ما معنى السياسة الشرعية

يتساءل الكثيرين عن ما معنى السياسة الشرعية وكيف أتت السياسة الشرعية، لذا سنتعرف اليوم عبر موقع مقال maqall.net عن أهم المعلومات التي تخص السياسة الشرعية، وما هي مصادرها والمواضيع التي تتعلق بها فتابعونا.

معنى السياسة الشرعية في اللغة

  • مصطلح السياسة الشرعية في اللغة يأتي من السوس وهي تعني الرياسة، أي أن يضع الإنسان في تفكيره أمر ما ويقوم عليه حتى يصلحه، ومعناها عمل أمر ما وأتمه وانتهى منه.

اقرأ أيضا: ما معنى الأمن القومي

معنى السياسة الشرعية اصطلاحًا

  • تعددت معاني السياسة الشرعية فمن الممكن أن يكون المراد منها إتمام جميع شئون الدولة الإسلامية بما لم يأت في النص، أو في ما يتغير أو يتبدل في سبيل مصلحة الأمة، وما يكون متلائم مع أصول العقيدة والشريعة الإسلامية العامة من أحكام ومواثيق.
  • السياسة الشرعية تعني أنها الأوامر التي تصدر من الحاكم لإصلاح ما فسده أشخاص بعينهم أو لعلاج أمر ما، أو تحسبًا لعدم وقوع الخطأ.
  • أساس الشرعية هي استطاعة الحاكم لتنفيذ جميع المصالح الخاصة بالمحكومين من أفراد وجماعات وذلك من خلال الأمور التي نصت عليها الشريعة وجميع الأسس الصحيحة التي لم ترد في النصوص.
  • ومن أهم هذه المبادئ الصحيحة (المصالح المرسلة، واتباع العرف، والعادات وسد الذرائع).
  • عرف (القرضاوي) السياسة الشرعية أنها قائمة على جميع أصول الشريعة وأحكامها وتوجيهاتها، ولا تجوز على السياسات التي تأتي من أفكار أو خيالات أشخاص بعينهم.

شروط العمل بأحكام السياسة الشرعية

  • يجب أن تتماشى جميع أحكام السياسة الشرعية مع الشريعة الإسلامية، واتباع ما أمرنا الله به في كتابه وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، وكذلك ما أجمع عليه العلماء وما لم يأت في الكتاب والسنة يجوز الأخذ به أو الاجتهاد فيه والمشورة حتى يثبت أن هذا الأمر صحيح حتى لا يضر.
    • العبرة في النهاية في عدم ارتكاب مخالفات للأحكام التي ترد في النصوص التفصيلية، وكذلك أن تسير مع الأحكام التي أتت في الشريعة الإسلامية.
  • أخبرنا ابن عقيل الحنبلي أن المصلحة العامة وخدمة البشرية والناس جميعًا بالتأكيد هي أمور نصت عليها الشريعة الإسلامية ويجب أن نسير عليها ونأخذ بها.

أحكام السياسة الشرعية

  • من أهم الأحكام التي جاءت في السياسة الشرعية هي محاولة تجميع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق حتى يستطيع المسلمين الرجوع إلى كتاب واحد يستطيع من خلاله تحقيق مصلحة لهم وهي من ضمن السياسة الشرعية في رأي الخليفة الصديق.
  • أقام سيدنا عمر بن الخطاب الدواوين وهي لم تكن موجودة في عهد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وهي مماثلة للمصالح الحكومية في هذا الوقت الذي نعيش فيه والتي نستطيع من خلالها تسجيل أسماء الموظفين والجنود ومعرفة رواتبهم.
  • فرض الخراج وهو يشبه الضرائب الآن على من يمتلكون الأراضي الزراعية وهي من السياسة الشرعية التي تحقق المنفعة للأفراد والمجتمع ورأى الخليفة عمر- رضي الله عنه- في هذا الوقت أنها تجلب مصلحة للأمة.
  • تم رفض دفع سهم من أسهم الزكاة وهو (المؤلفة قلوبهم) على الرغم أنه جاء ذكرهم في القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ).
  • درس الخليفة عمر بن الخطاب واجتهد حيث كان هذا الوقت لا يوجد فيه مؤلفة قلوبهم فكل نص من النصوص القرآنية له زمان ومكان بعينه وإذا توفرت شروط هذا النص يجوز الأخذ به أو الاستغناء عنه.
    • حيث قال سيدنا عمر- رضي الله عنه- في هذا الوقت (هذا وقد أعز الإسلام فقد أغنى الله عنهم).
  • من أهم أحكام السياسة الشرعية هو قيام سيدنا عثمان بن عفان بحرق المصاحف المتعددة عند قيامهم بعمل مصحف واحد حتى لا تتعدد القراءات ويحدث فتنة بين المسلمين، ولذلك فهو في هذا الوقت بحث عن المصلحة العامة.

كما يمكنكم التعرف على: نظرية الواقعية السياسية

موضوعات السياسة الشرعية

  • تهتم السياسة الشرعية بعدة مواضيع أهمها الأمور التي تسير في الدولة، وضرورة وجود بيت المال ومواد الدولة والمصاريف التي يتم إنفاقها، وكذلك ما يتم الحصول عليه.
  • دور الدولة الإسلامية وما تفعله وعلاقتها مع الدول الأخرى وقت السلم ووقت الحرب.
  • علاقة الحكام مع المحكومين وكيفية تعامله معهم، وهل يؤدي حقوقهم ويعرف مسؤولياته وواجباته تجاههم أم لا.
  • كيفية تنمية الدولة واستثمار الأموال التي تجلبها، وتأتي إليها وطريقة صرفها في المكان المناسب لها ووضع نظام اقتصادي للدولة.

مصادر السياسة الشرعية

السياسة الشرعية لابد أن تأتي من الشريعة الإسلامية وما نص عليه القرآن والسنة والعلماء المجتهدون ولذلك تأتي قوانين السياسة من:

القرآن الكريم

  • وهو التاج الذي يضعه الجميع فوق رؤوسهم، والمصدر الوحيد الذي يتم الأخذ به في جميع الأحكام الشرعية والسياسية، تأتي في النصوص القرآنية، وكذلك الكثير من الإمارات وجدت في النصوص القرآنية والدليل على ذلك قوله تعالى: (إن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَإن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ).

السنة النبوية

  • سنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام والأحاديث الشريفة التي جاءت فيها الكثير من الأحكام والقوانين، وكيفية معاملة الخارجين ووضع الكثير من الإمارات في السنة.

اتباع سنة الخلفاء الراشدين

  • الصحابة رضي الله عنهم جميعًا والخلفاء الراشدين والسنن الخاصة بهم والأحكام التي اتفقوا عليها ولم يخالفها أحدًا منهم، ومن أهم النماذج التي أكدت السياسة الشرعية لسنن الخلفاء الراشدين.
    • هو قيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه باختيار عمر رضي الله عنه ليكون حاكم ومسؤول عن الأمة بعد أخذ رأي أهل الحل والعقد.
    • وما قام به سيدنا عمر في هذا الوقت من انتقاء الخلافة واختيارها بين 10 من الصحابة جعل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يموت وهو راض عنهم.

الإجماع

  • الإجماع وهو يأتي بعد المشاورة وفي النهاية يتفقون على رأي واحد وقت الإجماع بعد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.

القياس

  • القياس وهو تساوي مسألة معينة بمسألة أخرى لم يأت عنها أي نص أو حكم ولابد أن تتساوى المسألتان ويشتركون في أمور كثيرة حتى يتم أخذ نفس الحكم على القضية التي لم يأت فيها نص.

الاجتهاد والاستدلال

  • الاجتهاد والاستدلال ومعناه محاولة دراسة قضية معينة والاجتهاد فيها ولابد من تفضيل المصلحة وإبعاد المفاسد ورؤية الخير في مسألة بعينها، وعدم الحكم على أي قضية إلا أن يكون بحكم نظائرها ووجود دليل يقتضي ذلك، وكذلك دفع الذرائع واتباع العرف.

كما يمكنكم الاطلاع على: أنواع الأحزاب السياسية

أهمية السياسة الشرعية

السياسة الشرعية تعني تطبيق وتطبيق القوانين والمبادئ الإسلامية في إدارة الدولة وتشريع القوانين واتخاذ القرارات السياسية. وتتسم بأهمية كبيرة في السياق الإسلامي وذلك لعدة أسباب:

  • الاستمرارية والاستقرار: السياسة الشرعية تساهم في تحقيق الاستقرار والاستمرارية في المجتمع، حيث تقوم على القواعد والمبادئ الإسلامية التي تعزز العدالة والتسامح وحقوق الإنسان.
  • العدالة والمساواة: تعتمد السياسة الشرعية على مبادئ العدالة والمساواة وتضمن تطبيقها في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
  • المحافظة على القيم الدينية: تعمل السياسة الشرعية على المحافظة على القيم والمبادئ الإسلامية في المجتمع وتعززها من خلال تشريع القوانين وتوجيه السياسات العامة.
  • تحقيق الرخاء والتنمية: من خلال توجيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية بما يتوافق مع القيم الإسلامية، تساهم السياسة الشرعية في تحقيق الرخاء والازدهار والتنمية المستدامة في المجتمع.
  • تحقيق الأمن والاستقرار: بتوجيه السياسات الأمنية والدفاعية بما يتوافق مع القواعد الشرعية، يمكن للسياسة الشرعية تحقيق الأمن والاستقرار وحماية المجتمع من التهديدات الداخلية والخارجية.

أنواع السياسة الشرعية

تتنوع أنواع السياسة الشرعية وفقًا للمجالات التي تشملها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، ومن بين الأنواع الشائعة:

  • السياسة الشرعية في القانون الجنائي: تتعلق هذه السياسة بتطبيق الشريعة الإسلامية في تحديد الجرائم والعقوبات وضمان تطبيق العدالة والمساواة في المجتمع.
  • السياسة الشرعية في القانون المدني: تشمل هذه السياسة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجالات المدنية مثل العقود والزواج والطلاق وحقوق الأسرة والميراث.
  • السياسة الشرعية الاقتصادية: تتعلق هذه السياسة بتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية في النظام الاقتصادي، مثل الربا والمعاملات المالية الإسلامية وتوزيع الثروة بشكل عادل.
  • السياسة الشرعية الاجتماعية: تشمل هذه السياسة توجيه الجهود لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة بما يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
  • السياسة الشرعية الخارجية: تتعلق بتوجيه السياسات والقرارات الدولية بما يتوافق مع القيم الإسلامية والتعاون مع الدول الأخرى على أساس العدل والمساواة والسلام.
  • السياسة الشرعية التربوية: تشمل هذه السياسة توجيه الجهود لتحقيق أهداف التعليم بما يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية وتنمية الشخصية والمواطنة الصالحة.

خصائص السياسة الشرعية

السياسة الشرعية تتميز بعدة خصائص تميزها عن الأنظمة السياسية الأخرى، ومن هذه الخصائص:

  • تأصيل ديني: السياسة الشرعية تأخذ أسسها ومبادئها من الشريعة الإسلامية، وتعتمد على القرآن الكريم والسنة النبوية كمصادر رئيسية لتشريع القوانين واتخاذ القرارات.
  • العدالة والمساواة: تهدف السياسة الشرعية إلى تحقيق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع، وتضمن توزيع الثروة والفرص بشكل عادل ومتساوٍ.
  • المرونة والتكيف: تتسم السياسة الشرعية بالمرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات في المجتمع والعصر، مع الحفاظ على المبادئ والقيم الأساسية للشريعة الإسلامية.
  • الاستقرار والسلام: تعمل السياسة الشرعية على تحقيق الاستقرار والسلام في المجتمع من خلال تعزيز العدل ومكافحة الظلم وتعزيز الوحدة والتضامن.
  • المشاركة الشعبية: تشجع السياسة الشرعية على مشاركة الشعب في صناعة القرار والتأثير في السياسات العامة من خلال آليات ديمقراطية وشورى.
  • التوجيه الإلهي: تؤمن السياسة الشرعية بأن القوانين والقرارات يجب أن تكون موافقة لإرادة الله وتشجع على الخير وتحقيق المصالح العامة.
  • الاعتدال والتوازن: تحرص السياسة الشرعية على الاعتدال والتوازن في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

أسئلة شائعة حول مفهوم السياسة الشرعية

ما هو مفهوم السياسة الشرعية؟

السياسة الشرعية هي نظام سياسي يستند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية في صناعة القرارات السياسية وتشريع القوانين وإدارة الدولة بما يتوافق مع القيم والمبادئ الدينية.

ما الفرق بين السياسة الشرعية والسياسة العلمانية؟

السياسة الشرعية تستند إلى الشريعة الإسلامية في حين أن السياسة العلمانية تفصل بين الدين والدولة وتعتمد على المبادئ العلمانية في صناعة القرارات السياسية.

ما هي الأهداف الرئيسية للسياسة الشرعية؟

الأهداف الرئيسية للسياسة الشرعية تشمل تحقيق العدالة والمساواة، وتطبيق مبادئ الشريعة في جميع جوانب الحياة العامة، وتعزيز الاستقرار والسلم الاجتماعي.

ماذا يعني تطبيق الشريعة في السياسة؟

تطبيق الشريعة في السياسة يعني اعتماد القوانين والسياسات التي تتوافق مع تعاليم الإسلام وتعزز القيم والمبادئ الدينية.

هل السياسة الشرعية تعتمد على الديمقراطية؟

يمكن أن تتنوع أشكال الحكم في السياسة الشرعية، وقد تكون هناك آليات ديمقراطية للاستشارة واتخاذ القرارات ولكن تظل محكومة بالقواعد الدينية.

مقالات ذات صلة