ما هو عتق الرقبة
من أعظم ما جاء به الإسلام هو الحرية والمساواة ومن أشكال الحرية عتق الرقبة والتخلص من الرق والعبودية.
بل وأيضا جعل دين الإسلام حقوق لهذا العبد المملوك، وشروط لمعاملته كما إنه من أعظم الأجور ثوابا عند الله تحرير الرقاب والعتق ومن مواضع الصدقة والكفارة.
محتويات المقال
معنى العتق في اللغة
- العتق: يأتي من المصدر عتق، ويقال مثلا أعتقت هذا الغلام إعتاقا، وامرأة عتيقة والمقصود بها أنها حرّة من الأموة.
- ولفظة العتق مأخوذة من السَّبَقْ وتعني سبقت وعتقت الفرس إذا سبقت أيضا تعني عتق الطائر إذا طار بحرية بعيدا عن القيود.
- ويقال علي العبد الذي تم عتقه أنه مُعتق أو عتيق، ولا يقال عليه معتوق وتحديداً الرقبة التي توصف بالعتق بخلاف باقي الأعضاء، لأن امتلاك السيد لعبده أشبه بمن يضع حبلاً في رقبة آخر ويحرك فيه كما يشاء.
كما يمكنك التعرف على: كيف يمكن عتق رقبة في هذا الزمان
فضل عتق الرقبة في الإسلام
- حث الإسلام وشجع على عتق الرقاب، وجعل لذلك ثواباً وأجراً كبيراً وعظيماً، حتى يتشجع الأغنياء ويقوموا بعتق الرقاب وتحرير العبيد المسلمين وجعلهم أحرارًا لوجه الله تعالى.
- وما ذُكر في تحرير الرقاب قول الرسول صلى الله عليه وسلم “من أعتق رقبةً مسلمةً أعتق الله بكل عضو منها عضواً، حتى فرجه بفرجه”.
- ومن عظيم هذا الثواب أنه من أعتق عبداً وحرره لوجه الله كأنما أعتق نفسه من عذاب النار، فتهافت الصحابة وتسابقوا على العتق.
- ذُكر أن السيدة عائشة رضى الله عنها قامت بعتق تسعة وستين عبداً، وأن عثمان بن عفان قام بعتق عشرين عبداً، أيضاً العباس رضى الله عنه قام بعتق سبعين عبداً.
- أعتق عبد الله بن عمر رضى الله عنه ألف عبدٍ، ولم يتوقف الأجر هنا بل جعل الإسلام عتق العبيد والرقاب مصرف من مصارف الزكاة وذلك لقوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ”.
- شرع الإسلام ما يعرف بالمكاتبة، والمكاتبة هي مكاتبة العبد لسيده مبلغاً من المال وذلك على أن يعتقه، كما أوجب الإسلام المسلمين على مساعدة العبيد حتى يتخلصوا من الرق والعبودية وينالوا حريتهم.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها، ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران”، ونهى أيضا سول الله عن الاعتداء علي العبيد أو ضربهم أو آذاهم وشدد على ذلك الأمر حيث قال: “من ضرب غلاماً له، حدّاً لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه”.
- كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم أن العبيد هم إخوان سادتهم فلا يجوز ضربهم أو الشدة والقسوة عليهم حيث قال: “إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم”.
- كما أن الإسلام رفض إطلاق مسمى عبد ولكن بدلها بأسماءٍ أخرى ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا يقولن أحدكم عبدي أمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي وفاتي وفتاتي”.
كما يمكنك الاطلاع على: كيفية اطعام ستين مسكين
كيف يكون عتق الرقبة في الإسلام
- يوجب الإسلام كفارة لمن قتل مؤمن بالخطأ وهي تحرير رقبة مؤمنة، حيث قال الله تعالى: “وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ”.
- يوجب الإسلام كفارة أيضاً على من يظاهر زوجته، وذلك لقوله تعالى: “وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا”.
- وجعل الإسلام كفارة لمن يوطئ زوجته في نهار رمضان بعتق رقبة، حيث جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال له: “هلكت وأهلكت”، ووقعت على زوجتي في نهار رمضان، فسأله النبي: “هل تجد رقبة؟” فهذا دليل على أن عتق الرقبة كفارة.
- وجعل الإسلام عتق الرقاب هي واحدة من كفارات الحنث في اليمين، وذلك لقوله تعالى: “لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ”.
بعض الأحكام التي تتعلق بعتق الرقبة
هناك بعض الأحكام التي وردت في الشريعة الإسلامية بشأن عتق الرقبة ويظهر بعضها كالتالي:
- ذكر الإمام مالك بن أنس رحمه الله في كتاب الموطأ أ، الكفارة لا تسقط ألا عندما يتم عتق رقبة مؤمنة.
- ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري أن الرقبة عندما تم ذكرها في القرآن الكريم ذُكرت مطلقة ومجردة في الآية التي تنص على كفارة اليمين ودون تحديد شرط الإيمان أو عدمه، ولكن في آية القتل الخطأ تم تحديد شرط أن تكون الرقبة مؤمنة.
- ويتساوى في عتق الرقاب الكبير والصغير، والذكر والأنثى، إذا كان والدا الرقبة يؤمنان بالله فالرقبة تلحق بهم وتصف على إنها مؤمنة.
- وفي الوقت الحالي الرقاب غير موجودة لقيام بتحريرها، فمن يفعل ذنباً وكانت الكفارة تحرير رقبة، فليبحث عن البديل الذي شرعه الإسلام للتكفير عن هذا الذنب.
- الأفضل في كل هذا أن تكون هذه الرقبة المحررة سليمة وكاملة الخلقة ولا توجد فيها عيوب تؤثر عليها كالجنون والعمى والعرج مثلا.
اقرأ أيضا: من أول من طاف بالبيت العتيق