ما هي الحكمة من تعدد الزوجات
ما هي الحكمة من تعدد الزوجات هذا السؤال تطرحه عدد كبير من السيدات اللاتي لم يتقبلن فكرة زواج زوجها من امرأة أخرى.
ولكن بالفعل الزواج من زوجة أخرى من الأمور التي أباحها الإسلام، والتي وضع لها العديد من الشروط لكي تتحقق وفقًا للشريعة الإسلامية، ويمكنكم التعرف على الحكمة من التعدد من خلال موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
الحكمة من تعدد الزوجات
تعدد الزوجات من الأمور التي تنزعج منها الكثير من النساء، ولكن دعونا نتعرف على الحكمة من تعدد الزوجات فيما يلي:
- في بداية الأمر يعتبر تعدد الزوجات من الأشياء التي أباحها الله سبحانه وتعالى لصالح المرأة وليس الرجل كما يعتقد البعض.
- حيث أن الهدف من التعدد هو زواج أكبر عدد من النساء الذين هم في عمر الزواج ولم يكن هناك عدد كافي من الرجال الغير متزوجين.
- فهناك العديد من الفتيات اللاتي تقدم بهم العمر ولم يقدر لهم أن يتزوجوا بعد، لذا شرع الله سبحانه وتعالى التعدد.
- كما أن هناك العديد من الزوجات اللاتي تعرضوا للطلاق لأسباب لا دخل لهم فيها، وكذلك هناك من توفى زوجها وهي مازالت في مقبل العمر.
- نجد أن هؤلاء النساء لم يتقدم للزواج منهما رجل أو شاب لم يسبق له الزواج من فتاة صغيرة في العمر ولم تتزوج من قبله.
- أيضًا يساعد التعدد في الكثير من الحالات على الحفاظ على المرأة من ارتكاب الخطيئة، وكذلك مساعدتها على تحمل أعباء الحياة.
- نظرًا؛ لأن هناك العديد من الزوجات اللاتي لا تمتلك أي مصدر للإنفاق، الأمر الذي قد يعرضها للوقوع في الكثير من الأخطاء.
- كما أنه في مصلحة الرجل الذي لم يقتنع بزوجة واحدة فقط لكثرة شهوته، وبالتالي الزواج يساعده على التعفف.
- وكذلك يعمل على زيادة النسل وتعمير الكون.
- ومن حكمة تشريع تعدد الزوجات ما يلي:
التعدّد باب لتكثير شباب الأمة الإسلامية
يُعتبر تعدد الزوجات في بعض الحالات وفي ظروف معينة وسيلة لتكثير النسل ونشر الدين، حيث يؤمن بعض الناس بأن الأمة تحتاج إلى توسيع أعدادها لتعزيز قوتها وتأثيرها.
التقليل من العنوسة
قد يكون تعدد الزوجات وسيلة للتقليل من ظاهرة العنوسة عند النساء، حيث يُمكن للنساء اللواتي لم يجدن الزوج الأول لهن الاستفادة من فرصة الزواج وتحقيق الاستقرار العائلي.
حل المشاكل الأخلاقية
يُعتبر تعدد الزوجات في بعض الحالات وسيلة لحل بعض المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، مثل توفير الرعاية والحماية للنساء الأرامل أو اللواتي يعانين من ظروف صعبة، وكذلك توفير الاستقرار للأيتام والأطفال، وأيضا علاج المشاكل الاخلاقية كالوقوع في الزنا والفواحش.
شاهد أيضا: حكم تعدد الزوجات بدون سبب
شروط تعدد الزوجات
بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى أباح تعدد الزوجات، إلا إن هناك العديد من الشروط التي يجب الالتزام بها عند الرغبة في التعدد وهي:
- من أهم الشروط هي أن لا يزيد عدد الزوجات التي يتزوجهن الرجل في نفس الوقت عن أربعة فقط.
- يشترط أن يمتلك الرجل القدرة المادية لكي يتمكن من توفير متطلبات كل زوجة من زوجاته طوال فترة زواجهما.
- وكذلك الإنفاق على جميع الزوجات وتوفير كافة متطلبات الزواج، حيث ورد عن رسول الله (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج).
- يجب على الزوج أن يكون عادل وأن يقوم بواجباته تجاه كل زوجة من زوجاته بالتساوي، وأن يعدل في الإنفاق على كل زوجة وفي المعاشرة.
- كما يجب أن يحسن الزوج معاشرة جميع زوجاته، ولكن لا يندرج تحد المساواة بينهما أن يساوي في مقدار حبه لهم حيث أنه نابع من القلب.
- حيث قال تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا).
- يشترط على الزوج أيضًا أن يكون سليم من الناحية الصحية، لكي يستطيع أن يعاشر جميع زوجاته لكي يساعدهم على التعفف.
- الحرص على عدم الانشغال عن طاعة الله سبحانه وتعالى بالنساء.
- يجب أن لا تجمع بين الزوجات أي صلة قرابة لكي لا يساعد على نشر البغض والكراهية بين الأهل وكذلك قطع الرحم.
اقرأ أيضا: شروط تعدد الزوجات في الإسلام
متى يحرم التعدد
بعد أن قمنا بالرد على سؤال ما هي الحكمة من تعدد الزوجات سوف نوضح الأمور التي يحرم فيها التعدد وهي:
- في الحقيقة لابد في البداية من توضيح أن التعدد ليس من الأمور الأصلية التي وردت في الشريعة الإسلامية.
- حيث أن من حق الزوجة أن تنفرد بزوجها لكي لا تتعرض للظلم النفسي أو أي نوع من الضرر.
- كما أنه من الأمور التي تمنع الزوج من التعدد هي عدم القدرة على العدل وتطبيق شروط التعدد.
- ونجد ذلك في قوله تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)، لذا يتضح لها رأي القرآن الكريم في التعدد والذي يقوم على العدل.
- أيضًا يحرم التعدد في حالة علم الرجل بأنه لم يقدر على المساواة بين الزوجات.
- حيث أن المساواة والعدل بين الزوجات لم يقف عند حد الإنفاق والمعاشرة الزوجية، بل إنه يشمل الدخول على كل زوجة منهما بوجه بشوش وغير عابس.
- عدم الميل لواحدة منهما لمجرد أنها أثرت قلبه بحبها.
أضرار تعدد الزوجات
هناك العديد من الأضرار التي تنتج عن تعدد الزوجات والتي لا يدركها عدد كبير من أفراد المجتمع الذين يفكرون في التعدد وهي كالآتي:
- تزيد من الخلافات الزوجية بين الأزواج، وبالتالي يزيد من الضغوط على الزوج ويصبح غير قادر على حل تلك المشكلات.
- يساعد على الشعور المستمر بالتوتر النفسي ويزيد من الشعور بالضيق والملل.
- تربية الأبناء في جو عائلي ممتلئ بالخلافات والتوتر، الأمر الذي يؤثر بشدة على نفسية الأطفال.
- كما أنه من الأمور التي تهدد الاستقرار العائلي بدرجة كبيرة ويقلل من نسب السعادة الزوجية.
- أيضًا يولد الكراهية في نفس الزوجة نتيجة عدم مساواة الزوج بين زوجاته وتفضيل البقاء لأطول وقت مع الزوجة التي تزوجها حديثًا.
- حيث قال تعالى (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ).
شاهد من هنا: تعريف تعدد الزوجات
لماذا شرع الله التعدد للرجل دون المرأة
شرع الله التعدد للرجل دون المرأة لأن الرجل يستطيع التخصيب في أي وقت بحكم فسيولوجية جسده، أما المرأة إذا حملت فلا تستطيع الحمل من جديد إلا بعد الولادة ثم اتمام مرحلة النفاس، ثم تبدأ في رعاية طفلها بالرضاعة.
كما أن الشرع أراد أن يحفظ الانساب من الاختلاط، فالمرأة إذا تزوجت أكثر من رجل فإنه يصعب تحديد ما إذا كان الطفل المولود ابن الزوج الاول أو الثاني، وأراد أيضًا ان يحفظ لها كرامتها لأنها بذلك ستكون كالسلعة تتداول بهدف المتعة لا بهدف زيادة النسل.
ما الحكمة من تعدد زوجات النبي
- زواج النبي صلى الله عليه وسلم كان لأسباب خاصة بالمجتمع والشرع والسياسة، فمثلًا السبب الاجتماعي لزواج النبي المتعدد يكمن في الزواج من السيدة خديجة رضي الله عنها لحث الناس على الزواج من المرأة العاقلة الرشيدة ولا يقتصر الزواج على الفتيات الصغيرات فقط.
- حيث تزوجها النبي وهو في سن 25 عام ومكثت معه وحدها حتى توفاها الله وهي في سن ال50 عام.
- بعد ذلك أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج من السيدة سودة بنت زمعة وكانت من الأرامل، وذلك حتى ترعى أبنائه.
- تزوج أيضا السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب بعد ان توفى زوجها لإكرام والدها.
- وعندما نال زوج زينب بنت خزيمة الشهادة بغزوة أحد تزوجها الرسول.
- وعند وفاة زوج السيدة أم سلمة أقدم الرسول على الزواج منها.
فكان زواج النبي من بعض زوجاته الأرامل لتطيب أنسهن بعد وفاة أزواجهن في الغزوات ولرعاية أبنائهم.
- أما عن الأسباب المتعلقة بالشرع فكان زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأمر من الله تعالى، حيث رأى في رؤية أنه تزوجها.
- كما تزوج زينب بنت جحش بأمر من الله تعالى ليك لا يحرج المسلمين من الزواج من المطلقات، حيث قال الله تعالى: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا.
- أما عن الأسباب السياسية لزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض زيجاته، فقد تزوج من بعض الأسيرات لتقيل العداوة وإطلاق سراحهم.
- فمثلًا زواجه من السيدة جويرية بنت الحارث التي تم أسرها، وأيضا زواجه من السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فقد تنصر زوجها ودامت هي مسلمة،
- وكان الزواج منها فوائد كبيرة في تقليل كره أبي سفيان للدين الإسلامي حتى أن أهداه الله تعالى.
هل تعدد الزوجات أصل أم رخصة؟
تعدد الزوجات هو أصل وليس رخصة، لأن الدين يحث على كثرة النسل وعفة الرجال والنساء، والدليل على ذلك قوله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ.
لكن تعدد الزواج يجب أن يكون بشروط وأولها القدرة على الزواج ماديًا والقدرة على العدل بين الزوجات.
حكم تعدد الزوجات
أوضح علماء الفقه أن تعدد الزواج جائز في الشرع، وهناك العديد من الأدلة التي تبين ذلك سواء في القرآن أو السنة النبوية، فيقول الله عز وجل: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا).