ما حكم من جامع زوجته من الدبر وهل تطلق؟
ما حكم من جامع زوجته من الدبر وهل تطلق؟ جاء الإسلام إلى الدنيا لكي يكرم الإنسان وقد جعل الله الزواج سمة من سمات البشرية.
وقد بين لنا الإسلام كل الأشياء المباحة والأشياء الممنوعة في كافة أمور الدين والدنيا.
ومن أهم الأمور الدنيوية التي اهتم بها الإسلام هي الزواج والعلاقة بين الزوج وزوجته.
وقد بين الإسلام أن العلاقة الحميمية بين الرجل وزوجته تكون عن طريق الفرج.
والسؤال الذي يشغل بال جميع الناس هو حكم من يجامع زوجته من الدبر، وهل تطلق الزوجة التي يقوم زوجها بجماعها من الدبر؟
محتويات المقال
الوضع الشرعي لإتيان الزوج لزوجته
- جاء الإسلام بالخير للبشرية في جميع الأمور الدينية والأمور الدنيوية.
- إن الجماع بين الزوج والزوجة من الأمور الحياتية المهمة التي تهدف إلى تمتع البدن والحفاظ على النسل.
- كما أن الجماع يساهم إخراج الماء الذي يحمل الحيوانات المنوية.
- وهذا الماء إذا بقي في الجسم ولم يخرج قد يضر الجسم ويعرضه إلى الإصابة بالعديد من الأمراض.
- وقد أثبتت الدراسات وذكر الأطباء أن الجماع بين الرجل والمرأة سبب من أهم الأسباب التي تساهم في الحفاظ على الصحة.
- حيث إنه يساهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية والمزاجية للشخص.
- وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الجماع بين الرجل والمرأة لا يكون إلا في قبل المرأة.
- والقبل هو الموضع الذي يخرج منه الولد أو ما يطلق عليه (الفرج).
- ومن جهة أخرى فيجوز للرجل أن يستمتع بزوجته بالطريقة التي ترضيه وكذلك ترضي زوجته.
- بحيث يكون تمتعه بزوجته في الموضع الذي يخرج منه الولد.
- كما ذكر بعض العلماء أنه يجوز للزوج أن ينزل في أي مكان من جسد زوجته.
- ولكن بشرط أن يكون الإنزال في الأماكن التي أباحها الدين الإسلامي.
- وعلاوة على ذلك فلابد أن تستمتع المرأة أثناء العلاقة الزوجية كاستمتاع الزوج بها.
شاهد أيضا: حكم من أفطر في رمضان عمدًا
حكم جماع الزوجة من الدبر
- قال الله تعالى في كتابه العزيز “نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم” صدق الله العظيم.
- ومن الجدير بالذكر أن مكان الحرث هو الفرج أي قبل المرأة.
- حيث يكون الهدف من هذا الجماع أن ينتج الولد.
- وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (ملعون من يأتي النساء في محاشهن: أي أدبارهن) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وهذا يوضح أن جماع المرأة في الدبر يعتبر من الأشياء المحرمة شرعًا.
- وينطبق أمر التحريم إذا كان مصاحب له إنزال أم لم يحدث إنزال.
- حيث إن هذا الأمر يكون مضاد للفطرة الصحيحة التي فطر الله عليها الإنسان.
- ومن جهة أخرى فإن الجماع من الدبر يجعل المرأة لا تشعر بالمتعة واللذة أثناء الجماع.
- بالإضافة إلى ذلك فإن ذلك مكروه لأن الدبر هو مكان القذارة.
- وقد أفتى بعض فقهاء الدين إلى أن الزوجة التي تطيع زوجها في أمر الجماع من الدبر تعد آثمة وتأخذ ذنب مثلها مثل الزوج.
- وقد أثبتت كثير من الأدلة والنصوص الدينية أن هذا الأمر إثم كبير (حتى أطلق عليه بعض العلماء اللواط الأصغر).
- وذلك نسبة إلى قوم لوط الذين كانوا يأتون الرجال من دون النساء فقد شبه العلماء الجماع من الدبر بالفاحشة التي قام بها قوم لوط.
- أما بالنسبة لطاعة المرأة لزوجها فمن الجدير بالذكر أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- وعلى الزوجة أن تقوم بتنبيه زوجها وتذكيره بالله سبحانه وتعالى.
- فإن لم يمتنع الزوج عن ذلك بعد تنبيهها له فعليها أن تقوم برف الأمر إلى القضاء.
- فإذا تاب الزوج إلى الله وامتنع عن ذلك فلا إثم عليه.
- أما إذا لم يمتنع ولم يستمع للقاضي، فمن الممكن أن يقوم القاضي بالتفريق بينهما إذا استدعى الأمر، والله أعلم.
كفارة جماع الزوج لزوجته من الدبر
- لا توجد كفارة محددة للزوج الذي يقوم بجماع زوجته من الدبر.
- حيث إن الكفارة تكون في الأمور المشروعة في أصلها ولكنها ممنوعة في وصفها أي في أوقات معينة.
- فعلى سبيل المثال عندما يأكل الشخص أو يشرب متعمدًا في نهار رمضان.
- فهذا الأمر يكون جائز في أصله ولكنه يمنع في وصفه وفي ذلك الوقت وهو نهار رمضان.
- أي أن تناول الطعام بصفة عامة في أي وقت أمر مشروع وجائز وغير محرم.
- أما بالنسبة لنهار رمضان فهو شهر الصيام ولابد من الامتناع عن تناول الطعام والشراب.
- ولذلك فمن يقوم بتناول الطعام أو الشراب في النهار في شهر رمضان متعمدًا وليس لديه أي مانع شرعي كالمرض أو السفر.
- فإنه بذلك يكون قد أثم ومن الضروري أن يقوم بدفع كفارة هذا الإفطار.
- بحيث تكون كفارة الإفطار عمدًا في نهار رمضان أن يقوم الشخص بصيام شهرين متتابعين.
- ولكن على العكس فإن السرقة في النهار ولاسيما في شهر رمضان.
- فإن السرقة أصلها في الشريعة أنهل فعل ممنوع وكذلك فهي محرمة أيضًا في وصفها وفي أي وقت.
- ونتيجة لذلك فلا كفارة معينة لمن يسرق في أي وقت وبصفة خاصة عندما يسرق في نهار شهر رمضان.
- ولكن من الجدير بالذكر أنه لا يتوقف الأمر عند ذلك بل ينبغي على الشخص أن يسرع بالتوبة والرجوع إلى الله.
- كما أنه من الضروري أن يقوم بالإكثار من فعل الأعمال الصالحة والحسنات حتى يتوب الله عليه ويغفر له ويكفر سيئاته.
- لأنه من المعروف أن الحسنات يذهبن السيئات وأن الله غفور رحيم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
قد يهمك: ما حكم من أكل ناسياً في صيام التطوع؟
حكم الجماع بين الرجل وزوجته في فرجها ولكن من الدبر
- ليس هناك أي مشكلة في أن يحدث الجماع بين الرجل وزوجته من ظهرها طالما الجماع في الفرج أو موضع الولد.
- حيث كان اليهود قديمًا يعتقدون أن الولد يكون أحول إذا جامع الرجل زوجته من ظهرها أو دبرها ولكن في فرجها أي مكان الولد.
- وعندما سأل الصحابة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن حكم ذلك الأمر.
- فقد أجابهم الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال الله سبحانه وتعالى “نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم” صدق الله العظيم.
- وبناءً على ذلك فقد استدل العلماء أنه يجوز للزوج أن يقوم بجماع زوجته من أي جهة سواء من الأمام أو من الخلف طالما هذا الجماع في فرجها.
- بشرط أن يشعر الزوج والزوجة بالاستمتاع.
- ويتم ذلك دون قلق على سلامة المولود وصحته، وهذا يخالف ما ذكره اليهود بخصوص ذلك الأمر.
حكم مداعبة الزوج لدبر زوجته بدون دخول العضو الذكري
- أجمع جهور العلماء أن مداعبة الرجل لدبر زوجته دون إيلاج جائز شرعًا.
- حيث قال العالم ابن قدامة في كتابه المغني (ولا بأس من التلذذ بها بين الأليتين من غير إيلاج).
- وبناءً على ذلك فقد أجاز بعض العلماء مداعبة الزوج لدبر زوجته ولكن بشرط أن يكون دون إيلاج أو دخول.
- وقد استدلوا على ذلك بناءً على عدم وجود أي نص شرعي يجزم بتحريم ذلك الأمر.
- وعلى الرغم من ذلك فلا يزال هذا الأمر مقيدًا بما يطلق عليه أمن الفتنة.
- حيث ذكر عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه قام بتشبيه الحائم حول الحرام بالراعي الذي يحوم حول الحمى ويوشك أن يقع فيه.
- حيث إن الرسول أمرنا بالابتعاد عن الشبهات ومنع كل شخص أن يدور حول الأمر المحرم ويفعل ما يقربه منه.
- لأن ذلك قد يلذ إليه المعصية ويقربه منها حتى يكاد يفعلها ويقع فيها.
- ونتيجة لذلك فقد نصح كثير من العلماء بالابتعاد عن هذا الفعل.
- بحيث يكون ترك هذا الأمر والابتعاد عنه ابتغاء لرضا الله وطاعته.
- ومن جهة أخرى فيعتبر تنزه عن الأشياء التي لا يأمن الإنسان على نفسه التلذذ بها والوقوع فيها.
اقرأ أيضا: حكم من دعاها زوجها للفراش ورفضت وعقابها
وفي النهاية نكون قد أوضحنا لحضراتكم حكم من جامع زوجته من الدبر.
كما ذكرنا الوضع الشرعي الذي ذكره الله للجماع بين الرجل والمرأة وكفارة من يخالف ذلك.
وعلاوة على ذلك فقد أوضحنا حكم مداعبة الرجل لزوجته وبصفة خاصة من الدبر.
نتمنى أن يفيدكم المقال ويعجبكم كما نتمنى أن تعم الفائدة على الجميع وينتشر المقال في كل مكان حتى نساهم في منه معصية.