ما هو التعصب المذهبي؟

التعصب هو مصطلح يدعو إلى نبذ روح التسامح ويشير إلى البغضاء والعدوان، ويؤدي هذا التعصب إلى زيادة روح العداوة بين الشخص المتعصب وأي شخص يخالفه في الرأي.

وفيما يلي سوف نتحدث عما هو التعصب المذهبي بشيء من التفصيل خلال السطور القادمة عبر موقع مقال maqall.net.

تعريف التعصب المذهبي

  • التعصب المذهبي هو تحيز الشخص الشديد تجاه المذهب الذي يؤمن به والمبالغة في تعصبه.
  • التمسك الشديد لرأيه والمجادلة المستميتة على صحة وسداد رأيه وخطأ من يخالفه في الرأي.
  • ويقوم الشخص المتعصب لمذهبه بخصام أي شخص يخالفه في المذهب ويتهمه بالضلال ويتخذه عدوا له.
  • وهذا الشخص لا يفهم الدين الإسلامي الصحيحة كما يدعو إلى تشتيت وتفريق المسلمين إلى فرق متعددة.
  • وعند المجادلة مع من يخالفه في المذهب ينكر النصوص الصحيحة ويتجاهلها رغم علمه بصحتها.
  • وعند حدوث خلاف مع أحدهم يريد أن يكون الحكم لمذهبه الذي يؤمن به متجاهلا المذاهب الأخرى رغم احتوائها على نصوص صريحة.
  • وكل ما يحدث ما هو إلا نتيجة تعصبه وتحيزه لمذهب معين ينتمي إليه.
  • والتعصب هو تحيز الشخص لتعصبه وأنه دائما وابدأ على صواب وينصره دائما سواء كانت ظالم أو مظلوم.
  • ويقف شرس أمام كل من يخالف تعصبه في الرأي ويصبح من أشد أعدائه ويسعى لنصرة تعصبه بجميع الطرق العدائية.
  • حيث أن هناك 4 مذاهب فقهية في الإسلام وكل مذهب منها له أتباعه ومن يتبع واحد منها يصبح الذين يتبعون 3 مذاهب الأخرى من ألد أعدائه لأنهم يخالفونه في الرأي.
  • وهذا الأمر ليس بالجيد لديننا الحنيف حيث أنه يدعو للتسامح ونبذ روح العدائية، ولكن هذا التعصب يجعل الحياة الإسلامية أكثر تعقيدا كما يؤثر على حياة المسلمين جميعا في كل بقاع الأرض.
  • التعصب أحد أسوأ الصفات التي يتحلى بها بعض الأشخاص حيث أن التعصب يدعو إلى نشر روح البغضاء والعداوة والكراهية بين المسلمين بعضهم بعضا.
  • ومن أشد الأشياء التي تؤثر على الصورة العامة للإسلام والمسلمين هو التعصب المذهبي مما يجعل معظم دول العالم خاصة الغرب تأخذ أفكار خاطئة عن الإسلام والمسلمين.
  • فتصفهم بأنهم مجموعة من الإرهابيين المتطرفين المتعصبين وهذه الأمور بعيدة كل البعد عن الإسلام الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال حيث قال تعالى إنا جعلناكم أمة وسطا.
  • وأيضا أحد أضرار التعصب المذهبي هو ظهور النزاعات بين المسلمين كما يؤدي في النهاية إلى وجود فتن بين بعضهم بعضا وتتفرق الأمة في النهاية.
  • ويرجع السبب في ذلك هو تعصب بعض الأشخاص لآراء وأفعال وأقول أصحاب المذاهب الأربعة حيث يعادي كلا منهم الآخر.
    • فيؤدي إلى تفرق المسلمين وهذا ضد ما يدعو له الإسلام حيث يدعو إلى اعتصام المسلمين في بقاع الأرض.

اقرأ أيضا: خصائص المذهب المالكي

أسباب التعصب المذهبي

من أسباب التعصب المذهبي ما يلي:

تنزيل الإمام المتبوع منزلة النبي

  • يعتبر الشخص المتعصب إمام المذهب الذي يقوم باتباعه كأنه نبي مرسل وليس بشر يصيب ويخطئ.
  • ونفهم هذا الكلام من خلال أفعال الأشخاص المتعصبين حيث يظهر ذلك بإتباع هؤلاء الأشخاص الإمام المتبوع في جميع تصرفاته وأقواله كأنه نبي مرسل.

تعصب الفرد لمذهب معين دون غيره

  • انتماء الشخص لمذهب معين والإصرار عليه ومعاداة جميع المذاهب الأخرى، وهذا يؤدي إلى تشتت الفرد عن باقي الجماعة، ويساعد ذلك في وجود بعض الاختلافات في بعض المسائل بين المذاهب.
  • حيث تعد من باب الرحمة لأن اختلاف الفقهاء رحمة لاختلاف الظروف والمواقف التي يتعرض لها البشر، وبالتالي اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

اتباع الهوى

  • عدم قبول الشخص للحق وهذا يعني إتباع أنه يتبع هواه وهذا أحد أسباب التعصب المذهبي.
  • كما أن هذا الأمر يؤدي إلى وقوع الشخص في الضلال، فلا يوجد أي مبرر لأي شخص يعارض ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه يتبِع هواه.
  • وذكر ابن تيمية رحمه الله هذا النوع من التعصب قائلا لابد أن يثبت المتعصب صحة كلامه من الكتاب والسنة فإن لم يفعل فهو شخص يتبع هواه بل هو من عصاه الله ورسوله.

اعتناق الولاة لأحد المذاهب

  • الولاة واعتناقهم وتعصبهم لواحد من المذاهب بل ودعوة العامة لاتباع نفس المذهب بل وفرض إتباعه أحيانا.
  • وأيضا يقومون بفرضه على كل من يتولى منصب لديهم، وكان هذا من أكثر أسباب انتشار التقليد الأعمى في المجتمع الإسلامي.

التقليد المطلق

  • التقليد لمجرد التقليد فقط، حيث يقوم الشخص باتباع أحد الأئمة.
  • أو اتباع تقاليد متوارثة ويصبح هذا بعد ذلك مذهب شرعي يسير عليه وعندما يتعارض هذا التقليد مع الكتاب والسنة يميل إلى تطبيق المذهب ويكون إما إتباع لهواه أو تعصب للمذهب الذي يتبعه.

الغلو في تعظيم الأئمة

  • ويعد واحد من أهم أسباب التعصب المذهبي هو الغلو في تعظيم الأئمة مثلما يفعل اليهود والنصارى وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز هذا الأمر قائلا “يا أهلَ الكِتَابِ لا تَغلُو فيْ دِينِكُم”).
  • حيث كان هذا الأمر من أكثر الأشياء التي فعلها اليهود والنصارى حيث ابتعدوا عن الكتاب المنزل من عند الله واتبعوا الرهبان والأرباب حيث قال تعالى (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ).

ظهور التحاسد بين العلماء في المذاهب

  • المنافسة بين العلماء قد تؤدي إلى الطعن في المذاهب في حد ذاتها.
  • فيؤدي تعصبهم لمذاهبهم إلى اللجوء إلى الاستدلال بالأحاديث الضعيفة وأحيانا الموضوعة لإظهار أنهم على حق، كما يؤدي إلى نصرة مذهب على حساب الآخر.
  • والدليل على ذلك هو وجود أقول ليست بالصحيحة واردة عن الأئمة، كما وجد أن هناك بعض الأحاديث تم تزييفها للتناسب مع أحد المذاهب بعينها بواسطة علماء المذاهب.
  • وان كان هناك شخص أحق أن يتبع في جميع الأقوال والأفعال لن نجد خير من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

كما يمكنكم التعرف على: التعريف بالمذهب الحنفي

حكم التعصب المذهبي

  • جاء الحكم الشرعي في التعصب المذهبي جملة واحدة بأنه لا يجوز شرعا.
  • حيث أن الأئمة أنفسهم ورد عنهم الكثير من الأقوال التي حرصوا فيها على إظهار مساوئ التعصب المذهبي.
  • إضافة إلى حرصهم الشديد على اتباع الأمة لكتاب الله وسنة الله صلى الله عليه وسلم وإن كان ذلك مغاير لكل من أقوال وأفعال الأئمة أنفسهم.
  • كما حرصوا على نبذ التعصب والدعوة إلى الرجوع إلى الحكم الشرعي.
  • فالإسلام دين السلام والمحبة والناس متساوون كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي إلا بالتقوى.
  • وديننا جاء ليوحد الأمة تحت لواء وهو لا الله إلا الله محمد رسول الله وجميع المسلمين أخوة بل ويدعو إلى المحبة بين كل البشر ونبذ روح التعصب والغلو للمذاهب المختلفة.

التعصب المذهبي يهدد أصول وفروع الدين

  • الاختلاف كان موجود على مر الزمان منذ وجود صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه كان اختلافا صحيا لم يدعو يوما إلى التعصب والكراهية.
  • وكان عندما يختلف أحدهم مع الآخر كان الآخر يضع له الحجة في اختلافه لأنهم كان هدفهم هو الوصول لأفضل النتائج التي تنفع الأمة وليس لأغراض شخصية ولا بتعصب أحدهم لرأيه.
  • ولكن بدأت هذه الموجة من التعصب تظهر بين العلماء في القرن 4 من الهجرة، وبدأ الجدل في علوم الدين وخاصة الفقه.
  • حيث أن الناس بدأوا في التعامل مع المذاهب على أنها معتقدات لابد التعامل بها.
  • ومن الجدير بالذكر أن من أسباب ظهور التعصب المذهبي هو وجود أكثر من قول لنفس الإمام في نفس المسألة.
  • وهذا التعصب يهدد أصول الدين وأيضا فروعه وهذا واحد من أهم الأسباب التي أدت إلى انصراف الناس عن كتاب الله وسنة رسوله وهذا الذي ذمه الإسلام.

كما يمكنكم الاطلاع على: شيوخ المذهب الحنفي

خطورة التعصب المذهبي

التعصب المذهبي يمثل خطرًا كبيرًا على المجتمعات والأفراد لعدة أسباب:

  • تقسيم المجتمعات: يؤدي التعصب المذهبي إلى تقسيم المجتمعات إلى مجموعات صغيرة تتصارع وتتنافس، مما يزيد من التوتر والصراعات الاجتماعية.
  • تعطيل التعاون والتواصل: يقوم التعصب المذهبي بتعطيل القدرة على التعاون والتواصل بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، مما يعيق عملية بناء المجتمع وتحقيق التقدم.
  • تعطيل التطور والابتكار: يقيّد التعصب المذهبي حرية التفكير والابتكار والبحث العلمي، مما يحول دون تطور المجتمع وتحقيق النجاح والازدهار.
  • زعزعة الاستقرار والأمن: يمكن للتعصب المذهبي أن يؤدي إلى حدوث اضطرابات واضطرابات داخل المجتمعات، مما يهدد الاستقرار والأمن العام.
  • زيادة التوتر الدولي: يمكن للتعصب المذهبي أن يؤدي إلى تصاعد التوترات والصراعات بين الدول والمجتمعات، مما يتسبب في تدهور العلاقات الدولية وزيادة خطر حدوث نزاعات مسلحة.

علاج التعصب المذهبي

علاج التعصب المذهبي يتطلب جهودًا متعددة المستويات تشمل التدخل الفردي والاجتماعي والسياسي. إليك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجة التعصب المذهبي:

  • تعزيز التعليم والوعي الديني: يجب تعزيز التعليم الديني بطرق تشجع على التسامح والاحترام المتبادل بين المذاهب والأديان المختلفة.
  • تعزيز الحوار والتفاهم البناء: يجب تشجيع الحوار البناء بين المجتمعات والمذاهب المختلفة لتعزيز التفاهم والتسامح.
  • مكافحة التمييز والانحياز: يجب مكافحة التمييز والانحياز بجميع أشكالها وضمان حقوق الجميع بغض النظر عن انتمائهم الديني.
  • تشجيع الانخراط الاجتماعي والمشاركة السياسية: يجب تشجيع الانخراط الاجتماعي للجميع وتشجيع المشاركة السياسية لضمان التمثيل العادل والمساواة في الحقوق.
  • التعليم الثقافي والترويج للقيم الإنسانية العالمية: يجب تعزيز التعليم الثقافي والترويج للقيم الإنسانية العالمية مثل السلام والتسامح والعدالة.
  • العمل مع الجماعات الدينية والزعماء الدينيين: يمكن أن يلعب الزعماء الدينيون دورًا هامًا في ترويج رسائل التسامح والتعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة.
  • تعزيز التضامن والتعاون الدولي: يجب تشجيع التضامن والتعاون الدولي لمكافحة التعصب المذهبي وتعزيز السلم والاستقرار العالميين.

أسئلة شائعة حول التعصب المذهبي

ما هو التعصب المذهبي؟

التعصب المذهبي هو الانحياز المفرط والعنيف لفكرة دينية معينة أو مذهب ديني على حساب آخرين، ويمكن أن يظهر في شكل تمييز، تعنيف، أو تجاهل لحقوق الآخرين.

ما هي أسباب التعصب المذهبي؟

تعدد الأسباب ومنها الجهل والتعليم الديني غير السليم، والتأثيرات السياسية والاجتماعية، والانغماس الثقافي، والتجارب السلبية الشخصية.

ما هي تداعيات التعصب المذهبي على المجتمع؟

يمكن أن يؤدي التعصب المذهبي إلى تفاقم الصراعات والانقسامات الاجتماعية والسياسية، وتعطيل عملية التنمية والتطور، وزعزعة الأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي.

كيف يمكن مكافحة التعصب المذهبي؟

يمكن مكافحة التعصب المذهبي من خلال تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الثقافات والمذاهب، وتعزيز الحوار والتفاهم البناء، وتعزيز التعليم والوعي الديني السليم.

ما هو دور القادة الدينيين في مكافحة التعصب المذهبي؟

يلعب القادة الدينيون دورًا هامًا في مكافحة التعصب المذهبي من خلال تعزيز رسائل التسامح والتعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة، ودعم الحوار والتفاهم بين الأديان والمذاهب المختلفة.

هل التعصب المذهبي يتسبب في العنف؟

نعم، يمكن أن يؤدي التعصب المذهبي إلى زيادة حالات العنف والتطرف الديني، ويمكن أن يؤثر سلبًا على سلامة المجتمع واستقراره.

مقالات ذات صلة