ما الغاية من خلق الانسان
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لغاية وهدف ولم يخلقه عبثا، حيث قام أهل العلم بتصنيف مسألة خلق الإنسان وإدراجها تحت بند العقيدة.
حيث يرجع السبب الرئيسي الذي خلق الإنسان من أجله هو العبادة، وخلال السطور القادمة سوف نقوم عبر موقع مقال maqall.net بشرح ما الغاية من خلق الإنسان بشيء من التفصيل.
محتويات المقال
ما الغاية من خلق الإنسان
- يرجع الهدف من خلق الله عز وجل للإنسان هو عبادته وحده لا شريك له حيث قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وعلى الرغم من عدم احتياجه سبحانه لهذه العبادة إلا أنه خلق الإنسان من أجلها.
- فجميع المخلوقات في هذا الكون مسخرة لعبادة الله الواحد الأحد بعكس الإنسان فهو مخير ولكن نتيجة اختياره يكون جزاؤه.
- وعندما يتأمل الإنسان في خلق الله ويعرف مدى عظمة وقدرة الخالق عز وجل فإنه سوف يقوم تلقائيا بالغاية التي خلق من أجلها وهي العبادة.
- ولكن ليس معنى العبادة هو أن الإنسان معصوم من الخطأ، ولكن الإنسان بشر يصيب ويخطئ، ولكن عندما يخطئ يتوب ويستغفر ويطلب العفو من الله سبحانه وتعالى.
- وينوي التوبة وعدم الرجوع إلى المعصية وأن يتذلل لله عز وجل ليغفر له ذنبه، ويرجع يخطئ ويستغفر وهكذا حتى قيام الساعة.
كما يمكنك التعرف على: مراحل خلق الإنسان في القرآن
الإنسان والتكريم الرباني
- خلق الله سبحانه وتعالى في هذا الكون العديد والعديد من المخلوقات، باختلاف أشكالها وألوانها وصفاتها بشكل عام.
- الله هو الخالق الكامل المنزه عن النقص والعيوب وتنتفي عنه صفة العبثية، حيث لم يخلق سبحانه وتعالى أي شيء في الكون عبثا، حاشا لله حيث قال في كتابه العزيز (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)
- وأيضا أكد سبحانه عن وجود غاية من خلق الإنسان وأنه لم يخلقه لعبا ولهوا حاشا لله حيث قال (وَما خَلَقنَا السَّماءَ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما لاعِبينَ).
- ويتساءل البعض أحيانا عن سبب وجودهم وما الهدف من ذلك ولماذا خلق وما الغاية من خلقه، والإجابة على كل هذه الأسئلة هي لكي يستخلف في الأرض.
- وهي مهمة كلف بها الله عز وجل الإنسان دون سائر المخلوقات الأخرى، وهذا إرادته سبحانه ومشيئته.
- ولكي يتمكن الإنسان من القيام بهذه المهمة ميزه الله سبحانه وتعالى بنعمة العقل، وجهز طبيعته لحمل هذه الأمانة.
- كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان حيث رزقه بنعمة العقل وأيضا جعله خليفة في الأرض وذكر لنا القرآن الكريم في كثير من الآيات هذا الأمر.
مظاهر التكريم الإلهي للإنسان
- تعددت المظاهر التي تدل على تكريم الله سبحانه وتعالى للإنسان حيث ذكرها مرارا وتكرارا أهل العلم وسوف نقوم بسرد بعض منها خلال السطور القادمة.
- كرم الله عز وجل الإنسان عندما خلقه بيده، وأيضا كرمه وشرفه عندما أوجده من العدم، وأسند إليه مهمة عمارة الأرض.
- ويحدثنا القرآن الكريم عن حال الشيطان عندما أمره الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم فأبى واستكبر ورفض التكريم الرباني للإنسان وذكر هذا الموقف في القرآن الكريم في هذه الآية (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلً)
- سخر الخالق سبحانه كل ما في الكون ليخدم الإنسان وجعله طوع أمره حيث قال تعالى في كتابه العزيز (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا.
- ميزه الله بكثير من المزايا والخصائص التي تجعله سيد جميع المخلوقات ومهيئ للقيام بمهمة الاستخلاف في الأرض ومهمة التكليف.
- خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان على الفطرة النقية السليمة التي تقود بدورها إلى معرفة الخالق عز وجل وتحقيق الغاية من خلقه وهي العبادة.
- ولكن نظرا لنشأة الإنسان بالبيئات المختلفة، يؤدي إلى تأثر هذه الفطرة في بعض الأحيان مما يجعل الإنسان يتجبر ويعصي ولكن يؤيده الله سبحانه بالأنبياء والرسل حتى لا ينحرف عن مسار توحيد الخالق عز وجل ويعود إلى فطرته السليمة.
- ومن أكبر النعم التي وهبها الله للإنسان هي نعمة العقل والتي تؤدي بدورها إلى تكليف الإنسان حيث إذا انتفت صفة العقل عن الإنسان تنتفي عنه صفة التكليف.
- وذلك لأن العقل هو ميزان الفهم والتفكير والتدبر وقد أكد الخالق عز وجل في كتابه العزيز هذا الكلام حيث قال (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ).
كما يمكنك الاطلاع على: ما هو الإنسان؟
حاجة الإنسان للعبادة
- تعد العبادة هي الهدف الأهم من خلق الإنسان ولكن رغم ذلك الإنسان هو الوحيد المستفيد من هذه العبادة.
- فالله سبحانه وتعالى لا يحتاج لهذه العبادة فهو الخالق الرازق الغني المتكبر ذو القوة المتين.
- وأيضا هي الغاية التي وصف بها الله الملائكة حيث قال في كتابه العزيز (وَلَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَمَن عِندَهُ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَلا يَستَحسِرونَ).
- وتم إرسال جميع الرسل والأنبياء ليقوموا بدعوة الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد وتم ذكر هذا الأمر في كثير من آيات القرآن الكريم مثل قوله تعالى (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ).
- وتعتبر العبادة أحد أهم الأشياء التي تبعث الأمان والسكينة والطمأنينة في نفوس البشر وتطمئن بها القلوب وتسعد بها الروح.
- ويرجع السبب لعبادة الإنسان للخالق عز وجل هو أنه الوحيد المستحق للعبادة.
- وأيضا تعود العبادة على الإنسان بالخير الوفير حيث أنها تزيل الهم وتفرج الكرب وتمحو الحزن وتزيد الرزق.
- ويرجع سبب حب الإنسان للعبادة والتقرب من الخالق عز وجل هو احتياج الروح، لذلك حيث أن الجسد يحتاج المأكل والمشرب والمقومات التي تعينه على الحياة وكذلك العبادة هي غذاء الروح.
الشمولية في مفهوم العبادة
- يشتمل مفهوم العبادة على الاعتراف بوحدانية الله عز وجل وأنه واحد لا شريك له، وأنه ليس كمثله شيء.
- فهو الواحد الأحد الخالق المصور الذي استخلف الإنسان في الأرض، وأسند إليه مهمة عمارة الأرض، وكلفه بالعبادة وفضله على كثير من خلقه.
- فيجب على الإنسان القيام بهذه المهمة على أكمل وجه، حيث يعمل على عمارة الأرض والاستفادة من خيراتها واستثمار ثرواتها على النحو الذي يحبه الله ويرضى عنه إلى جانب الغاية الرئيسية وهي العبادة.
- ولهذه الأسباب نعرف ما الغاية من خلق الإنسان، حيث أن الإنسان خلق للعبادة ولكن لا تقتصر على أداء الفروض فقط بل أيضا تمتد لتشمل التعامل مع الناس.
- ولن نغفل عن قول ابن تيمية في تعريف العبادة حيث قال إنها كل ما يحبه الله وتشمل الأعمال الصالحة سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
- وهناك نوعان من العبادات وهي العبادات المحضة والعبادات غير المحضة.
العبادات المحضة
- وتعرف العبادات المحضة أنها العبادات التي نزل فيها نص وأمر بتطبيقها الله تعالى ولا تنسب لأحد غيره، ومن هذه العبادات الصلاة وقراءة القرآن والشهادة والذكاء وحج البيت وغيرها من الفرائض الآخرة.
العبادات غير المحضة
- وهي العبادات التي لم يرد فيها نص صريح ولكن تتحول إلى عبادة بالنية وهي بعض الأفعال وأحيانا أقول.
- مثل الابتعاد عما يغضب الله عز وجل احتسابا للأجر والثواب والإنفاق على الزوجة والأبناء أيضا فعل كل المباح بنية أن يعين ذلك الإنسان على الطاعة، أيضا يندرج تحت ذلك الإحسان إلى الناس والمعاملة الحسنة وغيرها من العبادات.
اقرأ أيضا: خلق الله الجن من
أسئلة شائعة حول غاية خلق الإنسان
ما هي الغاية من خلق الإنسان في الإسلام؟
تُعتبر الغاية الرئيسية من خلق الإنسان في الإسلام هي عبادة الله وطاعته. يقول الله في القرآن الكريم: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56).
هل هناك أهداف فرعية لخلق الإنسان؟
بالتأكيد، إذ يُعتبر الإنسان في الإسلام نائب الله في الأرض، مُكلف بتطبيق شرائعه وإحياء قيمه. كما أنه مخلوقٌ بخصائصه العقلية والجسدية ليعمل ويُسهم في بناء المجتمع ونشر الخير.
هل يوجد تفسيرات فلسفية أخرى لغاية خلق الإنسان في الإسلام؟
بعض العلماء والفلاسفة يعتبرون أن الإنسان خُلق ليكون خليفة لله في الأرض، مُمثلاً لسلطانه وحكمته. كما أنه خُلق ليختبر في طاعة الله ويُكافأ أو يُعاقب بحسب أعماله.
ما هو الدور الاجتماعي للإنسان في الإسلام؟
يُعتبر الإنسان في الإسلام جزءًا لا يتجزأ من المجتمع، ويتوجب عليه تحقيق العدل والخير والمساعدة على البر والتقوى. كما أنه مسؤول عن الحفاظ على البيئة وتطوير الموارد الطبيعية لخدمة البشرية.
ما هو الدور الفردي للإنسان في الإسلام؟
كل فرد إنسان مُكلف في الإسلام بأداء العبادات والأعمال الصالحة وتحقيق الإصلاح الذاتي. يُطلب منه أن يُحافظ على الأخلاق الحميدة ويساهم في نشر الخير والعدل والسلام في المجتمع.