ما معنى بيت الله الحرام
لقد اختص ربنا عزّ وجل بعض الأزمنة وبعض الأمكنة وبعض الأشخاص بالفضل، فرمضان مفضل عن باقي الشهور والأنبياء مفضلون عن باقي البشر.
والكعبة المشرفة والمسجد النبوي والمسجد الأقصى لهم فضل على باقي بقاع الأرض، ولذلك سنقوم في هذا المقال بتوضيح ما معنى بيت الله الحرام وما هي فضائله وميزاته.
محتويات المقال
من أول من بنى الكعبة المشرفة؟
تعددت الآراء في أول من بنى البيت الحرام وأشهر هذه الآراء:
- من العلماء من قال أن أول من بنى الكعبة المشرفة هم الملائكة، حيث أشهر من قال بهذا الرئي هو الإمام أبو جعفر الشهير بالباقر.
- وهناك من العلماء من قال أن الكعبة المشرفة أول من بناها هو آدم عليه السلام بعد أن أنزله الله تعالى من الجنة إلى الأرض.
- حيث أمره الله ببناء الكعبة بعد أن أخبره بمكانها.
- وقد أخذ بهذا الرئي كبار التابعين ومنهم سعيد بن المسيب وعطاء.
- وكذلك ابن الجوزي وابن حجر، كما أن الشيخ الشنقيطي رجّح هذا الرئي.
- أما الرئي الثالث فهو أن أول من بنى الكعبة المشرفة هو نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل.
- وقد رجّح هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك ابن القيم وقد أخذ بهذا الرئي ابن باز وابن عثيمين.
- أما الرئي الراجح عند الكثير من علماء السلف والخلف هو أن أول من بنى الكعبة المشرفة هو آدم عليه السلام.
- وأن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قاما بإعادة بنائها بعد أن تهدمت بفعل طوفان نوح، ومما يرجح هذا القول:
- قول الله تعالى ( وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِي).
- حيث سياق الآية تدل على أن البيت كان موجودًا من قبل حيث أمرهما ربنا عزّ وجل بإعادة تطهيره.
- وكذلك قول الله تعالى(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ).
- حيث أن تفسير الآية الكريمة كما قال عبد الكريم الخطيب: أن الكعبة كانت موجودة من قبل.
- ولذلك أمر ربنا عزّ وجل إبراهيم وإسماعيل أن يقيموا الكعبة على القواعد التي كانت مبنية عليها.
شاهد أيضا: متى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم
كيف تم بناء الكعبة المشرفة
لقد اجتمعت كثيرًا من أقوال العلماء والمؤرخين على أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قاما ببناء الكعبة كما يلي:
- قام نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة المشرفة من الحجارة الصلبة.
- حيث وضعت الحجارة فوق بعضها البعض من غير أن يوضع بينها الطين أو الجص.
- كما جعلوها من غير سقف وجعلوا في داخلها إلى جهة اليمين حفرة كبيرة تشبه البئر.
- ولم يجعل سيدنا إبراهيم للكعبة بابًا من الخشب كما كان يظن البعض.
- بل ترك مكانًا للباب من الجهة الشرقية للكعبة من أجل أن يدل على جهة البيت.
- كما تم بناء الكعبة المشرفة من حجارة خمسة من الجبال على أرجح الأقوال وهي (جبل الجودي وجبل حراء وجبل لبنان وطور زيتاء وطور سيناء).
- حيث كانت الملائكة تأتي بالحجارة من هذه الجبال الخمسة.
- ويقوم سيدنا إسماعيل بإعطاء الحجارة لأبيه إبراهيم عليه السلام حيث كان يضع كل حجرٍ في مكانه.
- من الجدير بالذكر أن سيدنا إبراهيم لم يجعل للكعبة المشرفة سوى ركنين أساسيين.
- وهما الركن اليماني والركن الأسود، أما من جهة حجر إسماعيل فقد كانت على شكل نصف دائرة.
- كما جعل الباب ملتصقًا بالأرض بصورةٍ مباشرة.
اقرأ أيضا: حكم صلاة الجمعة في البيت
تعريف بيت الله الحرام
لقد سمى ربنا عزّ وجل الكعبة المشرفة ببيت الله الحرام وذلك في القرآن الكريم حيث قال (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)، وسبب تسميتها البيت الحرام:
- سميت الكعبة بالبيت الحرام وذلك لعظيم قدرها وعلو شأنها عند الله وعند الملائكة المقربون.
- سميت الكعبة المطهرة ببيت الله الحرام وذلك بسبب حرمة الصيد فيها وكذلك حرمة القتال والاقتتال فيها.
- كما سميت ببيت الله الحرام وذلك لأنه عندما وضع إبراهيم عليه السلام الحجر الأسود في مكانه أضاء من جميع جهاته، فعندها حرّم ربنا عزّ وجل الأرض التي وصل إليها ذلك الضوء.
- أحد الآراء تقول أنه سبب تسمية مكة بالبيت الحرام هو أنه عندما هبط آدم عليه السلام إلى الأرض خشي على نفسه فتنة الشيطان فاستعاذ بالله منه.
- فأرسل ربنا تبارك وتعالى الملائكة يحفون مكة من جميع جهاتها ثم تحصنوا بالبيت العتيق.
- وبالتالي أصبح المكان بين الكعبة والموضع الذي حفته الملائكة حرمًا آمنًا يحرم فيه القتال والصيد.
- قال بعض المفسرين أن سبب التسمية يعود إلى أنه عندما دعا الله السماوات الأرض أن تأتي كرهًا أو طوعًا أجابته أرض الحرم المكي (أتينا طائعين).
- عندها حرمها الله وجعلها حرمًا آمنًا.
- سميت الكعبة بالبيت الحرام على غالب الأقوال وذلك لأن الله حرم فيها القتال وحرم الصيد فيها أو قتل الحيوانات إلا الفئران والأفاعي.
- كما حرم قطع أشجارها وذلك لما جاء في الحديث الشريف (إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ).
آداب زيارة الكعبة المشرفة
بعد أن عرفنا ما معنى بيت الله الحرام سنتطرّق في هذه الفقرة إلى آداب زيارة الحرم المكي وهي:
- أولى هذه الآداب أن يدخل الزائر إلى بيت الله الحرام من باب بني شيبة.
- أن يقول عند رؤيته الكعبة المشرفة (بسم الله ومن الله وعلى الله وعلى ملة رسول الله، اللهم صلي على عبدك ونبيك إبراهيم الخليل وصلي وسلم على عبدك ونبيك محمد، ثم يدعوا بما شاء.
- ثم يقوم الزائر بالتوجه إلى الركن الذي وضع فيه الحجر الأسود.
- حيث يقوم بلمسه بيده اليمنى وتقبيله.
- وفي حال لم يستطع الزائر أن يصل إلى الحجر الأسود، يكتفي بالإشارة إليه.
- يجب على الزائر أن يقوم بالدخول إلى البيت الحرام بالرجل اليمنى، ثم يدعوا دعاء الدخول إلى المسجد.
- يجب على الزائر أن يبتعد أن أكل الثوم والبصل عندما يريد زيارة البيت الحرام.
- على الزائر أن يكثر من الصلاة داخل المسجد الحرام.
- وذلك لأن الصلاة فيه لها أجرٌ مضاعف آلاف المرات عن باقي المساجد.
- يجب على الزائر ألا يزاحم الناس داخل بيت الله الحرام، وأن يجلس أو يصلي حيث يصل به المكان دون أن يتخطى الرقاب ويزاحم الناس.
فضائل الحرم المكي
للكعبة المطهرة والمسجد الحرام في مكة المكرمة الكثير من الفضائل ومنها:
- أعظم بيت وأول بيت شيد في الأرض من أجل عبادة الله وحده لا شريك له.
- هو أحد المساجد الثلاثة التي لا يشد الرحال إلا إليها، كما ورد في حديث النبي عليه الصلاة والسلام.
- هو المسجد الحرام الذي حرمه الله تعالى كما حرمه نبيه عليه الصلاة والسلام، ولذلك يحرم القتال والصيد في المسجد الحرام خاصة وسائر أرض مكة بشكل عام.
- من دخل المسجد الحرام فهو آمن وهذا الأمان يجب علينا أن نلتزم به، وليس هو أمرٌ واجب التقدير من الله تعالى.
- البيت الحرام هو أحب بقاع الأرض إلى الله وكذلك احبها إلى رسوله.
- تعدل الصلاة في بيت الله الحرام مئة ألف صلاة في ما سواه من المساجد، وقد ورد ذلك في الحديث الصحيح.
شاهد من هنا: لماذا سمي بيت الله الحرام بالحرام
أحكام وخصائص الحرم المكي
- غير جائز الصيد فيه لاي شخص حتى من سكانه.
- لا يدخله غير المسلمين.
- غير حلال أخذ اللقطة من الطرقات لامتلاكها، ولكن حلال لمن ينشد صاحبها ويطلبه.
- العقاب فيه على الأفعال السيئة مشددة كالقتل.
- لا يُدفن المشركين فيه.
- صلاة النوافل غير مكروهه فيه في أي وقت من اليوم.
- من المكروه حمل السلاح فيه إلا بضرورة.
تحويل القبلة للبيت الحرام
- الحدث: تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة في السنة الثانية للهجرة (624 ميلادي).
- السبب: جاء تحويل القبلة بناءً على أمر الله سبحانه وتعالى للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة، حيث كان المسلمون في بداية الأمر يتوجهون في صلاتهم نحو المسجد الأقصى. التحويل إلى الكعبة كان تعبيرًا عن الاعتراف بمكانة الكعبة كمركز للعبادة، ولتأكيد الرابطة بين الإسلام والأنبياء السابقين.
- التفاصيل: يُذكر في القرآن الكريم في سورة البقرة الآية 144، حيث يقول الله تعالى: “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُولِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا”، ويشير إلى أن القبلة قد تحولت إلى الكعبة بعد هذا الأمر.
سبب تسمية بيت الله الحرام
- التسمية: يُطلق اسم “بيت الله الحرام” على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
- السبب: التسمية تعود إلى أن هذا المكان يُحظر فيه القتال، ويُحترم على مدار العام. كما يُعتبر هذا البيت محرمًا ومقدسًا في الإسلام، ويحظى بتقدير كبير من المسلمين. تُعرف مكة بأنها مكان له حرمة خاصة، وهذا يعكس احترام وتعظيم المسلمين للكعبة.
معنى حج بيت الله الحرام
- لغةً:
- حج: في اللغة العربية، كلمة “حج” تعني “الزيارة” أو “التوجه”. وقد يُفهم منها أيضًا “القدوم بقصد” إلى مكان مقدس.
- بيت الله: يعني “البيت” هنا المنزل أو المعبد، و”بيت الله” تعني المعبد المخصص لعبادة الله.
- اصطلاحًا:
- حج: هو عبادة من العبادات الإسلامية، يُفرض على المسلمين البالغين القادرين على أدائها مرة واحدة في العمر. يتضمن الحج أداء مناسك معينة في مكة المكرمة، مثل الإحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفة.
- بيت الله الحرام: هو الكعبة المشرفة، ويُعتبر من أقدس الأماكن في الإسلام. الحجاج يتوجهون إلى مكة لتأدية مناسك الحج، وتُعد زيارة هذا المكان وتقديم الشعائر فيه من أعظم الأعمال التي يُثاب عليها المسلم.