ما هو القدر

ما هو القدر، يمثل الإيمان بالقدر الإيمان بالله سبحانه وتعالى، لأن الإيمان بالقدر يعد الركن السادس لأركان الإيمان في الدين الإسلامي، وعقيدة أهل السنة والجماعة هي أنهم يؤمنون بالقدر، فالله سبحانه وتعالى قدر لخلقه شؤونهم، فهو عالم بها، وتتحقق مشيئته فيهم.

كما أن القدر مذكور في القرآن الكريم، في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: 145].

معنى القدر

  • يعرف القدر في الشرع: هو تقدير الله عز وجل لشؤون خلقه، فتتحقق فيهم مشيئته، وحدوثها كما قدر الله لهم في الأوقات المحددة لها.
  • القدر في اللغة: هو التقدير، وتسمية لأحداث لم تحدث بعد.
  • القدر اصطلاحًا: أن الله قدر أمور في الماضي، وهو عالم بأنها سوف تقع في أوقات مقدرة لها، وبالكيفية التي حددها لها، فالله عز وجل كاتب أقدارنا.

كما يمكنك التعرف على: ما هو التوحيد

الفرق بين القضاء والقدر

انقسم العلماء إلى فريقين في التفريق بين القضاء والقدر:

  • الفريق الأول: يرى بعض العلماء أن لا وجود لفرق بين القضاء والقدر، وأن المصطلحان بنفس المعنى، مما يعني أن ذكر أحدهما شمل الآخر، فإذا أطلق القدر كأننا نعني القضاء والعكس صحيح.
  • الفريق الثاني: يرى فريقًا من العلماء وجود فرق بين مصطلح القضاء، ومصطلح القدر، حيث يقول أبو حامد الغزالي:” أن الحكم هو التدبير الأول الكلي، والأمر الأزلي، والقدر هو توجيه الأسباب الكليّة بحركاتها المُقدّرة المحسوبة إلى مسبّباتها المحدودة المعدومة، بقدرٍ محدّد لا يمكن أن يزيد أو ينقص”.
  • يرى البعض أن القدر يعني الحكم بالكليات في الأزل، والقضاء يعني تفصيل هذه الكليات أي طريقة تنفيذ هذه الكليات، ومنهم من عرف القدر بأنه التقدير، وعرف القضاء بأنه التفصيل، نستنتج من هذه الأقوال أن القضاء أخص من القدر، وهذا جوهر الفوارق بين القضاء والقدر

مراتب الإيمان بالقضاء والقدر

ينبغي أن يؤمن المسلم بمراتب القضاء والقدر جميعًا؛ لكي يتمكن الإيمان بالقضاء والقدر من قلبه، المراتب الأربعة بالتفصيل، هي:

  • مراتب القدر: ينقسم القدر إلى 4 مراتب، وهو أن الله جل وعلا عالم بكل مخلوقاته في هذا الكون، ما كان منه.
    • وما لم يكن، وما سوف يكون، والله كتب القدر كله في اللوح المحفوظ قبل الخلق، فحققت المخلوقات قدر خالقهم الأعلم بهم وبأجورهم أكثر من أنفسهم، فقدر الله لنا كله خير.
  • مرتبة الخلق: هو أن يؤمن المسلم، أن كل ما خُلق في الكون الواسع من خَلق الله عز وجل، ومن خلقه أفعال الخلائق جميعًا، قال تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).
  • مرتبة المشيئة والإرادة: أن كل ما يحدث في الكون بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وأن كل حركة في الماء أو الأرض تحدث بمشيئة الله وقدرته.
    • فإن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فالمسلم يؤمن بإرادة الله له فلا يحدث أمرًا في هذا الكون مهما كان صغيرًا بدون إرادته عز وجل، قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
  • مرتبة الكتابة: أن الإنسان المسلم يؤمن أن كل شيء كتبه الله سبحانه في اللوح المحفوظ، لمقادير المخلوقات مكتوبة قبل خلقهم في لوح محفوظ عند الله، فقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال:
    • (كتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائقِ قبل أن يخلقَ السَّماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ، قال: وعرشُه على الماءِ)، وذكر الله اللوح المحفوظ بأسماء متعددة في القرآن الكريم، من هذه الأسماء:
    • الكتاب، والإمام المبين، والكتاب المبين، وأم الكتاب، قال تعالى: (ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ).
  • مرتبة العلم: أن الإنسان المسلم يؤمن بأن الله سبحانه يعلم كل الأمور في الحياة، فهو العالم بكل صغيرة وكبيرة في هذا الكون سواء في السماوات أو الأرض، فالله عز وجل عالم بجميع مخلوقاته قبل خلقهم.
    • وعالم بماضيهم ومستقبلهم، وهو عالم بأحوال عباده ورزقهم ومصيرهم وما كتب لهم من سعادة وشقاء، وآجالهم وعلمه هم من أهل النار، أو من أهل الجنة، يقول تعالى:
    • (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)، (قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ)

كما يمكنك الاطلاع على: ما هو القنوت

أهمية الإيمان بالقدر

  • يوثق الإيمان بالقضاء والقدر علاقة المسلم وخالقه، وربط أمور حياته بالله عز وجل.
  • أن يتوكل الإنسان المسلم على الله حق توكله، فيطمئن قلبه، لأن الكون وما يحدث فيه كلهم خلقوا لحكمة عند الله.
  • أن يتعلم المسلم أن ما يصيبه مقدر له من عند الله سبحانه وتعالى، فلا يجزع لقضاء الله له.

فوائد الإيمان بالقضاء والقدر

  • أن يرضى المسلم حين تصيبه مصيبة، فيقينه بالله وأن صبره على المصائب، ويحتسب الأجر عند الله، سوف يعوضه الله خيرًا مما أخذ منه، وذلك لإيمانه وصدق يقينه بالله، فإذا شكر الله في مصيبته، انشرح صدره وفرج الله همه، وأسعد قلبه، وطمئنت نفسه، ارتاح باله.
    • قال تعالى: (قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ).
  • المسلم الذي يصبر على مصائبه يحصل على الأجر الكبير، ويصبح غني النفس، فيرضى بما كتبه الله له، ولا يخاف أحد من البشر؛ لأنه يعلم أن كل ما يصيبه من عند الله.
    • فلو اجتمعت الأمة كلها لتضره بشيء لن تضره إلا بشيء كتبه الله عليك، ولو أرادوا أن ينفعوه لن ينفعوه إلا بما كتبه الله له.
  • إن المسلم القوي يتحلى بالشجاعة والإقدام، يعلم أن أجله مقدر له لا يخطئه، فهو لا يحرص على حياته، ولا يكرهها ويبغضها؛ لأنه يعلم أن أمره كله بيد الله، فلا يتحسر على ما فاته.
    • ولا يندم على الماضي، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ.
    • وفي كلٍّ خيرٌ، احرِص على ما ينفعُكَ، واستِعِن باللَّهِ ولا تعجِزْ، وإن أصابَكَ شيءٌ، فلا تقُل: لو أنِّي فعلتُ كان كذا وَكَذا، ولَكِن قل: قدَّرَ اللَّهُ، وما شاءَ فعلَ، فإنَّ لو تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ)

اقرأ أيضا: ما هو الصبر

في نهاية حديثنا عبر موقع مقال maqall.net عن القضاء والقدر، علينا أن نرضى جميعًا بما كتبه الله لنا، ولتكن على يقين أنه الخير لك، فلو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع، وحسن التوكل على الله يهون من مصائب الحياة، ويكفي أن تعلم أن هذا الخير لك، وأن الله يحفظك ما دمت في رعايته، قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).

مقالات ذات صلة