ما هو الوقف في الاسلام
تعد الأوقاف الإسلامية من أنفع المشاريع وأكثرها إبداعا، وقد وجدت الكثير من الأوقاف الإسلامية على مر العصور.
وكانت سببا في الازدهار الحضاري والمادي للبلاد، ولذلك سنعرف في هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net على ما هو الوقف في الإسلام.
محتويات المقال
معنى الوقف
- لمعرفة ما هو الوقف في الإسلام يجب التعرض إلى معنى الوقف في اللغة العربية، فالوقف أصله الحبس أو المنع.
- أما في اصطلاح أهل العلم فهو حبس شيء معين عن التمليك لأحد من الناس، وجعل المنفعة العائدة منه صدقة في أحد المصارف المباحة.
- ويمكن أن يكون الوقف في أصل ثابت كعقار أو مزرعة أو غير ذلك، أو في أصل منقول تبقى عينه بعد حصول الفائدة منه، وذلك كآلات الصناعة أو الأسلحة.
- وهناك فرق بين الصدقات والأوقاف، فالوقف هو صدقة جارية أثرها مستمر وممتد حتى بعد الوفاة.
- والوقف في الإسلام يعد بابًا من أبواب امتثال أوامر الله عز وجل في أمره بالإنفاق في سبيله.
- كما أنه يحفظ التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، وبه ينتشر الحب والود بين أفراد الأمة الإسلامية.
- أيضا فالوقف يعد ضمانا لاستمرار مشروع معين وعدم زوال أصله ببيع أو تبديد أو نحوه.
- كذلك فهناك أنواع من الأوقاف تعزز صلة الأرحام، وتؤدي إلى إعالة المحتاجين من ذوي القربى ومنع احتياجهم لغيرهم.
- بالإضافة إلى ما تحققه الأوقاف في نهضة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والطبية والمعرفية للبلاد الإسلامية.
- وقد أختلف العلماء في تعريف الوقف، وفيما يلي سنذكر تعريفاتهم:
المذهب الحنفي
- يقول علماء الحنفية أن الوقف هو حبس العينين وجعلها ملكًا لخالقها، وإخراج ما فيها من منافع كصدقة.
المذهب المالكي
- يقول علماء المالكية أن الوقف هو جعل المنافع مملكوكة ولو بأجر أو قفله لمستحقه وقت محدد يحدده المحبس.
المذهب الشافعي
- قال علماء الشافعية أن هو حبس أموال يمكن النفع منه مع تبقية جزء للتقرب إلى الله عز وجل.
المذهب الحنبلي
- يقول علماء الحنبلية أن الوقف هو حبس الأصل وجعل منافعه مسبلة.
اقرأ أيضا: معلومات عن الوقف الخيري وأنواعه المتعددة في الإسلام
حكم الوقف في الإسلام
- من أهم ما يجب معرفته عند الحديث عما هو الوقف في الإسلام هو حكمه ومدى مشروعيته.
- فالوقف هو أحد الأمور المندوبة والمستحبة؛ وقد جاءت الأدلة العامة دليلا عليه وحاثة على السير فيه، وذلك مثل قوله تعالى: “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” آل عمران 92.
- وقد طبق الصحابة ذلك عمليا بعد سماع هذه الآية، فقد قام الصحابي الجليل أبو طلحة كما روى البخاري بعمل وقف من خلال بستانه المحبب إليه الذي كان يسمى بيرحاء.
- كما روي عن عمرو بن الحارث بن المطلق أنه قال: “ما ترك رسول الله إلاّ بغلته البيضاء وسلاحه، وأرضاً تركها صدقة ” رواه البخاري.
- كذلك جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أصاب عمر بخيبر أرضاً فأتى النبي فقال أصبت أرضاً لم أصب مالاً قط أنفس منه فكيف تأمرني به، قال إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها.
- فتصدق عمر أنه لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يورث، في الفقراء والقربى والرقاب وفي سبيل الله والضيف وابن السبيل لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقا غير متمول فيه”.
- كما جاء عن أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم.
- وأفضل مثال على الصدقة الجارية هي الأوقاف الإسلامية، وقد بدأت بالمسجد الذي بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وهو مسجد قباء.
- ثم تلاه المسجد النبوي، والبساتين المتعددة التي تم وقفها، ثم تتابعت الأوقاف في الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
كما أدعوك للتعرف على: وسائل التكافل الاجتماعي في الإسلام
أركان الوقف وأنواعه
- للوقف عدة أركان يجب توفرها؛ وهي أربعة أركان، أولها العين الموقوفة أو الشيء الذي سيوقف، ثم الموقوف عليه وهو الجهة التي ستنتفع بعائد هذه العين الموقوفة.
- ثم الصيغة التي يتم بها الوقف، وأخيرا الشخص الواقف المتولي لهذه العملية والقائم عليها.
- نوع الوقف يحدد طبقا للجهة المستفيدة، فهناك وقف على الذرية فقط ويعرف بالوقف الذري أو الأهلي، وهو الذي تكون منفعته عائدة على الأقارب والذرية فقط.
- وهناك الوقف الخيري، وهو الذي تكون الجهة المستفيدة فيه أوسع وأكبر، ويعد بابًا عظيما من أبواب البر.
- وهناك نوع مشترك بين النوعين، حيث يكون المستفيد من الذرية والأقارب، وكذلك من عامة المسلمين.
ما هي شروط الوقف؟
- للوقف شروط يجب معرفتها لمعرفة ما هو الوقف في الإسلام، فالوقف يجب أن يكون من شخص بالغ مالك للعين الموقوفة.
- كما يجب أن يكون الوقف في باب من أبواب المنفعة والبر، وليس في أمر يحتمل النفع والضرر.
- أيضا يجب أن يتم تحديد المستفيد من الوقف سواء كان جهة أو أفراد كمسجد أو شخص.
كما يمكنكم الاطلاع على: مفهوم الزكاة وأحكامها
أول وقف في الإسلام
- أول وقف في الإسلام هو مسجد قباء الذي بناه النبي عليه الصلاة والسلام، ثم تلاه المسجد النبوي الشريف، وقد تلاه وقف عمر بن الخطاب.
- فعن عبد الله بن عمر: (أن عمر بن الخطاب أصاب أرضًا بخيبر، فأتى الرسول عليه الصلاة والسلام يستأمره فيها، فقال: يا نبي الله، إني أصبت أرضًا بخيبر لم أصب مالًا قط أنفس عندي منه، فما تأمر به؟ قال: إن شئت حبست أصلها، وتصدقت بها
- قال: فتصدق بها عمر، أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث، وتصدق بها في الفقراء، وفي القربى وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل، والضيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويطعم غير متمول قال: فحدثت به ابن سيرين، فقال: غير متأثل مالًا).
أنواع الوقف
ينقسم الوقف على حسب الغرض منه إلى:
الوقف الذرّي
- وهو الذي يوقفه المالك لعائلته، وفي خالة لم يتبقى احد من أفراد العائلة أصبح وقف للخير.
الوقف الخيري
- وهو الذي يتم تحديده في الأصل على وجه الخير ويتم الحصول على المنفعه منه ومنحها للغير.
الوقف العام
- عند بداية هذا الوقف يكون هدفه منح المنافع للغير كالمسجد والمستشفى والأراضي التي لم يتم توزيعها على فاتيحها ولكن هدفها الأساسي هو نفع الأجيال القادمة.
لكن ينقسم الوقف على حسب المخل المنقول إلى:
وقف العقار
- وقد اجمع أهل العلم الذين شرعوا الوقف أن وقف العقار جائز، وأنه مدخل للقرب من الله عز وجل.
الوقف المنقول
- ومنه ما هو منقول لا يُنتفع به إلا بفساد عينه كالغذاء وهو غير جائز تبعًا للجمهور، ومنه ما هو منقول يمكن النفع منه مع بقاء عينه كالحيوان والسلاح.
وقف الدراهم والدنانير
- يقول العلماء أن هذا النوع جائز في الشرع حتى في حالة عدم بقاء عينها في حالة ذهابها لأمر شرعي.