ما معنى اليتيم

ما معنى اليتيم، هذا سؤال مهم جدًا ويجب علينا كمسلمين أن نتعرف على كل ما يخص اليتيم في الإسلام، حتى لا نغفل عن هذا الباب العظيم، صدقًا هذا باب عظيم جدًا.

فلابد أن نهتم أكثر بالذي فقد أبيه أو أمه منذ صغره، فمن خلال موقع مقال maqall.net سوف نتطرق إلى كل ما يخص اليتيم وما الواجب علينا فعله تجاهه.

معنى اليتيم لغةً وشرعًا

لكي نتعرف على معنى اليتيم لابد أنه نفهم معنى هذا اللفظ لغة وشرعًا حتى نستوعب معناه بشكل أفضل، فدعونا نبين لكم اليتيم بالمنظور اللغوي والشرعي:

اليتيم في اللغة

  • هو المقصود به من فقد والده وهو صغيرًا لم يبلغ الحُلم، ولكن إذا بلغ فحينئذ لا يطلق عليه لفظ يتيم، ومصدره يتم ويتمًا وييتم.

اليتيم في الشرع

  • معنى يتيم كما أوضحناه سابقًا الذي مات عنه أبيه وهو لم يبلغ، والدليل على ذلك أن علي بن أبي طالب قال: “لا يُتم بعد احتلام”.
  • وقيل أيضًا أن لفظة يتيم قد تطلق مجازًا على الشخص الذي يفقد زوجته، أو العكس المرأة التي تفقد زوجها.
  • والجدير أن الله تعالى قد وضح في أكثر من موضع الاهتمام باليتيم وحفظ حقوقهم بين الآخرين فقال سبحانه:
    • (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ).

اقرأ أيضا: الفرق بين التبني ورعاية اليتيم

العناية باليتيم في القرآن الكريم

نعلم جيدًا أن كتاب الله أنزله سبحانه وتعالى حتى يوضح لنا أحكام الشرع، ومن بين هذه الأحكام اليتيم وحقوقه، فهناك الكثير من الآيات التي توضح لنا ما معنى اليتيم مثل الآتي:

  • ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9].
  • ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى ﴾ [البقرة: 177]
  • ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 8].

وتتعدد مظاهر العناية باليتيم المذكورة في القرآن الكريم، ومنها ما يلي:

  • من الضروري الاحتفاظ بأموال التيميم حتى لا تضيع حيث يقو الله تعالى: (وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقِسطِ لا نُكَلِّفُ نَفسًا إِلّا وُسعَها وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا وَلَو كانَ ذا قُربى وَبِعَهدِ اللَّـهِ أَوفوا ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرون).
  • من الممكن أن تكون واصيًا على أموال اليتيم بأن تتصرف بها كيفما تشاء بشرط الالتزام بمصلحة اليتيم وأهله، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا).
    • وأيضا قوله تعالى: (وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفوا بِالعَهدِ إِنَّ العَهدَ كانَ مَسئولًا).
  • يجب ملاطفة اليتيم وأن تراعي شعوره وعدم إضراره بأي شكل من الأشكال؛ حيث يقول الله تعالى: فأما اليتيم فلا تقهم، ويقول أيضا: كلا بل لا تكرمون اليتيم.

حقوق اليتيم في الإسلام

الإسلام هو من أعظم الأديان التي حافظت على اليتيم من حيث رعايته وإعطائه حقوقه على أكمل وجه، فـ ما معنى اليتيم في الإسلام أو كيفية معاملته، فإليكم الآتي:

المعاملة بإحسان

  • لابد أن نتعامل مع اليتيم بالإحسان، فالإحسان يشمل الكثير من الأمور التي تخص اليتيم.
  • الإحسان في ماله والعمل على تنميته، وأن نحفظه من الضياع، وأن لا يجب على الإنسان الذي يكون وصي على اليتيم أن يأكل حقه بالباطل.
  • أيضا البنت اليتيمة يجب معاملتها بإحسان وعدم كسر خاطرها أو إجبارها على أشياء تكون متعلقة بأمر الزواج إذا بلغت الحُلم.
  • كذلك الإحسان مع اليتيم سواء في القول أو الفعل، فلابد أن نتكلم معه بألفاظ حسنة لا تؤذيه نفسيًا، أو نفعل معه شيء يؤذي في نفسيته.
  • كما أنه لابد أن نسعى جاهدين في تربية اليتيم تربية حسنة ونشبعه عطف وحنان، ونعلمه الأخلاق الحميدة، ونعوضه على ما فقده من حنان ودفء الأب.

الاهتمام بالجانب الاجتماعي

  • الاهتمام باليتيم اجتماعيًا وهذا يكون من خلال عدة أمور يجب أن نحرص عليها عندما نتعامل مع اليتيم.
  • الحرص على أن يعيش اليتيم في مسكن طيب العيش وبيئة حسنة، حتى ينشأ إنسان سوي.
  • كما أننا لابد أن نحرص على تعليمه في مدارس تهتم بالجانب الإنساني، حتى تستطيع أن تتعامل مع اليتيم بشكل فيه مودة ورحمة.
  • كذلك نهتم جيدًا بالجانب السلوكي لليتيم من حيث تبادل الحب والتعاون، حتى يستطيع أن يواجه المجتمع بكل ثقة دون تعقيد أو خجل.

الاهتمام بالجانب المالي

الله سبحانه وتعالى تكلم عن الحقوق المالية لليتيم في أكثر من موضع، ومنها:

  • ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 2].

ومن الآية الكريمة يتضح ما معنى اليتيم من حيث المحافظة على ماله فيجب الآتي:

  • المحافظة على مال اليتيم إذا ترك له والده مبلغ من المال، فيجب على الموصى أن يتقي الله في هذا المال ويعمل على نمائه، حتى يستطيع أن يعيش اليتيم بهذا المال عندما يبلغ.
  • كما توضح الآية حرمة استبدال مال اليتيم، وضم هذا المال إلى مال آخر، ولكن إذا كان هناك مصلحة لليتيم فيمكن ضم هذا المال والعمل على زيادته.
    • ولابد أن يكون ذلك عن طريق مواثيق أو شهادة تثبت نصيب اليتيم من ماله.
  • الحذر ثم الحذر من أكل مال اليتيم فإنها من كبائر الذنوب، وقد بين أهل العلم أن أكل مال اليتيم ظلمًا وعدوانًا، فإنه يأكل الشخص مالًا حرامًا.

كما أدعوك للتعرف على: مكانة اليتيم في الإسلام

التعريف باليتيم والسن الذي تزول به صفة اليتم

  • قد وضح الإمام ابن باز أن اليتيم يطلق على من مات أبوه وليس أمه، وهو الذي يكون في سن الطفولة ولم يبلغ بعد.
  • أيضا بين الشيخ أن سن البلوغ عندما يبلغ الطفل 15 سنة، أو عندما ينزل المني من خلال شهوة، أو ظهر إنبات للشعر في بعض مناطق الجسم، وهذا في حال الولد.
  • أما البنت فإن سن البلوغ يظهر عليها عندما تحيض، أو قد بلغت 15 سنة، وكذلك أنبت لها شعر في مناطق حساسة للجسم، أو نزول المني بشهوة.

اهتمام الإسلام باليتيم

لا شك أن هذا اليتيم له منزلة ومكانة عظيمة عند الله تعالى، والدليل أنه سبحانه وتعالى اهتم به كثيرًا في القرآن من خلال آيات توضح ما معنى اليتيم.

ووضح أيضا النبي صلى الله عليه وسلم فضل من يتكفل بيتيم وأجره عند الله في عدة أحاديث، ومنها الآتي:

  • عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: مَن مَسَحَ رَأسَ يَتيمٍ لم يَمسَحْه إلَّا للهِ، كان له بكلِّ شَعرةٍ مَرَّتْ عليها يدُه حَسناتٌ، ومَن أحسَنَ إلى يَتيمةٍ أو يَتيمٍ عندَه.
    • كنتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتَينِ، وقَرَنَ بيْنَ إصبَعَيه: السَّبَّابةِ والوُسطى)

كما يمكنكم الاطلاع على: معلومات لا تعرفها عن كفالة اليتيم

فضل كفالة اليتيم

كفالة اليتيم تعتبر من الأعمال الصالحة والمحسنة في الإسلام، ولها فضل عظيم في الدنيا والآخرة، وذلك لعدة أسباب:

  • الأجر العظيم: يشير النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الأحاديث إلى فضيلة رعاية اليتيم، ووعدهم بأجرٍ عظيم، فقال: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما” (متفق عليه).
  • التقرب إلى الله: يعتبر رعاية اليتيم وكفالته واحدة من أعظم الأعمال المحببة إلى الله، حيث يقول الله في القرآن الكريم: “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ” (الماعون: 1-3).
  • البركة والرحمة: يُعد رعاية اليتيم من مظاهر البركة والرحمة في الحياة، فمن يكفل يتيمًا ويرعاه يتلقى بركة من الله في حياته وفيما يملك، ويُنال رحمته ورضاه.
  • المساهمة في بناء المجتمع: برعاية اليتامى ورعايتهم، يسهم المجتمع في بناء جيل قادر على تحمل المسؤولية والمساهمة في تطوير المجتمع وبنائه.
  • التوازن الاجتماعي: يعتبر رعاية اليتامى وكفالتهم واحدة من طرق إعادة التوازن الاجتماعي، وتقديم العون لأولئك الذين فقدوا أحد والديهم، والذين يحتاجون إلى دعم المجتمع لتحقيق إمكانياتهم الكاملة.

أسئلة شائعة حول معنى اليتيم

هل الكبير يعتبر يتيم؟

يعتبر الكبير ليس يتيمًا إذا بلغ الحلم.

ما هو أشد أنواع اليتم؟

أشد أنواع اليتم هو اليتم العاطفي والروحي.

من هو اليتيم يتيم الأب أم الأم؟

اليتيم هو الذي يموت أبوه وليس أمه.

من هو اليتيم؟

اليتيم هو الطفل الذي فقد والده قبل بلوغه سن الرشد.

ما هو أهمية رعاية اليتيم في الإسلام؟

رعاية اليتيم من الأعمال الصالحة التي تؤجر عليها، وتعتبر من الفضائل المحببة إلى الله، كما أنها تمثل رحمة وبركة في الحياة، وتساهم في بناء مجتمع مترابط ومتكافل.

مقالات ذات صلة