حتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن مَنْكِبَيْهِ).
اقرأ أيضا: آداب الدعاء المستجاب وشروطه
البدء بحمد الله والثناء عليه
- للإجابة عن تساؤل ما هي آداب الدعاء يجب أن نعلم أن من الآداب أن نقوم بالبدء بحمد الله سبحانه وتعالى، وذلك لكي يكون الدعاء الذي يقوم المسلم بدعائه له أجر كبير وعظيم وأكثر فائدة كذلك.
- فيجب أن نقوم باختيار أفضل الكلمات والألفاظ يمكن أن نحسن التعبير عنها وتكون لائقة بالله عز وجل والاستعانة بالصفات النبيلة لله وأكرمها والاستعانة كذلك بأسمائه المقدسة فالعبد هنا يخاطب الملك الحق الذي لا يموت.
- وهناك دليل واضح على أن الشكر والثناء لله مستحب فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال
- (سمعَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ- رجُلًا يدعو في صَلاتهِ.
- ولم يحمَدِ اللهَ، ولم يصلِّ علَى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ-، فقالَ: عجِلَ هذا، ثمَّ دعاهُ.
- فقالَ: إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ ربِّهِ والثَّناءِ علَيهِ.
- ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاءَ).
الصلاة على النبي
- حيث أن الصلاة على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من الآداب التي يجب أن يقوم الداعي باستحسان المراعاة فيها عندما يشرع في الدعاء لله عز وجل.
- والسبب يعود إلى أن الصلاة على نبينا الأمين تجعل الدعاء أكثر عرضة لقبوله عند الله سبحانه وتعالى.
- كما أنه ينال بها العبد الأجر بصلاته عليه
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً؛ صلَّى اللهُ عليه عشرَ صلواتٍ، وحطَّ عنه بها عشرَ سيئاتٍ، ورفعَه بها عشرَ درجاتٍ).
هناك ثلاثة من المواضع للصلاة على نبينا الأمين أثناء الدعاء وسوف نذكرها وهي:
- أن نقوم بالصلاة عليه قبل أن نقوم بالدعاء وبعد أن نحمد الله سبحانه وتعالى ونحمده.
- أن نقوم كذلك بالصلاة على رسولنا الكريم سواء في بداية الدعاء أو في وسط الدعاء ويمكن كذلك في آخره.
- والأخير أن نصلي عليه صلوات الله عليه ورحمته في أو الدعاء وفي آخره كذلك.
رفع اليدين أثناء الدعاء
- إن رفع اليدين أثناء الدعاء هو شعار يدل على التذلل وأننا خاضعين لله سبحانه وتعالى.
- وكلما كان الداعي في حالة ازدياد الحاجة ما يقوم برفع يديه أكثر.
- ولذلك نجد أن رفع اليدين في حالات الاستسقاء كثيرة وذلك لشدة الحاجة الخاصة بالمسلمين لهطول المطر.
- وهناك دليل واضح أن رفعنا لليدين من الآداب التي يجب أن نقوم بمراعاتها وهو قول أنس بن مالك رضي الله عنه
- (رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَرْفَعُ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ، حتَّى يُرَى بَيَاضُ إبْطَيْهِ) التوبة والاعتراف بالذنب
- إن الرغبة في التوبة وأن نشعر بالذنب أثناء قيامنا بالدعاء هو من الآداب الخاصة بالدعاء ومن الأسباب التي تجعله يقبل.
- كذلك كما أن هذا الأمر من أخلاق الأنبياء وقد قام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بتعليم هذا الأمر لكافة أصحابه ولأمته كذلك من بعد وها هو دليل هذا الأمر.
- قال -تعالى- حكايةً عن النبيّ آدم -عليه السّلام- وزوجه: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
- كما قال -تعالى- حكايةً عن النبيّ موسى -عليه السّلام-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي).
- قال -تعالى- حكايةً عن النبيّ يونس -عليه السّلام-: (فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
- عن أبي بكر الصدّيق -رضيَ الله عنه- أنّه قال لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
كما يمكنكم التعرف على: كيف أبدأ الدعاء
الإلحاح في الدعاء
- إن الإلحاح لغةً يعني الإقبال على شيء ما وأن يلزمه الفرد وأن يقوم بالمواظبة عليه كذلك.
- وأن تلح في الدعاء يعني أن تقوم بالإكثار به وهذه إجابة من إجابات سؤال ما هي آداب الدعاء.
- حيث أنه يجب كذلك أن نردد صفات الله عز وجل وأن ندعوه بأسمائه المقدسة وأن نعرف جيدًا أنه لا ملجأ إلا إليه.
- وأن نقر بأنه هو الواحد القهار كل هذا من الآداب الخاصة بالدعاء والتي يجب أن لا نحيد عنها.
- كما أنها دلالة على الصدق النابع من الشخص الداعي في دعائه والصدق في الدعاء من أعظم الأسباب الخاصة باستجابته
- والدليل هنا ما جاء في الحديث الصحيح حيث يوضح فيه رسولنا الكريم أن العبد إذا كان يأكل حرام.
- ويشرب حرام فهذه مسببات لعدم استجابة دعائه حتى إذا ألح في الدعاء.
- ففي الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
- (يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).
تجنب التكلف في صياغة الدعاء
- ولكي نكمل إجابة سؤال ما هي آداب الدعاء يجب أن نعلم أن نتجنب التكلف أثناء قيامنا بالدعاء لله عز وجل.
- وأن نختار ألفاظنا أثناء مناجاته بعناية ولا نختار ألفاظ منمقة بها قافية كالشعر وأن يكون الشخص متعمدًا لذلك.
- حيث أن السجع من المكروهات في الدعاء حيث أن رسولنا الكريم لم يكن يفعل ذلك في دعائه.
- ولا أصحابه كذلك بل كان يدعوا الله بما في قلبه أو بأدعية معروفة.
- حيث ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قد قال:
- (“فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ؛ فإنِّي عَهِدْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصْحَابَهُ لا يَفْعَلُونَ إلَّا ذلكَ”.
كما يمكنكم الاطلاع على: طريقة الدعاء الصحيحة
التوبة والاعتراف بالذنب
التوبة والاعتراف بالذنب من آداب الدعاء الأساسية التي تعزز من قبول الدعاء وتساعد في تعزيز العلاقة بين العبد وربه، ويكون ذلك كما يلي:
أهمية التوبة:
- طهر القلب: التوبة تطهر القلب من الذنوب وتجعله أكثر استعدادًا للعبادة والدعاء بصدق.
- استجابة الدعاء: الله سبحانه وتعالى يحب التوابين ويستجيب لدعاءهم، قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31).
- محو الذنوب: التوبة تجلب مغفرة الله وتزيل آثار الذنوب التي قد تكون عائقًا أمام قبول الدعاء.
كيفية التوبة:
- الاعتراف بالذنب: اعترف بخطأك وذنوبك بصدق.
- الندم الصادق: أشعر بالندم الحقيقي على ما فعلته من ذنوب.
- الإقلاع عن الذنب: اتخذ خطوات عملية لترك الذنب والابتعاد عنه.
- العزم على عدم العودة: قرر بجدية عدم العودة إلى الذنب.
- الإكثار من الاستغفار: استخدم الاستغفار بكثرة كجزء من عملية التوبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ” (رواه مسلم).
أهمية الاعتراف بالذنب:
- تواضع: الاعتراف بالذنب يعكس تواضع العبد ويعزز من موقفه أمام الله.
- تجرد من الكبرياء: يساعد في التخلص من الكبرياء والغرور، ويشجع على التواضع والصدق.
- فتح أبواب الرحمة: الاعتراف بالذنب يفتح أبواب الرحمة ويجعل العبد أكثر جدية في طلب المغفرة والرحمة من الله.
كيفية الاعتراف بالذنب:
- في الدعاء: استخدم الدعاء للتعبير عن اعترافك بالذنب والتضرع إلى الله، مثل: “اللهم اغفر لي ذنبي، وتب عليّ، وأصلح قلبي، وأعني على الابتعاد عن المعاصي.”
- بالتذلل والتواضع: تحدث إلى الله بتواضع واعتراف بكل ذنب ارتكبته، وأطلب منه العفو والمغفرة.
- الاعتراف بالمشاكل: إذا كان لديك مشاكل أو ذنوب مع الآخرين، اعترف بها واطلب من الله أن يعينك على إصلاحها.
عدم استعجال الإجابة
تتمثل أهمية عدم استعجال الإجابة في الدعاء في الامور التالية:
- صبر على استجابة الدعاء:
- الطابع الإلهي: الله يستجيب في الوقت المناسب وبما هو خير للعبد.
- الاختبار: قد يكون تأخير الاستجابة اختبارًا لصبر المؤمن وثباته.
- ثقة في حكمة الله:
- حكمة الله: الله يعلم ما هو الأنسب لنا ويستجيب بناءً على علمه وحكمته.
- تقدير الأوقات: قد تكون الاستجابة في وقت لاحق أفضل للعبد من الاستجابة الفورية.
- دور الاستمرارية:
- استمرار الدعاء: يجب الاستمرار في الدعاء وعدم اليأس، فالدعاء يظل عبادة وصلة بالله.
- التوجه الدائم: الدعاء يعزز العلاقة مع الله ويعكس اعتماد العبد عليه.
- أهمية الصبر:
- تسليم الأمر لله: الصبر على استجابة الدعاء يعكس التسليم لأمر الله وإيمانه بقدرته.
- تعليم الصبر: يعلم العبد الصبر والرضا بقضاء الله.
خفض الصوت في الدعاء
تظهر أهمية خفض الصوت في الدعاء في الأمور التالية:
- التواضع لله:
- إظهار التواضع: خفض الصوت يعكس تواضع العبد واعترافه بربوبيته وقدرته.
- التركيز في الدعاء:
- تحقيق الخشوع: خفض الصوت يعزز من خشوع العبد ويجعل الدعاء أكثر تأثيرًا وصدقًا.
- عدم الإزعاج:
- احترام الآخرين: خفض الصوت يساهم في عدم إزعاج من حولك، خاصة في الأماكن العامة أو أثناء الصلاة.
- تقدير الأوقات والمناسبات:
- تقدير الوقت: في الأوقات التي يتطلب فيها الدعاء الهدوء، مثل أثناء الصلاة أو في المساجد، يكون خفض الصوت ملائمًا.
حضور القلب أثناء الدعاء
تظهر أهمية حضور القلب أثناء الدعاء في الامور التالية:
- التركيز الكامل:
- توجه القلب: يجب أن يكون القلب موجهًا نحو الله مع التركيز على الدعاء وعدم تشتيت الذهن.
- الصدق والإخلاص:
- التعبير عن الحاجة: يجب أن يكون الدعاء صادقًا ومعبّرًا عن احتياجات القلب وطلب المغفرة أو الرحمة.
- الخشوع والتواضع:
- الخشوع: الاستشعار بعظمة الله والتواضع في طلب الرحمة أو العفو.
- النية الطيبة:
- إخلاص النية: التأكد من أن الدعاء يكون لوجه الله وطلب الخير وليس لغرض دنيوي بحت.
- الاستحضار لأهمية الدعاء:
- تقدير الطلب: فهم أهمية الدعاء وتأثيره، وطلب ما ينفع في الدنيا والآخرة.
آداب أخرى
- الإخلاص لله عز وجل.
- أن يدعوا المسلم في شدته وفي رخائه.
- عدم الدعاء على نفسه وماله وولده وأهله.
- الخشوع والرهبة.
- رد المظلمة لأصحابها.
- الدعاء 3 مرات.
- عدم الدعاء بامر حرام.