ما هو القتل تعزيرًا في الإسلام ولماذا سمي بهذا الاسم؟
ما هو القتل تعزيرًا في الإسلام ولماذا سمي بهذا الاسم؟ يُعرف على أنه تلك العقوبات المشروعة وهذه العقوبة تكون غير مقدرة شرعًا.
لكن من التساؤلات الهامة حول هذا الموضوع هي أنه هل من الممكن أن تتعدى عقوبة إلى القتل؟ في هذا المقال، سنناقش هذه القضية الإسلامية مستشهدين بالأدلة التي تؤيد كلَّ موافقٍ أو معارضٍ، لذا، تابعوا موقع مقال.
محتويات المقال
العقوبات في الإسلام
إن العقوبات في الشريعة الإسلامية هي على ثلاثة أنواع، هي:
القصاص
- وهو العقوبة التي تكون في جرائم القتل، أو في التعدي على الأطراف والجنايات.
الحدود
- وهي تلك العقوبات المقدرة في الشرع، على سبيل المثال: حد الزنى، وحد السرقة، وما هو على شاكلتهم.
التعزير
- وهو التأديب على الذنوب التي لم تشرع فيها الحدود.
التعزير
كما ذكرنا أعلاه أنه عبارة عن تأديبٍ على الذنوب التي لم تشرع فيها الحدود، فإذا قام أحد الأشخاص بارتكاب مخالفة شرعية لم يرد الشرع بتقدير عقوبة محددة فيها.
ورأى القاضي أنها من الأشياء الخطيرة بقدر بحيث تستحق العقوبة عليها، فلهذا القاضي أن يحكُم على هذا الشخص.
ويكون الحكم مناسب للجرم الذي فعله، ولهذا فالعديد من التفصيلات، والأحكام المذكورة في مطولات الفقه.
شاهد أيضًا: معلومات عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه
القتل تعزيرًا
لمَّا كان المقصد الرئيسي هو تأديب فاعل الجريمة، فإن الأصل يكون عدم بلوغ هذا التعزير إلى حد القتل بأي حالٍ من الأحوال.
لكن نظرًا لما يراه الفقهاء من بعض الأدلة الواضحة المأخوذة من الكتاب والسُنَّة التي فيها دلالة على إيقاع عقوبة القتل على ذلك الوجه.
ويرجع السبب في هذا الأمر إلى خطورة بعض الجرائم، وكذلك تحقيق المصلحة للعامة للمجتمع الإسلامي والدولة.
- والأصل في ذلك الأمر، ألَّا يبلغ التعزير إلى حد القتل، وهو قوله- عز وجل-: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ»، [سورة الإسراء: 33].
إلَّا أن بعض الفقهاء قد ذهب إلى جواز القتل في جرائم محددةٍ وبشروطٍ مخصوصةٍ، ومن هذه الجرائم ما يلي:
- قتل الجاسوس المسلم في حالة إذا قام بالتجسس على المسلمين: حيث ذهب إلى جواز هذا القتل تعزيرًا مالك.
- وبعضٍ من أصحاب أحمد، إلَّا أن أبي حنيفة منعه، والشافعي، وأبو يعلى من الحنابلة، وتوقف فيه أحمد.
- قتل من يدعو إلى البدع المخالفة للكتاب والسُنَّة: حيث ذهب إلى هذا القتل تعزيرًا الكثير من أصحاب مالك، وطائفة من أصحاب أحمد.
- قتل من تكرر منه الجرائم عندما توجب جنسها ذلك: حيث أجاز ذلك الإمام أبو حنيفة.
- على سبيل المثال، يقتل من تكرر منه اللواط أو من تكرر منه القتل بالمثقل.
- قتل المفسد الذي لن ينقطع شرَّه إلى بقتله: وهذا قول الإمام ابن تيمية رحمه الله، وذلك لما ورد في الحديث الشريف.
- عن عرفجة الأشجعي- رضي الله عنه قال-: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول-: ((مَن أتاكُمْ وأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ واحِدٍ، يُرِيدُ أنْ يَشُقَّ عَصاكُمْ، أوْ يُفَرِّقَ جَماعَتَكُمْ، فاقْتُلُوهُ))، [صحيح مسلم: 1852].
وعلى هذا، فنلاحظ أن مباحث القتل تعزيرًا بأنه مشروعًا عند عامة الفقهاء، لكنه موسع عند البعض، ومضيق عند آخرين في قضايا محددة.
تابع أيضا: قصة إسلام الفاروق عمر بن الخطاب
القول الذي يتماشى مع مقاصد الشرع وحماية مصالح الأمة
إن القول الصحيح الذي يناسب مقاصد الشريعة الإسلامية، وحماية مصالح الأمة، وحفظ الضروريات من أمر دينها ودنياها.
هو القول بإباحة القتل تعزيرًا حسب المصلحة العامة، وعلى قدر هذه الجريمة، في حالة ما إذا لم يزول الفساد إلا به، وهذا على ما قام باختياره الإمام ابن القيم- رحمه الله تعالى.
- هذا ويقول الشيخ عبد القادر عودة- رحمه الله- بأن الأصل في الشريعة الإسلامية أن يكون من أجل التأديب، وأنه يجوز ما أمنت عاقبته غالبًا.
- لكن هناك العديد من الفقهاء ممَّن أجازوا استثناءً من هذه القاعدة العامة أن تكون عقوبته هي القتل في حالة ما إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك (تقرير عقوبة القتل).
- وإذا كان القتل تعزيراً لا يتم يتوسع فيه، كما أن أمره، لا يتم تركه إلى القاضي كجميع العقوبات.
- وإنما يجب على ولي الأمر أن يقوم بتعيين الجرائم، التي من الممكن الحكم فيها بالقتل.
- هذا وقد قام الفقهاء بالاجتهاد في تعيين تلك الجرائم وتحديدها، ولم يُجيزوا القتل إلا عندما تقتضي الضرورة ذلك.
- ونستطيع بذلك أن نحيط بمدى تفوق الشريعة الإسلامية في هذه القضية.
- وذلك عند علمك بأن القوانين الوضعية كانت إلى أواخر القرن الثامن عشر تسرف في عقوبة القتل إلى حدٍ بعيد.
- حيث كان القانون الإنجليزي، على سبيل المثال، يعاقب بالإعدام على مائتي جريمة، بالإضافة إلى القانون الفرنسي عاقب بالإعدام على مائة وخمس عشرة جريمة.
اخترنا لك: أقوال وأدعية عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في نهاية مقال ما هو القتل تعزيرًا في الإسلام ولماذا سمي بهذا الاسم؟ نكون بذلك قد أوضحنا أهم التفاصيل حول القتل تعزيرًا، وما هو في مصلحة المجتمع الإسلامي والأمة.