ما معنى حسن الخلق
إذا كنت تتساءل ما معنى حسن الخلق، فهو أحد أهم الصفات التي أمرت كافة الأديان السماوية بالتحلي بها، بداية من التوراة إلى القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فحسن الخلق شيء أساسي لبناء المجتمع، والوصول إلى الرقي والتقدم، وتحقيق الإنجازات.
محتويات المقال
ما معنى حسن الخلق
- التعريف التوضيحي لحسن الخلق هو جمع المحاسن من الأشياء الجيدة والمرغوب فيها سواء كانت صفات ليست ظاهرة كالصدق والإخلاص أو صفات واضحة مثل البشاشة والرفق.
- ومعناه أيضا الصفة الموجودة داخل الإنسان ويصدر عنها جميع تصرفاته المستحسنة عند الله عز وجل وعند الأشخاص أيضا.
- وقد عرف بعض العلماء حسن الخلق، وفيما يلي سنذكر بعض هذه التعريفات:
الإمام الغزالي
يعتبر حسن الخلق واحدًا من أهم الفضائل في الإسلام، ويشمل السمات الإيجابية مثل التواضع والصدق والأمانة والرفق واللين والعفو والعفو.
الإمام النووي
يتحدث في كتابه “الأربعون النووية” عن حسن الخلق ويذكر العديد من الأحاديث النبوية التي توضح أهميته، ومن ضمن هذه السمات: التواضع والصدق والعدل والرفق واللين وغيرها.
الإمام ابن حزم الأندلسي
يعتبر حسن الخلق من الفضائل الكبرى ويشير إلى أنها تتضمن الصدق والأمانة والرحمة والتواضع والصبر والعفو.
الإمام السيوطي
يعتبر حسن الخلق أساساً للتقوى والتقرب إلى الله، ويشمل السمات مثل التواضع والصدق والرفق والعفو واللينة والشجاعة وغيرها.
الشيخ عبد الرحمن السعدي
يشير إلى أن حسن الخلق يتضمن الصدق والأمانة والرحمة والتواضع والعفو والعفو، ويعتبر أنها من أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها المسلمون.
شاهد أيضا: أهمية حسن الخلق في الإسلام
أخلاق المسلم الحسنة
يجب على المسلم أن يتصف بأخلاقيات محددة تدل على حسن خلقه، وتتمثل أهمها في ما يلي:
- من الضروري أن يتحدث المسلم بتأدب واحترام مع الله عز وجل وأن يكون راضيا بقضاء الله وقدره سواء كان جيد أم سيء.
- من أكثر العلامات الدالة على حسن الخلق هي بشاشة الوجه، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “السمك في وجه أخيك صدقة”.
- من أهم الأخلاقيات أيضا بذل المعروف من خلال تيسير الخدمات للآخرين ومساعدتهم والإحسان إليهم دون رياء.
- كف الأذى لما له من ثواب عظيم عند الله تعالى، فإذا التزم المؤمن بكف الأذى سواء في كل من القول والعمل، يكون مصيره الجنة.
- أن يكون قليل الكلام وكثير العمل لأن كثرة الكلام قد تجعل المرء يتسبب في إيذاء غيره ومعصية ربه بالغيبة والنميمة.
فضل حسن الخلق
بما أنه من الضروري معرفة ما معنى حسن الخلق، فالأهم هو التعرف على فائدته، وهي كالتالي:
- من يتمتع بالأخلاق الحسنة ينل رضا الله تعالى وهي تغنيه عن الدنيا بأكملها.
- يصل إلى الدرجات العليا في الجنة بالآخرة، فيكون الإنسان ذو الخلق الجيد مع النبيين والشهداء.
- يحبه جميع الناس وهي من اجمل نعم الله عليه، ففي الغالب يحب الناس من يتواضع ويكون ذو خلق وبشاشة.
- بناء مجتمع آمن يعيش فيه الناس بأمان ويكون عرضهم محفوظ مما يجعل لديهم قابلية لممارسة الأخلاق الجيدة بشكل أكبر مما يعود عليهم بالفائدة.
- يتصف بالأمانة فلا يضيع حقه أو حق غيره.
- يخاف الله عز وجل ويتأكد من أن الله يراه ويعلم ظاهره وباطنه.
- يكون كريما ولا يبخل على نفسه وعلى من حوله، ويحب الخير للآخرين.
- يتصف بالتواضع وعدم التكبر على أي إنسان أو الاستهزاء به.
- دائما ما يدافع عن الحق دون أن يخاف من أحد.
- يحافظ على صلاته في موعدها فالصلاة تنهي المسلم عن الفحشاء والمنكر وتجعله ذو أخلاق جيدة.
- لا يشكو جميع همومه للآخرين، فهو يتيقن من أن الله عز وجل هو الأحق بالاطلاع على ما بداخله ويفضل أن يشكو إليه.
اقرأ أيضا: حوار بين طالبتين عن حسن الخلق
آيات قرآنية تدعو إلى حسن الخلق
ورد حسن الخلق في الكثير من الآيات بالقرآن الكريم وهي كما يلي:
- يقول الله عز وجل في سورة البقرة عن القول الحسن: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي القربى واليتامى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.[٦]
- قال تعالى في سورة القلم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}،[٢]
- قوله تعالى في سورة الجمعة: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.[٤}
- قال الله عز وجل في سورة فصلت: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
- قال الله عز وجل في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.[٥]
- قال تعالى في سورة الأحزاب: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}،[٣]
- (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).[٧١]
أحاديث عن حسن الخلق
تتعدد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تتحدث عن حسن الخلق ومن أهمها الآتي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (البرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، وَالإِثْمُ ما حَاكَ في صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ).[٩]
وقول النبي عليه الصلاة والسلام (يا عائِشَةُ إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي علَى الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ، وما لا يُعْطِي علَى ما سِواهُ).[١٢]
شاهد من هنا: حديث شريف عن حسن الخلق