ما حكم صلاة العيد
ما حكم صلاة العيد، يعد العيدين الفطر والأضحى أهم أعياد المسلمين التي شرعها الله عز وجل لهم، مقترنين بعبادتين عظيمتين وهما صيام رمضان والحج.
فيا ترى ما حكم صلاة العيد، هذا ما سنعرفه في مقالنا هذا عبر موقع مقال دوت كوم maqall.net.
محتويات المقال
ما حكم صلاة العيد؟
- صلاة العيد مشرعة بإجماع العلماء، وانقسموا في حكمها على أوجه ثلاث.
- إنها فرض عين، أو كونها سنة مؤكدة، أو على كونها فرض كفاية.
اقرأ أيضا: فضل صلاة العيد وحكمها
القول الأول في قضية ما حكم صلاة العيد
- أنها في حكم الوجوب للأعيان، وبه قال ابن تيمية، وابن القيم، وابن باز، وابن عثيمين، والصنعاني، والشوكاني.
- كما أيده مذهب الحنفية، وبعض المالكية كابن حبيب، وورد به رواية لأحمد.
أدلة القول الأول
أولا: من القرآن الكريم
- قوله تعالى ‘فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ’ [الكوثر: ٢]
- تدل الآية على كونه أمر من الله، والأمر يدل على الوجوب.
ثانيا: من السنة
- عن أمِّ عطيةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالتْ: (أمَرَنا- تعني النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن نُخرِجَ في العِيدينِ: العواتقَ، وذواتِ الخدورِ، وأَمَر الحُيَّضَ أنْ يعتزِلْنَ مُصلَّى المسلمينَ).
- وبأمره أن تخرج النساء دلالة على أمره بالصلاة، فيخرجن لأجل أن يصلين أو يحضرنها للحائض.
- وإذا أمر بخروج النساء، فالرجال أولى بذلك الحكم، وهو إجابة سؤال ما حكم صلاة العيد.
ثالثا: عقلا
- يعد أداء صلاة العيد تعظيم لشعائر الإسلام، وهي أعظم من الجمعة في تجميع مختلف الناس بأحوالهم.
- كما قد شرع الله التكبير في أداءها، ولو افترضنا أنها سنة فربما يتركها جميع الناس، فتضيع أحد شعائر الإسلام.
- لذلك وجبت صلاة العيد حفاظا عليها من الضياع، وحفاظا على استمرارية تعظيم شعائر الله عز وجل.
- كما قد شرعت فيها الخطبة، فصارت في حكم الوجوب كصلاة الجمعة.
القول الثاني فيما حكم صلاة العيد
- أما القول الثاني في جواب ما حكم صلاة العيد فهو كونها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وبهذا القول قال كل من المالكية، والشافعية، وأحد أقوال الحنفية، وفيه رواية لأحمد، وداوود الظاهري.
- وقد رجحه أهل العلم قديما وحديثا.
أدلة القول الثاني
أولًا: من السُّنَّة
- عن طَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رجلًا جاءَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسألُه عن الإسلامِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ اللهُ على عبادِه، فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: لا، إلَّا أنْ تطوَّع”.
- عن عبدِ اللهِ بن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَثَ مُعاذًا رَضِيَ اللهُ عنه إلى اليَمنِ، فقال: ادعُهم إلى شهادةِ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ، فإنْ هم أطاعوا لذلك، فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ قد افتَرَضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ…” الحديث.
ثانيا: من العقل
- أن صلاة العيد هي مؤقتة، وليس لها إقامة، وليس واجب فيها الابتداء في الشرع كصلاتي الاستسقاء والكسوف.
- وحيث أنه إذا وجبت صلاة العيد لوجبت بالضرورة خطبتها، ووجب الحضور والاستماع فيها كالجمعة.
القول الثالث فيما حكم صلاة العيد
- وقيل فيما حكم صلاة العيد أنها فرض كفاية، إذا أقامه البعض سقط عن الآخرين.
- وبهذا القول قال كل من الحنابلة، وهو قول عند كل من الحنفية والمالكية والشافعية، وبه أخذت فتوى اللجنة الدائمة.
كما يمكنكم التعرف على: هل يجوز صلاة العيد في البيت
أدلة القول على الثالث
وأدلة وجوبها هي:
- قوله تعالى “فصل لِرَبِّكَ وانحر” [الكوثر: 2]، وهو أمر فصل والأمر يعنى الوجوب.
- ولقد ورد وجوب قتال تاركيها، فلو كانت غير واجبة لم يجب علينا قتالهم مثل باقي السنن.
- ولكونها تعظيم لشعائر الإسلام، وإظهارا لهيبته.
أما أدلة كونها على الكفاية فهي:
- عن طلحةَ بن عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ‘جاءَ رجلٌ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أهلِ نجدٍ، ثائر الرأس، نَسمَع دويَّ صوته ولا نَفْقَهُ ما يقولُ، حتى دنا من رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا هو يسألُ عن الإسلامِ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خمسُ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ، فقال: هل عليَّ غيرُهنَّ؟ قال: لا؛ إلَّا أنْ تطوَّع، وصيامُ شهرِ رمضان، فقال: هل عليَّ غيرُه؟ فقال: لا، إلَّا أن تطوَّع، وذكر له رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الزكاةَ؛ فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: لا، إلَّا أن تطوَّع، قال، فأدْبَر الرجلُ، وهو يقول: واللهِ لا أزيدُ على هذا ولا أنقصُ منه! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أفْلَحَ إنْ صَدَق’
- ويدل قول الرسول في الحديث’ إلا أن تطوع’ أنه لا يوجد فرض واجب عليه غيرها.
- صلاة العيد شرعت بلا آذانَ، فليست بواجب على الأعيان مثل صلاة الجنازة.
- كما أنه غير واجب الاستماع إلى خطبتها، ولو وجب الاستماع إلى خطبتها لوجبت كصلاة الجمعة.
- كما أنها تتشابه مع صلاة الجنازة في تعدد التكبيرات في القيام، فكانت فرض كفاية مثل صلاة الجنازة.
الراجح فيما حكم صلاة العيد
- والمشهور عند الفقهاء أن حكم صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- ولقد ورد التشديد في صلاتها، لذا لا يجب على أي مسلم أن يتهاون أو يتكاسل عن أدائها.
ما حكم من فاتته صلاة العيد
- أما حكم من فاتته صلاة العيد فيجوز له أن يصليها في أي وقت من اليوم أو في يوم بعده، مثل باقي الرواتب.
- ويصليها بصفة وتكبيرات صلاة العيد، وهذا مذهب المالكية والشافعية.
- حيث ورد عن أنس بن مالك أنه إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام في البصرة كان يقوم بجمع أهل بيته ومواليه.
- ثم يقوم أحد مواليه وهو عبد الله بن أبي عتبة فيصلي بهم مثل صفة صلاة العيد من تكبيرات وعدد ركعات.
- وللشخص حرية الاختيار، بصلاتها منفردا أو مع جماعة، في مصلى أو في مكان آخر.
- كما يجوز لمن فاتته صلاة العيد أن يصليها أربع ركعات، مثلها مثل التطوع، وإن شاء فصل بسلام بعد الركعتين.
- حيث ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله “مَنْ فَاتَهُ الْعِيدُ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا”.
- كما ورد عن على بن أبي طالب أنه أمر أحد الرجال أن يصلي بضعفة من الناس في المسجد، وأن يصلي أربعا.
- وكان ذلك يوم عيد فطر، أو يوم عيد أضحى.
- وحيث أنها قضاء فقيل فيها أربعا كالجمعة، ولكن لا بأس إن صلاها ركعتين فهي صلاة تطوع.
كما يمكنكم الاطلاع على: هل يجوز صلاة العيد منفردا
بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال والذي أوضحنا فيه ما حكم صلاة العيد، وذكرنا آراء الفقهاء الواردة فيه، مع أدلتهم وحجتهم، وصاحب كل رأي، كما ذكرنا الرأي الراجح بعد ذلك، كما ذكرنا أيضا حكم من فاتته صلاة العيد، والله الموفق.