ما حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب؟
ما حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب؟، يعد من التساؤلات القوية التي ظهرت مؤخراً ونالت عدد من التفسيرات الشرعية التي أدلى بها الأزهر لتوضيح هذه الأمور.
وفق ما جاء في أحكام الفقه، لذلك سنوضح اليوم هذا الأمر بشكل مفصل من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية فلنتابع بموقعنا المتميز دوماً مقال maqall.net.
محتويات المقال
ما حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب؟
- أصدرت دار الإفتاء منذ عام سابق فتوتها الموضحة على سؤال ما حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب.
- وقد أقرت بعدم جواز ترك الزوج لزوجته بدون أي سبب واضح.
- وقد استشهدت في ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والتي تحفظ للزوجات الحقوق والواجبات الخاصة بهم.
كالتالي:
- قال الله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة: 228].
- قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع.
- «إن لكم من نسائكم حقًّا، وإن لنسائكم عليكم حقًّا» رواه ابن ماجه.
- قول الله تعالى:﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النساء: 34] وهذه الآية الكريمة تفيد أنه لابد للرجال الامتثال للقوامة التي هي تكليف من الله تعالى لهم بعدم التقصير في أداء ما عليهم تجاه الأوامر الإلهية.
- فليس للنساء السمع والطاعة فقط فيما يريده الرجل بدون المطالبة بحقوقها التي شرعها لها الإسلام.
- ما رواه الطبري عن ابن شهاب الزهري في تأويل قوله تعالى: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾:
- «لا أعلم إلا أنَّ لهن مثل الذي عليهن إذا عرفن تلك الدرجة». «تفسير الطبري (2/ 257) وهذا تأكيدًا على أن الرجال لو قاموا بكل شيء دون إتيان الزوجة حقوقها.
- فقد سحب الله تعالى منه هذه الدرجة وأبدله الأدنى منها، فقد تكون المرأة خيرًا منه إلى أن يمتثل لإحسان معاملتها فالثواب والعقاب يظل موجودًا فلا حرية مطلقة للرجال ولا طاعة مطلقة للنساء.
- أقرت دار الإفتاء بأن ابتعاد الزوج عن إعطاء زوجته حقوقها الشرعية، قد يجعلها في ضرر وأذى منه.
- وينبغي لها أن تطالب بحقها فالزواج أصله التعفف والابتعاد عن المحرمات.
اقرأ أيضاً: ما حكم الزوجة التي تغضب زوجها؟
هل امتناع الزوج عن زوجته يوجب اللعن؟
أجاب جمهور العلماء عن التساؤل الخاص بجواب اللعن على الزوج المقصر في حقوق زوجته من خلال التالي:
- فضيلة الشيخ نور بارود: أفاد بأنه من الخطأ اعتقاد أن الزوجة فقط هي من تلعن عندما يرغب بها زوجها للفراش.
- وهى لا تريد أو تعتذر لأي سبب، بينما الزوج لا يقع عليه أي عقاب.
- واستشهد في ذلك الأمر من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار” متفق عليه.
- بمعنى أنه لا يجوز تطبيق نصف العقوبة وترك نصفها فقد كرم الإسلام النساء وأتاح لها المطالبة بحقوقها.
- وذلك وفق ضوابط إما بالصبر والاحتساب عند الله أو مطالبتها بالطلاق.
- وهذا حقها عند إصابة زوجها بمرض يمنعها عن التعفف.
- وهى لا تريد أو تعتذر لأي سبب، بينما الزوج لا يقع عليه أي عقاب.
- فَضيلة الشيخ محمد حسين عيسى: أقر بأن الممارسات الزوجية للعلاقة هي قدرة واستطاعة.
- وتختلف من شخص لآخر بقوله تعالى “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”
- فهذه إشارة واضحة لحق الزوجة وإذا لم يستطع فعليه تركها بالمعروف، حتى لا تصبها فاحشة.
- وإن لم يفعل وهى ترغب بالطلاق وقع عليه الإثم ولعنه الله تعالى.
- فضيلة الشيخ صالح الفوزان: يقول أن الزوج الذي يرفض المعاشرة يسمى ذلك في القرآن الإيلاء.
- وقد تحدث الله عنهم بقوله :(لِلَّذِينَ يؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة.
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول في الإيلاء.
- (لا يحل لأحد بعد الأجل إلا أن يمسك بالمعروف أو أن يعزم بالطلاق كما أمر الله عز وجل).
ما حكم الرجل الذي لا شهوة له ويهمل زوجته؟
- الزواج في الإسلام أحله الله تعالى وفق قواعد محددة وصريحة بينها القرآن عن المعاشرة.
- فعلى سبيل المثال بقوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
- كما إن المعروف هنا، هو المعاملة الحسنة واكتفاء الزوجة بكامل حقوقها من زوجهما يجعلها راضية.
- وراغبة في أن تعف نفسها عن الأمور المنهي عنها، وغير ذلك يفتح باب الشيطان لمساوئ النفس البشرية.
ومن الشواهد المتعددة عن نهي النبي عن ترك الزوج لزوجته وإهماله لها ما يلي:
- عن أَبِي جحَيْفَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ : آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أمَّ الدَّرْدَاءِ متَبَذِّلَةً [تاركة لباس الزينة]، فَقَالَ لَهَا : مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ : أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ : كلْ؟
- قَالَ : فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ : مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ : فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ.
- قَالَ : نَمْ، فَنَامَ، ثمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ : نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: سَلْمَانُ قمِ الآنَ، فَصَلَّيَا.
- فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.
- فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (صَدَقَ سَلْمَانُ).
- قول عمر رضي الله عنه:(وَاللَّهِ إِنِّي لأكْرِه نَفْسِى عَلَى الْجِمَاعِ رَجَاءَ أَنْ يخْرِجَ اللَّهُ مِنِّى نَسَمَةً تسَبِّح) أخرجه البيهقي في “السنن الكبرى”.
قد يهمك: حكم ضرب الزوجة وإهانتها
ما حكم الزوجة التي لا يعطيها زوجها حقها في الفراش؟
ينبغي أن يتم المصارحة بين الزوجين بأسباب ابتعاده عن إعطاء حقوق زوجته لها، فذلك الأمر أوجبه الله سبحانه وتعالى عليه.
إذا لم يكن له عذر واضح ومقبول يقبله أهل الفتوى، فالزواج هو تخليص الحواس من النظر للمعاصي بقول النبي:
- عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:”يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ” متَّفَقٌ عَلَيْهِ.
- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ حَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ:
- “لَكِنِّي أَنَا أصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي “متَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ما علاج إهمال الزوج لزوجته بدون سبب؟
- يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ همْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ).
- فالقرآن كان لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا ولها معالجات واضحة.
- فالزواج هو السبيل إلى الحلال ووقاية النفس من الفتن فلو كان الشخص غير قادر على إرضاء زوجته أو يتعمد أن يهملها.
لابد لها من الآتي:
- ينبغي على الزوجة أن تتشارك الهموم التي يعاني منها زوجها فقد يكون الأمر نفسيا بالدرجة الأولى
- ويحتاج منها بعضا من المناقشة للوصول لحل.
- ينبغي على الزوجة الاستعانة بالقرآن الكريم وتذكير زوجها بالصلاة الدائمة.
- فالصلاة صحة للبدن وللدين من وساوس الشيطان.
- قد يحتاج الزوج معالجة طبية لو ثبت معاناته من مشاكل في الانتصاب أو الدوالي.
- وغيرها من الأمور الصحية التي أصبح علاجها سريعاً.
- ينبغي ألا تستعجل الزوجة على وجود علاقة طبيعية من المرة الأولى، إذا سبق لها الحديث مع زوجها.
- فالموضوع يحتاج مرات متفاوتة لعودته لطبيعته.
- لو استمر النفور والبعد، ينبغي أن تصارح الزوجة زوجها بطلب الطلاق لتعف نفسها عن المنكر إذا لم تصبر.
شاهد أيضاً: حكم زواج المطلقة بدون ولي
أخيراً، وهنا نكون وصلنا لختام موضوعنا اليوم وأجبناكم بشكل مفصل عن ما حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب بشكل قاطع من القرآن والأحاديث النبوية.